نابغة فريق العمـــــل *****
التوقيع :
عدد الرسائل : 1497
الموقع : المنسق و رئيس قسم الفكر والفلسفة تعاليق : نبئتَ زرعة َ ، والسفاهة ُ كاسمها = ، يُهْدي إليّ غَرائِبَ الأشْعارِ
فحلفتُ ، يا زرعَ بن عمروٍ ، أنني = مِمَا يَشُقّ، على العدوّ، ضِرارِي
تاريخ التسجيل : 05/11/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 2
| | "دهشة الجسد وهوامش التكوين" | |
قيمةً جديدة لم تكن لتكتسبها حال وجودها في عالم الأحياء المحدود ، أو كما قال "مطر" في رسالته التي أرسلها للشيخ أمين الخولي : ( والموتُ هو ختامُ قصةِ النشوء المستمر للأديب ، وهو الحكم الأخير الذي يفصل بين الناشئ وغير الناشئ .. الموتُ هو الذي يهبُ للفنانِ قيمته ) إن " أوائل زيارات الدهشة " لمحمد عفيفي عامر أحمد مطر خليل الرملاوي هي بالفعل سيرةٌ ذاتية متميزةُ ككاتبها ، ولعل مما أكسبها ذلك التميز تعدد أبعاد حضور الجسد فيها ؛ إذ أعلن الوعي من خلالها إدراكه لكنه ذلك البرزخ القائم بين نوعي الجسد البشري ( الذكر والأنثى ) وقدرة الذات على هتك ستره دامجاً بينهما (عبر النص) في لحظةٍ إنسانيةٍ خالصة ، كما عكس نص السيرة قدرة الذات على تجلية رؤية خاصةٍ للآخر تكشف أبعاده الوجودية من خلال الأحداث والوقائع ، ليعلن نص السيرة عن فلسفةٍ مؤداها : أن كل جسدٍ يمتلك إيقاعاً خاصاً وعالماً خاصاً يحدده هو بحسب حركته وفعله في فضاء التجربة الوجودية . بينما أعلنت السيرة عن ذلك البعد الدلالي الذي تحققه الذات المطرية ، إذ أبرزت امتلاك تلك الذات صيغةً وجودية لها من المغايرة والاختلاف ما يُفرِدُها عن غيرها من الذوات الأخرى ، وكان الوعي بتلك الفرادة وذاك الاختلاف طاقةً دافعة لسيرورةٍ وصيرورةٍ دائمين . لقد كان الجسد في البدء وفي الختام يكون وبين البدء والختام وعيٌ بعالم من الأشياء والمفردات والموضوعات والموجودات والمفاهيم ، عالم يناجز الجسد/الذات وعياً بوعي وحضوراً بحضور ومعرفةً بمعرفة، وعيٌ أصبح الشعر قوامه وقمّته وقيمته المثلى ، لأن الشعر هو الرؤية التي تتأبى على المحو وتندّ عن التأطير ، رؤيةٌ تتسع لتختزل الوجود في صورة ، وتتحدد لتسكن النفس ، فينبض بها القلب ويشقى بها العقل وتنجذب لها الحواس ويفور بها الدم فينتفض الجسد ويعلن عن ميلاد القصيدة اللسان . إنه الشعر ذلك الطائر الجارح الذي يحمل القلب فتحلّق الذات في فضاءٍ ما العالم منه إلا جرمٌ صغيرٌ في مجرّته الشاسعة ، أو كما يقول مطر (عن ذلك الطائر / الشعر ) في مفتتح أوائله : ( كان قلبي معلّقاً بين مخالب طائر جارحٍ محموم بالسياحات في الأعالي ، علوّه فزعٌ ورعب ، وانطلاقاته كارثة الاحتمالات ، ومناوشاته لعبٌ فوضويّ بين الأمل والموت ، وكلما حطّ ليستريح نفّرته الدهشة بزياراتها المباغتة ، وانفتحت مسالك الأفق أمام المعرفة المرّة والغربة الفسيحة)طبرق – 2005 | |
|