• إن البشر لا يرفضون أي شيء، ولكن الأشياء تتعاقب عليهم لأن الذين يفرضونها عليهم يتعاقبون. إن شيئاً ما لم يتغير لأن الناس رفضوه، بل لأن نقيضه فرض عليهم.
• أقسى العذاب أن توهب عقلاً محتجاً في مجتمع غير محتج، أوأن يسقط على حياتك وثن إنسان كريه لا تستطيع تحمل وثنيته ولا تستطيع التخلص من مواجهته.
• إن الطاغية هو أشهر مبصوق عليه في التاريخ: يبصق عليه الضعفاء والمتملقون عفوناتهم النفسية والأخلاقية بأسلوب الامتداح له!
• ما أبشع قوماً لا بد أن تكون لهم لعب ثم لا بد أن تكون هذه اللعب هي الشعوب والأرباب والمذاهب والعداوات والحروب والمؤامرات والآلام ــ ما أبشع إذن القادة والزعماء والثوار والمعلمين والكتاب لأنهم هم هؤلاء القوم؟
• ما أصعب موقفك حينما تكون محتاجاً إلى أن تكون غبياً جداً لكي تستطيع أن تفهم إلهك وتتناسق معه وتغفر له ما لا يمكن أن تعقل من تصرفاته، وحينما يكون مستواك الأخلاقي متفوقاً على مستوى إلهك الأخلاقي.
• إن المذهبية الشاملة القوية هي أحد الأجهزة التاريخية التي ظلت تحت كبرياء الإنسان وذكاءه، والتي ظلت حليفاً ممتازاً للطغاة والطامحين واللصوص والأغبياء ليتكبروا ويسرقوا ويخدعوا ويجهلوا بحماس وضجيج وتأله.
• ما أكثر الذين انتصروا بالحركات القوية الطائشة، ولكن هل انتصر أحد بالتفكير الصائب العميق ؟
• المغامرون لا يحتاجون إلى تلقي النصيحة من أحد لكي يتقدموا، إن النصيحة هي عملية تعويق وتخويف، وإنه لا يقبل النصيحة إلا الجاهل أو العاجز، ولا يسديها إلا الموظف والمتعب والعارض لذاته.
• القادة لا يحتاجون إلى الأفكار بل إلى الجنون والأكاذيب والأمراض والآلام والطموح العدواني. إن الجنون في القائد أبلغ وأفضل من كل تفكير وعقل ووقار، فالعقل يقتلان في القائد موهبة الإقدام والإنتصار.
• حماقات القادة تتحول إلى أفكار، ولكن أفكار المفكرين لا تتحول إلى قادة.
• عجباً! إن قائداً واحداً مصاب بالجنون أو بالتوتر أو بالحماقة يستطيع أن يحول عشرات الملايين بل مئات الملايين إلى مجانين أوحمقى أو متوترين، يموتون باستبسال في معارك الجنون والحماقات بلا إيمان ولا فضيلة، بل بخضوع للمجانين الحمقى المتوترين، بل بخضوع للمجنون الواحد الأحمق المتوتر!
• إن الحضارة تتحدى اليوم ضميرها، إنها بانتهازية وغواية دولية تتنافس كتلها المذهبية المتعادية على صناعة الصراصير، وتحولهم إلى زعماء مذلين لشعوبهم الناشئة.
• المنهزمون المتخلفون لا يكفيهم أن يكونوا مهزومين متخلفين، بل لا بد أن يحولوا هزيمتهم وتخلفهم إلى مزايا وانتصارات لهم، ثم لا يكفيهم بأن يثنوا على أنفسهم مرة واحدة بل لا بد أن يثنوا عليها مرة أخرى بأن يحولوا انتصارات الآخرين وتفوقهم إلى رذائل..
• لقد أصبح النفط العربي مجداً عربياً هائلاً وتعويضاً عظيماً عن تخلف الموهبة العربية.
• إن جميع مدرسي الأخلاق وجميع الوعاظ والمادحين في كل العصور في جميع ما قالوه وكتبوه وفي جميع مدائحهم وأوصافهم لم يكونوا يسجلون موضوعات أخلاقية، بل يعبرون عن ظواهر نفسية. فالظاهرة الأخلاقية هي تحويل الحالة النفسية الأنانية إلى سلوك.
• أغلب الناس يعيشون كل حياتهم في رضاعة عقلية ونفسية وأخلاقية لا يريدون الفطام منها ــ وإنهم ليفضلون الرضاعة من الأثداء الميتة!
• لقد خدعت الإنسان الكلمة ــ ولا تزال تفعل بأساليب أقوى وأشمل ــ وقاتلته وكذبت عليه وظلمته أكثر مما قاتلت دونه أو صدقته أو أرشدته أو انتصرت له.
• إن الإنسان قد يستطيع أن يعيش بلا حرية ولا تفكير ولا نقد، كما يستطيع أن يعيش بلا عدالة أو صحة أو ذكاء أو تعليم أوحضارة، ولكن كم في ذلك من القبح والبشاعة.
• إن الذي يفرض على الناس فضيلة جاهزة بلا شهوة أو رغبة فيها هو أقوى عميل للرذيلة، كما أن الذي يفرض على العقول الإيمان أو بمذهب نهائي مطلق يقيني هو أفضل معلم للخطأ والغباوة.
====================================
▬ أيتها النجوم تحولي إلى رجوم. أيتها الشموس تحولي إلى حرائق. أيتها الحقول تحولي إلى أشواك من الجحيم. أيتها الجبال تحولي إلى سياط. أيها الرجال تحلوا إلى نمال. أيتها النساء تحولن إلى صحارى لا تنبت. أيتها البراكين الخامدة تفجري. أيها الكون لتتساقط غضباً واشمئزازاً، أو رثاء وحزناً، لتتساقط أيها الكون على مجتمع قد غزاه ذباب بذيء كئيب متوحش فتحولت كل الجباه والهامات فيه، وكل الذكاء والكلمات، وكل الرجال والشموخ إلى هزائم وعار وصلوات وعبيد ونشيد لمجد الذباب، وإلى تفاسير لما في طنينه من عبقريات ومذاهب ثورية، ومن تحدٍ وهزائم لكل موسيقى رجعية! أيها الغضب أريد أن ارى غضباً، أريد أن أرى قبر الغضب، حتى قبره أخشى أنه قد مات! أيتها الآلهة مارسي كل غضبك أو كل حبك، مارسي كل صفاتك وإلا فهبيني كل قوتك! أيتها البحار. أيتها الأنهار تحولي إلى دموع تذرفها عيون السماء حزناً على كبرياء الأرض، وتذرفها عيون الأرض حزناً على شرف السماء. أيتها البحار. أيتها الأنهار تحولي إلى دموع. أيها الكون تساقط غضباً واشمئزازاً، أو رثاءً أوحزناً. أيتها الآلهة مارسي كل غضبك وكل حبك، مارسي كل صفاتك وإلا فهبيني كل قدرتك! ليتحول كل شيء إلى غضب ودموع وعقاب، فلقد انتصر ذباب على تاريخ الإنسان، ليتحول كل شيء إلى هجاء للبشر! صــ13 : 14
▬ أيتها الآلهة، أيتها النجوم، أيتها الكرامة الإنسانية، أيتها الشجاعة الإنسانية، أيتها المذاهب والحضارات ــ إنسان واحد يحول كل آلامه وهمومه ونقائصه وتفاهاته، وتاريخيه الكئيب ومشاعره المغيظة ــ إنسان واحد يحول كل ذلك إلى آلهة ومذاهب ونظم مخابرات ومباحث ودعايات ضاجة، وإلى جيوش وحروب وتهديد وتآمر، وإلى حكم لا مثيل له في القسوة والشمول والغباء، تخضع له عشرات الملايين أومئات الملايين من البشر، ويحول كل هذه العشرات أوالمئات من الملايين البشرية، وكل تلك الآلهة والمذاهب والنظم والمباحث والمخابرات والدعايات والجيوش والحروب والتهديد والتآمر والحكم ـــ يحول كل ذلك إلى قصائد هاتفة لجنونه وهمومه ونقائصه وتفاهاته وتاريخه الكئيب ومشاعره الجريحة المغيظة..صــ85
▬ أيها التاريخ، إنك تستحق كل ما في الكون من رثاء، فحكم تحتوي في جوفك من صعاليك، فيهم كل بذاءات السلوك والأفكار والمشاعر، سلبوك كل وقارك وشجاعتك وغاصوا بشرفك وذكائك إلى حضيض بذاءتهم وفسقوا بكل ما فيك من عفة ورصانة ونظافة وسمت ــ إنهم ألئك الصعاليك المنتصرون عليك، الذين وضعوا أنفسهم في سجل مواليدك باسم الثوار، أولئك الثوار الذين أرادوا أن يهربوا من آلامهم الطبقية أو الإجتماعية أو النفسية أو التاريخية أو الجسمية بالعدوان عليك ــ لقد أرادوا أن ينتقموا من عذابهم فانتقموا منك، وأن يصعدوا فوق أنفسهم وفوقك وفوق كل الذكاء الإنساني فاقترفوا الثورات والمذاهب والنظم التي تنادي بمحبة قوم، ولكن لم يكن قصدها إلا كراهة قوم آخرين، لم يكن قصدهم أن يحولوا الأرض إلى سماء بل أن يحولوا السماء إلى أرض، بل أن يكونوا هم سماء ويكون كل شيء أرضاً لهم! صــ89
▬ إن غير المفكرين مفتوحة حدودهم لكل الدعايات والأكاذيب الكبيرة، تغزوها بلا حراسة ولا أبراج مراقبة. نعم، وأحياناً كثيرة يصبح المفكرون أكثر إنفتاحاً أمام غزو الدعايات ــ إنهم قد يحولون أفكارهم إلى أجهزة استقبال وفرق ترحيب بالغزاة القادمين ــ بالأكاذيب والدعايات الزائفة، بل قد يكون المفكر خالق اكاذيب ودعايات سخيفة وليس مروجاً لها فقط. إن أنبياء الطغيان والظلام هم في كثير الأحيان مفكرون، وقد يكونون مفكرين كباراً. [..] المجتمع القوي يستطيع أن يتحمل الصدمات الفكرية المناقضة لأنه قادر على التكيف والأخذ والهضم والمقاومة، أو هو أقدر على ذلك. وليس كذلك المجتمع الضعيف. صــ109
▬ إن الحشرات هي أسعد الكائنات في المجتمعات المتخلفة، وأسعد هذه الكائنات السعيدة هو الذباب، إن الذباب في كثير من المجتمعات لأفضل حظاً من الإنسان وأعلى مستوى منه. إن الذباب هو سيد الإنسان في هذه المجتمعات، إنه قيصر، حاكم مطلق، إنه أسعد وأقوى مواطن، له أضخم الحقوق والإمتيازات والحريات، له كل البيوت والحدائق والموائد والوجوه الجميلة والأنوف الشامخة، ينتقل بينها ويستقر فوقها بلا حظر أو خوف أو زجر . كم هو خليق بأن يُحسد الذباب ويحقد عليه ويتمنى أن يكون مكانه في المجتمعات المتخلفة كل الجائعين والمحرومين والمطاردين حينما يرونه متربعاً ومتنقلاً بين وفوق أشهى الأطعمة وأجمل الوجوه كدكتاتور ساحق متربع فوق كل العقول والكرامات بعد أن قتل في مجتمعه كل غضب واحتجاج، وبعد أن فقأ كل بصر فيه، حتى لا يستطيع أن يرى أو يكره أية دمامة أو بذاءة. صــ255
▬ إن وظيفة العلم غير وظيفة الفلسفة والتفكير، لهذا فقد يكون العالم الكبير جداً ضعيف جداً في تفكيره ومنطقه، وقد يؤمن بأتفه وأصغر الخرافات. وليس لنا أن ننتظر من العالم الكبير أن يكون مفكراً كبيراً أو أن يرتفع في عقائده ومنطقه وتفاهاته الذهنية فوق مستوى الجماهير كثيراً. وقد يكون التخصص العلمي عائقاً عن كل المستويات الفكرية، بل قد يكون المتخصص في أحد الفروع العلمية مغفلاً جداً لا يستطيع أن يتكون فكرياً أي تكوُّن. وقد يكون العالم مفكراً كما قد يكون غير مفكراً، وكون العالم مفكراً لا صلة له بأن يكون عالماً. صــ287
▬ إن جميع الناس يخطئون ويكذبون ويحتاجون إلى الأكاذيب والأخطاء ولكنهم يختلفون في أساليب التعبير، إنهم جميعاً يحتاجون إلى الخطأ لأنهم أحياء بل لأنهم موجودون، فكل حي، بل كل موجود يحتاج إلى أن يُخطيء كما يحتاج النهر والحجر والنبات إلى الخطأ والظلم والتصادم مع الأشياء والرغبات الأخرى. فإذا كنت في مجتمع يمنعك من أن تفكر وتحتج وتخطيء، وتعلن عن تفكيرك واحتاجحك وخطئك بأسلوب حر لا خوف فيه فهل هذا المجتمع يستطيع أن يمنعك من أن تحتج وتخطيء عن ذلك بأسلوب آخر من أساليب التعبير على نحو من الأنحاء؟ في مثل هذا المجتمع هل تعجز عن التفكير أم عن الخطأ في التفكير مع التفكير، أم تعجز عن التعبير؟ إن كان العجز عن التفكير فما أبشع هذا، وإن كان الخطأ في التفكير مع التفكير فما أعظم استحالة هذا، وإن كان العجز عن التعبير فما أسخف هذا، أي ما أسخف أن يكون الخطأ موجوداً في تفكيرك ثم تُمنع من التعبير عنه! صــ309
▬ عجباً! كيف لا تموت الآذان في عهد الثوار والطغاة؟ إن الأذن هي أشهر جهاز في التاريخ لاستقبال الفحش والتحقير والسباب والادعاء والأكاذيب، إنها أكبر وأشهر وعاء ومصب يلقى إليه كل ما في الحياة والكون والإنسان من تفاهات وضعف وكذب، متحولاً إلى كلمات، إنه ليست للأذن أية وظيفة أخلاقية أو دينية أو إنسانية. ماذا نجد لو أن جميع ما أُلقي في أذني إنسان واحد كل حياته من فُحش وسوء قد تجمع وتحول إلى وجود مرئي؟ إنه لتصور بشع مخيف. لعل أسوأ أعضاء الإنسان حظاً أذناه، إنهما أسوأ حظاً من عينه وقدميه ويديه وكل أعضائه، إن الأذنين هما الممر الكريه الذي تمر منه كل التفاهات والوقاحات والآلام إلى الإنسان لتصب فيه بكل وحشية، إن حاسة السمع هي أفظع مستنقع في العالم تتساقط فيه جيف الكلام والأخلاق، ويتزاحم عليه أضعف ما في البشر من خبث وقذارة وغباء، وإن الإنسان لهو أكبر جهاز مرور في الكون ــ إن جميع الأشياء الكونية والإنسانية بل والأشياء التي ليست كونية ولا إنسانية تمر بقسوة وتعذيب من خلال ذاته في صور أفكار وعواطف..صــ315
▬ للشعوب دائماً في كل تاريخها ثلاثة أعداء : قوة التقاليد وقوة العقائد وقوة الحكم، وهؤلاء الأعداء أوالخصوم الثلاثة يؤلفون دائماً معسكراً واحداً متحالفاً يواجه الإنسان ليحطم قوته وذكاءه ومقاومته، ولكي ينتصر ويتفوق عليه، وحياة الإنسان محكوم عليها أن تخوض معارك نضالية دائمة ضد عقائده و آلهته وتقاليده لتضعفها وتكبح من طغيانها أو لتنتصر عليها، ولكنها قد تكون معارك غير منظورة. ومهما بدا الإنسان محترماً جداً لآلهته وتقاليده وحكامه وعقائده ومطيعاً لها جداً فإنه في الحقيقة يخوض ضدها المعارك المختلفة المستويات في عنفها، إن الإنسان أبداً يخوض هذه المعارك مهما جهل ذلك، ومعارك البشر التي يجهلونها أكثر وأدوم من معاركهم التي يعرفونها أو يشعرون بها. صــ322
▬ الناس لا يصرون على الإيمان احتراماً لإيمانهم بل عجزاً عن الإنتقال أوتهيباً، ففقد حرية التفكير في ذنوب الآلهة والعقائد والمذاهب وحرية التخطي لها هو حالة من حالات العجز، والعجز قد يكون رهبة أو خمولاً أو كسلاً. إن رفض الحرية نوع من الرفض للحركة والإنتقال، والرفض للحركة والإنتقال عجز، أوعجز عن دفع ثمن الحركة والإنتقال، أو رهبة، والرهبة عجز. إن المؤمن لا يؤمن لأنه يحب أويحترم الأرباب والمعتقدات، أو لأنه يقدرها أويعرفها أو مزاياها الإنسانية أو الأخلاقية أو الكونية، بل يؤمن لأنه لا يستطيع ــ ولو نفسياً أوفكرياً ــ أن ينكر ويقاوم ويصنع لنفسه أرباباً وعقائد أخرى، ولهذا فإن العاجز مثل هذا العجز بهذا المعنى من العجز وبأسبابه لا بد أن يؤمن بأي رب وبأية عقيدة تلقيان عليه، أو يجدهما في قبور آبائه وفي ملابسهم البالية، غير مشترط فيهما ــ أي في الرب والعقيدة ــ أي شروط من أي نوع وعلى أي مستوى. وإذا تخطى الإنسان العجز عن اختيار الأرباب والعقائد وعن إبداعها فلن يهاب تحطيم أي إله وأية عقيدة مهما علم فضائلها وخلودها، ومهما ورثها عن أمجاد التاريخ وأمجاد الآباء المحترمين أو المخيفين. صــ332
▬ كم هي الأهوال والآلام التي أوقعها بالإنسانية في كل العصور والمجتمعات أبطال متألهون غاضبون لكرامتهم التي وضعوا حدودها وحساباتها هم، مستسلمون لمشاعرهم الغلامية التي لا ترى أن شيئاً في الكون يساوي أكثر من رضاهم وغضبهم؟ إن البشر مستعدون في أكثر أوقاتهم لأن يموتوا ويدمروا أوطانهم ويخربوا كل شيء ليكونوا وقوداً لشهوات البطل ولإنفعالاته التي أرهقها التوتر والحساسية وإدمان النظر إلى الذات بتدليل وعشق، ولكي يتحولوا إلى إعلان ضخم أليم عن جنون البطل..صــ357
▬ إن كتب التعاليم والأوامر والنواهي التي تطلب من الناس ان يكونوا أو لا يكونوا، والتي تحاول أن تصنع للإنسان سلوكاً وأخلاقاً وشهوات لم تكن إلا لغواً يفعله الكبار جداً ويتناقلونه بعضهم عن بعض دون أن يسأل بعضهم بعضاً عن جدوى ما يفعلون. لقد كانوا يفعلون اللغو وهم عابسون متجهمون كأنما يصنعون للكون ثوباً أوخلقاً جديداً وللبشر طبيعة مبتكرة تخيلوها وأرادوها لهم بمحبة وعناية ورشاقة وذكاء. إنه لغو عجيب، لغو عظيم الحظ، لهذا كان يقرؤه ويسمعه كل الناس في كل العصور دون أن تقرأ أو تسمع أوتفهم منه أهواؤهم او أخلاقهم أو مصالحهم أو أعضاؤهم حرفاً واحداً..صــ376