ذكرى الخامسة لأحداث 11 سبتمبر:
الامبريالية ترعى
الإرهاب وتشجعه
20 سبتمبر 2006
مباشرة إثر أحداث 11 سبتمبر 2001 ألقى
الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بنبرة مليئة بلغة الثأر والانتقام خطابه
متوعدا "الإرهابيين" بحرب لا هوادة فيها ومعلنا دخول العالم "المتمدن"
الغربي في "صراع حضارات" شامل على "محور الشر". فكانت الحرب على أفغانستان
ثم الحرب على العراق وتخللت ذلك وتبعتها حروب جزئية في فلسطين انتهت بعدوان
الكيان الصهيوني على لبنان الشقيق. وهكذا تميزت فترة ولاية جورج بوش
بالحروب وبجرائم قتل غير مسبوقة. وكانت الشعارات المعتمدة في الحملة
الدعائية التي صاحبت هذه الجرائم هي "القضاء على الإرهاب" و"نشر
الديمقراطية وقيم الحرية". والسؤال الذي يطرح نفسه في كل مكان، والعالم
يعيش الذكرى الخامسة لأحداث 11 سبتمبر هل أصبح العالم أقل إرهابا وأكثر
ديمقراطية وحرية؟
لا يختلف اثنان في أن العالم اليوم هو
أكثر خطرا مما كان عليه قبل بدء هذه الحرب مثلما أكد ذلك 86 من جملة 116
خبيرا ومحللا سياسيا أمريكيا استجوبتهم مجلة "يو أس فورين بوليي" الأمريكية
ومثلما أكده بوش في الخطاب المطول الذي ألقاه يوم 6 سبتمبر الجاري.
إن ظاهرة الإرهاب التي أنتجتها
النيولبرالية الاقتصادية والنظام الأمريكي العالمي الجديد ما تزال على
أشدها حتى اعترفت رايس وزيرة الخارجية الأمريكية يوم 10 سبتمبر الجاري أن
حركة "طالبان" الأفغانية هي اليوم أكثر تنظيما مما كانت عليه سنة 2001 وأن
حركة القاعدة لم تفقد تماما طاقتها على تهديد أممن أمريكا والأمن العالمي.
فالحصيلة واضحة وهي أن ظاهرة الإرهاب التي
أنشأتها الولايات المتحدة الأمريكية وحولتها بصورة مباشرة وعبر عملائها
الخليجيين ما تزال في أتم عنفوانها رغم الحرب المدمرة التي لم تقل عنها
إرهابا وفظاعة. إن أطنان القنابل على جبال طورابورا الأفغانية وعلى مدن
وقرى العراق وعلى مدن وقرى فلسطين ولبنان لم تكن كافية لإخماد المقاومة في
كل هذه البلدان. فحيثما أشعلت الآلة العسكرية والصهيونية نار الحرب أججت
إرادة الشعوب للمقاومة وأذكت فيها روح الصمود من أجل الاستقلال والحرية.
والحصيلة أيضا واضحة وجلية، فحيثما أراد
الاستعمار الأمريكي تركيع الشعوب للقبول صاغرة بأنظمة العمالة تحت الحديد
والنار وسجون غوانتنامو وأبو غريب والمعتقلات السرية التابعة للمخابرات
الأمريكية والمنتشرة في عديد الدول... إلا وازدادت هذه الشعوب إصرارا على
التشبث باستقلالها ورفضها للعملاء.
لقد فشلت "الحرب على الإرهاب" وفشل نمط
الديمقراطية بقوة السلاح والقهر حتى باتت مشاريع "الشرق الأوسط الكبير" ثم
"الشرق الأوسط الجديد" دعاية كاذبة لا يصدقها أحد.