طهران- أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الخميس أن العلاقات بين بلاده والغرب حول الملف النووي الإيراني انتقلت من المواجهة إلى التعاون، مؤكدا استعداده لتبادل الوقود النووي، وذلك بينما تستعد طهران لإعطاء ردها على مشروع اتفاق تقدمت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال أحمدي نجاد في خطاب ألقاه في مدينة مشهد شمالي غرب البلاد ونقله التلفزيون مباشرة على الهواء، انه في السابق كانوا يطالبون بوقف (البرنامج النووي الايراني)، اليوم وافقوا على تبادل الوقود النووي والمشاركة في بناء مفاعلات ومحطات نووية. لقد انتقلوا من سياسة المواجهة الى التعاون.
واضاف: نحن نرحب بتبادل الوقود النووي وبالتعاون النووي وببناء مفاعلات ومحطات نووية. نحن مستعدون للتعاون.
وأكد أحمدي نجاد إن الظروف المواتية توافرت لحصول تعاون نووي مع الدول الغربية. وأضاف: نحن سنصافح كل يد تمد الينا بنزاهة، ولكن اذا كانت هذه اليد مصحوبة بمؤامرة وكذب، فسيكون ردنا عليها مماثلا للرد الذي اعطيناه (للرئيس الاميركي السابق جورج) بوش وعملائه".
وشدد أحمدي نجاد على إن إيران لن تتراجع قيد أنملة عن حقها المطلق في برنامجها النووي السلمي.
ويأتي هذا الخطاب التصالحي للرئيس الإيراني في الوقت الذي يتوقع فيه أن يقدم مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية إلى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الخميس رد طهران الرسمي على مشروع اتفاق تم الإعلان عنه في فيينا في 21 تشرين الاول/ اكتوبر في ختام مفاوضات استمرت يومين ونصف بين طهران من جهة وباريس وموسكو وواشنطن من جهة أخرى.
ويرى دبلوماسيون غربيون إن مشروع الاتفاق ينص على أن تسلم إيران من الآن وحتى نهاية 2009، ما بين 1200 إلى 1500 كلغ من اليورانيوم المنخفض التخصيب (دون 5%) رغم معارضة مجلس الامن الدولي- لتخصيبه بنسبة 75،19% في روسيا تنتج منه فرنسا (قضبانا نووية) لمفاعل طهران للأبحاث الذي يعمل تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
إلا إن عددا من المسؤولين الإيرانيين رفض فكرة إرسال هذا الكم الكبير من اليورانيوم المخصب إلى الخارج لتخصيبه هناك.
وبحسب صحيفة جوان الإيرانية المحافظة في عددها الصادر الخميس فان طهران ستقترح على الوكالة الدولية للطاقة الذرية احتمالين لتسليم اليورانيوم المخصب، وذلك في إطار تعديلات ستطلب إدخالها على مشروع الاتفاق حول تخصيب وقودها النووي في الخارج.
وأفادت الصحيفة استنادا إلى مصدر مطلع إن طهران ستقترح في التعديل الأول تسليم اليورانيوم المخصب بنسبة 5،3% تدريجيا لتحصل في المقابل على وقود مخصب بنسبة 20% الضرورية لمفاعل أبحاث طهران.
وفي التعديل الثاني المحتمل ستقترح طهران أن تتبادل في نفس الوقت كمية محددة من اليورانيوم المنخفض التخصيب مقابل الوقود النووي الضروري لمفاعل طهران. وفي هذه الفرضية سيتم تحديد كمية اليورانيوم المخصب بنسبة 5،3% التي سيتم تسليمها استنادا إلى الحسابات التقنية للوكالة الدولية للطاقة الذرية لإنتاج كمية الوقود اللازمة، بحسب الصحيفة.
وخلال الأيام الأخيرة أكد عدد من المسؤولين والصحف في إيران إن مفاعل طهران في حاجة فقط إلى ثلاثين كلغ من الوقود لتشغيله خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة. لكن المصادر ذاتها اعتبرت إن إنتاج هذا الكم من الوقود يستلزم فقط بضع مئات من الكيلوغرامات من اليورانيوم المنخفض التخصيب.
ويعتبر التوصل إلى اتفاق بين إيران والدول النووية الكبرى حاسما لتهدئة التوترات التي يثيرها برنامج إيران النووي المثير للجدل الذي تقول طهران انه محض مدني بينما تشتبه الدول الغربية في انه يخفي جهودا لإنتاج قنبلة ذرية.
ومن جانب آخر، عاد صباح الخميس إلى فيينا فريق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي قام بتفتيش موقع نووي إيراني في طور البناء لم تكشف عنه طهران للوكالة إلا مؤخرا.
وزار المفتشون، الذين وصلوا إلى إيران في 25 تشرين الاول/ اكتوبر، منطقة جبلية على بعد خمسين كلم من مدينة قم المقدسة في قرية فوردو.
وصرح رئيس الوفد هرمن ناكيرستس لدى نزوله من الطائرة للصحافيين سنحلل الآن المعطيات المستقاة ونرفع تقريرا للمدير العام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي.
وردا على سؤال حول احتمال العثور على مفاجآت في فوردو، رفض رئيس المفتشين الإدلاء بأي تعليق كما رفض إعطاء أي تفاصيل حول سير عملية التفتيش.
وكان يفترض أن يقارن المفتشون المعلومات التي قدمتها طهران حول ذلك الموقع بالواقع الميداني وأخذ عينات بيئية لتحديد ما إذا كانت هناك أثار إشعاع.
at1