سميح القاسم المد يــر العـام *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 3161
تعاليق : شخصيا أختلف مع من يدعي أن البشر على عقل واحد وقدرة واحدة ..
أعتقد أن هناك تمايز أوجدته الطبيعة ، وكرسه الفعل البشري اليومي , والا ما معنى أن يكون الواحد منا متفوقا لدرجة الخيال في حين أن الآخر يكافح لينجو ..
هناك تمايز لابد من اقراره أحببنا ذلك أم كرهنا ، وبفضل هذا التمايز وصلنا الى ما وصلنا اليه والا لكنا كباقي الحيونات لازلنا نعتمد الصيد والالتقاط ونحفر كهوف ومغارات للاختباء تاريخ التسجيل : 05/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10
| | الخصوصية المغربية | |
الخصوصية المغربية إسماعيل عزام Monday, February 07, 2011 المتأمل للجدل الكبير الذي أثاره مقالي الأخير وحجم التعليقات التي تجاوزت المائتي تعليق- دون احتساب ما تم حذفه من تعليقات عرنسية وأخرى احتوت على شتائم-،يدرك طبيعة المخابرات المغربية التي تحاول تهييج الرأي العام وتنويمه عن طريق بث جملة من الأكاذيب،لدرجة ان الاتهامات التي تم توجيهها الى شخصي كانت غير موضوعية واتهمتني بزرع الفتنة ومحاولة الإطاحة بالنظام،رغم أنني ذكرت في مقالي جملة جوهرية في الفقرة الأخيرة تؤكد تشبثي الشخصي بالنظام الملكي في أي محاولة للتغيير،وهذه قناعة لا تحتاج لشرح ما دام كل مغربي حر يدرك ان الملكية هي الضامن الوحيد لوحدة الشعب المغربي وللتراب الوطني.. هؤلاء الذين يحاولون الكذب على الرأي العام،هم من كانوا سببا في بث تلك الأفكار التافهة عن عزم البعض تنظيم مسيرة حب للملك،وهم من كانوا سببا في غزو صور الملك للفايسبوك كما لو أنهم يزايدون علينا بحب الملك،في حين انه لم يشهد أي نظام ديمقراطي في العالم مشهدا سخيفا مثل هذا الذي تصير فيه العواطف هي الحامل لأفكار الشعب وليس العقل،فجميعنا نحب وطننا ونحب كل من يخدم وطننا،ولكن لا نريد ان يتحول هذا الحب الى مسلسل مكسيكي تافه يدل على فهم سطحي لما يسمونه بالخصوصية المغربية التي أثقلونا بها مذ بداية الثورة في تونس.. نتفق جميعا على ان النظام المغربي غير مشابه للنظامين التونسي والمصري،ونتفق جميعا ان المغاربة يتشبثون بالعرش الملكي على اعتباره رمزا للدولة المغربية على مدار قرون طويلة،لكن هذه الخصوصية لا تعني أننا نعيش في جنة،ولا تعني أننا أحسن الدول العربية احتراما لقيمة الإنسان،فحجم الفساد في المغرب وصل الى نسب مهولة،والدستور المغربي لا زال لم يساير بعد رياح التغيير التي تهب في العالم منذ مدة،وقطاعات جوهرية مثل الصحة والتعليم تتدهور يوما بعد يوم ولا وجود لإشارات تتنبأ بانفراجها،زيادة على قمع الحريات وعدم استقلالية القضاء وما الى ذلك من الثغرات الموجودة،فحتى لو قارننا بكل موضوعية بين المغرب من جهة وتونس ومصر من جهة أخرى،سنجد ان مصر مثلا تتفوق علينا بقضائها الذي ينعم بنوع من الاستقلالية،وسنجد ان الوضع المعيشي في تونس أحسن من شبيهه في المغرب... هذه الثغرات الكبيرة تجعل من الشعب المغربي ينقسم الى 3 مجموعات واضحة للعيان:طبقة تستفيد من هذه الثغرات وتجعلها في صالحها،وهي طبقة المحيطين بالقصر و رجال الأعمال والوزراء وغيرهم من أدوات المخزن،وطبقة عانت لعقود من هذه النواقص،لكنها صارت منومة وتم تدجين أفكارها فتحولت الى مساندة الظلم إما جهلا منها بحقيقة الوضع أو تحت ذريعة أننا بخير وأحسن من بلدان أخرى،وطبقة أخيرة هي من تناضل الآن من اجل ان ينفذ قليل من الضوء الى الظلام المستفحل بشدة في بلادنا والذي يسمونه بالخصوصية المغربية.. هذه الخصوصية المغربية هي التي جعلت عددا من الشباب المغربي يقدم على إنشاء مجموعة للتغيير على الفايسبوك تدعى "حرية وديمقراطية الآن"،وهي المجموعة التي تتبنى عددا من المطالب المشروعة التي نادت بها منذ زمن مجموعة من الفعاليات الحزبية والحقوقية والمستقلة،مطالب من قبيل إعطاء الملكية حجمها الطبيعي والانتقال الى ملكية برلمانية،وحل البرلمان والأحزاب التي أدت الى الفساد السياسي،والفصل بين السلط،وتمتيع الإعلام بالحرية والاستقلالية،وما الى ذلك من المطالب التي تتبناها هذه الحركة التي جعلت من يوم 20 فبراير يوما للحرية في المغرب.. الغريب في الأمر،ان الكثير من الناس قدموا أحكام قيمة متسرعة بالنسبة للحركة،فاتهموها بكونها تابعة للمخابرات الجزائرية و البوليساريو،والبعض وصفها بكونها ضد الدين والملك والوحدة الترابية،أي ببساطة ضد شعار "الله.الوطن.الملك"،رغم ان الحركة منبثقة من الشعب المغربي ولا تتاجر بشعاره وبقضاياه المصيرية،وقد شاهدت بأم عيني العديد من رواد هذه الحركة في الوقفة التضامنية التي نظمت مساء الجمعة أمام البرلمان للتضامن مع شهداء مصر وهم يعبرون عن آرائهم ومغربيتهم بكل حرية صادمين كل متملقي المخزن الذين يعشقون لعق الأحذية والركب على كل محاولة للتغيير.. لي كل الأمل في التغيير،غير انه واقعيا هناك العديد من المؤشرات المضادة التي قد تحول دون بلوغ هذه المجموعة لمرادها،من بينها أننا لم نعرف بعد التوفيق بين شعاراتنا الاديولوجية وبين متطلبات المرحلة التي تستدعي إغفال كل ما هو اديولوجي،ثانيها ان سياسة الخوف لا زالت متجذرة في النفوس وهذا ما أشرت إليه بإسهاب في مقالي السابق،وثالثها وأخطرها ان هناك من يقود حملات مضادة للحركة في الفايسبوك قد تجعل من الشعب ينقسم على نفسه،فيتم تقديم اكبر هدية لرجالات القمع الذين قد يتفرجون على الجماهير المغربية وهي تقمع بعضها بعضا بحيث تضطلع المجموعات الشعبوية بدور البوليس،وهذا ابرز ما أتخوف منه شخصيا. | |
|