لندن ـ 'القدس العربي': وصف مراسل صحيفة 'الغارديان'
المشكلة التي يعاني منها الناتو مع المقاتلين التابعين للمعارضة في
بنغازي، وقال ان ما حققوه في الدفينة قبل ايام اضطروا للتراجع عنه وتركه
بعدما امرهم الناتو بالتراجع الى ما اسماه الخط الاحمر للقتال بحيث يمكن
لطائراته استهداف القوات التابعة للقذافي.
ووصف الصحافي المشهد
بقوله: ان العربة التي كانت تحمل علم المعارضة مسرعة على الطريق وحولها
القذائف التي تقصف من الجانب الاخر، وعليها مقاتلون ممسكون بالمدفع الرشاش
وقبضاتهم للسماء ويصرخون 'الله اكبر'.
ويقول ان سبب احتفالهم هو
الجثة التي عرضوها على فوهة المدفع لاحد جنود القوات التابعة للقذافي
والدم يغطيه من اعلى جسده وينساب الى زيه العسكري. وحمله المقاتلون كدليل
على ما يقول المراسل 'انتصار صغير' على قوات النظام. ويضيف ان صحافيا
غربيا اندفع لاخذ صورة للمشهد لكن طبيبا صرخ 'ممنوع التصوير'.
ويصور
الصحافي الهجوم الذي شنوه واستطاعوا فيه اختراق مواقع 'العدو' حيث وصلوا
الى مشارف زليطين، وهناك ردت قوات القذافي باطلاق قنابل وصواريخ. ورد بعض
المقاتلين بالتساؤل عن سبب غياب الطائرات المروحية 'اين الاباتشي؟ الناس
يموتون هنا'.
وفي المساء وبعد تعرضهم لقصف مضاد،جاءت الاوامر اليهم
بالتراجع الى الخط الاحمر 'خط على الخارطة يعطي قوات الناتو المجال لضرب
الطرف الاخر وتجنب اصابة المقاتلين'. ويرى المقاتلون في الخط مصدر احباط
لهم، حيث لم يرو اي طائرة تحلق، وخسروا مقاتلا و13 جريحا.
ونقلت
الصحيفة عن قائد وحدة المتطوعين في مصراتة قائلا بصبر مبالغ فيه ان
مقاتليه مستعدون للهجوم والتقدم للامام مشيرا إلى ان قوات القذافي ضعيفة.
واضاف 'طبعا نحن ممتنون للناتو ولكن الحلف يصر على ان لا نتجاوز الخط
الاحمر. نحن مستعدون لقتل الجنود ،ونريد التقدم للامام'.
وتقول
الصحيفة ان الناتو ينفي ان يكون هناك خط احمر، وان مصدر اهتمامهم هو ان
الاستهداف من دون تعريض حياة المدنيين للخطر. ويظل المقاتلون التابعون
للمعارضة يخوضون حربا لا يسيطرون عليها كما قال تقرير لصحيفة 'واشنطن
بوست' وخطوط الاتصال طويلة ومعقدة حيث يرسل مثلا المقاتلون في مصراتة الى
بنغازي يخبرون مسؤول التنسيق عن الاهداف التي يريدون ضربها وبدوره يقوم
هذا بإخبار الناتو.
وتظل المعارضة تعاني من ضعف على الرغم من الخبراء
والاسلحة المتقدمة التي وصلت اليها كان اخرها صاروخ ميلان الفرنسي المضاد
للدبابات الذي شحن اليهم من قطرـ لكن هذا السلاح يظل متقدما بالنسبة
للمتطوعين ويحتاجون الى تدريب عليه.
ووصف مسؤول غربي تحدث قبل يومين
الى صحيفة بريطانية ان المعارضة المسلحة تظل معارضة 'هواة' غير مدربين،
وعليه ارسلت فرنسا وبريطانيا خبراء عسكريين لتدريب المقاتلين وتقدم
الاستشارة لهم. كما كشف عن وجود مرتزقة من المتعاقدين الامنيين تدفع
رواتبهم دول عربية.
وكشف تقرير لمجلة 'تايم' الامريكية عن وجود مدرب
امريكي متقاعد اسمه جيري ايرون من فانكوفر ـ ولاية واشنطن، حيث وجده مراسل
المجلة في واحد من المعسكرات الكثيرة التي انشئت لتدريب المتطوعين قرب
بنغازي، وكان يدربهم على اساليب النجاة في المعارك القتالية. وتقول المجلة
ان بيع الخبرات العسكرية من المتعهدين الخاصين الاجانب او المرتزقة تعتبر
المهنة الثانية الاقدم في العالم بعد المهنة المعروفة. ولكن ايرون يصر على
ان دوافعه خيرية.
وكان قد وصل الى بنغازي في الشهر الماضي حيث قال
انه اعجب بكفاح الليبيين ضد ديكتاتورية القذافي، وعمل ايرون في الجيش
الامريكي في ثمانينيات القرن الماضي كضابط احتياط في مجال التحليل
الاستراتيجي وحرب الجاسوسية مدة 25 عاما.
ويرى ايرون ان ضباط الجيش
الليبي الذين انشقوا على النظام يقضون وقتا وهم يدربون المتطوعين على
التعامل مع السلاح، لكنه يرى ان تدريبهم على طرق النجاة في المعارك مهم
ايضا، ويقول ان المتطوعين مصممون بشكل يذكره بروكي بالبو (فيلم) ولكن ما
ينقصهم هو اساسيات الجندية.
ويرى ان المتطوعين يقضون وقتا طويلا على
التدرب على استخدام الاسلحة المتقدمة التي وصلت اليهم حديثا وهذه فوق
مستواهم، كما ان قرار القذافي سحب دباباته التي اصبحت عرضة لهجمات الناتو
فان الصواريخ الجديدة لم يعد لها نفع. ويشير التقرير الى الجدل حول ايرون
وتواجده بين من يرى انه مفيد ويعلم المتطوعين اشياء غفل عنها الضباط
السابقون في الجيش الليبي، كما ان وجوده وان كان مدعوما من خليفة الحفتر،
العقيد السابق في الجيش الليبي الا انه يقابل بنظرات شك من الموالين
للعقيد عبدالفتاح يونس- وزير الداخلية المنشق عن القذافي والذي عين قائدا
لقوات المعارضة، ويتصادم الحفتر مع يونس اكثر من مرة حول من له احقية
القيادة. ولان الحفتر يسيطر على جزء من المعسكر الذي يعمل فان المسؤولين
التابعين ليونس يحاولون تهميشه.
ومع الشك بوجود ايرون في المعسكر الا
ان المدرب الامريكي لم يوفر كلامه في انتقاد القادة الذين قال انهم يجلسون
طوال الوقت في مكاتبهم ولا يتفاعلون مع المتطوعين، ويقول ان غياب التسلسل
القيادي اثر على معنويات المتطوعين.