21 يناير 2014 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:الحالة الطبيعيّة، تعني الصفات التي تتكوّن لدى البشر بحكم التطوّر الطبيعي للكون، وتتّخذ أحيانا شكل الغرائز فيه. وقد استحضر لها لالاند تعريفات عدّة، منها كونها "حالة جماعة، مجموعة أفراد غير متحضّرين" أو هي "حالة فرديّة لشخص غير مصقول بالتربية (إمّا كلّيّا وإمّا جزئيّا)"، أو "تعبير أسطوري عمّا كان يمكن أن تكونه حال المجتمع لو لم يكن الناس (كما هم حاليّا)، غير مهذّبين بالتربية ولا محكومين بقوانين وحكومة" (لالاند، 2001، مج1، ص 368).
وقد تردد هذا المفهوم لدى فلاسفة الفكر السياسي الحديث في أوروبا في القرنين السابع عشر والثامن عشر، إذ وقع افتراض أسبقيّة هذه الحالة على التنظيم الاجتماعي والسلطة السياسيّة، واعتبر من المفاهيم الأساسيّة في تشكّل هذا الفكر، ويرى جون لوك أنّ الحالة الطبيعيّة للبشر "وضع من الحرّيّة التامة في القيام بأعمالهم والتصرّف بأملاكهم وبذواتهم كما يرتؤون، ضمن إطار سنّة الطبيعة وحدها- ودون أن يحتاجوا إلى إذن أحد، أو يتقيّدوا بمشيئة أيّ إنسان، وهو وضع من المساواة أيضا؛ حيث تتكافأ السلطة والسيادة كلّ التكافؤ: فلا يكون حظ واحد منهما أكثر من حظّ الآخر" (لوك، 1959، ص139).
وورد في المعجم الفلسفي لمجمع اللغة العربيّة أنّ حال الطبيعة "تعبير قال به روسو لحال متخيلة سابقة على حال الحضارة والحياة الاجتماعيّة المنظّمة" (مجمع اللغة العربيّة، 1983، ص 66). في حين رجّح معجم لالاند أن يكون المصطلح من توظيف هوبز، وهو من أشار إلى وجود صلات بينه وبين بدايات المسيحيّة، إذ ذكر أنّه استعمل مقابلا لحالة رحمة (لالاند، 2001، مج1، ص 368).
انظر:
-لالاند، أ. (2001). موسوعة لالاند الفلسفية. (خليل أحمد خليل، مترجم). (ط.2). بيروت- باريس: منشورات عويدات. مج1، ص 368
-لوك، ج. (1959). في الحكم المدني. (ماجد فخري، مترجم). بيروت: اللجنة الدوليّة لترجمة الروائع.
-مجمع اللغة العربيّة. (1983). المعجم الفلسفي. القاهرة: الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية.