نشرت مجموعة أبحاث بجامعة هارفارد في هذا الأسبوع دراسة، حيث كانوا يعتقدون أنهم قد وجدوا جذور مرض الزهايمر.
محور هذه الدراسة يدور حول بروتينات بيتا اميلويد, والتي تشكل لويحات بيتا اميلويد.
عرض باحثون من جامعة هارفارد هذا الأسبوع نظرية جديدة عن مرض الزهايمر – إذا كانت صحيحا – وذلك لغرض زيادة فهمنا واستعيابنا للمرض واقتراح طرق جديدة للعلاج والوقاية منه.
أظهر الباحثون في علوم الطب بالحركة انه يوجد بروتين يدعى بيتا أميلويد، والذي طالما أُعتبر عنصر سيء في مرض الزهايمر، لكن اتضح بان هذا البروتين في الواقع يلعب دورا إيجابيا في مكافحة البكتيريا والفطريات في الفئران والديدان والخلايا. ولكنهم يشيرون بإن التخلص من بروتين اميلويد -كما حاول البعض في التجارب الدوائية- يمكن أن يكون خطير, ولكنه أيضا ينشط الجهاز المناعي ليكون أكثر أمنا وأكثر فعالية.
وفقا لمؤلفين الصحيفة، رودي تانزي وروبرت موير، وكلاهما من كلية الطب بجامعة هارفارد ومستشفى ماساتشوستس العام,
في هذه النظرية, مرض الزهايمر ناجم عن خلل في استجابة المناعة الطبيعية حيت ان النظام لا يعمل على الطريق الصحيح أو إنه يعمل بنشاط كبير وسرعة أعلى بشكل منافي لطبيعة وذلك ردا على البكتيريا والجراثيم.
وقال تانزي: والذي قد تم دعم عمله من قبل صندوق علاج الزهايمر “نحن نعتقد أنه من المفترض أن يكون هذا مفيد، ولكنه يمكن أن يتحول ضدك ويسبب مشاكل.” ووصف الاميلويد بأنه “يشعل النار”
قال أيضا: هذا لا يعني أن مرض الزهايمر هو مرض معدي، لكن أدمغة بعض الناس قد تفرط في ردة الفعل أو أنها قد تكون مقهورة و مطغي عليها بشكل كامل من قبل مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك الكلاميديا، الهربس، والبكتيريا التي تسبب مرض لايم.
و وضح بانه من الممكن إن تتحمل أدمغة الشباب وتعمل بشكل جيد تحت حدوث ظروف كهذه، ولكن ذلك يصعب على بعض من الكبار في السن.
مرض الزهايمر يبدأ في أواخر منتصف العمر، على الرغم من أن الأعراض قد لا تكون واضحة حتى عشر سنوات أو أكثر في وقت لاحق.
كما تضيف هذه النظرية وزنا لفكرة أن ممارسة التمارين الرياضية الكافية، والنوم الجيد، وإتباع نظام غذائي صحي والعديد من الأنماط الحياتية الصحية الأخرى قد تقي من هذا المرض.
شارك تانزي بكتابة كتاب، سوبر جينز، مع ديباك شوبرا، والذي قام فيه بطرح طرق معيشة صحية قد تساعد في الوقاية من مرض الزهايمر مثل علاج أمراض اللثة وغيرها.
جيمس هندريكس، مدير المبادرات العلمية العالمية مع جمعية الزهايمر، اتفق على أن عوامل نمط الحياة يمكن أن تحدث فرقا حاسما. وأضاف انه “اذا كان الدماغ يعمل بشكل صحيح ويعمل بالطريقة التي ينبغي إن يعمل بها، سوف يكون قادر على محاربة العدوى”
وقال غاري سمول، وهو أستاذ في علم النفس والشيخوخة في معهد سيميل جامعة كاليفورنيا, إن اللقاحات أو الأدوية التي تقلل من الالتهاب قد تكون مفيدة أيضا، وقد اظهر بحثه أن الأشخاص الأصحاء الذين تناولوا العقاقير المضادة للالتهابات لمدة 18 شهرا تعمل أدمغتهم بشكل أفضل جدا من أولئك الذين يتناولون العلاج البديل, ولكن اذا بدئوا بتناول هذه العقاقير بعد تطور الزهامير لديهم, ممكن إن يقوم ذلك بتسريع المرض.
“هناك نقطة تحول” كما قال، ولكن لا أحد يعرف حتى الآن أين هي.
وأشاد عدد من العلماء على هذه النظرية الجديدة وشجعوا الباحثين على مواصلة الدراسة، قال آشلي بوش -أستاذ علم الأعصاب في جامعة ملبورن في أستراليا- “اعتقد بأنها نظرية رائعة جدا”
وقال بروس كاغان، وهو أستاذ في طب النفس السريري في جامعة كاليفورنيا، عن طريق البريد الإلكتروني: إن هذا ليس مقنع و الأفكار المطروحة والواردة في هذه النظرية ليست جديدة بالكامل قال بأنه قد قمنا بعلاج مرض الزهايمر على الفئران منذ أكثر من عشر سنوات, ولكن لم تعمل أيا من هذه الأدوية على البشر حتى ألان.
قال موير بأنه قام باكتشاف هذه النظرية الجديدة عندما كان يبحث عن بروتين المناعة ال ال-37 والذي يعمل مثل الاميلويد.
ال ال37 ضروري للحفاظ على الدماغ بصحة جيدة, ولكن وجود فائض منه تم ربطه بمسببات إمراض القلب إلى التهاب المفاصل الروماتويدي.
الباحثون المختصون بمرض الزهايمر دائما اعتبروا الاميلويد غير مرغوب فيه. وقالوا بأنه يشارك فقط في الأنشطة الهدامة ولكن عارضهم موير بقوله بان الاميلويد يلعب دورا ايجابيا أيضا, وكان لدى الحيوانات منذ 400 مليون سنة في الفئران والديدان والخلايا التي اختبرها الفريق، وساعد الاميلويد ايضا على قتل مسببات الأمراض التي تحيط بها.