15 سبتمبر 2014 بقلم
مصطفى حنفي قسم:
الفلسفة والعلوم الإنسانية تحميل الملف حجم الخط
-18
+ للنشر:الملخص:
تنتهي هذه الدراسة إلى جملة من الاستخلاصات والاستنتاجات التي يُمكن رصدُها من خلال طبيعة تفكير الجابري في إشكال الموقف من التراث في سياق ممارسته لعمليتي التحقيق والتأويل للمتن الرشدي، وذلك بإعادة في مسار علاقة الشريعة بالحكمة في مؤلفات: "فصل المقال" و"الكشف" و"تهافت التهافت" و"الكليات في الطب". ومضمون الحصيلة الثانية أن حضور "روح الرشدية" في مشروع الجابري الرشدي إنما تتمثل في نقد مناهج المتكلمين وطرائق استدلالهم. وثمةَ تمييز حاصلُ في الخطاب الكلامي بين لحظة الكلام في أصول الدين؛ أي العقيدة، ولحظة الكلام في الشريعة؛ أي تأويل القرآن. وأما الحصيلة الثالثة، من تلكم الدراسة أن تفكير الجابري في رهانات التأويل ومتطلبات التحقيق للنصوص لم يكن في منأىً عن استحضار الرؤية البرهانية للعالم التي تشكل قوة دفع، بلْ رهان الشارح الأكبر.
إن هذه الاستخلاصات والاستنتاجات لم يتم استشفافها وانتزاعها إلا عن طريق ممهدات لبيان المحصل، فرهان الجابري كان يحفه كثير من الصعوبات، كما وضح الباحث، من قبيل تحقيق التوازن بين حماسة الدعوة إلى تحقيق المتن الرشدي الأصيل وبين المساهمة في تجديد وتوسيع رقعة الفكر العقلاني. وتظهر الصعوبة الثانية في الرد على الدعوى الاستشراقية والعربية ذات المنحى الفيلولوجي المفلس. أما الصعوبة الثالثة، فتكمن في وضع المتن الرشدي في أفقه العام التاريخي والفلسفي، مما يُفسح المجال أمام الجابري لإعادة النظر في المركب النظري بين الشريعة والحكمة، ذاك المركب الذي وقع في "أزمة الفهم". كل ذلك من أجل تأسيس عقلانية برهانية رشدية تتسم بالانفتاح على التفكير الطبي الوسطي دون الاكتفاء بالمنقول اليوناني الأرسطي.