** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
تصوُّر أرسطو لمفهوم الحركة I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 تصوُّر أرسطو لمفهوم الحركة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حياة
فريق العمـــــل *****
حياة


عدد الرسائل : 1546

الموقع : صهوة الشعر
تعاليق : اللغة العربية اكثر الاختراعات عبقرية انها اجمل لغة على الارض
تاريخ التسجيل : 23/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 10

تصوُّر أرسطو لمفهوم الحركة Empty
04032017
مُساهمةتصوُّر أرسطو لمفهوم الحركة

تصوُّر أرسطو لمفهوم الحركة Aristote
مقالات
تصوُّر أرسطو لمفهوم الحركة

محفوظ أبي يعلا  فبراير 18, 2017  152 0


  • FACEBOOK
  • TWITTER
  • GOOGLE+



أرسطو ثالث ثلاثة من المفكرين العظام الذين عاشوا في أثينا و قدموا تعاليمهم فيها[1]، و على يده نجد الفترة الكلاسيكيّة في الفلسفة قد تجاوزت خط الذروة. فقد كان أعظم فيلسوف جامع لكلّ فروع المعرفة الإنسانيّة[2] .
و يعدُّ مفهوم الحركة من المفاهيم الرئيسيّة في فلسفة أرسطو. و هو المفهوم الذي سنعمل على تسليط الضوء عليه في هذا المقال. فكيف كان تصور أرسطو عن مفهوم الحركة؟
في الحقيقة، إن الإجابة عن هذا السؤال الذي طرحناه تقتضي منا توضيح نظرة أرسطو للوجود أو للعالم. و لذلك، فإننا سنقسم موضوعنا إلى قسمين. القسم الأول: نعرض فيه رؤيّة أرسطو للعالم. و القسم الثاني: نخصصه للإجابة على سؤالنا الرئيسي حول مفهوم الحركة.
  1 ـ نظرة أرسطو للعالم
قسم أرسطو العالم إلى قسمين: عالم ما تحت القمر و عالم ما فوق القمر. و القسم الأوّل، أي عالم ما تحت القمر،  يتشكل من العناصر الأربعة [*] المشكلة للنظريّة الأنباذوقليّة و هي:
[*]
أ ـ التّراب
ب ـ الماء
ج ـ الهواء
د ـ النّار
غير أن أرسطو  لم يعتبر تلك العناصر أجساماً أولى قائمة بذاتها، بل اعتبرها مجرد مظاهر لشيء آخر لجوهر واحد هو المادّة الأولى، تنتقل من شكل لآخر حسب الكيفيات التي تصيبها و تلك المظاهر توجد بالقوّة داخل المادّة الأولى، ثم تظهر بالفعل بتأثير الكيفيات الأربعة التي هي :
أ ـ البرودة
ب ـ السخونة
ج ـ اليبوسة
د ـ الرطوبة
و هذه الكيفيات ليست متفرقة، و إنّما مقترنة اثنتين اثنتين، بشرط عدم التضاد بينهما. و هكذا فإن الماء هو نتيجة اقتران كيفية البرودة مع كيفية الرطوبة. و النّار نتيجة اقتران اليبوسة و السخونة، و الهواء نتيجة اقتران السخونة مع الرطوبة. و أمّا التراب فهو نتيجة اقتران كيفيتي اليبوسة و البرودة [3].
فإذن لكل العناصر الأربعة خاصيات مميزة لها تسمّى بالكيفيّات.
أمّا القسم الثاني من عالم أرسطو،  و هو عالم ما فوق القمر،  فهو يتشكل من مادة سماوية هي الأثير لا كيفية لها. و هذا العالم تام و كامل لا يفسد و لا يفنّى. في حين أن عالم ما تحت القمر هو عالم الكون و الفساد، بمعنّى أن الكائنات و الأشياء تولد و توجد فيه ثم تندثر و تفنّى و تموت.
إن الكون الأرسطي يختلف عن الكون الفيثاغوري و الأفلاطوني. فالأرض توجد في مركز هذا الكون، و حولها توجد الطبقات الأربعة. ثم عالم ما فوق القمر بمادة الأثير. و ينتهي هذا الكون الأرسطي بالنجوم الثوابت. إن الكون الأرسطي وحيد و محدود،  لا يوجد سواه، و لا وجود لعوالم متعددة خارجه،  حتى الخلاء غير موجود[4] . و هو عالم  يكفي ذاته. هكذا يظهر لنا جلياً تمييز الكسمولوجيا الأرسطيّة بين عالمين، عالم ما فوق القمر، و عالم ما تحت القمر.
   2 ـ مفهوم الحركة عند أرسطو
نعود الآن لموضوعنا عن مفهوم الحركة . فنقول أن أرسطو يعرف الحركة بأنّها : فعل ما هو بالقوّة بما هو بالقوّة. و الحركة عنده تحكم العالمين، عالم ما تحت القمر و ما فوقه. إلا أنها في العالم الأول حادثة و طارئة، أما في العالم الثاني فإن الحركة فيه دائمة و أبدية لا تتوقف، و لهذا كانت مرتبطة بالمحرك الأول كما سنرى. و الحركة عند أرسطو تحدث في ثلاث مقولات: هي الكيفية، و الكميّة، و المكان. فالحركة التي في الكيفية هي استحالة، و التي في الكمية هي نقصان، و أما التي في المكان فهي النّقلة [5]. و على هذا الأساس يقسم أرسطو الكلام في الموجود الطبيعي بالتفصيل على الشكل التّالي:
أ ـ الموجود الطبيعي المتحرك بالنّقلة ( العالم )
ب ـ الموجود الطبيعي المتحرك بالاستحالة ( الكون و الفساد )
ج ـ الموجود الطبيعي المتحرك بالنمو و النقصان ( الجسم الحي )[6]
إن الحركة في عالم ما تحت القمر،  و هو العالم الذي نوجد فيه، أي عالم الكون و الفساد، تكون قسرية و مستقيمة، بمعنّى أنّها لا تحدث إلا بفعل فاعل. و أن الأصل في هذا العالم هو السكون و ليس الحركة. و لهذا فكل حركة فيه تنتهي إلى السكون.
إننا، حسب أرسطو، حين نرمي الحجر في السماء فإنه يعود للأرض، ليس بفعل الجاذبيّة التي لم تكتشف إلا مع نيوتن،  و إنّما لأن الحجر من تراب فيعود للتراب،  أي لأصله. في حين أن النّار تصعد إلى السماء لأنّها موضعها الطبيعي. و هكذا الحال مع العناصر الأخرى و الأشياء التي على شاكلتها. بصيغة أخرى: لكلّ جسم طبيعي خاصيّة ذاتيّة تحركه إلى مكانه الطبيعي، سواءٌ كان ذلك المكان هو مركز الكون كما هو الحال بالنسبة للتراب، أو أنه المحيط الخارجي كما هي الحال بالنسبة للنار [7] .
إن الجسم إذ يصل لمكانه الطبيعي، الحجر إلى الأرض، الدخان إلى الهواء ..إلخ، فإن الحركة تنتهي. لأنه لا بدّ لبقاء الجسم في مكان غير مكانه الطبيعي من قوة غالبة هي القاسر. و حين يزول هذا القاسر الخارجي يعود الجسم إلى مكانه الخاصّ [8]. هذه هي الحركة في عالم ما تحت القمر،  لكن ماذا عنها في عالم ما فوق القمر؟ إن الحركة هناك، كما قدمنا، عكس الحركة في عالم الكون و الفساد، إنها حركة دائمة و غير قسريّة. و الحركة هناك دائريّة، و لهذا فالكواكب تدور. إلا أن هذه الحركة تحتاج لمسبب، أو لمحرك أول . و هنا  يقول أرسطو بالعلّة الأولى، و هي المحرك الّذي لا يتحرك. و الذي يمكن أن نسميه بالمفهوم العامي البسيط: الله .
يقول أرسطو:
«و لما كان المتحرك إنّما يتحرك عن شيء فواجبٌ ضرورة أن يكون كل متحرك أيضاً في مكان فإنما يتحرك عن غيره. و المحرك أيضاً يتحرك عن شيء آخر. لأنه هو أيضاً متحرك. و الآخر بدوره متحرك عن آخر. إلا أن ذلك ليس يمرُ بلا نهايّة، بل لا بدّ من أن يقف عند شيء ما هو أولاً سبب الحركة»[9] .
الحركة دائماً، إذن،  تابعة للمحرك. و هذا المحرك يحركه شيءٌ آخر. إلا أن هذا الأمر ليس يسير بتتابع غير متناهي. بل لا بد أن تقف الحركة عند المحرك الأول. لكن كيف يمكن أن يحرك هذا المحرّك الأوّل دون أن يتحرك؟ ألسنا نشاهد في الطبيعة أن كل محرّك فهو متحرك في نفس الوقت؟ إنّه إن تحرك تغير، و بالتالي فسد. و إذن فهو ليس أزلي و لا أبدي و لا ثابت.  يجيب أرسطو على هذا الأمر فيقول أن العلّة الأولى إنّما تُحرك كما يحرّك المعشوق [10] . إنها المشاكلة بين العاشق و المعشوق. و قد عبر عن هذه الفكرة اخوان الصفاء بأسلوب جميل حين قالوا:
«إن الله هو المعشوق الأوّل، و الفلك إنّما يدور شوقاً إليه، و محبّة للبقاء و الدوام المديد على أتم الحالات، و أكمل الغايات، و أفضل النهايات »[11].
إن الله الذي يوجد في تخوم الكون أو العالم، حسب تصور أرسطو،  تقتصر مهمته في اعطاء الدفعة المحركة الأولى. فبعد أن يقوم بهذا العمل لا يعود لديه أي اهتمام آخر. إن المحرك الأول عند أرسطو هو إله فلسفي لا لون له، و ما هو، في الحقيقة، سوى ملحق من ملاحق النظريّة الأرسطيّة في السببيّة [12] .
فإذن الحركة مرتبطة بمسألة أساسيّة عند أرسطو و هي: وجود محرك. و أيضاً الحركة مرتبطة بمسألتين سنوضحهما الآن.
إن أرسطو يذهب عكس الذريين، فلا يرى بالتّالي وجوداً للفراغ. إن الطبيعة عنده تخشى الفراغ. و دليله على ذلك هو كون الأجساد ستتحرك بسرعة لانهائيّة في وجوده،  و لكن حركتها، كما نلاحظ، تحتاج لوقت. ثم إن الجسم الأثقل يتحرك أسرع من الجسم الأخف، وهذا الأمر ما كان ليحدث في الفراغ. غير أن هذه التصورات الأرسطيّة بشأن الفراغ كانت خاطئة. و مع هذا، فإن العلماء، حتى في العصر الحديث، لم يرتاحوا لفكرة الفراغ، فملأوه بمادة كالأثير و بتوزيعات للطاقة. إن عدم وجود الفراغ، و بالتالي امتلاء العالم يجعل الحركة محدودة.
كما أن الحركات، في نظر أرسطو، تتجه إلى وسط الأرض، و لهذا فإن الأرض يستحيل أن تكون متحركة. فالأرض ثابة في مركز الكون. و كل الكواكب تدور حولها دورات دائرية تامة. و كون الأرض ثابتة هذا ما يعطي للحركة معناها، حسب تصور أرسطو، لأننا لو أسقطنا، على سبيل المثال، قلماً، و كانت الأرض متحركة، فإن القلم لن يسقط في المكان المناسب. إن ثبات الأرض، بالتالي، هو الذي يضمن لنا ثبات الحركات و نظامها ( فيتاغورس كان يرى أن الأرض متحركة ).
لقد كون أرسطو فلسفة متماسكة ارتبط فيها الفلك بالفيزياء. و قد قدم حججاً  لاقت رواجاً في المجتمع العلمي وقتها، و استمر تأثيرها لقرون عديدة. لكن، مع بطليموس و بداية العصر الهيلينستي، بدأت نظريّة أرسطو عن العالم تعرف بعض التغيرات. بيد أن هذه النظريات الأرسطيّة انهارت بكاملها بعد صفعة كوبرنيكوس و نظريات غاليليو و كل الاكتشافات العلميّة الحديثة. فأصبح العالم الأرسطي و بعض المفاهيم الأرسطية، كمفهوم الحركة، فاقداً لحججه و لقوته في العصر الراهن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

تصوُّر أرسطو لمفهوم الحركة :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

تصوُّر أرسطو لمفهوم الحركة

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: