هل تم اغتصاب الشاعر رامبو قبل تعليمه القرآن في سجن جدة بالحجاز؟!
لا أدري حقيقة ذلك.ولكن رامبو قدم شبه اعتراف بذلك في أثناء حواري معه.وإليكم واقعة الحديث والحدث في اللقاء السماوي الذي جمعني به:
أتذكر سَاعَةُ الصِّفْرِ الفيزيائي تلك .كانت قفزة فوق الزمن.وهناك كان موعدي مع الشاعر الفرنسي آرثر رامبو.فما أن وصلت على ظهر طائر الرّخ إلى سياج الفردوس ،حتى قفز رامبو السورَ مثل ملاك بجناحين من الذهب ليأخذ مكانه خلفي على ظهر الطير وهو يهتف :مرحى للرحلة الأولى بين طبقات السموات.
اعتبرت تلك اللحظة مذهلةً. إنها تمثل لحظة خرقِ حاجزِ الصوت في خَليّة الزمن.سألني رامبو عن المكان الذي نرغب التوجه إليه وسط أصوات كانت تتناهى إلى سمعنا ،وكأنها كانت قادمة من أرْغُن عظيم ،يعزفُ ألحاناً شبيه بموسيقى الكنائس ؟!!
أخبرت رامبو أن نتخذ من أحدى البواخر مكاناً للحوار.فاعتذر قائلاً :علينا الذهاب إلى كافتيريا البطل الملحمي سبارتاكوس .وذلك ما حصل.وصلنا إلى هناك .تصافحنا مع البطل سبارتاكوس،بعد ذلك امتطى دراجته البخارية وودعنا قائلاً وهو يقهقه : عليك بسؤال رامبو عن الإسلام .فالتفتُ نحو رامبو وسألته:
■ يقال أن القرآن شَغَلَ رامبو بالإلهيات في عدن .ومنهم من رأى بأنك استعنت بسُوَرٍ ذلك الكتاب لتعينك على النجاح التجاري.هل كنت مُسلماً ومعتنقاً للديانة الإسلامية حقاً؟
ـــ لقد حفظتُ القرآن في سجن تابع لمدينة جدة في الحجاز،وما أن خرجت من هناك ،حتى مارست التهريب .إلا أنني طالما استخدمت الكثير من الآيات للتخلص من غضب رجال العصابات الذين ما أن يسمعوا شيئاً من تلك السُوَر القرآنية،حتى يقوموا بإطلاق سراحي، لأعود ثانية إلى جمع الذهب ،بعدما سرق مني كل شيء في الإسكندرية.
■ ثمة من يقول إنك تعرضت للاغتصاب في سجن جدة .ولكي تردّ التحرش عنك ،أصبحت مسلماً ؟!!
_ كان بعض الرجال في ذلك السجن قساة مثل الذئاب،شهواتهم تأكل اللحم بالعظم.
■ربما هي لعنة فيرلين ،طاردتك إلى الحجاز ؟!!
_ كان فيرلين ملاكاً بالنسبة لأولئك المتوحشين ،ممن كانوا ينكحون الحيطان في السجن.
■ ولكن ربما لا يوجد فاصل ما بين فرنسا والحجاز .هناك تحرش واغتصاب وفي جدة ما هو شبيه للوضع .أليس كذلك ؟
_ في باريس شعر ولذّة .وفي الحجاز ومدينة ((هرر)) الإثيوبية فحش وتنكيل بما يُسمى الشرف .
■ كأن أحداً قام باستبدال رأس الطفل المراهق ،برأس الرائي المنفعل بأحداث الكون،وهو في سّن مبكرة من حياته.هل تتذكر من فعل بكَ ذلك ،وأنت لم تبلغ من العمر سوى 15 عاماً ؟
ـــ يا لها من فكرة في سؤال استكشافي.
لقد استبدَّ بي الطيشُ الشعري مبكراً وأنا في مسقط رأسي (شارلفيل) .شعرتُ بأن في جوفي عواصفَ ملتهبة ،كانت تجتاح كل منطقة من جسمي الضيق الضئيل.ولا اشك بأن الإبليس الأكبر هو من قام بعملية استبدال الرأس البيولوجي للطفل آرثر ،برأس شعري كله نوافذ بلا ستائر.
■فعلت ذلك دون جدوى،وكأنك كنت تبحثُ عن عشبة الخلود مثلاً ؟
ـــلم يكن الخلود عشبة كما كان يعتقد جلجامش أبداً.الخلود هُرمُونٌ داخلي،لا يمكنُ العثورَ عليه إلا في الحالات النادرة جداً جداً .أي أنه بروتين الطفرات الوراثية فقط.
■إذا كان الخلود ليس إلا لذّةً ،فما الذي منع رامبو وهو البروتين المغناطيسي في جسد الشعر ،من أن يتمكن من الحصول على ذلك، وكنت شاعراً حاكِماً ؟!!
_ بوقُ السفينة النوستالجي .كان يدقُ برأسي بقسوة.فركبتُ البحر راحلاً إلى عدن،ثم لأحمل قدمي العاطلة للموت في مرسيليا .لقد كنت مثل ذئب مستوحد على حد تعبير هنري ميلر.
■تثيرك عبارة ميلر أكثر أم وصف جان كوكتو الذي قال عنك : جعلَ العالمَ يزدهرُ مثل عاصفة في نيسان؟
ـــ لا هذا ولا ذاك.وإنما تعجبني عبارتك أنت يا أسعد الجبوري:
((رامبو البروتين المَغْناطيسي في جسد الشعر))