الموقع : الكرختاريخ التسجيل : 16/06/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4
28112010
السلطة الخفية وسلطة الواجهة من يحكم الجزائر؟
السلطة الخفية وسلطة الواجهة من يحكم الجزائر؟
أضيف في 27 نونبر 2010 الساعة 07 : 00
'ما الفائدة من أن يكون وطني عظيما كبيرا إذا كنت فيه حزينا حقيرا، أعيش في الذل والشقاء خائفا أسيرا'، هذا القول الفرنسي لابريار أحد مفكري القرن السابع عشر، نسمعه عند الكثير من الجزائريين، في الداخل وفي الخارج، نتيجة الوضعية المأساوية التي يوجد فيها البلد، الذي تثير حالته الشفقة. فالمؤسسات السياسية مشلولة لأنها تفتقد الشرعية اللازمة المستقاة من إرادة الشعب، وسياسيونا المتسلطون على رقابنا لا يملكون رؤية مستقبلية واضحة لبعث الأمل في الشباب، الذين يركبون قوارب اللاعودة نحو أوروبا، ويعمل أغلب المسؤولون لمصالحهم الشخصية أكثر من الاهتمام بمصلحة الوطن، ومجتمعنا لا يتحرك بفاعلية كما ينبغي لأنه مكبل بقانون الطوارئ، ومعطل بالأمراض الاجتماعية كالبطالة، وأزمة السكن، وغياب مجتمع مدني حقيقي لم تسمح السلطة بتكوينه مخافة أن يخرج عن سيطرتها، وانحصار الوعي الديني الصحيح بعدما انتشرت السلفية الانهزامية، كما يصفها أبو القاسم سعد الله، وتضاعف التردي الأخلاقي نتيجة أزمة الهوية، إثر تسارع مظاهر الحداثة نتيجة العولمة الزاحفة، وأيضا غياب وتغييب النخبة الحقيقية التي ترشد المجتمع، وغياب جامعة متطورة تنتج العلم وتصنع الكفاءات في مختلف ميادين المعرفة، وانعدام اقتصاد قوي يتجاوز الريوع، ولا أمن غذائي محقق، وأصبحت الرشوة قانونا يسير التعاملات اليومية... ورغم كل هذا مازال يتحدث اليوم، كثير من الناس، سياسيين ومثقفين وناس عاديين، عن الوطنية وبجرعة زائدة عند البعض كما يقول الصديق توفيق رباحي. متى تمر الجزائر من الوطنية إلى المواطنة؟ تتداول الأوساط الثقافية والسياسية والإعلامية تصنيفات ايديولوجية وذلك بإطلاق بعض النعوت على بعض الناس: هذا ليبرالي أو علماني، وذاك إسلامي أو رجعي، والآخر ديمقراطي أو يساري، وذلك وطني أو عميل... هي تلاسن سهل بمصطلحات تضع أصحابها في أطر فكرية لتحقيق أمن فكري مزعوم، فتمنع قائليها من التفكير بطريقة أخرى، وتصرفهم عن الملاحظة الهادئة. هذه الكليشيهات تضع بين الأفراد حواجز فكرية وتبرر لكل طرف ما يصدر عنه. والمأساة التي عايشتها الجزائر في التسعينيات هي نتاج لهذه الدوغمائية، كانت ولا زالت موجودة، سواء عند الأفراد العاديين أو عند مسيري مؤسسات الدولة. وإذا كان لمصطلح الوطنية دلالة عميقة قبل الاستقلال، نظرا للظروف الاستعمارية آنذاك، فالجزائر لم تكن موجودة ككيان، والسلطة القائمة في تلك الفترة هي سلطة أجنبية دخيلة فرضت نفسها بالقوة، حيث كان اتهام الناس بعدم الوطنية حاضرا في خطاب الحركة الوطنية، بأن قسَّمهم إلى نوعين، وطنيين وغير وطنيين، من هم مع حرية الشعب ورفض الواقع الاستعماري، ومن هم خدام للمستعمر، حيث جعلوا من أنفسهم أذيالا له. لقد كانت المزايدة بالوطنية رائجة في تلك الفترة بين تيارات الحركة الوطنية، حيث كان فرحات عباس يسخر من وطنية بعض منافسيه، خاصة من أعضاء حزب الشعب واصفا إياها بوطنية التمعش. أما اليوم أصبح هذا المصطلح أكثر ابتذالا، حيث كثيرا ما يستعمل في غير موضعه، فيتخذه البعض سلاحا ضد المختلفين معهم سياسيا من أبناء وطنهم، فينزعون عنهم صفة الوطنية، ويذهبون إلى تخوينهم واتهامهم بالتآمر على البلد، فقط لأنهم لم يتوافقوا معهم حول ماهية المصالح العليا للوطن، أو جهروا ببعض الحقائق المرَّة التي تعاكس الدعاية الرسمية للسلطة، ورفضوا طريقة التسيير الفاشلة، أو نددوا بمن ينهبون المال العام، أو طالبوا السلطة باحترام الحريات العامة والفردية، أو حثوا الناس على مطالبتهم بحقوقهم المدنية وصون كرامتهم...
جبهة التحرير أعطيناك عهدا
هذا المقطع من النشيد الوطني للشاعر مفدي زكريا هل بقي له معنى اليوم بعد ما أصبحت جبهة التحرير حزبا مثل باقي الأحزاب؟ بالأمس كان الشعب يؤمن برسالة الجبهة التي أشعلت الثورة على يد مجموعة من الشباب الوطنيين، والتي في ظرف وجيز أجبرت جميع تيارات الحركة الوطنية، جمعية العلماء، والليبراليين، والشيوعيين، والمستقلين، على الانضمام تحت لوائها فلم تترك الخيار لأحد سوى المشاركة في تحرير الأرض والشعب والقضاء على السلطة الاستعمارية وبناء دولة جزائرية لها هويتها العربية الإسلامية، ومرتكزة على العدالة الاجتماعية. لكن بعدما أصبحت البلاد اليوم في وضع أقل ما يقال عنه أنه غير مشرف، المسألة فيها نظر. وإن نجحت الثورة بقيادة جبهة التحرير بعد تضحيات كبيرة من جميع فئات الشعب في تأسيس سلطة بديلة عن الاستعمار، لكنها فشلت في بناء دولة القانون وتجسيد الحق والعدل. فما أسباب هذا الفشل؟ بعد الاستقلال مباشرة والانتهاء من الجهاد الأصغر ظهر التنافس على المصالح والامتيازات بين المنتصرين، ونسوا وصايا الشهداء: 'دافعوا عن ذاكرتنا' كان يقول ديدوش مراد قبيل استشهاده، ومعناه دافعوا عن المبادئ التي ضحينا من أجلها، فتخلى أكثر المناضلين عن الجهاد الأكبر. وبقيت قلة على العهد. وهنا أذكر ما رواه لي أحد الأشخاص الذي كان طفلا أثناء الثورة، أنه ذات يوم حضرت مجموعة من المجاهدين إلى بيتهم في الريف، وأثناء العشاء كانوا يأكلون بملاعق من حطب فقال لهم المحافظ السياسي (مرشد مهمته التعبئة المعنوية): 'بعد الاستقلال ستأكلون بملاعق من ذهب...' ولكن بعد الاستقلال، في شهوره الأولى، هذا الشخص نفسه، عندما صادف مجموعة من الأشخاص الفلاحين البسطاء كانوا يمشون بمحاذاة الطريق مع بهائمهم في ركب عائد من السوق، وكان هو يركب سيارته، تصرف معهم باستعلاء وبغطرسة، ونزل عليهم سبا وشتما، لأنهم لم يفسحوا له الطريق، وهؤلاء الذين كانوا عيونا للثورة وسندها فأعطوها كل ما يملكون بالأمس نالوا في عهد الحرية الاحتقار من قبل هذا الشخص، الذي كان يرسم لعامة الشعب أحلاما وردية، فهو أنموذج لكثير من المسؤولين الذين يلوكون عبارات حب الوطن والتضحية، لكن تصرفاتهم تعاكس تلك المبادئ التي يتكلمون عنها، فشوهوا وخانوا رسالة جبهة وجيش التحرير، بعد أن أقصوا وهمشوا الكثير من المناضلين، وصادروا خيرات البلاد لصالحهم باسم الوطنية، ورأوا في الشعب قطيعا لا حق له غير التصفيق. فحرموه من الحرية، ومازالوا كذلك يفعلون. إن الذين قادوا الجزائر بعد الاستقلال أرادوا بناء جزائر قوية ورائدة، وهذا طموح مشروع، ولكنه تحول إلى غرور مرضي، والأمم والشعوب التي تصاب بالغرور مصيرها الانحطاط والانحلال. وتم بناء نظام فريد من نوعه مكون من عصب مشكلة على أساس مصلحي وليس على أساس جهوي كما هو شائع، أصبحت فيه جبهة التحرير تثير الاشمئزاز والرثاء في نفس الوقت، مما وجب وضعها في المتحف، وهذا لا يعني إنقاصا من قيمة القلة المخلصة من مناضلي هذا الحزب، بل إجراء سيوقف تشويه عنصر أساسي في الذاكرة الجماعية للشعب الجزائري.
السلطة الخفية وسلطة الواجهة من يحكم الجزائر؟
بعد وصول عبد العزيز بوتفليقة إلى منصب الرئاسة اعتمد خطابا جديدا تميز بالمصارحة والمكاشفة لمشاكل البلاد، فأعجب به كثير من الناس آملين في أن يضع مشروع إصلاح وضع البلاد على السكة، لكنه لم يتجاوز الخطابات المطولة، والأحاديث التلفزيونية المكررة، وما زلت أتذكر ما قاله لي في تلك الفترة شيخ فلاح من قريتي بعفوية تامة 'هذا الرايس هدار (كثير الكلام)، والعبد الهدار ما يبني دار'، وهذا ما يشابه المثل العربي القائل 'من كثر كلامه كثر لغطه'، هذه الملاحظة من رجل لا علاقة له بعلم السياسة تأكدت اليوم، حيث جل ما وعد به بوتفليقة من إصلاح لم يتحقق منه إلا النزر القليل. وتأكد أنه لا يمثل إلا واجهة لنظام يصعب إصلاحه من الداخل. وها هو رئيس الحكومة السابق في بداية التسعينيات سيد أحمد غزالي يؤكد أنه لم يكن يملك أي سلطة في اتخاذ القرارات، بل يوجد ناس في الخفاء يسيرون البلد. وهذه شهادة شجاعة من رجل تربى داخل النظام، رغم أنها ليست اكتشافا جديدا لمن يعرفون طبيعة الحكم الجزائري. لقد كانت مخابرات العقيد عبد الحفيظ بوصوف منذ إنشائها في الثورة هي كل شيء، ويمكن فهم ذلك بالحفاظ على الثورة من الاختراق وتعبئة الجميع لصالحها، ورفض كل صوت يعارضها. وفي سنوات الاستقلال خاصة بعد انقلاب 1965 بقيادة العقيد بومدين تم القضاء على الجزء القليل الباقي من ديمقراطية الرأي داخل النظام، فتم غلق جميع أطر حرية التعبير، وأصبح الجميع يصفقون لبومدين كرها أو طوعا، وساعدته في ذلك شخصيته الكاريزمية. أما عهد الرئيس الشاذلي فكان يمكن ان يكون مرحلة انتقالية تؤسس لديمقراطية يكون فيها الفصل بين السلطات وتحديد مهام المؤسسات بوضوح، فمؤسسة الرئاسة كانت قوية في تلك الفترة لكن تسارع الأحداث، بعد الانفتاح غير المنتظر، ادخل نظام الحكم في مأزق، فكان لرجال المخابرات القول الفصل منذ فترة التسعينيات، فالدولة كانت على وشك الانهيار، فاختلط فيها الحابل بالنابل. ونعتقد أن كل مرحلة لها خصوصيتها لا يتسع المجال للتفصيل فيها. والسؤال المحير: لماذا يعمل رجال المخابرات على تحمل المسؤولية وحدهم في تسيير البلاد؟ مع العلم بأنه لا يمكن تسيير دولة ما بدون مؤسسات أو لنقل بمؤسسات صورية. ولا نظن أن شهوة السلطة كفيلة وحدها بتفسير هذه النزعة، بل المشكل أعقد من ذلك وهو مسار تكوين السلطة منذ إعلان أول نوفمبر، أي أن الدولة نشأت باسم العنف الثوري ضد واقع استعماري ولم تستطع التحول إلى دولة القانون. والمفارقة الكبرى تكمن في وضع البلاد المتردي، رغم أن جهاز المخابرات مكون من أكفأ العناصر، ولا نشك في حبهم لبلادهم، مثلهم مثل غيرهم من الجزائريين من أبناء الشعب، لكنهم يحبونها على طريقتهم، فهم لا يثقون في السياسيين، ولا في عامة الشعب، لذا يعملون على مراقبته مراقبة صارمة، فورثوا عقدة الخوف من المؤامرات الخارجية وضياع البلد. واذا كانت مراقبة حركة المجتمع شيئا عاديا في جميع الدول، فبالإضافة إلى التقارير الأمنية، الا انها تتخذ طابعا علميا عن طريق مراكز الدراسات والبحوث، أما في الجزائر فهي مراقبة أمنية محضة جمدت المجتمع، لا الصحافي يكتب بحرية، ولا القاضي يفتح تحقيقاته بإرادته رغم ما يراه من نهب للمال العام، الذي انتشر بطريقة مذهلة في السنوات الأخيرة، والتعيينات في المناصب الإدارية تتم بخلفية أمنية، ولا تهم الكفاءة ولا النزاهة، فمثلا نجد شخصا يترأس جامعة من دون أن تتوفر فيه المؤهلات العلمية اللازمة، فقط ما يملك من علاقات مع من أعطوه المنصب ليكون الخادم المطيع. وهذا لا يعني أنه ينعدم في هذه الأجهزة وفي جميع مؤسسات الدولة رجال يمكنهم إصلاح الوضع المتردي، بل المشكل في المنهج والهدف، كما يقول أحد رواد النهضة محمد عبده، واصفا حالة مصر في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، ونجزم أن نفس الملاحظة تنطبق على الجزائر اليوم 'إن الدولة لديها نبهاء درسوا كل شيء، ولكنهم أصيبوا بداء اليأس، فهم يائسون من كل خير وإصلاح، وهذا الداء قَتَال، وصاحبه يهدم ولا يبني، لا ينظر إلاّ إلى مصلحته الشخصية... وكيف نيأس؟ وإن حالة أوروبا كانت شراً من حالتنا في الجهل ومقاومة العلم؟' الأعمال الكاملة، ج1، ط2، ص733.
متى تتصالح الدولة الجزائرية مع الشعب؟
يبدو أنه بدأ الإعداد لما بعد بوتفليقة، فبعض المصادر ترى أن هناك إجماعا لدى السلطة الفاعلة على تحضير أحمد بن بيتور رئيس الحكومة السابق لمنصب رئاسة الجمهورية، وربما هذا صحيح، لأن الرجل يوصف بأنه تكنوقراطي، وكتب مقالات متنوعة في صحيفة 'ليبرتي' (الحرية) الناطقة بالفرنسية والممولة من رجل الأعمال يسعد ربراب؛ وأيضا قدم لكتاب الجنرال خالد نزار. وإذا كان من حق السيد بن بيتور الطموح لشغل إي منصب، لا نعتقد أنه، هو أو غيره، قادر على حل أزمات الجزائر لوحده، لأنه لا يوجد الرجل المعجزة، فقط تكون مرحلة أخرى من الوقت الضائع. في نظرنا السبيل إلى الخروج من الأزمة هو فتح مرحلة انتقالية لا تقل عن سنتين ترفع فيها حالة الطوارئ ليسمح فيها للناس بالتعبير بكل حرية عن آرائهم بالتظاهر السلمي والتجمع الحر ومناقشة جميع القضايا بهدوء بعد فتح الإعلام للجميع، فقط احترام القانون للقضاء على الاحتقان الموجود، فيتعلم الناس مبادئ الحوار البناء، والحرية المسؤولة، للوصول إلى بناء مؤسسات دستورية نابعة من الشرعية الشعبية. وقد يبدو لقراء هذه السطور أن هذا من باب الأحلام، فليكن، فلا أحد يستطيع أن يمنعنا من أن نحلم، وغير هذا ستشتد أزمة البلاد في جميع الجوانب، فبعد ما كانت أمنية واقتصادية فقط أصبحت اليوم اجتماعية وأخلاقية أيضا؛ ولا ينفع معها فقط الحلول الأمنية، وهنا نتذكر قول الخليفة عمر بن عبد العزيز عندما طلب منه واليه في خرسان الإذن باستعمال القوة مع أهلها لأنهم لا يفهمون إلاّ لغة العصا والسيف فرد عليه : 'كذبت، الذي يلزمهم هو العدل والحق'. ما أحوجنا في الجزائر إلى الحق والعدل في كل المجالات، وها هي السلطة تظن أنها حلت مشكلة مخلفات سنوات الدماء باستفتاء المصالحة الذي لم يقنع الكثيرين، خاصة عائلات المفقودين، فعجزت الدولة عن مساعدتهم في البحث عن حقيقة اختفاء ذويهم. إنها عملية هروب إلى الأمام، بتوريث مشاكل حاضرنا للأجيال القادمة مثل ما ورثنا نحن مشاكل جيل الثورة التي أصبحت رواياتهم قصصا في الصفحات الأولى للجرائد لتزيد من مبيعاتها ويتسلى بها القراء. إذا ينبغي بعث مصالحة حقيقية يقدم فيها من تسبب في الأزمة، من رجال السلطة والإسلاميين، اعتذارهم للشعب، ويكون هذا بعيدا عن أي إهانة او انتقام من أحد، وهذا اقتداء بالرسول الكريم، حين دخل مكة فاتحا لم ينتقم ممن أخرجوه منها وحاربوه، بل قال من دخل بيت أبا سفيان، عدوه بالأمس، فهو آمن. ويطالب البعض اليوم بمحاكمة هذا الطرف أو ذاك، وهذا من حقهم لأنهم يحسون بالظلم، لا يسعنا إلا أن نذكر بوصية سيدنا الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه : 'رددوا الخصوم حتى يصطلحوا فإن فصل القضاء يحدث بين القوم الضغائن'. وبعد ما أصبح العالم قرية، وأصبح الوطن فكرة متغيرة، بات مفروضا علينا تحديات كبرى أهمها هو بناء الديمقراطية التي ترتكز على المواطنة التي تحدد المسؤوليات الفردية والجماعية، وتحترم الانتماءات الإيديولوجية، في سبيل بعث السلم الاجتماعي المهدد منذ سنوات، وضمان استمراريته، وتحصين المجتمع من الأخطار المحدقة بمستقبله كانتشار المخدرات، والانحلال الخلقي، والفشل المدرسي الذي يُكَوّن جيلا بأمية جديدة. إن ترسيخ المواطنة هي المهمة الرئيسية لوزارة التربية، بتنشئة التلاميذ منذ الصغر، وفق مشاريع بيداغوجية مضبوطة، على مبدأ الواجبات والحقوق. وتساهم الجمعيات المهنية، والثقافية، والرياضية، وكذلك الصحافة بكل أنواعها في تكوين وتوعية وتثقيف الشرائح الواسعة للمجتمع، وبناء نظام اجتماعي تكافلي قوي لا يترك أحدا على هامش الطريق وفاء للشهداء. وليس عيبا أن نقتدي بدول في افريقيا وأمريكا اللاتينية كانت متخلفة مثلنا، واليوم تقدمت أشواطا في بناء ديمقراطية حقيقية وليست صورية مثل ما هو موجود في بلداننا العربية، فأصبح التداول على السلطة عندهم حقيقة، وخير مثال قريب دولة البرازيل التي نجح رئيسها، لولا داسيلفا، في تحديث البلد في ظرف عشرية، ليصبح فاعلا عالميا ينافس الكبار، فخرج من الحكم من بابه الواسع مرفوع الرأس.
الجزائر تايمز/ مسعود ديلمي
تعليقات الزوّار الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها
تحليل رائع يوسف فهميتحليل رائعانه لمِمَّا يثلج الصدور ان نجد في امتنا العربية والاسلامية من يفهمون الامور عاى هذا النحو. حقيقة يا اخي لقد كدنا نفقد الامل ولكن تحليلك اعد الى الادهان ان الامة لازال فيها من رجالها من يعرفون من اين تُاْكَل الكتف, الله يعطيك الصحة في 27 نونبر 2010 الساعة 23 : 04
الجزائر لكل أبنائها الجزائريهذا الكلام رائع :"إن ترسيخ المواطنة هي المهمة الرئيسية لوزارة التربية، بتنشئة التلاميذ منذ الصغر، وفق مشاريع بيداغوجية مضبوطة، على مبدأ الواجبات والحقوق. وتساهم الجمعيات المهنية، والثقافية، والرياضية، وكذلك الصحافة بكل أنواعها في تكوين وتوعية وتثقيف الشرائح الواسعة للمجتمع، وبناء نظام اجتماعي تكافلي قوي لا يترك أحدا على هامش الطريق وفاء للشهداء."تحليل هاديء و مقنع و فيه الخير الكثير فهكذا يكون الجزائري محب و وسطي و غير متطرف لجهة من الجهات المتطرفة لان الجزائر لكل ابنائها و لا يفرق بينهم إلا العمل الصالح لخدمة البلاد و العباد . في 27 نونبر 2010 الساعة 08 : 14
KKK MMلعل المتتبع للأحداث الأخيرة التي عرفتها المنطقة الشمالية لإفريقيا، و على الخصوص أحداث العيون في المملكة المغربية، و أحداث القبائل و القبة داخل الجزائر، قد يتيه بين المعايير المتعددة للإنسانية و حقوق بني آدم لدى المجتمع الدولي و الإقليمي و المحلي، من حالة لأخرى و من جماعة بشرية لأخرى. شيء مريب فعلا يطرح أكثر من سؤال حول جدية هذا الضمير العالمي، وهل تحركه العواطف الإنسانية أم الإغراءات المالية، أم الحسابات العدوانية .لن أتعرض لنوم هذا الضمير، و تستره على الجرائم الفظيعة التي راح ضحيتها أكثر من ربع مليون جزائري لمجرد أن الشعب اختار طريقا آخر غير الطريق الذي رسم له مسبقا من طرف من اغتصبوا السلطة مع فجر أول يوم نودي فيه أن الجزائر قد أصبحت حرة طليقة، و أن الاستعمار قد راح لحال سبيله: أوراق هذه القضية يحتفظ بها الضمير العالمي في سلات مهملاته ما دام الكرم الجزائري حاتميا، و رنين الدولار كفيل بأن يصيبه بداء الزهايمر و يجبره على النسيان و لو مؤقتا.أحداث العيون صارت وجبة دسمة تتناولها "الضمائر الحية" أو "ضمائر الحية" على موائد التخمة، فترسل دموعا تدمي "القلوب المرهفة" لأصحاب" الضمائر المنفصلة" و ثلة من "بنات الليل"، و كأن الأمر يتعلق بجلسة عزاء تنشطها النادبات الباكيات،العاريات، المرسلات للصراخ و العويل تصنعا و كذبا، فالضحية الافتراضية هنا ذات جاه و نسب. أما أحداث القبة فقد عاف ضحاياها الضمير العالمي و تجنب حتى مجرد التفكير فيها لأنها نكرة، لا قيمة لها و لا شأن، ولم تشفع لها دموع الأم المسترسلة و أطفالها الأربعة المرهوبين و هم يندبون حظهم على أطلال كوخ قد كان يأويهم، كما ندب أطفال غزة تدمير مآويهم : هناك فرق طبعا بين أن تكون صحراويا مدعوما من طرف أرصدة سوناتراك،فلا يوازيك غير الصهيوني المدعوم من طرف الصهيونية العالمية، و بين أن تكون جزائريا يعيش على هامش الحياة ولا ينتبه لوجودك أحد. المال مالك طبعا، ولكنك رزقت به ليخدم غيرك.نعم قتلت أيها الجزائري و لا زلت تقتل، وما جاء قتلك وبالا إلا عليك وحدك. لن تكتب الصحف الإسبانية عنك سطرا واحدا، ولن تتذكرك الأممية اليسارية و لا اليمينية، لأنك لست ورقة رابحة، و مجرد الكلام عنك قد يدفع أولياء نعمتك لقطع الصنابير، فتجف اللقمة في حلق أصحاب الضمائر المنفصلة و القلوب المنافقة. كيف تتكلم عن مأساتك الأمم و قد صكت ألسنة"المعارضة" و جفت أقلام"السلطة الرابعة" في بلدك إلا القليل من الشرفاء المطاردين من طرف" محاكم التفتيش" في الداخل و الخارج.صدفة عجيبة أن تأتي انتفاضة القبة بسبب مشكل" السكن و الشغل" كما جاءت انتفاضة العيون لنفس السبب أيضا، و في نفس الوقت الذي كان الكرم الحاتمي لنظامنا يصرف الغالي و النفيس من أجل أن يستفيق الضمير العالمي،و يستنصر لنشطاء حقوقيين عزل إلا من السيوف و السكاكين و العبوات الحارقة، ضد قوات مغربية غاشمة مدججة بهراوات مطاطية، كانت الجارفات عندنا تسقط الأكواخ فوق رؤوس النساء و الشيوخ و الأطفال" المجرمين" بعيدا عن أنظار الصحافة الوطنية و الدولية الممنوعة من ولوج المنطقة المحرمة، و تدعمها قوات لحفظ الأمن،لم تكن تحمل من السلاح غير الرشاشات و القنابل المسيلة للدموع، ولم تترك من الضحايا المدنيين غير بضعة عشرات، كما لم تلقي القبض إلا على بضعة مئات فتلحقهم بمن سبقهم من منتفضي باريان و تيزي وزو و وهران، الذين لا زالوا يقبعون في السجون من دون محاكمة، أو ضمن لوائح المفقودين إلى اليوم.رغم نقاط التشابه في دوافع الانتفاضة، و تباين ردة فعل السلطات فيما وقع هنا و هناك، فإن الضمير المنفصل لبعض منابر الإعلام العربية و الغربية و الوطنية، و حقوقيي الشبهة من أقصى اليمين و أقصى اليسار، لم يستطع أن يلتفت إليك مخافة أن يقطع عنه الصنبور و تجف اللقمة في حلقه.و أنا أتأمل هذه المفارقات الغريبة، و الأمور المتشابهة و المقاسة بمعايير مختلفة، تذكرت كلمة قالها لي أحد الصحراويين يوما، وأعني صحراويي الجنسية، وليس صحراويي الأصل و الهوية. و بسبب استخفافي بتلك الكلمة ، صنفتها ضمن خانة "النكتة"، غير أنني اليوم استدرك حقيقة تلك الكلمة و عمق معانيها.قال لي ذلك الصديق الصحراوي:" نحن الصحراويين نعتبر أنفسنا شعب الله المختار، حيث كنا زمن الأسبان، نتلقى اللقمة دون أن نكد و لا نشقى. ثم جاء المغاربة ليغدقوا علينا من الخيرات ما حرم منه الكثير من المغاربة أنفسهم، دون كد منا و لا شقاء أيضا، كما فتحت خزائن الجزائر لمغازلتنا دون حساب."اليوم استدركت سر الكلام، وتيقنت بأن الصحراوي أرقى عند نظامنا من أي مواطن جزائري، إذ في الوقت الذي تفتح فيه خزائن الجزائر لتصنع للأول أمجادا من الوهم ، يحرم الثاني من كرامة العيش و حرية الاختيار و المصير، و كأن الخيرات التي رزقت بها الجزائر، جاءت حراما على الضعفاء من أبناءها؛ والشعارات التي يرفعها النظام انتصارا للآخر،لا تحق للجزائري المحروم منها أصلا.جمال أحمد في 28 نونبر 2010 الساعة 03 : 13
morsmed@yahoo.fr morsmedهل تعتقدون أن إسبانيا ستساند مواطنا جزاءريا ،وتقيم الدنيا وتقعدها لصيانة حقوقه ٠جربوا وسترون٠حتى أنهم لا يفرقون ما بين مغربي و جزاءري ٠ابتلانا