ولقد وضعوا الشمس في يميني
وهم يحترقون في مجدي
وأنا لا احترق
والقمر ببلاهته البيضاء
يتوهم أنه نجم مضيء
أنا الملك
لا قبلي ولا بعدي ملك
أسمل عيني بيدي
رأيت كل شيء
أيام الأرض تشبه وجهها
وفي كل امرأة زرعت أثرا
يذكرني بي
النهار يشرق حين يستيقظ عقلي
ويهبط الليل حين تمل من ترديد اسمي الجبال
وتعبدني نفسي حتى آخر رمق
اسمعوا قولي
كلام لم تسمعوه قبلا
ولن تنطق به روح بعدي
مهما امتد الأفق
لا أعلق صوري
كل الصور خائنة لأصلها
ولا انصب لنفسي التماثيل
وجودي بعد كل طوفان يبقى
اسمي أغنية يرددها الفلاسفة
الملوك قبلي يدفعون عربة الزمن
كي تقلع الأشواك من على جانبي الطريق
لأصل أنا ولا أرحل
تبكي السماء لعطشي
يموت البحر عذبا في يدي
تغضب الأرض حين يمشي عليها أعدائي
ولا أعداء لي
لا أصدقاء
الكل تماهى في شخصي، أنا المتفرد
أنا الأوحد
أنا الهباء
***
صف من الأجساد يزحف أمامي
يسحبني الطابور من أنفي
وأكاد اخفي سعادتي، فأنا أشبه الجميع
لم أزر الطبيب حين اجتاحني البرد
شربت دواء أمي
مر كقسوة التقاليد
وعيت على صورته
وبكيت
كبرت وأنا أربي البكاء حيرة
لا أعيش حياتي
لا أرى وجهي
لا أكلم نفسي حين تكلمني
أطيع عقلي خجلا حينا
وأطيع الآخرين في أحيان أكثر
أحلامي لا أحققها لنفسي
من يقدر أن يعيش وحيدا
السديم محدود حين يبرق لثوان في مخيلتي
البحر لا أفق له
لعبت على صوته
وعشقته
وكرهته
غنيت له
وسألته أسئلة لن يسمعها
في سرب الولاء مشيت
وأمشي
وسيمشي أطفالي من بعدي
بعد أن يرحل وأرحل
ويرحلون
ولا يرحل