** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 لا عزاء للعرب وهم يعيشون أظلم حقبهم تحت الهيمنة الأمريكية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام مزيان
المشرف العام
المشرف العام
هشام مزيان


التوقيع : لا عزاء للعرب وهم يعيشون أظلم حقبهم تحت الهيمنة الأمريكية Democracy

عدد الرسائل : 1749

الموقع : في قلب كل الاحبة
تعاليق : للعقل منهج واحد هو التعايش
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 25

لا عزاء للعرب وهم يعيشون أظلم حقبهم تحت الهيمنة الأمريكية Empty
03112009
مُساهمةلا عزاء للعرب وهم يعيشون أظلم حقبهم تحت الهيمنة الأمريكية

ابراهيم درويش : العرب من هم في هذا العصر؟ قال مفكرهم انهم تحولوا الى ظاهرة صوتية وكتب آخر ان الانتساب للعروبة صار صعبا ان لم يكن سبة. وبين هذا الوصف وذاك يمارس العربي جلد ذاته علنا وكل يوم، فقد وفرت مئات القنوات الفضائية للعربي ان ينتقد نفسه ويصرخ ناقدا وضعه وتخلف انظمته وعجز الجمهوريات التي صارت وراثية وولايات مسماة على اشخاص بعينهم اي لم يعد ينتظر مهرجانات الشعر ليمارس عملية الجلد هذه. وفي كل مرة يسمع فيها العربي عن تجربة نجاح يحاول اللحاق بها او الاحتفاء بها، احتفاء العاجز والمراقب عن بعد وكأن الاحتفاء يحرره من تبعات المسؤولية، يتصيـّن عندما يتحدث عن التجربة الصينية، ويتفرّس عندما يأتي الحديث عن ايران ويتترّك عندما يعني تركيا ويعجب بماليزيا ويتنمّر مثل النمور الورقية متتبعا خطى شاعرهم 'شاعر الشعب' حافظ ابراهيم عندما حيا اليابان وشعبها والميكادو. امام الشعور بالعجز والضعف والفرقة التي يعيشها العرب على الاقل منذ سقوط الدولة العثمانية والاستعمار والاستقلال الملتبس ماذا يجعل باحثا يهتم بالعرب، هل بسبب النفط والنفط اصبح يجف ام لأن الخلافات والتناحرات العربية تظل مجال بحث مهم للكاتب اي كاتب؟ هل الحب والاعجاب بالعربي هو الذي يدفع هذا الكاتب او الكاتبة لقراءة تاريخنا؟ نعم قد يكون اعجاب الرومانسي على طريقة الرحالة الهاربين من عالمهم المعقد الى صحراء العربي التي تمتد كالبحار على يابسته، ولكن اين البدوي النبيل؟ قد... وقد... اسباب عديدة يمكن للقارئ ان يقدمها في هذا السياق. فالعربي الاسم والامة هو محل تجادلات في البحث والقراءة، من يرى العربي لا يفهم الا لغة العصا كما ورد في كتابات المحافظين الجدد، والعربي القح النقي كما في كتابات الرحالة والمغامرين والعربي الاصيل المتنوع، والعربي حامل لواء الاسلام. هذه المقدمة تبدو ضرورية لقراءة كتاب المؤرخ يوجين روغان، المحاضر في جامعة اوكسفورد والصادر بعنوان 'العرب: تاريخ' عن دار نشرها. كتاب روغان ليس محاولة لقراءة تاريخ العرب من اقدم العصور حتى اليوم على طريقة فيليب حتي في كتابه 'تاريخ العرب' او كتاب البرت حوراني 'تاريخ الشعوب العربية' ولكنه قراءة في تاريخ العرب الحديث منذ دخول المناطق العربية في ظل الحكم العثماني، والحكم المباشر وغير المباشر للولايات العربية، وتاريخ الاصلاح والتنظيمات، والتدخل الاجنبي، وعصر الاستعمار والاستقلال وخيباته، والهزائم والكوارث التي رافقت صعود وسقوط القومية العربية والاسلام السياسي، وينتهي مع العرب في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، احتلال بغداد، وصعود القاعدة ، ونهاية حقبة بوش وبداية عهد اوباما. يرى روغان اهمية قراءة التاريخ لفهم الحاضر. فعلى صناع السياسة الغربيين الالتفات للتاريخ ان ارادوا حل معضلات العرب ومشاكلهم، لان تاريخ العرب الحديث الذي يبدأ من القرن السادس عشر تشكل عبر عوامل خارجية. واكثر من هذا فقادة الغرب بحاجة الى فهم التاريخ كما تشكل وجربه وفهمه العرب انفسهم حتى يتجنبوا تكراره واعادة اخطائه. ويشير روغان هنا الى مقولة رددها الغرب طوال مغامراته في الشرق، فمنذ عهد نابليون وغزوه لمصر عام 1798 جاء كل قائد غربي يحمل معه وعود الحرية والخلاص لشعوب العرب من الظلم. لم يصدق العرب نابليون وشكوا بإسلامه كما لم يصدقوا وعود الجنرال مود 'فاتح' بغداد ووعود جورج بوش الذي جاء محررا العراقيين من طغيان صدام. واذا كان تاريخ العرب الحديث هو الذي تشكل بناء على شروط الدول التي حكمتهم وثقافتهم الا انهم اي العرب لم يكونوا دوما لاعبين مستسلمين لقدرهم بل يكشف تاريخهم هذا عن حركية وتنوع مثير تستعصي قراءته خطيا وباتجاه واحد يشير الى الصعود والهبوط، كما تقرأ فيه مصائر الدول والشعوب، والعرب وان قبلوا وتعايشوا مع شروط الاخر الا انهم ظلوا يحلمون كما يحلمون الآن، بالامساك بقدرهم كما كانوا سادة مصيرهم في القرون الخمسة من الاسلام. ومن هنا يفتتح الكاتب قراءته بالتذكير بمقتل رفيق الحريري عام 2005، رئيس وزراء لبنان الاسبق وسلسلة الاغتيالات التي تبعت مقتله خاصة اغتيال الكاتب والمؤرخ سمير قصير، ويحتفي روغان هنا بمقالة قصير، عن العجز العربي وتعليق قصير على فكرة 'الخزي' التي يحملها العربي عندما يفكر بنفسه وضرورة العودة لفكر النهضة والنهوض بالواقع العربي.

أمام تواريخ وليس تاريخا

واذا كان حلم النهضة وامتلاك المصير، وهو ما علم طموحهم طوال الحكم العثماني والاستعمار والتدخل الاجنبي بعد الاستقلال واخيرا عصر الهيمنة الامريكية والعولمة، فالعرب يظلوا مسؤولين عن اخطائهم ونجاحاتهم، فهم كما يقول تمسكوا بالشروط عندما ناسبتهم وخرقوها عندما لم تعجبهم، وتحملوا في النهاية آثارها الكارثية، وهذا الواقع يقدم للمؤرخ مساحة جيدة للبحث والقراءة اذ انه امام تواريخ وليس تاريخا، وهذا هو جوهر العربي الذي يظل لغزا يستعصي على فهم الكاتب والمؤرخ. واذا كان تنوع العربي دليل قوة وثراء الا ان العرب ظلوا ملوك لحظتهم طالما كانت هناك اكثر من قوة مهيمنة فقد اجادوا اللعب على التناقض الفرنسي- البريطاني اثناء عصر الاستعمار والامريكي ـ السوفييتي اثناء الحرب الباردة. ولكن العرب في كل مرحلة تحول عالمي ونشوء نظام دولي جديد عادة ما يدفعون للزاوية قبل ان يتقنوا شروط اللعبة الجديدة. لكن تاريخ العرب الحديث يظل منذ اللحظة العثمانية التي بدأت بانتصارات سليم الاول على جيوش المماليك في مرج دابق والاهرامات في الفترة ما بين 1615- 1617 تاريخ كتب بشروط الاخر، سواء كان الاخ المسلم العثماني ام المستعمر الاوروبي واخيرا الامريكي. وطوال القرون الخمسة الاخيرة من تاريخ العرب غيرت القوى المهيمنة الشروط كلما تغيرت او اجبرت على التغير، ففي المرحلة الاولى من تاريخ العثمانيين كان السلطان لا يطلب من حكام ولاياته سوى الطاعة والولاء والخراج. ومع بداية تفكك الدولة العثمانية في القرن الثامن عشر وخسارتها ولاياتها في وسط اوروبا بدأت العلاقة تتخذ شكلا آخر، وان ظل يدور حول الاعتماد على الحكام المحليين لتنفيذ فرمانات الباب العالي. ولم ينته عصر الدول المحلية ومشايخها الا بفترة الاصلاحات التي حاولت الدولة العثمانية من خلالها التصدي لضرورات الحداثة ومنع تدخل الدول الغربية من التدخل في شؤون المملكة الداخلية، خاصة عبر ورقة الاقليات. ومع ان الاصلاحات العثمانية ادت الى تأكيد هوية جديدة قائمة على الولاء للدولة والمساواة امام القانون والسلطان، يطلق عليها العثمانية، الا ان فشل الاصلاحات زادت من سيطرة الدولة على مقدرات العرب خاصة عرب الشرق، فكلما خسرت الدولة مناطق وولايات لصالح القوى الصاعدة في اوروبا زاد تمسكها بالولايات العربية، سورية الكبرى، وقاتلت بالانياب كي تحافظ على ولاياتها في ليبيا قبل ان تسيطر القوى الاوروبية على كل مناطقها في شمال افريقيا ويستقر محمد علي وابناؤه في مصر والسودان.

أحلام الاستقلال وسرابها

مع نهاية العصر العثماني بدأ العرب يستخدمون ملامح النهضة الجديدة ومصطلحاتها عن الوطن والامة للخروج من اسر الهيمنة العثمانية 'الاستعمار التركي'، ويبدو ان العرب الذين تحالفوا مع الغرب ضد الدولة العثمانية كانوا يحلمون بولادة المملكة العربية، فبعد نهاية الحرب العالمية الاولى عام 1918 شعر العرب انهم على ابواب بداية جديدة وان طموحهم بالسيطرة على مصائرهم باتت قريبة لكن الاحلام الوردية انهارت امام التخطيطات الاستعمارية التي اقتسمت ارث 'الرجل المريض' خاصة بين بريطانيا وفرنسا. لم ينتفع العرب بمبادئ وودرو ويلسون العشرة وتعاطف الرئيس مع قضاياهم. فمع خروج العثمانيين من التاريخ الحديث وتاريخ العرب دخل للعرب بلفور والوطن القومي لليهود، والهجرة واللجان الكثيرة والثورات والانتفاضات التي لم تتوقف لان العرب الذين ثاروا على العثمانيين شعروا بالخيانة من البريطانيين، ولكن التقسيم الاستعماري للدول العربية بناء على حدود مفتعلة ادى الى قتل ولادة وحدة عربية وللابد، فالحدود والعواصم التي اوجدها الاستعمار اصبحت مؤبدة والوحدة العربية صارت كلاما وسرابا. فبدلا من ان يكافح العرب كما كافحوا ضمن الشروط الدولة العثمانية من اجل وطن واحد، تشرذمت قوميتهم بين مصرية وبعثية وعروبية شمال افريقية ... ومن هنا يقول روغان ان التجربة الاستعمارية الاوروبية تركت العالم العربي مجتمعا من دول عربية وليس 'امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة'، وهذا الواقع يثير خيبة العرب. مع ان التجربة الاستعمارية البريطانية والفرنسية فشلتا في ادامة حكمهما، فبريطانيا دخلت المنطقة من اجل ادخالها ضمن هيمنتها الا ان المنطقة كانت بداية النهاية للاستعمار البريطاني، لم تنفع سياسة الترقيع التي اتبعتها بريطانيا مع الهاشميين، حيث حاولت التكفير عن خطيئتها بتمليك فيصل العراق وعبدالله الاردن، وفشلت في استرضاء اهل فلسطين والتوفيق بين حقوقهم وتحيزها تجاه اليهود الذين لم تمنع هجراتهم. وفشلت في العراق حيث ظلت سياستها تجاه هذا البلد محل شد وربط بين سياستين، مكتب الهند ولندن. ونفس الامر يقال عن مصر. الرابح الوحيد من اضطراب بريطانيا وسياستها في العالم العربي، كان عبدالعزيز بن سعود الذي تسامحت بريطانيا مع صعوده كوسيلة للتفرقة بين مملكة الحجاز والقوة الصاعدة في نجد، لكن فوز بن سعود ورجاله بكامل الجزيرة جاء لان بريطانيا التي سيطرت على مشيخات الخليج وعدن لم تكن واعية بوجود النفط في الدولة الجديدة. لكن بريطانيا التي وضع عبدالناصر المسمار الاخير في نعشها الاستعماري بعد حرب السويس عام 1956 لقيت عزاء وحيدا هنا ان منافستها الاستعمارية الابدية فرنسا لقيت نفس المصير عندما خسرت تونس والمغرب واجبرها الجزائريون في معركة الاستقلال 1954 -1963 على التخلي عن مزعم ان الجزائر هي طرفها الآخر الذي يفصله عنها البحر. لم يشهد العرب كارثة اكبر من كارثة خسارة فلسطين فهي اكبر حدث في القرن العشرين، لكن العرب حتى في الخسارة كانوا يعتقدون انهم قادرون على استعادتها وتحشيد قواهم في ظل القومية العربية الصاعدة وناصر الذي اصبح زعيم العرب بلا منازع من 'المحيطة الهادر الى الخليج الثائر.. لبيك عبدالناصر' فبصوت العرب قاد ناصر العرب. لكن الوهج القومي وحلم الانتصار انهار وحل محله زمن الخيبات. وحتى بعد الهزيمة الثانية شعر العرب انهم بشروط الحرب الباردة كانوا قادرين على التأثير ولعب هذا الطرف ضد الطرف الآخر، كان سلاح القومية واحدا منها والاسلام السياسي وسلاح النفط، ولكنها فشلت بجلب الاستقلال والتحرر للعرب. مع سقوط جدار برلين عام 1989 ونهاية الحرب الباردة دخل العرب عصر الهيمنة الامريكية بدون سند، باستثناء دول الخليج التي رسمت خطاها بحذر داخل النظام العالمي الجديد وحققت استقرارا سياسيا فيما ينتظر العرب الاخرون خاصة في فلسطين. ومع ان الكاتب لا يريد ان يقولها صراحة فالعرب يعيشون حقبة مظلمة في تاريخهم لم يشهدوها من قبل فمنذ التسعينات من القرن الماضي تعامل العرب مع ثلاثة رؤساء امريكيين كل واحد منهم طبق سياسته الخاصة، فقد كان جورج بوش الاب يمثل بداية مرحلة ولادة النظام الدولي الجديد فيما علمت مرحلة بيل كلينتون مرحلة الحوار والتعاون الدولي، لكن النظام الامريكي وصل ذروته المتغطرسة في عهد بوش الابن الذي اراد وعصابة المحافظين الجدد للسيطرة الاحادية على العالم وجاءت لحظة 11/9 حافزا لتحقيق هذا الطموح وبنتائج كارثية لا زالت واضحة من احتلال العراق والحرب على الارهاب التي استهدفت العالم الاسلامي وكان العرب المتهم الرئيسي. ويرى روغان ان منظور المستقبل في المنطقة لم يكن اكثر قتامة ومدعاة للتشاؤم منه كما هو اليوم، ولهذا يعيدنا الى ما بدأه مع سمير قصير 'ليس جميلا ان تكون عربيا هذه الايام'.

لماذا كل هذا الاهتمام؟

بعد كل هذا لماذ يهتم روغان بتاريخ حالته كهذه، ويخصص كتابا من 600 صفحة تقريبا عنه؟ يجيب انه على الرغم من كل الخيبات والصعود والنزول في تاريخ العرب الحديث الا ان تاريخهم مثير للدهشة، فقد حياته، واهتمامه مكرس للعرب وتاريخهم الذي درسه في الجامعة بأمريكا حيث درس العربية والتركية، مما كان في موقع جيد لقراءة المصادر الاولية، كتب وسجلات المحاكم الشرعية ومذكرات ابناء كل فترة، كل هذا اعطاه صورة ان تاريخ العرب 'اكزوتيك' فمن ناحية تشبه التجربة التي مر بها العرب اي تجربة مجتمع انساني في القرون الخمسة الماضية: قومية، امبريالية، ثورة، تحديث وتصنيع، وهجرات من الريف للمدن، حركات تحرر للمرأة. لكن ما يميز التجربة العربية عن غيرها كثير: شكل مدنهم، موسيقاهم، شعرهم، موقعهم كحراس للاسلام ورسالته ورؤيتهم عن انفسهم كأمة واحدة تمتد من الخليج الى المحيط. فهم امة واحدة يربطهم تاريخ مشترك وواحد ولكنهم امم متعددة ومتنوعة، كل هذا يتضح للمسافر من المغرب الى مصر وفلسطين والخليج، كتابة مختلفة، لهجات، فضاءات ومناظر، والوان طعام مختلفة، والعرب في جنوب وشرق الجزيرة العربية اثروا على منطقة الساحل الافريقي وحملوا تاريخهم الى جنوب شرق اسيا. كل هذا يجعل من العرب موضوعا مشوّقاً للقراءة والتحليل، ونظرا للتداخل في التواريخ والاقدار، فقراءة الكاتب تحاول الربط بين مثلا اساليب المستعمر الفرنسي في المغرب ومقارنتها بتلك في سورية وثورة جبل العرب في سورية وتلك في مناطق الريف.
بالعودة لملامح الكتاب، فكاتبنا مطلع على الادبيات المتعلقة بهذه الحقبة ومعرفته واضحة بعودته للتواريخ المحلية للمدن، البديري الحلاق، وميخائيل مشاقة عن حوادث جبل لبنان، وتاريخ الحملة الفرنسية للجبرتي، وادبيات النهضة، الطهطاوي، وخيرالدين التونسي ومعوقات الاصلاح الذي وان بدا مخرجا للدولة من التدخل الاجنبي الا انه جر الى توريط الامبراطورية وافلاسها قبل افلاس ولاياتها التي تورطت في التحديث مثل مصر وتونس. فرهن الدولة للنظام البنكي كان احد عوامل دخول الاستعمار الى الولايات العثمانية ويشير هنا الى نصيحة احد وزراء السلطان عبد الحميد الاول مذكرا الاخير ان والده محمود الثاني، خاض حربين مع روسيا وعاش الكثير من المخاضات ولم يستقرض من الخارج واضاف قائلا انه 'لو استقرضت هذه الدولة خمسة قروش فستغرق' .استمع السلطان لوزيره ولكنه عاد بعد عامين واستقرض. كما يرى روغان ان بداية سقوط الولايات في شمال افريقيا بيد الدول الاستعمارية نجم عن بعدها عن الحكومة المركزية مقارنة بمصر والشرق العربي. والكتاب يسرد تواريخ الدولة وولاياتها بشكل متداخل لكنه يبدو مثل مشاهد فيلم طويل يبدو جميلا، مثل مقاومة الامير عبدالقادر 'صلاح الدين الجديد' او 'العربي النبيل' الذي خلده هوراس وكتب عن هوغو قائلا 'الجندي الوسيم، الامام الوسيم' ويبدو دمويا مثل مذبحة دمشق عام 1860. كما ان روغان كمؤرخ يبدو واعياً للرأي العام وتشكيله مواقف الساسة ودور الاعلام الذي كان يقرع طبول الحرب كما في احداث بلغاريا عام 1876 التي تجاوز فيها الاعلام الاوروبي اعداد الضحايا المسلمين في بلغاريا وركز على الضحايا المسيحيين واطلق عليه اسم 'الرعب البلغاري'، تماما كما حول الاعلام 'طوشة' شوارع في الاسكندرية لمذبحة دعت للتدخل الغربي وقادت لمعركة التل الكبير والثورة العرابية. كما يبدو الكاتب متفهما لجذور الثورات داخل الولايات فثورة عرابي لم تكن وطنية او قومية، فعرابي ظل موالياً للسلطان في استانبول والقاهرة وشعار ثورته مصر للمصريين لم يكن الا من اجل التخلص من الاوروبيين.

رجل تشكل داخل التجربة

وبدلا من قراءة ادبيات وتواريخ الاستعمار الرسمي يحاول روغان قراءة الطريقة التي غيرت فيها الامبريالية حيوات سكان شمال افريقيا ويشير الى حياة احمد امين (1886 1954) حيث يقول ان امين شكلت حياته التجربة الاستعمارية، ليس من خلال كونه مؤيدا لها، بل لعيشه فيها فقد ولد بعد اربعة اعوام من احتلال بلده، ومات بعد عامين من ثورة الضباط الاحرار وقبل عامين من خروج بريطانيا من بلده. ومن هنا تشكلت رؤيته عبر التجربة الاستعمارية، من ناحية وعيه للعالم وانفتاح مصر على الاعلام وتشكل مواقفه من السياسة وأثر دنشواي عليه وعلى رفاقه عام 1906. فأحمد امين يمثل جيلا مختلفا عن جيل والده وعاش عالما مليئا بالتحولات. وبنفس السياق يبدو الكاتب واضحا وصريحا في تمثيله لفظائع الاستعمار في الجزائر وفلسطين التي يكتب عنها قائلا انها 'اهم نقطة تحول في تاريخ العرب بالقرن العشرين وما زلنا نعيش آثارها'، ومع اشارته الى فظائع البريطانيين وقتلهم السكان الا انه وان رأى في خطاب القادة السياسيين الفلسطينيين مقنعا وجميلا لكنه يظل طحن كلام فخلاف القيادة كان ويظل اساس الكارثة التي استدعت الى قراءة لأسبابها عند موسى العلمي وقسطنطين زريق. ولا يغفل ثورة القسام ورواية اكرم زعيتر لها. يظل كتاب روغان ماتعا في قراءته لتاريخ العرب عبر تجربة خمسة قرون واعترف ان فصول الدولة العثمانية والتواريخ المحلية والاستعمار ومقاومته وبروز الدولة الوطنية وخيباتها هي من امتع الفصول وما بقي منه على الرغم من اهميته حتى القاعدة وعصر الهيمنة الامريكية يظل تاريخا عاديا. ويبدو روغان في اعلى حالات الفهم لظروف السلطنة العثمانية وحركات المقاومة وقوى الفعل الاجتماعي والسياسي، فقد اشار الكاتب للسودان وظروفه تحت الحكم المصري الا انني لم الاحظ اهتماما بحركات استقلاله، ويبدو انه اعتبر السودان ضمن التاريخ الافريقي. وهو يعترف ان بعض السياقات قد تكون اهم من اخرى مثل مصر والشرق العربي. مشاركة روغان مساهمة جديدة في تاريخ العرب الحديث، وتظل مهمة، وقد تعين الجانب الاوروبي لفهم العرب ان اراد فهمنا لكننا تعودنا ان الدول الاوروبية عندما تريد غزونا لا تلتفت للتاريخ فتقرير اللجنة الامريكية 'كينغ ـ كرين' وضع على الرف رغم اهميته اثناء مفاوضات تقسيم ارث الدولة العثمانية في باريس. ولم يقرأ بلير او بوش اي كتاب عن العراق قبل قرار الغزو ولم يكونا مهتمين. في الماضي كنا نجد عزاء في تاريخنا أما الحاضر الحديث فلا عزاء لنا فيه، لكن هذا لا يجعلنا نفقد الامل فانا مع ما قاله ويلفرد ثيسجر الرحالة البريطاني عن العربي الابدي الذي دحر الممالك واسقط المخططات، وهذا الحس الذي يخرج منه قارئ كتاب روغان عن الامبراطوريات التي سقطت وانتهت عندما حاولت التلاعب بمقدراته. روغان لم يقل هذا ولكني اقوله. لكن التغيير والخروج من اسر الامبراطوريات والقوى العظمى يقتضي حلا من الداخل واصلاحاً داخليّاً على صعيد الاصلاح السياسي وحل النزاعات ولكن تاريخ العرب القادم كما كان مرهون بهم وبقدرتهم على تحطيم القواعد التي رسمها لهم الاخرون وعندما يفعلون هذا فانهم يتحررون، لكن هذا يجب ان يمنعنا من تجاهل تعاطف الكاتب معنا وحبه لنا لانه يدعونا للاعتماد على ذاتنا ويدعو الآخر الذي يتحكم بمصائرنا ان يخصص ولو بعض الوقت لفهمنا. تاريخ يتجنب الادلجة والشروط المسبقة ويحاول تقديمنا كما نحن وكما نكتب ونصف انفسنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

لا عزاء للعرب وهم يعيشون أظلم حقبهم تحت الهيمنة الأمريكية :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

لا عزاء للعرب وهم يعيشون أظلم حقبهم تحت الهيمنة الأمريكية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» هل ضعفت الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط؟
» رسالة عزاء إلى إخواننا المغاربة
» تقرير: المغاربة يعيشون توترا في تدينهم
» هشام العلوي يكتب: صراع من أجل الهيمنة الثقافية
» الامم المتحدة: 34 مليون إنسان يعيشون مع مرض السيدا

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: