السجن يا أنيسة في داخل الإنسان، أتمنى ألّا أحمل سجني أينما ذهبت، ان مجرّد تصور هذا عذاب يدفع الانسان الى الانتحار.
عبد الرحمان منيف، شرق المتوسط
ربما كان النسيان معطى يتجاوزنا جميعًا، لا بالمفهوم الذي يتم تأسيسه على صعيد نظري، أو بإفراز بنيوي على ميدان التطبيق، لكنّه -لسبب ذاتي أو موضوعي يتجاوزنا على كلّ حال- يأبى الاندثار إلّا بالسرد الذاتي، وهذا ما أفلح فيه بعض من اليساريين، على غرار الصادق بن مهني في رائعته «سارق الطماطم أو زادني الحبس عمرًا» أو «كريستال» لجلبار نقاش، وكذلك «الحبسْ كذاب والحي يروّح» لفتحي بن الحاج يحي.
السير الذاتي في الرواية التونسية المعاصرة، أصبح حاضرًا بكثافة، الأمر الذي جعل الآثار التونسية في الآونة الأخيرة تتميّز بكونها تأريخًا لحقب معيّنة في تاريخ الدولة الحديثة، ولعلّ الحظ الأكبر كان من نصيب السبعينات والثمانينات، باعتبارها مثّلت مادّة روائية لما عاشته تونس من تقلّبات سياسية واجتماعية واقتصادية هرميًا، من رأس الهرم متمثلًا في الدولة نزولًا إلى القاعدة متمثّلة في الشعب، فحفّت السجون التونسية بجميع صنوف المعارضين، يمينًا ويسارًا، ليبراليين ويساريين، حداثيين ورجعيّين على حدّ سواء، فعصا النظام لا تفرّق كثيرًا.
فكان التذكّر اللبنة الأولى التي يتأسس عليها راهن هذه الآثار باعتباره رأس مالٍ رمزيّا، والتذكّر في الأجناس الأدبية والفنون مبحث نقديّ مهمّ، يجدّد نفسه باستمرارية سواء في الأدب أو السينما أو المسرح، منذ أن اجترح ذلك أرسطو في كتاب البويطيقا (1)، ومنذ أن استند إلى إلياذتي هوميروس، وإلى تراجيديات الإغريق العظام، ليحدد معالم الكوميديا والتراجيديا، ومقوّمات الشعر الغنائي والملحمي، وغيرهما من فنون الأدب في تلك المرحلة المبكرة من عمر المعرفة النقديّة بصفة عامة (2).
واستغلالًا لمكوّن جانبيّ أو جوهريّ، برزت السرديّات اليسارية المعاصرة، مترجمة لوقائع تراجيدية وشهادات من وعن السجون زمن بورقيبة، ومن هنا كانت رواية “الحبس كذّاب والحي يروّح” لصاحبها فتحي بن الحاج يحيي، وهو يعنونها بعنوان جانبيّ؛ ورقات من دفاتر اليسار في الزمن البورقيبي.
هذا الأثر الذي كان خلاصة ما انهلّ من ذاكرته خلال ردحٍ من الزمن وهو يخطّ أحوال السجن والتعذيب وأساليبه، وهو إلى ذلك تعاليق طريفة عن أحوال سجوننا، بطرافة غير معهودة في السرد، نجح فتحي بن الحاج يحيي في الامتحان الأوّل والعسير، وهو إبعاد التوتّر المشحون بالأحداث الدامية في الكتاب، إلى طرائف نستسيغها بلا صعوبة أو توتّر، مفندًا بذلك النظرية الأدبية والثقافية المعاصرة، حيث تزعم بطريقة متزايدة، فكرة التمركز الثقافي للسرد؛ فهذه الفكرة ترى أنّ السرد هو شكل جوهريّ للمعرفة، وأنّ القصص والحكايات «هي الطريق الرئيس الذي يمكننا من فهم الأشياء، سواء كان من خلال التفكير في حياتنا بوصفها تسلسلًا دالًا على مكان ما، أو من خلال إخبارنا عما يحدث في العالم»(3)
بداية الأثر؛ كانت توصيفًا للطقس، حيث يستقلّ مجموعة من أربعة مساجين سياسيين، كلٌ من؛ (محمد الخنيسي، نور الدين بعبورة، الصادق بن مهني، والراوي) سيارة فخمة متّجهين إلى القصر الرئاسي بقرطاج، لمقابلة -طال التفاوض فيها كما عبّر الرواي- من أجل التفاوض حول شروط إطلاق سراحهم والعفو عنهم، هذه اللحظة الفارقة في تاريخهم جميعًا، تبدأ فيها الرواية، شكليًا من حيث سرد الأحداث، ونظريًا من حيث هي مفترق هامّ في مسيرتهم النضالية، كيف لا؟ “فالذي يفكّر من داخل الزنزانة ليس كالذي يفكّر من خارجها” (4)، لتستمرّ حتى مقابلتهم وجهًا لوجهٍ مع بورقيبة، ومن ثمّة تصبح الأحداث متسارعة، متشابكة، متقاطعة، فهذا الكتاب الذي ورد في 240 صفحة، يلخّص فيه فتحي بن الحاج يحيى رِدحًا هامًا من معاناة الشباب اليساري في السجون التونسية في السبعينات وأوائل الثمانينات، وهو إلى ذلك لا يبوتق نفسه في صنف سرديّات السجون المباشرتيّة، بل هو أدب من وحي السجنيّات وعلى هامشها، باعتباره كان تدوينًا أكثر منه تأريخًا، فالكتاب كان خلاصة ما انهلّ من ذاكرته من تراجيديا سجن برج الرومي وسجن 9 أفريل.
ثراء التجربة اليسارية بمفهومها الفكري والأيديولوجي، وتلاقح مكوّناته إنسانيًا، ساهم في إضفاء أبعاد رومنطيقية على الأثر، لتبدو سيرة جيل، جيلهم، جيلنا، أجيال بأكملها، منفصمة، مختلفة/ متّفقة، متآلفة، جيل 1968، جيل نقّاش وبن خضر، الجيل الذي التقى بالماركسيّة في باريس كان جيل «دجنتلمان» «فينُو» «رُقّي»، أمّا اللاّحقّون في 1975 القادمون الى الماركسيّة من أريافهم ومن كل فجّ عميق متحمّسين لزواج القوميّة العربيّة بالماركسية، مرتابين من الأمميّة المبالغ فيها لأصحاب الوثيقة الصفراء من المؤسسين فكانت زينوبة واضحة في تصنيفها لهم: «أقعار “.
إنّ طرافة الكتاب بأكملها، تكمن في كون اللقاء بين المادة الروائية والرواي ينبئ بضرب من الجنون؟ فالمبحث هو السجن، والكاتب سجين، ولكنّ اللغة بطرافتها وتعاليقها الفكاهية، وحدس ووعي، جعلت من الكتاب لذيذا، خاصّة الوقوف على بعض تفاصيل الحياة السجنيّة، بين مدمني السياسة الصغرى أو السياسة الكبرى..
نقطة أخرى، لا تقلّ أهمية عن ذكر التعذيب –شخصيًا على الأقل- هي الرجولة بما هي معطى قيمي، لدى المخنّثين أو “الكاريوكات”، تذكّرت هذه النقطة، وأنا أشاهد على شاشة التلفاز، أغنية «وين الملايين‘‘ لا بصوت آمل عرفة، وإنّما بصوت شمس الدين باشا هذه المرّة، ذلك المغنّي الذي حصد في مسيرته الفنيّة أقذع أنواع الشتم والسبّ والهجاء والتشكيك في رجولته، لا لشيء، فقط لصوته وطريقة تعبيره في الغناء، ظهر هذه المرّة أشرف وأرجل من جميع الزعماء العرب، تمخّضت صورة شمس الدين باشا، بصورة زينوبة، تلك الحائرة في هويتها الجنسية، بين أنوثة وذكورة كمعطى جندريّ، وبين الأنثوية بما هي سلوك يتسم باللباقة والرقيّ والرجولة بما هي معطى قيميّ تنصبّ فيه الرجولة والشرف. ورغم هذه القضيّة ولبسها، وتباين الآراء فيها، فقد تطرّق إليها الكاتب؛ “فهي ترفع المعنويات، وتنصب خيمة الاستقبال، وتكسر قيود الرقابة الصارمة. الغريب أننا طيلة سجننا لم نتناقش الأمر بيننا، ولم نثر قضية المثلية الجنسية في سجالتنا اليومية، ولم نحاول أن نحدّد موقف منها لأسباب لم تكن طبيعة تكويننا المعرفية والفكرية تؤهلنا لها، وحتى إن أثيرت فمن باب التندّر والفكاهة المشحونة ذكورة، شأننا في ذلك، شأن أمّة العرب جمعاء. لكنّ الأغرب أنّنا كنا جميعًا، نكنّ لهنّ الاحترام فيما اخترن أن يكنّ عليه أو فيما لم يخترن. بعضنا كان يرى فيهنّ ضحيّة المجتمع، ودليلًا آخر على ضرورة إقامة الشيوعية للقضاء على مثل هذه الظواهر الشاذة عن طبيعة الأشياء، والبعض الآخر، وهم قلّة، كان يرون في الأمر حرية اختيار لمصير فرديّ لا يهمّ سوى صاحبه ولا دخل للمجتمع فيه.” (5)
ولكن، كي لا أكذب وأزيّف قراءة متواضعة لهذا الكتاب، وكي أكون موضوعيًا وأتخلّص من أيّ ذنب قد يلاحقني، وأنا شابّ عشرينيّ متيم ببورقيبة ومتأثر به، فقد كان التعذيب هي المادة الدسمة للنظام، لربّما، كان عداء بورقيبة للأنظمة الناصرية والبعثيّة، حدا به إلى أن يكون متفردًا بين جميع الأقطار العربية بعدّة انجازات حداثية ولائكية، كالمساواة بين الجنسين وتعصير المجتمع؛ ولكنّه اتفق مع الأنظمة السابق ذكرها في سِمات أخرى، لعلّ من بينها التعذيب، ربّما لا فرق بين السجون التي كتب عنها عبد الرحمان منيف في شرق المتوسط أو الطاهر بن جلّون في تلك العتمة الباهرة، أو معتقل تازارمات وسجن القنيطرة وسجن الحسكة، وبين برج الرومي أو سجن غار الملح.
يوم القيامة، أو ربّما كان برج الرومي دفعة على حساب الآخرة؛ في ذلك الكهف “حيث الرطوبة تنزّ ماءً من جنبات الحيطان الصخرية، وكلّ واحد منّا مقيّد بسلسلة إلى وتد حديدي مثبّت في الأرض، عرّونا من جميع ثيابنا والبرد يجّمد مفاصلنا” (ص168) ربّما كان توصيف كهذا كفيلا بإيضاح صورة سجون بورقيبة، أو ربّما إزالة لبس أو ضبابية عنها، لو سألت نزيلاً في برج الرومي أن يولّد لي تعبيرًا مجازيًا عن الجحيم، لقال ببساطة؛ برج الرومي.
اكتشف يومها عشيرة الأمن السياسي. بدأ الضرب عند أوّل الدرج. لم ينتظروا إدخالي قاعة التعذيب. طلب منهم “طبقة” أن يُبقوا على قيدي وأن يتأخّروا للوراء لأنّ له حسابا خاصّا يريد تصفيته معي قبل بدء البروتوكول المعروف عندهم، ولم يتسنّ لي من قبل شرف معرفته. لم يطلب منّي اعترافا أو أسماء أو معلومات أو شيئا من هذا القبيل. كان في حالة جنون، يصفع، ويركل، ويبصق، ويشتم، وأنا ملتجئ إلى الرّكن وقد صمّمت أن لا أسقط أرضًا. لا يمكنني اليوم تفسير الأمر لانتمائه إلى سنّ العشرين التي مضى عليها الآن أكثر من الضعف ونصف الضّعف. كان لزاما أن أحترم في ذاتي صفة الفدائّي التي اكتسبتها من التّدريب، وأن لا أدع أدنى فرصة للخوف ليتسرّب إلى نفسي، وأن أتمادى في أقصى درجات العناد في انتظار ما سوف يحدث لاحقا. (6)
لربّما أخطأ أفلاطون حين اعتبر الجسد قبرا للنفس، فزبانية النظام قبرت ذواتهم، آمالهم، أحلامهم، وأحبتهم.. “من يومها حملتها حلما خفّف عليّ إلى حدّ كبير وطأة سنوات السّجن وعُمْقَ الحاجة لدى السّجين إلى خيال أنثى تؤثث فراغ الوجدان وتملأ وحشة الجسد” (7) فمن عالم الشبق والرومانسية، وجد نفسه محاصرًا في الكبت والتراجيديا، ومن عالم الحرية، إلى زنزانة السجن، ومن طائر حرّ، وجد نفسه سجينًا، ثم وبفضل حنكة الوزير الطاهر بلخوجة أصبح نزيلًا.
هل نحن أمام سيرة ذاتية؟ أم أمام ذكريات؟
عندما تصرخ الحقيقة يكون الشعراء أول من يُرمى في السجون؛ هكذا صدّح الشاعر الدنماركي نيلس هاو، لكن في وطننا العربي، حين يتكلّم اليساريّ يكون أوّل من يُرمى في السجون، ومن وَعِنِ السجون برزت سرديات اليسار، ربّما كانت سيرة ذاتية، وربّما كانت ذكريات، ربّما كانت سيرة غيرية أو بورتريه، لكنّنا أمام عمل أدبيّ لا يقلّ أهمية عن مختلف الأجناس الأدبية الأخرى.
هنالك أطروحة في مجال النقد الأدبي تقول؛ إنّ المجتمعات العربّية رافعة للإبداع جرّاء الحروب التي تخوضها، هذه الأطروحة رسخت فيي ذهني حين أجريت حوارا مع الأديب العراقي محمّد الحياوي، حينها قال لي حرفيًا؛ وتبقى المجتمعات الغربية من وجهة نظري مجتمعات لا روائية من فرط استقرارها، لهذا لم تخرج عندهم روايات عظيمة بمستوى روايات أميركا اللاتينية المليئة بالتناقضات المجتمعية، في الغرب يمكنك ان تحصل على السعادة الشخصية والأمان والكرامة، لكنّك لن تحصل أبداً على صعقة الإبداع اللازمة لكتابة رواية، هذه هي المعضلة في الواقع. (8)
هذه الأطروحة، تدعّمت لي أيضًا، بعد أن رأيت غزارة الانتاج الأدبي الذي يتناول السنوات الجحاف التي مرّت بها تونس، سارق الطماطم للصادق بن مهني مثلًا، يتحدّث فيه بكل صراحة عن الوضع هناك، حيث للأيّام رائحة الموت، وحيث نسجت العناكب خيوطها على أحلامهم، وعن قسوة العيش وضنكه هناك، وحيث الوحشية نجدها هناك، ‘‘نمت فور أن أغلقوا عليك باب الزنزانة، ثم تحيّرت أيّ السطلين البلاستكيين المتماثلين شكلًا ولونًا وسعة، أيّهما لقضاء الحاجة، وبأيّ رياضة يمكنك أن تستغيث لتقدر على اعتلاء ذلك الذي تختاره مرحاضًا» (9)
لقد كان التعتيم المفرط والسوداوي عن وضع مساجين الرأي، واليساريين خاصة هو ما أدى إلى افراز بنيوي ينقطع ويتشابك في علاقة اليسار بالسلطة، سجون بورقيبة وبن علي –الّذين على اختلافهما اتفقا على عدائهما لليسار- اختزلت سياستها الأمنية في القضاء على المثقفين اليساريين حسّيًا، ورمزيًا وتاريخيًا.
إنهاءً لنزعة نقدية جذرية قطع النظام أوصالها، وجد اليسار نفسه في السجن، ومن السجن وعنه أفرز سرديّاته، محاولًا تجاوز خطاب الرثاء أو تعميق الأزمة، وباعتبار أنّ مسألة الهويّة قد وقع تجاوزها في تونس لأنّ طبيعة المجتمع كانت تتماشى مع توّجهات اليسار التقدمي؛ -حيث يقول نور الدين خضر في هذا الصدد؛ نحن (الأبناء الشرعيون لبورقيبة) – وجد الإرث الاقتصادي الأيديولوجي مستقبله وذلك في محاولة منه لترميم شتات الوضع الاجتماعي الرثّ إلى معادلة متناسقة، من خطاب التخوين الى النقاش البنّاء، ومن التقديس الى النقد والتنسيب، ومن عبث عرضيّ إلى غاية جوهرية، هكذا كانت تصوّرات اليسار التونسي.
السجن تجربة فرديّة وحدانيّة لا يمكن أن تكتب بنون الجماعة، أيّا كان تماسك الجماعة وتوحّدها. ولعلّها أعسر امتحان تمرّ به الجماعة، أو أفضله، لأنها تؤسس لفردانية الإنسان، إذ الوجع والوحشة، والبؤس الجنسيّ، وحاجة الجسد إلى الدفء أشياء يجب أن تبحث لها عن تعويضات، أو إرجاءات وتأجيلات داخل أعماق نفسك. (10)
ذاكرة معطوبة، ذاكرة مبتورة، ذاكرة تنسى كثيرًا، لأجلها كُتب هذا الكتاب، لأجلها كتب جلبار نقّاش، لأجلها كتب الصادق بن مهني، لأجلها كتب محمد الشريف فرجاني، كتب هذا التداعي الحرّ، هذه البذاءة الموسومة بسنين الجمر، هذا التجيش البافلوفي لنظام اتّكل على أبناء الشعب لتعذيب أبناء الشعب والتنكيل بأبناء الشعب، أيّ زيف وأيّ زور هذا، لا من شيء، ولكن من كل شيء، قد يضحك من قراء هذا الكتاب، وقد يبكي، قد يحزن، قد يثور تشنجًا، أنا أيضًا ضحكت؛ حين سمعت شهادة أحد المؤرخين عن الجنرال فرانكو الإسباني؛ “أنّه سمع أصوات المتظاهرين خارج المشفى، وهو في مرض الموت، سأل الطبيب: ما الذي يريده هؤلاء؟ أجاب الطبيب: إنه الشعب أتى لوداعك. فسأل فرانكو: إلى أين سيذهب الشعب؟”
أنا اليوم طالب فلسفة، أصبحت أفكّر بشدّة بعد هذا المقال أن أغيّر توجبه دراستي لدراسة علم النفس، فقط لأفهم أيّ ميكنزمات تحرّك السلطان، طوطوم الحاكم، هل كان لا بدّ من كلّ هذا الدمّ كي تدوم السلطة؟ أتمنى ألّا أطيل عليكم، وعذرًا إذا وجدتم بذاءة كثيرة في المقال، لقد حاولت تلطيف هذا المقال قدر الإمكان، لغاية في نفس يعقوب ربّما، وكي لا أجرح مشاعركم المرهفة ولكن في النهاية؛ أروني موقفًا أشد بذاءة ممّا نحن فيه.
يتبع، في علاقة بملفّ أدب السجون في تونس.