الزَّهْرَوَرْدِيَّة
لإبراهيم
المصري
ويبقى الشعر
سمكة من نار
فرات
إسبر
يأخذنا إبراهيم المصري في حيرتة، المحيرة"
الزهروردية " وباهداء هو ألاجمل ... "إليك حيث اليقين" بمقام طويل، سلس،
بعيداً عن التعقيد وأن كان يشوبه ا لغموض ، غموض السؤال ؟ إلى اين يذهب
الشاعر وماغايته ؟
ونذهب معه حائرين إلى التاويل في فهم النص ، النص الذي
اصدره في اول كتاب شعري له .
الدخول في عوالم" الزهروردية" ليس بالامر الهين ، ففهم
النص يتطلب أكثر من تأويل وطرح أكثر من سؤال
هل الزهروردية إمراة ،أحبها، او يحبها ؟
هل هي مشروع حلم يسعى إلى تحقيقه ؟
أم هي خيال الشاعر في صياغة عالمه الخاص به شعريا ؟
في الشعر، قد يكون من الصعب التكهن في ما يصبو إليه
الشاعر ،ليس سهلا قنص لحظات تجليه ،فعالم الشعر تُحيكه قدرة الشاعر على
نسج نسيجه الخاص والذي يختلف عن غيره ، قد يلتقي الشعراء بالافكار بشكلها
العام ولكن لكل خصوصية وفرادة تميزه عن غيره . ويبقى الشعر سمكة من نار
هل يمكن أن نقبض على أحلامنا في شبكة صيد الشعر ، وهل
الشبكة قادرة على أن تصطاد أفكار غيرنا من الشعراء؟
قد نلمح النور ياتي من النوافذ، ولكن الضوء ياتي من كل
الجهات .
دائما يلفنا غامض مبهم وتعترينا لحظة الشعر بجمالها ،
ويفضحنا الشعر
يقول :
تمر أعوام طويلة ولا يعرف أحد من هي الزهروردية ، وكما
يحدث في الحياة دائما فإنها بيننا تأكل وتشرب وتنام ..ومن يدنو منها عليه
أن يتسلح بالماء هذا الذي منه كل شئ حي .
هكذا إذاً يكون الماء كاشفا لاسرارنا . الماء سر الحياة
كما الشعر سر الشاعر .
في الشعر تتجلى الحياة ، وتتباعد الكراهية وتبدو
السماء هادئة ولكن مع الزهروردية تبقى حيرة السؤال لعل الشاعر يفأجئنا بها ذات يوم .
الزهروردية نص طويل متماسك من البداية إلى النهاية .
الزهروردية ، التي قد تكون ذاته الشاعرة بالحياة ، يتحدث
عنها في الزمان والمكان ،و في الوجود والحقيقة .
لقد احاطها بحالات الحياة المتكررة، وهي كجدول يمضي، يحمل
معه بعض ا لحصى ، وهو الشك يا ترى من هي ؟
ويبقى الجواب عند إبراهيم المصري
يقول :
مرة من الندرة
سوف يستجيب المحض لي
ويلهمني قولك
وحينها قد ينازعني اليمام جلب ينبوع يغط في نومه انتظارا
للماء الذي يفيض من صوتك فامنحيني هدأتك ،أحتاجها .....
وهكذا نمضي ...
وهكذا نمضي بيقين خالص بان ا لشعر هو خلاص الروح من
عذاباتها وهو ملجأ للأنسان في زمن ضياعه .
بالشعر نجد أنفسنا الحائرة القلقة
هل يكون العلاج بالشعر؟ ونحن نسمع صوت الشاعريقول :
أنا متعب للغاية يا أمي
أنا مريض ، منتهك ومهان
أنا ذكر البرق الذي لا انثى له من فصيلته ....
انا كما ينبغي لمعذب ... أدعوك يا أمي ....
في اثنتين وثلاثين صفحة من القطع المتوسط وفي طبعة أنيقة ،
أصدر الشاعر إبراهيم المصري كتابه " الزَّهْرَوَرْدِيَّة" بلوحة للفنان
التشكيلي ناصر بخيت عن مطبعة المستقبل في أبوظبي بدولة الإمارات العربية
المتحدة.
وهو إصداره الشعري الأول