حكاية
دارين أحمد
يحكى أنه خلَّف خلفه حفرة بيضاء غمرها السيل في العام الذي أنجبت فيه ابنته القاتمة ذكرًا. أيتها الليالي البيضاء الشاحبة يا وقتًا منويَّ القوام ألا تذكرين؟! وكان في الأوقات الصاخبة، عندما تتحرك فيه نوازع مدمِّرة، يلتقط مطرقة ثقيلة ويكسر قطعة من الجبل القريب. الرجلُ ذو الهوامات الحزينة، اللقيط المتعب، ينتظر النهار ليلتقط انعكاساته المشمسة عن وجوه القطع المتكسرة ويتذكر وجهًا ذا ضلوع كاملة، وفي الليل يتمدد شاحبًا على ذعر لم يتقنه بعد. يحكى أنه خلَّف شجرة يخرج ظلها ليلاً من قاع أبيض، وفي النهار يذبل بصر الناظر إليها. أيتها العيون الذابلة الشاحبة يا نزوع الذعر إلى التخفي شاخصةً في بترٍ أفقيٍّ تلقين استراحة على وجهي.
يحكى أنها خلَّفت خلفها رجلاً أبيض لمَّ الأزواج في فلك وتاه وكانت تنعق في السماء قاصدة فتنة الربِّ ناعسةً في الليل، ولأحلامها رائحة حليب أموميٍّ، تفتح فمها السمكيَّ وتبتلع الهواء كمن يبتلع لسانه ويطلق نغمة آهية في وجه السكون