** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
موقع للمتابعة الثقافية العامة
مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة
وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة
عدد زوار مدونات الصدح
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
::
تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745
السلطة الخفية وسلطة الواجهة من يحكم الجزائر؟
كاتب الموضوع
رسالة
بن عبد الله
مراقب
التوقيع
:
عدد الرسائل
:
1537
الموقع
:
في قلب الامة
تعاليق
:
الحكمة ضالة الشيخ ، بعد عمر طويل ماذا يتبقى سوى الاعداد للخروج حيث الباب مشرعا
تاريخ التسجيل :
05/10/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط
:
8
14
11
2010
السلطة الخفية وسلطة الواجهة من يحكم الجزائر؟
'ما الفائدة من أن يكون وطني عظيما كبيرا إذا كنت فيه حزينا حقيرا، أعيش في الذل والشقاء خائفا أسيرا'، هذا القول الفرنسي لابريار أحد مفكري القرن السابع عشر، نسمعه عند الكثير من الجزائريين، في الداخل وفي الخارج، نتيجة الوضعية المأساوية التي يوجد فيها البلد، الذي تثير حالته الشفقة. فالمؤسسات السياسية مشلولة لأنها تفتقد الشرعية اللازمة المستقاة من إرادة الشعب، وسياسيونا المتسلطون على رقابنا لا يملكون رؤية مستقبلية واضحة لبعث الأمل في الشباب، الذين يركبون قوارب اللاعودة نحو أوروبا، ويعمل أغلب المسؤولون لمصالحهم الشخصية أكثر من الاهتمام بمصلحة الوطن، ومجتمعنا لا يتحرك بفاعلية كما ينبغي لأنه مكبل بقانون الطوارئ، ومعطل بالأمراض الاجتماعية كالبطالة، وأزمة السكن، وغياب مجتمع مدني حقيقي لم تسمح السلطة بتكوينه مخافة أن يخرج عن سيطرتها، وانحصار الوعي الديني الصحيح بعدما انتشرت السلفية الانهزامية، كما يصفها أبو القاسم سعد الله، وتضاعف التردي الأخلاقي نتيجة أزمة الهوية، إثر تسارع مظاهر الحداثة نتيجة العولمة الزاحفة، وأيضا غياب وتغييب النخبة الحقيقية التي ترشد المجتمع، وغياب جامعة متطورة تنتج العلم وتصنع الكفاءات في مختلف ميادين المعرفة، وانعدام اقتصاد قوي يتجاوز الريوع، ولا أمن غذائي محقق، وأصبحت الرشوة قانونا يسير التعاملات اليومية... ورغم كل هذا مازال يتحدث اليوم، كثير من الناس، سياسيين ومثقفين وناس عاديين، عن الوطنية وبجرعة زائدة عند البعض كما يقول الصديق توفيق رباحي.
متى تمر الجزائر من الوطنية إلى المواطنة؟
تتداول الأوساط الثقافية والسياسية والإعلامية تصنيفات ايديولوجية وذلك بإطلاق بعض النعوت على بعض الناس: هذا ليبرالي أو علماني، وذاك إسلامي أو رجعي، والآخر ديمقراطي أو يساري، وذلك وطني أو عميل... هي تلاسن سهل بمصطلحات تضع أصحابها في أطر فكرية لتحقيق أمن فكري مزعوم، فتمنع قائليها من التفكير بطريقة أخرى، وتصرفهم عن الملاحظة الهادئة. هذه الكليشيهات تضع بين الأفراد حواجز فكرية وتبرر لكل طرف ما يصدر عنه. والمأساة التي عايشتها الجزائر في التسعينيات هي نتاج لهذه الدوغمائية، كانت ولا زالت موجودة، سواء عند الأفراد العاديين أو عند مسيري مؤسسات الدولة.
وإذا كان لمصطلح الوطنية دلالة عميقة قبل الاستقلال، نظرا للظروف الاستعمارية آنذاك، فالجزائر لم تكن موجودة ككيان، والسلطة القائمة في تلك الفترة هي سلطة أجنبية دخيلة فرضت نفسها بالقوة، حيث كان اتهام الناس بعدم الوطنية حاضرا في خطاب الحركة الوطنية، بأن قسَّمهم إلى نوعين، وطنيين وغير وطنيين، من هم مع حرية الشعب ورفض الواقع الاستعماري، ومن هم خدام للمستعمر، حيث جعلوا من أنفسهم أذيالا له. لقد كانت المزايدة بالوطنية رائجة في تلك الفترة بين تيارات الحركة الوطنية، حيث كان فرحات عباس يسخر من وطنية بعض منافسيه، خاصة من أعضاء حزب الشعب واصفا إياها بوطنية التمعش. أما اليوم أصبح هذا المصطلح أكثر ابتذالا، حيث كثيرا ما يستعمل في غير موضعه، فيتخذه البعض سلاحا ضد المختلفين معهم سياسيا من أبناء وطنهم، فينزعون عنهم صفة الوطنية، ويذهبون إلى تخوينهم واتهامهم بالتآمر على البلد، فقط لأنهم لم يتوافقوا معهم حول ماهية المصالح العليا للوطن، أو جهروا ببعض الحقائق المرَّة التي تعاكس الدعاية الرسمية للسلطة، ورفضوا طريقة التسيير الفاشلة، أو نددوا بمن ينهبون المال العام، أو طالبوا السلطة باحترام الحريات العامة والفردية، أو حثوا الناس على مطالبتهم بحقوقهم المدنية وصون كرامتهم...
جبهة التحرير أعطيناك عهدا
هذا المقطع من النشيد الوطني للشاعر مفدي زكريا هل بقي له معنى اليوم بعد ما أصبحت جبهة التحرير حزبا مثل باقي الأحزاب؟ بالأمس كان الشعب يؤمن برسالة الجبهة التي أشعلت الثورة على يد مجموعة من الشباب الوطنيين، والتي في ظرف وجيز أجبرت جميع تيارات الحركة الوطنية، جمعية العلماء، والليبراليين، والشيوعيين، والمستقلين، على الانضمام تحت لوائها فلم تترك الخيار لأحد سوى المشاركة في تحرير الأرض والشعب والقضاء على السلطة الاستعمارية وبناء دولة جزائرية لها هويتها العربية الإسلامية، ومرتكزة على العدالة الاجتماعية. لكن بعدما أصبحت البلاد اليوم في وضع أقل ما يقال عنه أنه غير مشرف، المسألة فيها نظر. وإن نجحت الثورة بقيادة جبهة التحرير بعد تضحيات كبيرة من جميع فئات الشعب في تأسيس سلطة بديلة عن الاستعمار، لكنها فشلت في بناء دولة القانون وتجسيد الحق والعدل. فما أسباب هذا الفشل؟ بعد الاستقلال مباشرة والانتهاء من الجهاد الأصغر ظهر التنافس على المصالح والامتيازات بين المنتصرين، ونسوا وصايا الشهداء: 'دافعوا عن ذاكرتنا' كان يقول ديدوش مراد قبيل استشهاده، ومعناه دافعوا عن المبادئ التي ضحينا من أجلها، فتخلى أكثر المناضلين عن الجهاد الأكبر. وبقيت قلة على العهد.
وهنا أذكر ما رواه لي أحد الأشخاص الذي كان طفلا أثناء الثورة، أنه ذات يوم حضرت مجموعة من المجاهدين إلى بيتهم في الريف، وأثناء العشاء كانوا يأكلون بملاعق من حطب فقال لهم المحافظ السياسي (مرشد مهمته التعبئة المعنوية): 'بعد الاستقلال ستأكلون بملاعق من ذهب...' ولكن بعد الاستقلال، في شهوره الأولى، هذا الشخص نفسه، عندما صادف مجموعة من الأشخاص الفلاحين البسطاء كانوا يمشون بمحاذاة الطريق مع بهائمهم في ركب عائد من السوق، وكان هو يركب سيارته، تصرف معهم باستعلاء وبغطرسة، ونزل عليهم سبا وشتما، لأنهم لم يفسحوا له الطريق، وهؤلاء الذين كانوا عيونا للثورة وسندها فأعطوها كل ما يملكون بالأمس نالوا في عهد الحرية الاحتقار من قبل هذا الشخص، الذي كان يرسم لعامة الشعب أحلاما وردية، فهو أنموذج لكثير من المسؤولين الذين يلوكون عبارات حب الوطن والتضحية، لكن تصرفاتهم تعاكس تلك المبادئ التي يتكلمون عنها، فشوهوا وخانوا رسالة جبهة وجيش التحرير، بعد أن أقصوا وهمشوا الكثير من المناضلين، وصادروا خيرات البلاد لصالحهم باسم الوطنية، ورأوا في الشعب قطيعا لا حق له غير التصفيق. فحرموه من الحرية، ومازالوا كذلك يفعلون. إن الذين قادوا الجزائر بعد الاستقلال أرادوا بناء جزائر قوية ورائدة، وهذا طموح مشروع، ولكنه تحول إلى غرور مرضي، والأمم والشعوب التي تصاب بالغرور مصيرها الانحطاط والانحلال. وتم بناء نظام فريد من نوعه مكون من عصب مشكلة على أساس مصلحي وليس على أساس جهوي كما هو شائع، أصبحت فيه جبهة التحرير تثير الاشمئزاز والرثاء في نفس الوقت، مما وجب وضعها في المتحف، وهذا لا يعني إنقاصا من قيمة القلة المخلصة من مناضلي هذا الحزب، بل إجراء سيوقف تشويه عنصر أساسي في الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري.
السلطة الخفية وسلطة
الواجهة من يحكم الجزائر؟
بعد وصول عبد العزيز بوتفليقة إلى منصب الرئاسة اعتمد خطابا جديدا تميز بالمصارحة والمكاشفة لمشاكل البلاد، فأعجب به كثير من الناس آملين في أن يضع مشروع إصلاح وضع البلاد على السكة، لكنه لم يتجاوز الخطابات المطولة، والأحاديث التلفزيونية المكررة، وما زلت أتذكر ما قاله لي في تلك الفترة شيخ فلاح من قريتي بعفوية تامة 'هذا الرايس هدار (كثير الكلام)، والعبد الهدار ما يبني دار'، وهذا ما يشابه المثل العربي القائل 'من كثر كلامه كثر لغطه'، هذه الملاحظة من رجل لا علاقة له بعلم السياسة تأكدت اليوم، حيث جل ما وعد به بوتفليقة من إصلاح لم يتحقق منه إلا النزر القليل. وتأكد أنه لا يمثل إلا واجهة لنظام يصعب إصلاحه من الداخل. وها هو رئيس الحكومة السابق في بداية التسعينيات سيد أحمد غزالي يؤكد أنه لم يكن يملك أي سلطة في اتخاذ القرارات، بل يوجد ناس في الخفاء يسيرون البلد. وهذه شهادة شجاعة من رجل تربى داخل النظام، رغم أنها ليست اكتشافا جديدا لمن يعرفون طبيعة الحكم الجزائري. لقد كانت مخابرات العقيد عبد الحفيظ بوصوف منذ إنشائها في الثورة هي كل شيء، ويمكن فهم ذلك بالحفاظ على الثورة من الاختراق وتعبئة الجميع لصالحها، ورفض كل صوت يعارضها. وفي سنوات الاستقلال خاصة بعد انقلاب 1965 بقيادة العقيد بومدين تم القضاء على الجزء القليل الباقي من ديمقراطية الرأي داخل النظام، فتم غلق جميع أطر حرية التعبير، وأصبح الجميع يصفقون لبومدين كرها أو طوعا، وساعدته في ذلك شخصيته الكاريزمية. أما عهد الرئيس الشاذلي فكان يمكن ان يكون مرحلة انتقالية تؤسس لديمقراطية يكون فيها الفصل بين السلطات وتحديد مهام المؤسسات بوضوح، فمؤسسة الرئاسة كانت قوية في تلك الفترة لكن تسارع الأحداث، بعد الانفتاح غير المنتظر، ادخل نظام الحكم في مأزق، فكان لرجال المخابرات القول الفصل منذ فترة التسعينيات، فالدولة كانت على وشك الانهيار، فاختلط فيها الحابل بالنابل. ونعتقد أن كل مرحلة لها خصوصيتها لا يتسع المجال للتفصيل فيها.
والسؤال المحير: لماذا يعمل رجال المخابرات على تحمل المسؤولية وحدهم في تسيير البلاد؟ مع العلم بأنه لا يمكن تسيير دولة ما بدون مؤسسات أو لنقل بمؤسسات صورية. ولا نظن أن شهوة السلطة كفيلة وحدها بتفسير هذه النزعة، بل المشكل أعقد من ذلك وهو مسار تكوين السلطة منذ إعلان أول نوفمبر، أي أن الدولة نشأت باسم العنف الثوري ضد واقع استعماري ولم تستطع التحول إلى دولة القانون. والمفارقة الكبرى تكمن في وضع البلاد المتردي، رغم أن جهاز المخابرات مكون من أكفأ العناصر، ولا نشك في حبهم لبلادهم، مثلهم مثل غيرهم من الجزائريين من أبناء الشعب، لكنهم يحبونها على طريقتهم، فهم لا يثقون في السياسيين، ولا في عامة الشعب، لذا يعملون على مراقبته مراقبة صارمة، فورثوا عقدة الخوف من المؤامرات الخارجية وضياع البلد. واذا كانت مراقبة حركة المجتمع شيئا عاديا في جميع الدول، فبالإضافة إلى التقارير الأمنية، الا انها تتخذ طابعا علميا عن طريق مراكز الدراسات والبحوث، أما في الجزائر فهي مراقبة أمنية محضة جمدت المجتمع، لا الصحافي يكتب بحرية، ولا القاضي يفتح تحقيقاته بإرادته رغم ما يراه من نهب للمال العام، الذي انتشر بطريقة مذهلة في السنوات الأخيرة، والتعيينات في المناصب الإدارية تتم بخلفية أمنية، ولا تهم الكفاءة ولا النزاهة، فمثلا نجد شخصا يترأس جامعة من دون أن تتوفر فيه المؤهلات العلمية اللازمة، فقط ما يملك من علاقات مع من أعطوه المنصب ليكون الخادم المطيع. وهذا لا يعني أنه ينعدم في هذه الأجهزة وفي جميع مؤسسات الدولة رجال يمكنهم إصلاح الوضع المتردي، بل المشكل في المنهج والهدف، كما يقول أحد رواد النهضة محمد عبده، واصفا حالة مصر في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، ونجزم أن نفس الملاحظة تنطبق على الجزائر اليوم 'إن الدولة لديها نبهاء درسوا كل شيء، ولكنهم أصيبوا بداء اليأس، فهم يائسون من كل خير وإصلاح، وهذا الداء قَتَال، وصاحبه يهدم ولا يبني، لا ينظر إلاّ إلى مصلحته الشخصية... وكيف نيأس؟ وإن حالة أوروبا كانت شراً من حالتنا في الجهل ومقاومة العلم؟' الأعمال الكاملة، ج1، ط2، ص733.
متى تتصالح الدولة الجزائرية مع الشعب؟
يبدو أنه بدأ الإعداد لما بعد بوتفليقة، فبعض المصادر ترى أن هناك إجماعا لدى السلطة الفاعلة على تحضير أحمد بن بيتور رئيس الحكومة السابق لمنصب رئاسة الجمهورية، وربما هذا صحيح، لأن الرجل يوصف بأنه تكنوقراطي، وكتب مقالات متنوعة في صحيفة 'ليبرتي' (الحرية) الناطقة بالفرنسية والممولة من رجل الأعمال يسعد ربراب؛ وأيضا قدم لكتاب الجنرال خالد نزار. وإذا كان من حق السيد بن بيتور الطموح لشغل إي منصب، لا نعتقد أنه، هو أو غيره، قادر على حل أزمات الجزائر لوحده، لأنه لا يوجد الرجل المعجزة، فقط تكون مرحلة أخرى من الوقت الضائع. في نظرنا السبيل إلى الخروج من الأزمة هو فتح مرحلة انتقالية لا تقل عن سنتين ترفع فيها حالة الطوارئ ليسمح فيها للناس بالتعبير بكل حرية عن آرائهم بالتظاهر السلمي والتجمع الحر ومناقشة جميع القضايا بهدوء بعد فتح الإعلام للجميع، فقط احترام القانون للقضاء على الاحتقان الموجود، فيتعلم الناس مبادئ الحوار البناء، والحرية المسؤولة، للوصول إلى بناء مؤسسات دستورية نابعة من الشرعية الشعبية. وقد يبدو لقراء هذه السطور أن هذا من باب الأحلام، فليكن، فلا أحد يستطيع أن يمنعنا من أن نحلم، وغير هذا ستشتد أزمة البلاد في جميع الجوانب، فبعد ما كانت أمنية واقتصادية فقط أصبحت اليوم اجتماعية وأخلاقية أيضا؛ ولا ينفع معها فقط الحلول الأمنية، وهنا نتذكر قول الخليفة عمر بن عبد العزيز عندما طلب منه واليه في خرسان الإذن باستعمال القوة مع أهلها لأنهم لا يفهمون إلاّ لغة العصا والسيف فرد عليه : 'كذبت، الذي يلزمهم هو العدل والحق'.
ما أحوجنا في الجزائر إلى الحق والعدل في كل المجالات، وها هي السلطة تظن أنها حلت مشكلة مخلفات سنوات الدماء باستفتاء المصالحة الذي لم يقنع الكثيرين، خاصة عائلات المفقودين، فعجزت الدولة عن مساعدتهم في البحث عن حقيقة اختفاء ذويهم. إنها عملية هروب إلى الأمام، بتوريث مشاكل حاضرنا للأجيال القادمة مثل ما ورثنا نحن مشاكل جيل الثورة التي أصبحت رواياتهم قصصا في الصفحات الأولى للجرائد لتزيد من مبيعاتها ويتسلى بها القراء. إذا ينبغي بعث مصالحة حقيقية يقدم فيها من تسبب في الأزمة، من رجال السلطة والإسلاميين، اعتذارهم للشعب، ويكون هذا بعيدا عن أي إهانة او انتقام من أحد، وهذا اقتداء بالرسول الكريم، حين دخل مكة فاتحا لم ينتقم ممن أخرجوه منها وحاربوه، بل قال من دخل بيت أبا سفيان، عدوه بالأمس، فهو آمن. ويطالب البعض اليوم بمحاكمة هذا الطرف أو ذاك، وهذا من حقهم لأنهم يحسون بالظلم، لا يسعنا إلا أن نذكر بوصية سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه : 'رددوا الخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يحدث بين القوم الضغائن'.
وبعد ما أصبح العالم قرية، وأصبح الوطن فكرة متغيرة، بات مفروضا علينا تحديات كبرى أهمها هو بناء الديمقراطية التي ترتكز على المواطنة التي تحدد المسؤوليات الفردية والجماعية، وتحترم الانتماءات الإيديولوجية، في سبيل بعث السلم الاجتماعي المهدد منذ سنوات، وضمان استمراريته، وتحصين المجتمع من الأخطار المحدقة بمستقبله كانتشار المخدرات، والانحلال الخلقي، والفشل المدرسي الذي يُكَوّن جيلا بأمية جديدة. إن ترسيخ المواطنة هي المهمة الرئيسية لوزارة التربية، بتنشئة التلاميذ منذ الصغر، وفق مشاريع بيداغوجية مضبوطة، على مبدأ الواجبات والحقوق. وتساهم الجمعيات المهنية، والثقافية، والرياضية، وكذلك الصحافة بكل أنواعها في تكوين وتوعية وتثقيف الشرائح الواسعة للمجتمع، وبناء نظام اجتماعي تكافلي قوي لا يترك أحدا على هامش الطريق وفاء للشهداء. وليس عيبا أن نقتدي بدول في افريقيا وأمريكا اللاتينية كانت متخلفة مثلنا، واليوم تقدمت أشواطا في بناء ديمقراطية حقيقية وليست صورية مثل ما هو موجود في بلداننا العربية، فأصبح التداول على السلطة عندهم حقيقة، وخير مثال قريب دولة البرازيل التي نجح رئيسها، لولا داسيلفا، في تحديث البلد في ظرف عشرية، ليصبح فاعلا عالميا ينافس الكبار، فخرج من الحكم من بابه الواسع مرفوع الرأس.
أعجبني
لم يعجبني
مُشاطرة هذه المقالة على:
السلطة الخفية وسلطة الواجهة من يحكم الجزائر؟
::
تعاليق
لا يوجد حالياً أي تعليق
السلطة الخفية وسلطة الواجهة من يحكم الجزائر؟
صفحة
1
من اصل
1
مواضيع مماثلة
مواضيع مماثلة
»
السلطة الخفية وسلطة الواجهة من يحكم الجزائر؟
»
تظاهرة الجزائر VS السلطة: تعادل إيجابي
»
ارادة التغيير في الجزائر تبحث عن مخرج من سطوة السلطة والمعارضة
»
يعارض فوكو، في نظريته في السلطة، التصور الماركسي الكلاسيكي ونظريات الحق الطبيعي. لا وجود لذات أو لفاعل يملك السلطة، مثلما لا وجود لجهاز (الدولة) ينفرد لوحده باستعمال السلطة. يقترح فوكو نموذجا استراتيجيا للسلطة، فلا ينبغي النظر إلى السلطة كملكية قارة ومستق
»
كتاب نخب المملكة: بحث في تنظيم السلطة بالمغرب لعلي بنحدو النظام العشائري وآليات تناسل السلطة
صلاحيات هذا المنتدى:
تستطيع
الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
::
تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
::
تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745
انتقل الى:
اختر منتدى
|
|--دراسات و ابحاث
|--منبر البحوث المتخصصة والدراسات العلمية يشاهده 23456 زائر
|--اخبار ادب وثقافة
|--تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745
|--استـــراجيــات متحـــــــــــــــولة يشاهده 478زائر
|--مـنبر كُـتـّاب و شعراء منابر مدونات الصدح.. (يشاهده 5412 زائر)
|--Pensée
|--اليوتوب الثقافي
|--موضوع حصري
المواضيع الأخيرة
»
من إبداعي وطن النور الغجري"
أمس في 5:04 pm من طرف
هشام مزيان
»
عنوان القصة: "أرواح المكان"
أمس في 3:23 pm من طرف
هشام مزيان
»
المنصات الرقمية وأزمة العقل ما بعد الرقمية هندسة. للوعي بادوات التسطيح والتفاهة تك توك نموذج
أمس في 3:21 pm من طرف
هشام مزيان
»
الفكر المسردب .. المتغير الثابت في إدارة التدافع العربي
أمس في 3:17 pm من طرف
Admin
»
التإثيل لاتحاه فكري جديد
أمس في 12:33 pm من طرف
بن عبد الله
»
لتأصيل هذا المنهج النقدي الهدمي الذي أسسته أضف مزيدا من العمق على الأفكار السابقة
أمس في 12:32 pm من طرف
بن عبد الله
»
أسس معي لمنح النقد الهدمي وتبيان أدواته كيفية عمله
أمس في 12:31 pm من طرف
بن عبد الله
»
ماذا يمكن تسمية هذا الاتجاه الفكري النقدي الجديد
أمس في 12:29 pm من طرف
بن عبد الله
»
عوض الفكر هل يمكن تسميته اتجاه. لأنه لا يستدعي منظومة فكرية في ذاتها بقدر ما يسعى إلى تبني منهج اصيل للتصدي للفكر والمناهج الكلاسيكية
أمس في 12:29 pm من طرف
بن عبد الله
»
لا نريد ان نخلط بالفلسفة التفكيكية لدريدا فهي ايضاً تدخل ضمن المنظور الكلاسيكي
أمس في 12:28 pm من طرف
بن عبد الله
»
الاتجاه الهدمي التحريري
أمس في 12:27 pm من طرف
بن عبد الله
»
بحث علمي. تحت عنوان الفلسفة وإشكالية الفيزياء الكمومية؛
الإثنين نوفمبر 04, 2024 1:04 pm من طرف
بن عبد الله
»
يتبع
الإثنين نوفمبر 04, 2024 1:03 pm من طرف
بن عبد الله
»
يتبع
الإثنين نوفمبر 04, 2024 1:01 pm من طرف
بن عبد الله
»
يتبع
الإثنين نوفمبر 04, 2024 1:00 pm من طرف
بن عبد الله
»
يمكن القول إن العلاقة بين الفلسفة وفيزياء الكم هي علاقة تكاملية، حيث تعيد فيزياء الكم صياغة فهم الفلاسفة للعالم ولمفاهيمهم عن الحقيقة والواقع.
الإثنين نوفمبر 04, 2024 1:00 pm من طرف
بن عبد الله
»
اشكالية الحفاظ على نمط الأصلي للفكر الفلسفي. وعلاقته بفيزياء الكم في الحقيقة اعتبر تنميطا تعسفيا. وقد إعلان صريح بنهاية الفلسفة
الإثنين نوفمبر 04, 2024 12:58 pm من طرف
بن عبد الله
»
الحديث عن فلسفة تقليدي،ك وأخرى غير تقليدية. تكسر إبستمولوجيا ومنهجيا أشكال التعاطي مع ظاهرك فيزيائية مستجدة وقروية هي الفيزياء الكم. يدخل الفلسفة في بنيتها التأملية الثابتة في أشكال. لا مخرج له إلا بإعلائها الصريح بانها ليست النمط الابستمولوجيا والمن
الإثنين نوفمبر 04, 2024 12:58 pm من طرف
بن عبد الله
»
مشروع بحثي من إعدادي حول اشكالية العلاقة بين الفلسفة وفيزياء الكم
الإثنين نوفمبر 04, 2024 12:56 pm من طرف
بن عبد الله
»
يتبع
الأحد نوفمبر 03, 2024 6:22 pm من طرف
بن عبد الله
»
يتبع
الأحد نوفمبر 03, 2024 5:23 pm من طرف
بن عبد الله
»
يتبع
الأحد نوفمبر 03, 2024 5:22 pm من طرف
بن عبد الله
»
يتبع
الأحد نوفمبر 03, 2024 5:22 pm من طرف
بن عبد الله
»
في بعض الكتب الدينية يحاولون إثبات صحة الدين بادعاء ان فيه اعجاز علمي في الدين السرمدي لا يدعي بل يؤكد بان القوة للدماغ والإعجاز في العقل لخص هذا في سورة ترتيلية
الأحد نوفمبر 03, 2024 5:22 pm من طرف
بن عبد الله
»
Un nouveau médicament révolutionne le traitement d'une neuropathie
الأحد نوفمبر 03, 2024 5:17 pm من طرف
سميح القاسم
»
يتبع
الأحد نوفمبر 03, 2024 12:25 pm من طرف
سميح القاسم
»
يتبع
الأحد نوفمبر 03, 2024 12:24 pm من طرف
سميح القاسم
»
يتبع
الأحد نوفمبر 03, 2024 12:23 pm من طرف
سميح القاسم
»
يتبع
الأحد نوفمبر 03, 2024 12:23 pm من طرف
سميح القاسم
»
ماذا لو افترض أنني بعثث نبيا ورسولا في العصر عصرنا اليوم ماذا ستكون اول رسالة من الاله
الأحد نوفمبر 03, 2024 12:09 pm من طرف
سميح القاسم