سبينوزا فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1432
الموقع : العقل ولاشئ غير العقل تعاليق : لاشئ يفوق ما يلوكه العقل ، اذ بالعقل نرقى عن غرائزنا ونؤسس لانسانيتنا ..
من اقوالي تاريخ التسجيل : 18/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 5
| | السيدة الأولى والعائلات الجمهورية | |
للطباعة |
| السيدة الأولى والعائلات الجمهورية
|
فراج إسماعيل | 20-01-2011 00:18 القصص التي يتداولها الإعلام الدولي عن الشبكة العنكبوتية لتمدد عائلة زين العابدين بن علي تجعلنا نقف مبهورين أمام شخصية محمد البوعزيزي الذي فتح الدهاليزي السرية بحرق جسده.
أدري حجم الحقد والكراهية في أوساط الدول العربية الديكتاتورية على البوعزيزي وثورة الشعب التونسي، لكن هذا كله لا يعني شيئا في مواجهة إعجاب عالمي منقطع النظير.
أمام كمية الأسرار المهولة التي تتشكف عن سيدة أولى أسقطت قصر زوجها، وعائلة جنت عليه وعلى نفسها وحبست شعبا كاملا خلف أسوار طموحاتها نحو السلطة والثراء الفاحش، ينبغي أن نقف طويلا أمام الصعود العائلي في الجمهوريات العربية وما جره عليها من ويلات وانتكاسات.
لست على يقين كامل من بداية هذا الصعود، لكننا مثلا كمصريين وجدنا الأضواء التي أحاطت بالسيدة جيهان السادات في عهد زوجها شيئا جديدا علينا بالمرة. خصوصا أن سنوات طويلة كانت قد مرت على سقوط الملكية وابتعادها عن أجيالنا أو عن ذاكرة من عاشها.
في عهد السادات أو جيهان.. عرفنا لأول مرة مصطلح السيدة الأولى الذي كان غريبا علينا تماما. ظلت تصعد مع صعود الاسم حتى تخيلنا أنها الرئيس الموازي، اسمها يتردد في الدوائر العالمية وبين محيط رؤساء العالم.
ويبدو أن بعض الاختيارات كانت من بنات أفكارها، وأنها كانت تلح على الرئيس في اختيار بعض كبار المسئولين، وقد كشف الدكتور محمود جامع الذي كان مقربا من الرئيس السادات بعض تلك الأمور.
لقد صنعت السيدة الأولى نهاية السادات بطريق غير مباشر، بعد أن أضعفت شعبيته التي كان قد حصل عليها باطاحته مراكز القوى ثم بانتصار اكتوبر.
من حينها عرفنا السيدات الأول في جمهورياتنا وبدا لنا كأنه لقب أو منصب مساو للملكة التي تكتسب صفتها كزوجة للملك، أو الأميرة أو ما يوازي ذلك في دول العروش.
في عهد الرئيس الأسد لم تبرز زوجته كسيدة أولى لكن برزت العائلة من أشقاء وأبناء.. وانتهى الأمر بأول سابقة توريث في جمهورية عربية بخلافة بشار لوالده. وفي ليبيا لم نسمع عن السيدة الأولى وإنما عن بروز الأبناء كسيف الإسلام والساعدي وحتى إحدى بناته التي رشحتها بعض الدوائر الصحافية لخلافته في العقد الأخير من القرن الماضي، أو على الأقل جعلتها في مكانة السيدة الأولى بدلا من الزوجة التي عجزت امكاناتها التعليمية عن القيام بذلك.
في صنعاء تمددت شبكة العائلة التي أغضب نفوذها الشعب وأفقره.. وفي الجزائر يتشابه الأمر بين عائلة نافذة وحديث عن التوريث. وفي النهاية مشاكل اجتماعية لا مثيل لها، ونهب ثروات ربما يأتي اليوم الذي تنفتح فيه أسرارها كما يحدث مع تونس حاليا.
وقضى ياسر عرفات سنواته الأخيرة ضحية للاشاعات والاتهامات التي أحاطت بالسيدة الأولى سهى عرفات، وكانت سببا في انقسام السلطة الفلسطينية حوله وعليه وعلى نفسها.
وبعد نهايته استقرت في تونس بالقرب من صديقتها ليلى الطرابلسي، لكنها طردت بقرار من ليلى عندما علمت أن شقيقها بلحسن طلق زوجته وسيتزوج من سهى.
صحيفة "لوموند" ذكرت قبل يومين إن بلحسن وعماد الطرابلسي سيطرا على قصر قرطاج عندما اختلفت ليلى مع بن علي، وأنهما كانا ينويان تنصيب ليلى رئيسا.
فهل طردت ليلى صديقتها سهى خوفا من طموحها للعودة سيدة أولى من قناة بلحسن، ولكن لتونس؟!.. ربما....
ويبقى السؤال: هل يدرك الرؤساء أو الأنظمة الجمهورية قبل فوات الآوان أنها تكتب نهايتها بمشاركة السلطة الذي تمنحه مجانا للسيدات الأول أو العائلة؟ |
|
| |
|