سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3177
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | الشـرق الاوسط على ضـوء الثـورات العربية | |
مقـدمةلعل الاشـكالية الاكثر تعقيداً في الدراسات المسـتقبلية تعود الى ان المسـتقبل ليس من صنع ظاهرة منعزلة (تبدو كانها صدفة) اذ ان الاف العوامل المتداخلة تتشـارك في تشـكيل المستقبل. فاذا ما تجاوزنا بعضها باعتباره صدفة فان صورة المسـتقبل لدينا سـتكون اقل وضوحاً مع كل عامل او ظاهرة نفشـل في الكشـف عن قانونها الخاص. هذه الاشكالية تواجهنا لدى محاولتنا استقراء مستقبل المنطقة العربية على ضوء التغييرات السياسية المتسارعة التي تزحم المشهد السياسي العربي لتوحي بان الاشهر الاولى للعام 2011 تعيد تشكيل المنطقة انطلاقاً مع لحظة جيو استراتيجية نادرة انطلقت مع شرارة ثورة الياسمين التونسية وبلغت اوجها مع ثورة الشباب المصرية.أول الاسئلة المستقبلية المطروحة تعكس فضول التعرف الى المحطة التالية للجماهيرية الليبية على طريق تساقط الانظمة العربية وفق لعبة الدومينو السياسي؟. فيما تتخطى القراءة المستقبلية أسئلة الفضول الى أسئلة المصير والهوية ومعها مفاهيم الأمة والدولة والحدود وخريطة المنطقة بعد هذه اللحظة الجيوسياسية الانقلابية الطابع. وهو ما يطرح ضرورة تحري ودراسة العوامل المؤثرة في اطلاق هذه اللحظة؟.الراهن العربي يطرح قائمة متشابكة من الاسئلة والفرضيات فهي لحظة قيادة الفايسبوك للتغيير ام تراها قيادة الشباب له؟. انها ثورات على الفساد لا نعرف عوامل توقيت تفجرها او آلياته عداك عن اسرار تعاقبها المنسوب الى العدوى وربما الى الحسد والغيرة بين الشعوب المعنية. فيما ينسبه المحللون السياسيون الى نظرية تساقط احجار الدومينو.عنـاصر الرؤية المستقبليةان تطبيق النظرية الاستقرائية يستحضر اللحظات الجيوسياسية للمنطقة بدءاً من اتفاقية سايكس بيكو العام 1916 مروراً باللحظات التي أعقبت حروب المنطقة المتتالية منذ العام 1948 ولغاية اللحظة الراهنة. والاهم قبيل هذه اللحظة حيث تتبدى عوامل لا يمكن فصلها او تبرئتها من التحضير لانضاج لحظة التغيير العربية. مع ضرورة مراجعة تأثيرات العامل الخارجي وبخاصة المشاريع الاميركية في المنطقة بدءاً من “حلف بغداد” ومشاريع “الشرق الاوسط الكبير” وبعده “الجديد” وقبلهما “مشروع تغيير خارطة الشرق الاوسط”.وتضاف الى ذلك تسريبات ويكيليكس مضافاً اليها التسريبات المقصودة المعتادة لوكالة الاستخبارات الاميركية. التي منحت وكالة رويترز على مراحل زمنية حصرية تسريبات تتعلق بمكامن المخاطر السياسية في قائمة من الدول العربية. دون نسيان تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون منذ تسلمها لمنصبها حول الحريات وبخاصة حرية الانترنت. اضافة لتولي وكالة التنمية الاميركية مسؤولية تمويل التدوين العربي والمنظمات المشرفة عليه والموجهة له. هذا دون استبعاد تداعيات انفصال جنوب السودان والدول المتضررة من ممارسات وسياسات مبارك أفريقية كانت او عربية.تغيير خريطة الشــرق الأوســطيُفيد تقرير مخابراتي ورد في نشرة “فورين ريبورت” الأميركية الاستراتيجية العام 2002 إن من بين المصالح الأمنية الأميركية في المنطقة، بعد الحملة الأميركية على أفغانستان، إبرام تسويات سلمية في الشرق الأوسط تستقر مع إعادة رسم الخريطة السياسية الجديدة للمنطقة التي تشتعل بالصراعات الاقليمية والدولية وفقا للتخطيط الأميركي، بينما يبقى الاهتمام الأميركي في المنطقة هو المحافظة على التفوق العسكري الاسرائيلي وخلق كيانات صغيرة في المنطقة للمحافظة على ذلك التفوق، ومن ثم تأمين تدفق البترول من الخليج العربي وبحر قزوين الى الغرب بالمعدلات والأسعار الملائمة له، وتأمين خطوط المواصلات البحرية العالمية بما يخدم حرية التجارة الدولية بلا قيود، وتدفق الصادرات الأميركية والأوروبية، وفي مقدمتها السلاح، الى الدول العربية، ودول جنوب آسيا. ويضيف مصدر على علاقة بالتقرير ان هناك في بعض الدول العربية المجاورة لاسرائيل فريقا أميركيا من كبار المخططين السياسيين يدرس أحوال الدول العربية وذلك بهدف تفكيك دول المنطقة وإعادة تركيبها من جديد، بل ان بعض الدول ستظهر في المنطقة وسيختفي بعضها الآخر”. ويرى المخططون الأميركيون أنه بالإمكان تفتيت دول المنطقة وإعادة تركيبها كما حدث عندما قام في 3 نوفمبر 1916، السير مارك سايكس، ممثل الامبراطورية البريطانية، والمسيو فرنسوا جورج بيكو، ممثل مصالح الامبراطورية الفرنسية، بالتوقيع على ما سمي بـ “اتفاق سايكس بيكو” وتم التصديق عليه في فبراير، وهو الاتفاق الذي تمت على يده ولادة الكيانات العربية كما نعرفها اليوم.للاطلاع على التفاصيل انظر موقع المركز العربي للدراسات المستقبلية على الرابط:http://mostakbaliat.com/link149.htmlمشـروع الشــرق الأوســطيتطابق هذا المشروع من الوجهة الاستراتيجية مع مشروع حلف بغداد بحيث يشكل نسخة محدثة عن حلف بغداد. حيث الهدف المشترك للمشروعين تأسيس تحالف صديق لواشنطن يتكفل حماية مصالحها في الشرق الاوسط. مع فارق سقوط الاتحاد السوفياتي الذي انهى إفتراضياً منطق الاحلاف الدولية. بحيث اضطر حلف الناتو لتعديل استراتيجيته الدفاعية وتحويلها الى هجومية لتبرير استمراريته المفقود عقب سقوط حلف وارسو مع الاتحاد السوفياتي. وكان المشروع الاميركي للشرق الاوسط قد انطلق بعنوان “الكبير” بتأثير فلسفة القوة الاميركية المعتمدة من قبل بوش والمحافظين الجدد. حيث ساهم غرور القوة في اهمال استقراء عوامل فشل توسيع الشرق الاوسط ليصبح الكبير. ومع توضح هذه العوامل وتجسيدها بالعجز الاميركي عن تخطي المحطة العراقية برز تعديل المشروع ليصبح “الشرق الاوسط الجديد” كما اعلنته وزيرة خارجية بوش كونداليزا رايس خلال حرب تموز الاسرائيلية على لبنان. ومع فشل الحرب الاخيرة سحب المشروع من التداول على غرار سحب مشروع حلف بغداد. أي مع بقاء الحاجة الاستراتيجية لاقامة حلف صديق لاميركا في المنطقة.لقد حاول المنظرون الاميركيون التأسيس للمشروع عبر تقديم العراق المحتل نموذجاً للديمقراطية الاميركية. لكن اندلاع المقاومة العراقية واستمراريتها قلبت النموذج الى عكسه. لتنتقل محاولة بناء النموذج الاميركي الى لبنان ولتنشط عقب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري. لكن التعددية اللبنانية التقليدية حالت دون نجاح النموذج اللبناني ايضاً.هنا يطرح محللون استراتيجيون الثورات العربية كبدائل لنماذج الديمقراطية الاميركية في المنطقة. ويدعم هؤلاء طرحهم بالاشارة الى دور تسريبات ويكيليكس في كشف الغطاء عن اسرار سامة لبعض الحكام العرب. كما يدعمون طرحهم بالاشارات الاميركية المبكرة لتشجيع حرية الانترنت والضغط الاميركي المتصاعد للحفاظ على الحريات الشبكية ودعمها. مذكرين بالازمة الصينية مع محرك غوغل ودور المخابرات الاميركية في تلك الازمة. والاهم تذكيرهم بتصريحات هيلاري كلينتون في منتدى المستقبل في المنامة قبل ايام من ثورة تونس. وفيها تأكيد على الدعم الاميركي لاطلاق حرية الاتصال الرقمي.الثـورات العربية ومفاجآتهاالادارة الاميركية تدرك ان الثورات الديمقراطية العربية لا يمكنها ان تكون مؤيدة للسياسة الاميركية. اذ تدرك هذه الادارة ميول الشارع العربي السلبية تجاه سياساتها مضافاً اليها تراجع الرئيس أوباما عن وعوده للعرب والمسلمين وتعهده بتطبيق حل الدولتين ومعالجة الاستيطان الاسرائيلي. وهذه التراجعات أضعفت اصدقاء واشنطن من الحكام العرب ما جعلهم طليعة اهداف الثورات الديمقراطية العربية. حيث بدأت الثورات من تونس مروراً بمصر ومن بعدها ليبيا لتسقط حاكمين عربيين وتهدد ثالثاً من اصدقاء واشنطن. والحاكمان المخلوعان لم يكونا من ألصق الاصدقاء الا انهما كانا الاكثر استجابة للضغوط الاميركية. وواصلت الثورات عدواها متجهة نحو الاردن واليمن والبحرين وهي دول تجمع الى صداقة اميركا تعاوناً عسكرياً استراتيجياً معها متمازجاً مع عمليات عسكرية واستخبارية سرية. كما ظهرت بوادر العدوى بصورة أقل حدة في الجزائر والكويت وقطر وسلطنة عمان. فيما لا تزال الاوضاع في السعودية وباقي دول الاعتدال العربي الحليفة للسياسات الاميركية موضع تساؤلات.في المقابل اعتمدت ادارة اوباما مبدأ السعي كي لا تكون هذه الثورات مناهضة للسياسة الاميركية ان لم يك من الممكن كسب تأييدها لهذه السياسات. هذا دون ان تعير الادارة أذناً صاغية لعواقب ترك الرئيس مبارك لمواجهة مصيره وأثر ذلك على مصداقية واشنطن لدى باقي الحكام العرب الاصدقاء.وفي حالة الرئيس المصري اعتمدت واشنطن سياسة تبرير التخلي فلجأت لاعلان دهشتها ومفاجاتها من اندلاع الثورة المصرية موجهة اللوم لاجهزة مخابراتها التي لم تتمكن من رصد احتمال اندلاع هذه الثورة والثورة التونسية قبلها. وفي مرحلة لاحقة بدأت التسريبات المكثفة حول ثروة الرئيس وعائلته وتأكيده للقيادة العسكرية الاميركية ملكية العراق لاسلحة الدمار الشامل قبل احتلال العراق. ثم جاءت تسريبات ويكيليكس حول علاقات اللواء عمر سليمان مع اسرائيل والمخابرات الاميركية.. الخ من الوثائق التي تبرر التخلي الاميركي عن الرئيس مبارك وبعضاً من فريقه. وحفاظاً على ماء الوجه قالت التسريبات ان المسؤولين الاميركيين حثوا بعض اصدقائهم العرب على مساعدة مبارك ودعمه.الدور الاميركي في الثورات العربيةتمتعت المخابرات الاميركية بحرية حركة متفاوتة التسامح داخل الدول العربية الصديقة. متخذة اقنعة دبلوماسية وتنموية وحقوقية وغيرها. وعلى سبيل المثال اظهرت برقيات حصل عليها موقع «ويكيليكس» ونشرتها صحيفة «افتنبوستن» النروجية، ان واشنطن دفعت ملايين الدولارات لمنظمات مصرية، الامر الذي اثار دهشة الرئيس حسني مبارك. وجاء في البرقية الاولى ان السفارة الاميركية في القاهرة خصصت مبلغ 150 مليون دولاراً لنشر الديموقراطية. وفي برقيات ديبلوماسية اخرى جاء ما يثبت ان الولايات المتحدة ساهمت في شكل مباشر في تشجيع القوى المحلية المعارضة للرئيس مبارك. والمستغرب حقاً, ان ادارة اوباما لا تنفي هذا الاتهام ولكنها تبرره من موقع الدفاع عن مصر لا عن مبارك.هذا ويشير متابعو تصريحات هيلاري كلينتون الى أن الولايات المتحدة ضاقت ذرعا بالفاسدين التابعين لها الذين يتربعون على عروش الدول العربية. والذين أصبحوا يشكلون عقبة كبيرة على طريق تطور مؤسسات المجتمع المدني. فقد كانوا في الماضي مفيدين لكن الأوان قد آن في الوقت الراهن للتخلص منهم والمباشرة في بناء مجتمعات مدنية حقيقية في الدول العربية. ولا حاجة هنا إلى التأكيد على البراغماتية الأمريكية وإن الاميركيين يطبقون استراتيجيتهم ان لم يكن في نفس اليوم فبعد عدة سنوات. ولذلك لا يمكن اغفال الأثر الأمريكي في سلسة الثورات العربية. فالمتتبع ليوميات الاحتجاجات في مصر وتونس، يلاحظ بسهولة أن المحتجين يظهرون بمظهر أوروبي. وعندما يُجري هؤلاء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية يتحدثون بطلاقة بالفرنسية والإنجليزية. ولكن دون ان يعني هذا الاثر تحكم واشنطن بهذه الحركات. اذ ان الحضور الاميركي محدود جداً في هذه الحركات وهو على شكل ناشطين في المجتمع المدني. وهؤلاء الناشطون ينتظرون الخدمات ولا يقدمونها في العادة.الثورات العربية والتغييـر الديمقراطيالحديث عن تخلي واشنطن عن حليف بحجم الرئيس مبارك وبمدة خدمته لا يعني ،كما قلنا اعلاه، التشكيك بتورط أو تبعية شباب الثورات العربية. اذ ان السوابق الاميركية تشير الى تسهيل اميركا السبل للتخلص من أصدقائها بعد فقدانهم الصلاحية. ومن هذه السوابق الملك فاروق وشاه ايران وقائمة من الاصدقاء الاقل شأناً لواشنطن. والامر نفسه يصح بالنسبة للتمويل الاميركي الذي نقلته وثائق ويكيليكس حيث خصص مبلغ ال 150 مليون دولار لنشر الديمقراطية عموماً في مصر. وبالتالي فان حصة المدونين ،وغيرهم من المشاركين في الثورة المصرية، فيه تكاد تتضاءل حتى تنعدم.وهذه التبرئة لقيادات الثورة الشبابية لا تعني اهمال المحاولات والمساعي الاميركية للاستفادة من الواقع الذي خلقته الثورات والحركات العربية لخدمة التوجه الاستراتيجي الاميركي الجديد لاعادة ترتيب الشرق الاوسط. وهو توجه يجمع بين تهيئة الأجواء لانسحاب اميركي مريح من العراق وبين ايجاد معادلة جديدة لحماية المصالح الاميركية في المنطقة. ووفق هذا السياق نقرأ الزيارة المرتقبة لوززير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الى القاهرة.في المقابل يدرك الشباب المصريون ان ثورتهم اعادت مصر الى قلب العالم العربي كما اعادت لها دورها العربي المحوري واجتماع الشارع العربي من حولها. وهي مكاسب تجب المحافظة عليها عبر تسليم زمام السياسة المصرية الى قيادات جديدة موثوقة. وهو ما بدا واضحاً من خلال حكومة عصام شرف لتصريف الاعمال البديلة لحكومة احمد شفيق وتركيبتها الوزارية العميقة الايحاءات.وهذا الوعي مشترك مع الشباب التونسي الذي واصل تحركه لغاية نجاحه في تغييب حضور الحزب الحاكم سابقاً في الحكومة. فكان اسقاط محمد الغنوشي وحكومته واستبدالها بحكومة اكثر موثوقية.الحـرب على الشبكة بديلة للحرب العسكريةيجمع علماء المستقبليات على اختلاف أهوائهم ومناهجهم على واقعة ارتباط المستقبل بمفاهيم جديدة للسلطة. حيث طرح عالم المستقبليات الفين توفلر الموضوع مبكراً نسبياً في كتابه المعنون “تحـول السلطة”. وفيه رأى توفلر ان حكام المستقبل هم اصحاب الياقات الزرقاء اي العاملين في مجال المعلومات. كون توفلر يجزم بأن من يملك المعلومات يملك العالم دون حساب لمفهوم القوة في ملكية هذا العالم. ثم جاءت طروحات متلاحقة لوجوب حصر سلطة القرار بمالكي المعلومات وسحب تأثير العامة كونهم لا يملكون المعلومات. وهي طروحات تدفع باتجاه ضرورة التخلص من الديمقراطية. كون الديمقراطية ،وفق هذه الطروحات، تعني تدخل الجاهلين في القرارات.أما لماذا تصر الولايات المتحدة خاصة والغرب عامة على نشر الديمقراطية ،في الدول العربية وغيرها من دول العالم الثالث، فذلك بسبب قناعة اميركية راسخة وان لم تكن معلنة وقوامها ان اميركا اغلقت خلفها باب التطور العلمي والحضاري. وعلى دول العالم الثالث ان تقلع عن مجرد التفكير باللحاق بحضارة العصر.وفي السياق تأتي نظرية الحرب الافتراضية القائلة بان حروب المستقبل لن تكون حروب مواجهات عسكرية بل ان سلاحها الرئيس سيكون “الاعـلام” حيث يتوقع ان تدخل الشبكات (الاتصالات عبر الانترنت) كعنصر مقرر من عناصر تصنيف التجمعات البشرية. وبالنظر الى دور الفايسبوك في الثورات العربية يمكن اعتبارها ،وبخاصة المصرية من بينها، بداية الامثلة على الحروب الافتراضية.نجـاح الثورة التونسـيةفاتحة الثورات العربية ونموذجها الاساسي وإقدام وشجاعة قياداتها وريادة جمهورها عوامل تتوج مجتمعة هذه الثورة كمصدر وحي مركزي لباقي الثورات والتيارات الثورية العربية على مدى سنوات قادمة.لكن ورغم هذه الريادة فان الشارع العربي لا يرى المشهد التونسي بالوضوح اللازم. ذلك ان تونس لم تكن لاعباً رئيسياً في المشهد السياسي العربي. ما يجعل موقف الشارع العربي من نظامها السابق وبالتالي من ثورتها موقفاً ملتبساً. وذلك على عكس النظام المصري صاحب المواقف الفاقعة من مختلف القضايا العربية الاساسية واحياناً الفرعية منها.وهذه الوضعية تبرر قراءتنا القاصرة للثورة التونسية بانتظار توضيحها من قبل القيادات التونسية الجديدة. وفي قراءتنا نطرح بداية علامة تعجب حول تأييد الشارع العربي لهذه الثورة بدون تحفظ رغم عدم احاطته بتفاصيل الاوضاع التونسية. فهل هو تعاطف القهر الجامع بين المقهورين؟. أم انه تأثير اليسار التونسي وهو اللاعب الرئيس قي الثورة؟. أم هي الفكرة بحد ذاتها وهي تطرح الطريق الثالث ما بين الخضوع لارادات الآخرين وبين المواجهة عن طريق التطرف الاسلامي.نجـاح الثورة المصريةنجحت الحركات الشعبية المصرية في القسم الاول من مواجهتها مع النظام وهو الشق المتعلق بالتنظيم. فقد كان تنظيم التحركات لافتاً وهو تدعم بصور حاسمة عبر اعلان سلمية التحرك. وذلك لغاية تفتيش القادمين للمشاركة في الاحتجاجات. كما سجل المحتجون نقلة حاسمة بخروجهم الى ميدان التحرير والشوارع المصرية بعد ان تمكن النظام من حبس اية تظاهرة داخل الاسوار دون ان تصل الى الشوارع.هذا التواجد في الشوارع جذب الى الاحتجاجات كل المحتجين السابقين الذين خنقت احتجاجاتهم داخل اسوار المساجد والجامعات والنقابات. وهذا التمرد النرجسي الجماعي جعل الاعداد المتدفقة للمشاركة في الاحتجاجات تتخطى كل التوقعات سواء توقعات المحتجين او المخابرات المصرية او حتى المخابرات الاجنبية والعربية. وهذه نقطة تقع خارج نطاق تأثير تنظيمات الفايسبوك كونها ملتصقة بالبيئة وبخصوصيتها.وجاء القسم الثاني من المواجهة الافتراضية بين المحتجين والنظام وهو يتعلق بمرحلة الارباك حيث النجاح بارباك الخصم يعادل تدميره.عند هذه النقطة لجأ النظام للرهان على الوقت كونه عامل ارباك من الدرجة الاولى للجماعات التي لا تملك الموارد اللازمة لاستمراريتها. وهنا عمد اعلام النظام للتركيز على نقاط ضعف قاتلة ومنها التركيز على فتح حوار بين مندوبين عن المحتجين وبين النظام ما يعني طول البقاء في الشارع وبالتالي بداية الارباك. كما ركز الاعلام الرسمي على شائعة الوجبات الجاهزة التي تقدم للمتظاهرين. في ايحاء بوجود تمويل اجنبي. وبعد تثبيت هذا الايحاء وزرعه للشكوك جاءت الاعلانات الرسمية عن تمويل خارجي ،ايراني خصوصاً، للاحتجاجات.رغم هذه الضربات الموجعة والمدروسة فقد كانت الاحتجاجات تتغذى بصورة متواصلة بدماء ومشاركات جديدة ابعدت عنها الارباك المحتمل نتيجة لهذه الضربات. كما تدعمت الاحتجاجات بالتسريبات التي طالت ثروة مبارك وعائلته وثروات المسؤولين والفاسدين المصريين.عند هذه المرحلة جاء خطاب الرئيس مبارك وكأنه يحمل كفنه الى الشعب المصري ويقول له: لقد حدمت مصر عمراً واعدكم بالمحاسبة وفي المقابل اريد ان اخرج من الحكم بكرامتي وأموت على ارض مصر.كان التجاوب الشعبي هائلاً مع هذا الخطاب وذلك باعتراف القيادات الشبابية منظمة الاحتجاجات. وبدأ المتظاهرون يخلون المكان باعداد كبيرة كان من شأنها تدمير الاحتجاجات ووضع خطوط نهايتها. لكن البلطجية جاءوا بعد ساعات ليمارسوا نوعاً من أشد الاعتداءات إثارة للاستفزاز اذ جاءوا على صهوة الجياد والجمال ليعتدوا على الابرياء العزل في ممارسة لها دلالتها غائرة العمق في الثقافة العربية الاسلامية. اذ انها وباختصار كانت اشبه بحروب الردة (السياسية) فسقط العفو عن الرئيس الذي حمل كفنه ومعه سقط النظام بعد ان اصيب بارباك لم يتمكن من مواجهته.الإصـلاح والتغـيير بأيد عربيةأحدث إحتلال العراق زلزالاً إستراتيجياً مدمراً بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط عامة. فارضاً بذلك ضرورة اعادة تموقع دول المنطقة ومعها فرص استقطابات وتجمعات ومحاور اقليمية جديدة. وهي تموقعات ترافق في العادة كل حالات اختلال التوازنات الاستراتيجية عقب التغييرات الجيوسياسية التي تحدثها التحركات الهادفة لادخال لاعبين جدد الى المنطقة المعنية. لكن هؤلاء اللاعبين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة ادركوا أن المقامرة ليست طريقاً مضموناً للثروة!. وأن نهاية أوروبا العظمى بدأت مع انتصارها في الحرب العالمية الثانية. وباتوا يسعون للانسحاب من المنطقة مع إبداء الاستعداد للتعاون من اجل تجنيب المنطقة الوقوع في فوضى جيو استراتيجية نتيجة لذلك الانسحاب.وتشير متابعتنا لتقارير مراكز الدراسات الاستراتيجية الاميركية انها تدير النقاش حول السياسة الدولية في اعقاب الحرب على العراق, كما يدور نقاش معمق وواسع حول “اعادة صنع” و”اعادة تشكيل” و”اعادة تنظيم” الشرق الاوسط”. وهي تغييرات تخرج على مشروع تغيير خارطة الشرق الاوسط وفق رؤى ما قبل احتلال العراق. ويترافق هذا النقاش مع التمسك بالمطالبة بدمقرطة “الشرق الاوسط الكبير” وهو ضمن اجندتي دوائر المحافظين الجدد والليبراليين الاميركيين, وهي سيرورة يراها الفريق الاول أميركية فيما يعتبرها الثاني أطلسية. ورغم ذلك تبرز مفارقة مهمة بين الاصرار على هذا النقاش والحاجة الى “فرض النظام” في المنطقة, والنقص في الافكار حول الادوات المناسبة او الاساليب (المقاربات) الجديدة والعملية من اجل المضي قدماً في تنفيذ مثل هذه الاهداف. ونقص الافكار هذا هو الذي قد يفسر تلقف الاميركيين للحراك الشعبي العربي ،بغض النظر عن ثوريته او عصبيته، كونه حراكاً تغييرياً بقيادات محلية تترجم بدقة العلاقة بين التغيير الجيوسياسي الحاصل في المنطقة وبين متغيرات الديناميكية الاجتماعية فيها. وهي ترجمة فشلت فيها مراكز الدراسات الخارجية. حيث فشلت مبادرة الشراكة في الشرق الاوسط. وهو فشل يمتد الى مشروع برشلونة بقيادة الاتحاد الاوروبي او الشراكة الاوروبية – الشرق اوسطية. ليبقى بعدها اعتماد الاقتراح العربي الذي لم ينتظم بمشروع متكامل ولم يعرض بشكل اكاديمي يمهد طرحه للنقاش السياسي ومع ذلك فهو اقتراح معروف من قبل الجهات الاميركية المعنية. وملخصه الاصلاح بأيد عربية ووفق اجندة عربية. وهو المشروع الذي حملته الثورات العربية. التي تطالب بالاصلاح بصورة سلمية وتدعو القيادات التي فشلت في عملية الاصلاح ،والتي انحرف بعضها الى الفساد، الى مجرد التنحي وافساح المجال امام عمليات اصلاح حقيقي بعيدة عن تقارير التنمية البشرية الاميركية. حيث أثبتت الشعوب العربية في بلدان الثورة ،كما في شوارع البلدان العربية الاخرى الداعمة للثورات، انها شعوب تقدم كرامتها القومية وعوامل الإعتراف الهيغلي على كل نصائح تقارير التنمية البشرية. وهذا ينفي صلاحية هذه التقارير للاعتماد كنواة لإطلاق مشاريع مقبولة من شعوب المنطقة. وهي تثبت بأشكال عديدة رفضها إستبدال الإعتراف بسعادة مياه الشرب. خاصة وأنها تدرك أنها ليست فقيرة بل هي تعرضت على مدى عقود لسياسة إفقار منظمة. وهو ما يلغي فعالية الإستعراضات الإعلامية للتبرعات الأميركية الواردة الى المنطقة ببخل شديد تحت شعارات المؤسسات الأميركية للتنمية. وهي مجرد فروع مخابراتية مرفوضة وعديمة التأثير على الثورات.المحـطة الليبيةتشير متابعة يوميات التحرك الشعبي الليبي الى اختلافات بنيوية بينه وبين الثورتين التونسية والمصرية. وهو ما تؤكده المواجهات الدموية واتجاهها نحو التطور والتأزيم. بما يطرح إحتمالات الصوملة والعرقنة ومعها احتمالات نشوب حرب اهلية وكلها مؤشرات على عدم اكتمال الظروف امام ثورة ليبية ممكنة اللحاق بسابقتيها. وهنا يصح تطبيق نظرية الاستقراء التاريخي لاستنتاج خلاصة مفادها ان قطار الثورات العربية سوف يقف طويلاً في المحطة الليبية. بما يحتم على قيادات الحراك الشعبي في باقي الدول العربية التحفظ والتريث للحؤول دون استغلال تحركهم وتحويله الى مواجهات دامية ومشاريع حرب أهلية.هكذا فانه ووفق نظرية الاستقراء المستقبلية يتوقع ان يقف قطار الحركات الشعبية العربية في المحطة الليبية بما يستتبع امتداد فترة الفوضى الليبية اضافة الى تراجع تدريجي لحدة الاحتجاجات القائمة حالياً في بلدان عربية اخرى. وبخاصة في اليمن والبحرين حيث يمكن للحوار ان يوصل الى بعض الاصلاحات بما يفقد التحركات الشعبية مبرراتها. دون ان تفقد باقي مشاكل البلدين الداخلية دافعيتها.اما بالنسبة للباحث الاكاديمي فانه امام فرصة التقاط الانفاس لمناقشة تصنيف التحركات الشعبية العربية كما لتصنيف خلفياتها وامكانيات نجاحها.تصنيف الحركات الشعبية العـربيةانطلاقاً من مسؤوليتنا بالدعوة لتسخير الاختصاصات النفسية لخدمة المجتمع العربي وتجاوز النقل الاعمى عن التجارب الغريبة عن هذا المجتمع. وفي خطوة وقائية للعقول الاختصاصية الاسيرة نجد من واجبنا تقديم هذا الاقتراح التصنيفي للحركات الشعبية العربية. وهو اقتراح ينطلق من المحاور التشخيصية التالية:المحـور التحريضي: هل تستند الحركة الشعبية المعنية الى دعوة اصلاحية شعبية شاملة تنضوي تحتها مختلف تلوينات الجمهور في الدولة المعنية بطوائفها واعراقها وتجمعاتها؟. ام انه حراك يقتصر على طائفة من الجمهور دون غيرها؟. بحيث يمكن للتحرك ان يواجه بتحرك مقابل يفتح ابواب الانشطار الوطني وربما المواجهات الأهلية.المحـور الوطـني: وهو امتداد للمحور السابق ويتعلق بالهوية الوطنية والاتفاق على تعريفها واشتراك المواطنين في رؤية جامعة لمستقبل البلد ودوره وعلاقاته بمحيطه الجغرافي وغيرها من عناصر الاشتراك في الهوية التي يتراجع دورها الجامع بقدر وجود تاريخ من الاختلافات حولها.المحـور الشبكي: ويتعلق بمستوى مساهمة شبكات التواصل الاجتماعي عبر الانترنت بتنظيم هذا التحرك. اذ ان هذه الشبكات تمد التحرك بمخزون من التجمعات والقيادات الافتراضية الكفيلة بتشكيل نواة صلبة للتحرك المبني على تعريفات دقيقة لاهداف التحرك وحدوده. مع لفت النظر الى ان سيرورة تحول الجماعات الشبكية من افتراضية الى واقعية تقتضي لزوماً تطابق تحركها مع المشاعر الشعبية التي تحول افتراضية اجماعات الشبكية الى واقع عبر التفافها حول نواة التحركات الشبكية.المحـور التراكمي: التواصل الشبكي ليس سحراً ولا هو وسيلة حديثة لاطلاق عمليات غسيل مخ جماعية. اذ تقتصر قدراته على تكوين نواة افتراضية للتحرك الشعبي. الا ان القرار الحاسم يبقى بيد الجمهور الاوسع القابل للتجمع حول هذه النواة. مثال ذلك ان مصر عرفت في العام 2010 لوحده 906 اضرابات مطلبية عمالية. بالاضافة الى تراكمات الاحتجاجات المطلبية الاخرى ومنها ما يتعلق بشلل وعجز مؤسسات الدولة عن مواجهة الطواريء الصحية ومراقبة الاغذية الفاسدة بالاضافة الى الشكاوى المتفرعة عن الفقر. وهذا النوع من التراكمية ضروري لتجد دعوات التحرك قاعدتها الشعبية.المحـور العـربي: التوزيع الاصطناعي للدول العربية الى معتدلة وممانعة ليس مستجداً لكنه يشهد تغييراً في العناوين. وهو في أصله خلاف بين اصدقاء اميركا ومعاديها او ممانعيها العرب. وتشير المتابعة الى انحياز الشارع العربي لمعارضي السياسة الاميركية. وهو انحياز تدعمه المواقف الاميركية من القضايا العربية كما تدعمه المواقف غير الشعبية التي تتبناها الدول الصديقة بضغط اميركي لا يراعي دائماً اصدقاءه. وبتطبيق هذا المحور على الحالتين التونسية والمصرية نجد انهما حظيتا بدعم غير مشروط من الشارع العربي.آفاق البحـوث السيكولوجية في الثورات العربيةمما تقدم تتضح الأهمية الحيوية للدور الملقى على عاتق الاختصاصيين النفسانيين العرب في دراسة هذه الحركات الشعبية بوصفها نتاجاً للعقل الجمعي القطري والعربي. اذ انها تشكل مجالاً لاقتفاء أثر احتلال العراق على البنى النفسية – المجتمعية في الدول العربية. وهو أثر لا يقف عند حدود توافد مقاتلين عرب الى العراق وانخراطهم في مقاومة الاحتلال تحت العناوين المختلفة. اذ تتعلق المسألة باحتلال عاصمة عربية من اكثر العواصم ملامسة لتراث ومكونات العقل الجمعي العربي. كما تأثرت البنى النفسية – الاجتماعية العربية بالفوضى الجيوسياسية الناجمة عن الاحتلال وتهديدها لمستقبل الشعوب العربية ومساهمتها بترسيخ الازمات الاقتصادية في كل البلدان العربية. وعليه نقترح محاور البحث التالية:مراجعة المسلمات: ولقد سبقنا الى هذا الطرح ومارسه ميدانياً الزميل المصري قدري حفني الذي تجاوز إنفعالاته الشخصية العميقة كمناضل مزمن الى موضوعية طرح الأسئلة وإعادة محاكمة المسلمات. وهي لعمري خطوة مؤسسة تفتح الطريق امام فهم موضوعي لحقائق الواقع بدل العيش خارجها. فقد أثبتت ثورة مصر خصوصاً أن قائمة من مسلماتنا السابقة للثورة كانت مجرد قناعات خاطئة تستوجب المراجعة والاستبدال بقناعات صائبة وموضوعية.توظيف الاتصال الرقمي في خدمة المجتمع: وهو يستتبع البحث عن حجم المساهمة الحقيقي التي قدمها الفايسبوك في الثورة المصرية. وذلك عبر متابعة دقيقة لدينامية حركات الفايسبوك وقياداتها. كما عبر متابعة العبر المستفادة من قبل الاحزاب السياسية المصرية التي عاشت حالة تواطوء سياسي مع النظام دون ان تتمكن حتى من القيام بوظيفة المعارضة السياسية الديمقراطية المشروعة. كما يجب عدم اهمال احتمالات إساءات توظيف واستخدام الاتصالات الرقمية بصور ضارة للمجتمع.الشخصية المصرية: كانت لافنة استجابة الجمهور المصري لخطاب مبارك الداعي للحفاظ على كرامته. وهي استجابة سيهملها التاريخ الذي يكتبه المنتصرون. لكن العلوم يجب الا تهملها بل ان تتعمق في دراستها. فهي تشكل لحظة انفعال قصوى تفتح الابواب عريضة لدراسة الشخصية المصرية وعبرها العـربية. كما انها تعكس حس المسؤولية من قبل شعب يريد الاصلاح ولكنه اصلاح يتجنب الفوضى والمجهول وفتح ابواب التدخلات الخارجية تأسيساً على هذه الفوضى. اما خطاب مبارك فهو نموذج لدراسات سيكولوجية الزعامة فقد تمكن الرجل بكلمات قليلية ان يخلق حالة من التعاطف الشعبي حوله اربكت المعارضين والمتظاهرين. على امل الا تثير هذه الملاحظات العلمية لدى المتحمسين للثورة ما يتجاوز موضوعية طرحها.بطريركية المجتمع العربي: المحتجون الشباب تحاوزوا البحث في هذه الاشكالية في تحركات عفوية صادقة للمطالبة بحقوقهم المشروعة التي ارادوا الحصول عليها دون الخوض في جدالات تخص هيكلية المجتمع وبنيته السياسية الاجتماعية. لكن حضور الجمهور الشعبي الداعم لهذه الحركات أعاد طرح الخطوط الحمر والمحرمات الاجتماعية مذكراً الشباب بها. ومع اننا لا نجد في البطريركية تهمة كما يجدها آخرون الا اننا نطرح الموضوع من زاوية البحث في دينامية العلاقة بين الجماعات الافتراضية والجماعات الشعبية الواقعية. وسبل انتظام هذه العلاقة والعقد الاجتماعي السياسي الذي قامت عليه.ثغرات الحركات وتحصينها: هي تجربة غير مسبوقة شابتها جرعات من العفوية الصادقة وتلقت العديد من اتهامات التخوين عبر ثغرات تبررها ظروف التجربة. وهي كلها عوامل من واجب الاختصاصي النفسي طرحها للمناقشة ،وليس فرض رؤيته لها، بهدف انتاج لقاحات نفسية تقي حركاتنا الشبابية ونشاطاتنا الرقمية من اخطار سوء التوظيف والاستغلال. | |
|