يرى الباحث المصري، عماد الدين إبراهيم عبد الرازق، أن الدين عند إدجار شيفلد برايتمان "هو امتلاك الفرد أو الجماعة لخبرة دينية معيشة"، وأنه يشمل مجموعة "العقائد والمعتقدات المتعلقة بموجود أو قيمة سامية هي الله"، كما استنتج "أن الدين عند برايتمان يجب أن يبدأ من الخبرة الإنسانية"، لأن هذه الخبرة تمثل علاقة الإنسان "بقوة سامية عليا هي الله"، كم أنه من خلالها "يتم تعامل الفرد مع أفراد المجتمع".ويضيف الباحث في دراسة نشرها موقع مؤسسة مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث تحت عنوان "فلسفة الدين عند إدجار شيفلد برايتمان"، أن فلسفة الدين عند "برايتمان"، الذي كان يتبع التعاليم الميثودية وهي طائفة مسيحية تدعي تمسكها بالمذهب الإنجيلي وتؤكد على الأخوة والالتزام الأخلاقي"، تقوم على "تجديد النظر في الدين والخبرة الدينية على غير ما هو متداول عبر مفاهيم الإيمان والوحي والتعاون والشخصانية والخبرة".
وفي مناقشته للخبرة الدينية، لدى صاحب كتاب "مشكلة الإله"، يستعرض الأستاذ عبد الرزاق مراحل تطورها بدءاً من "التأمل" الذي يقصد به "التفكير في الله والموضوعات الإلهية"، و"الصلاة" بمعناها الواسع التي يعتبرها "أكثر تعبيرًا عن الشخص"، كما "أنها أكثر تعبيرًا عن التأمل"، و"التصوف" الذي "يعرفه بأنه المعرفة المباشرة بالله" أي نفي كل وسيط، ويضيف أن هذه المعرفة الصوفية يمكن أن تتم عن طريق النور الباطني و"بطريقة تختلف عن الإدراك الحسي أو اصطناع التفكير العقلي"، ثم في الأخير تأتي مرحلة "التعاون" الذي تستجوبه طبيعة النشاط الديني نفسه بصفته "تعاون ومشاركة الفرد في علاقة مع الله".
وبخصوص مفهوم لله عند الفيلسوف الأمريكي فهو يعتبره "روح شخصية واعية، لا متناهية ولا محدودة، ذات وجود مستقل، وهذا الوجود محدد ومقيد عن طريق العقل الأبدي السرمدي"، كما يتم النظر إلى هذا الإله "على أنه فعال ومؤثر في الطاقات، سواء في المادة أو الحياة أو العقل"، وأنه "مصدر جميع الوجود، وإرادته تمثل الفاعلية والنشاط الذي يحدث بصورة أبدية وسرمدية"، كما أنه "قادر على أن يحل جميع المشكلات التي تنتج من الشر عن طريق استخدامه بوصفه وسيلةً للقيمة".
يشدد برايتمان على حقيقة العبادة، وهي عنده ليست كل الدين، فالدين من وجهة نظره أشمل من العبادة، كما أنه أشمل من العقيدة التي تعتبر من مشمولاته
أما عن طرق معرفة الله فقد قسمها برايتمان إلى مجموعتين، الأولى: تشمل "الخبرة المباشرة" مع الله التي يقصد بها التجربة الصوفية، و"الوحي" كما تضمنته الكتب المقدسة، ثم "الإيمان" الذي يستخدم بثلاثة معان هي: "قبول الوحي أو التصديق به"، و"منحة من الله" وأخيرا "الثقة"؛ أما المجموعة الثانية فتنشأ من "التفسير الفلسفي للخبرة الدينية وتتمثل في المبادئ الأولية القبلية، والفعل، والاتساق المنطقي".
وحول العلاقة بين العلم والدين، ذكر الباحث المصري عن الفيلسوف برايتمان أنه يراها "علاقة تناقض وتعارض"، وأنه يستشهد بنظريات "كوبر نيقوس" في علم الفلك ودارون في التطور ونظرية "هارفي" في الدورة الدموية، التي عارضها عدد كبير من رجال اللاهوت في أوروبا، قبل موافقتهم عليها. كما عرف الدين بصفته "اختيار للقيمة"، وعرف "القيمة بأنها كل شيء يكون مستحسنًا ومرغوبًا ويقدره الإنسان في أي وقت"، والقيمة عنده على قسمين: قيم ذاتية أو باطنية، وهي "قيم حاضرة مباشرة تمثل الغايات" وقيم أداتيه "تمثل وسائل وسيطة ومساعدة".
وفي نفس السياق يشدد برايتمان على حقيقة العبادة، وهي عنده ليست كل الدين، فالدين من وجهة نظره أشمل من العبادة، كما أنه أشمل من العقيدة التي تعتبر من مشمولاته. وفي موضوع مرتبط يتحدث عن الحياة الروحية حيث يرى أنها تتحقق "للشخصية الإنسانية في الدين"، كما "يرى أن القيم الروحية تمثل المفتاح الوحيد لتحقيق أي معنى حقيقي في التاريخ أو الحياة الفردية"، كما يتطرق لموضوع "وحدة وهوية الشخصية" التي تمثل بحسبه "ركنًا ركينًا بالنسبة للدين والحياة الروحية".
للاطلاع على نص الدراسة كاملا يرجى [url=http://www.mominoun.com/arabic/ar-sa/articlespdf/17357?fileName=%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86 %D8%B9%D9%86%D8%AF %D8%A5%D8%AF%D8%BA%D8%A7%D8%B1__%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D8%A9__%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9.pdf]النقر هنا[/url]