** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
العقل العربي والمثلية الجنسية  I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 العقل العربي والمثلية الجنسية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أم حمود
مرحبا بك
مرحبا بك
avatar


عدد الرسائل : 69

تاريخ التسجيل : 05/07/2015
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 6

العقل العربي والمثلية الجنسية  Empty
06072015
مُساهمةالعقل العربي والمثلية الجنسية

العقل العربي والمثلية الجنسية
هادي بن رمضان
2015 / 7 / 6




بعد إستفتاء عام أجري في أيرلندا لإستطلاع أراء الأيرلنديين في موقفهم من الزواج المثلي , إنضمت الولايات المتحدة الأمريكية لقائمة البلدان المشرعة لهذا الشكل من الزواج رغم المعارضة الشرسة من الجمهوريين والمحافظين والمجتمع المسيحي بكل ترسانته السياسية والإعلامية .


أما في العالم العربي , والذي كعادته يستند في أغلب مواقفه إلى عنصر الدين بكل ما يحمله من شرائع همجية مفرطة القسوة والعنف بأساليبها القروسطية , شنت صفحات الإسلام السياسي وأنصارها والرجعيون والأصوليون والعوام حملة شعواء ضد المثلية الجنسية , والمتأمل في قسوة الألفاظ المستعملة في الخطاب السائد بين عوام العرب والمسلمين يخيل له بأن الزواج المثلي قد فرضته الولايات المتحدة بالقوة على العالم العربي والإسلامي , وكشف المتدينون عن أوجه التشابه بينهم وبين تنظيم الدولة الإسلامية والذي أعدم لأكثر من مرة متهمين "باللواط" بالرمي من شاهق ... كشف هؤلاء عن بعض ما يحمله الإسلام من فظاظة البدو في التعامل مع كل ما هو غير سائد ومحرم . وأما بقية العوام من المسلمين من يزعمون الإعتدال فكان موقفهم متباينا من المثليين بين السجن أو الإحالة على العلاج النفسي . لازال العقل العربي إذا غارقا في البداوة الفكرية , فهو لا يحتكم لموقف العلم ولا يعنيه العلم في شيئ مادام متعارضا مع النص الديني . منذ سنة 1997 حذفت جمعية الطب النفسي الأمريكية وهي أكبر جمعية علمية في العالم , حذفت المثلية الجنسية من خانة الإضطرابات النفسية وأعلنت إستحالة علاجها بل ضرورة أن يشارك المنتمون والمنتسبون للطب النفسي في كل جهود مقاومة رهاب المثلية الجنسية والتصدي لكل أشكال التمييز وهذا ما ورد في البيان :


- المثلية الجنسية ليست اضطرابا عقليا .. وجمعية الطب النفسي تعارض كل من يصور المثليين كمرضى بحاجة الى العلاج بسبب ميولاتهم الجنسية .

- علماء النفس لا يشاركون في الممارسات التمييزية ضد المثليين وجمعية الطب النفسي لا تتغاضى عن الممارسات التمييزية ضد المثليين .

- على المنتسبين للطب النفسي الاخذ بزمام المبادرة لازالة وصمة "الاضطراب العقلي" التي ارتبطت بالمثليين .

- ضرورة احترام حقوق المثليين بما فيها الخصوصية والسرية .

- في حالة ما قرر احد المثليين الخضوع لعلاج "تحويل الميول الجنسية" فهو مجبر على إخلاء معالجيه من مسؤولية المضاعفات المترتبة عن ذلك كالاكتئاب والافكار الانتحارية . - وهو نفس ما تعرض له "الان تورنج" أب الحاسوب , بسبب إجباره على استعمال الحقن .. إنتهى به الأمر إلى الإنتحار .

في المقابل , لازال العقل العربي المتدين يتعامل مع المثلية الجنسية لا بأساليب علمية وجدلية , بل بأكثر أسلحة الرجعية فتكا وتدميرا , كتاب القران وما لف لفه من كتب الحديث والسيرة والفقه . لا يبدي العالم العربي اليوم أي رغبة في التحرر والإنعتاق مما هو ديني رغم كل الضحايا والخسائر والأعرض الجانبية للنزعة الدينية الطائفية والتي إمتدت اثارها المدمرة لتمس وتخرب كل شيء . كان موقف الأصوليين واضحا : السلوك الجنسي المثلي عقوبته الموت . فكيف كان موقف من يزعمون الإعتدال ؟

يرى هؤلاء -منطلقين من موقفهم الديني الاعلمي الاجدلي المسبق- بأن المثلية شذوذ لاأخلاقي وجب إحالة المصابين به على العلاج النفسي . ولنا هنا أن نسألهم : هل عرف الإسلام ونبي الإسلام قديما مجال الطب النفسي ! هل أمر القران بتشييد مراكز العلاج النفسي لإحالة المضطربين على العلاج ؟؟ والجواب هو لا . لم يعرف الإسلام هذا ولا كان ليتنبأ به . إن هؤلاء في موقفهم هذا هم مجرد محاولين للتنصل من الطابع الدموي الهمجي للشريعة الإسلامية بمحاولتهم صبغ موقفهم صبغة علمية بالدعوة إلى العلاج النفسي بدل القتل بالرمي من مرتفع . وكأن الإسلام في صدره كان قد عرف مدرسة التحليل النفسي أو كان قد أخضع يوما ممارسي السلوك الجنسي المثلي إلى العلاج النفسي . موقف إله الإسلام كان واضحا وصريحا في ايات قوم لوط , وأجمع الصحابة والفقهاء على حد القتل ضد المثليين . فالإسلام إذا لم يدعو أتباعه إلى إخضاع هؤلاء إلى العلاج , ولا يمكن أبدا لكل ذي عقل أن ينطلق من موقفه العقائدي المسبق للدعوة إلى إخضاع المثليين إلى العلاج . فالإسلام لم يتعامل أبدا مع هؤلاء بغير القتل ولم يشيد لهم مصحات نفسية خاصة . فكيف إذا يمكن للمتدين أن يدعو إلى علاج ذوي السلوك الجنسي المثلي والحال أن عقيدة الإسلام لم تنص على هذا ! وإذا إفترضنا جدلا بأن المثلية الجنسية لا تتجاوز الإضطراب النفسي ويمكن للمختصين علاجها , فماذا مع من تروي لنا النصوص التاريخية قتلهم بسبب ميولاتهم الجنسية المثلية ! هل جهل إله الإسلام بأن المثلية قابلة للعلاج فسمح بسلوك همجي لاعلمي طيلة قرون قبل أن يكتشف العلم قدرته على العلاج ! كيف لم يخبر إله الإسلام في نص صريح نبيه بأن المثلي مضطرب يمكن علاجه بدل قتله ! هل ينسى إله ؟؟

لا يمكن لغير الأصوليين أن يتخذوا موقفا صريحا واضحا من المثلية الجنسية .. فهؤلاء من يزعمون الإعتدال هم خاضعون للنظرة الدينية لهذا النوع من العلاقات العاطفية الجنسية أولا , وخاضعون للشرائع الجسدية الهمجية التي نص عليها الإسلام ثانيا , وأخيرا يقع عليهم عبء أن يتمايزوا عن الأصوليين وكل ما يمت لهم بصلة من أساليب العنف والقسوة . ولهذا نجد موقفهم موقفا لامنطقيا من وجهة نظر دينية ولا علميا من وجهة نظر علمية . إنما لا يتجاوز موقفهم محاولة التملص من تهم الإرهاب والقسوة بالدعوة إلى إخضاع المثليين إلى العلاج مفترضين بلا دليل وكأن نبي الإسلام كان لينص على العلاج النفسي متناسين كل ضحايا إصابة الإله بالنسيان , لو أننا سلمنا بصحة موقفهم هذا .


ما سبب الموقف العدائي الهائل للعقل العربي من المثلية الجنسية ؟ وما سبب أن يطلق العقل العربي الة التهديد والوعيد بالعقاب الرباني والة التهديد من إنهيار الفضيلة وإنتصار الرذيلة ؟


إن من بين أسباب مبالغة العالم العربي الإسلامي في كراهية المثلية الجنسية --;-- هي الصورة الرمزية للرجل في الذهن العربي بأنه رمز للسيطرة والقوة والتفوق على المرأة وتميزه عن صفاتها الأنثوية . المثلية الجنسية تمس من نرجسية العقل العربي الذكوري لأنها تقدم نموذجا اخر للذكر يحمل بعض الصفات الأنثوية , حتى يشعر العربي المسلم بالتهديد على رجولته من تلك الصورة التي قدمتها العلاقة المثلية والتي دمرت مفهومه الوحيد عن "الرجل" .. ودفعته لتخيل أن بنيته الجسدية الذكورية ليست بالضرورة أن تكون بشكل حتمي "غيرية" في ميولاتها الجنسية . وهنا يبدأ الهذيان وتنطلق الهلاوس والشتائم وتهديدات القتل ضد كل من يبشر بهذه الفكرة .. فكرة أن القضيب رمز الذكورة لا يعني بالضرورة أن صاحبه لا يمكن أن يكون مثليا أو مزدوج الميول !


إن موقف المحافظين الغربيين العدائي لربما يمكن تفهمه , فهؤلاء المتدينون الذين تصيبهم الفاجعة إذا ما شاهدوا سلوكا جنسيا مثليا هم من سيجبرون على التعامل بشكل يومي مع المثليين جنسيا , مع سلوكهم المثلي العاطفي العلني في الشوارع والأماكن العامة وفي حفلات الزواج . وموقفهم العدائي الديني المسبق لا بد أن يحرض فيهم رغبة التصدي إلى تشريع الزواج المثلي , أما حال العالم العربي والإسلام فهو مختلف , لن يتعامل العقل العربي مع أي علامات لسلوك جنسي مثلي , فالإسلام والمسلمون بأساليب العنف والإرهاب والكراهية فرضوا على المثليين السرية المطلقة في علاقاتهم الجنسية تجنبا للموت . لو أعلن أحد الأفراد بالعالم الغربي عن كونه مثليا فإن أقصى ردود الفعل تطرفا ستكون بنبذه وتحقيره . فماذا لو أعلن أحد الأفراد بالعالم العربي عن كونه مثليا ؟ ستعمل الة الإرهاب الإسلامية الدموية الهائلة بنفس أساليب تعاملها مع الإلحاد أو الردة أو إعتناق المسيحية أو الإنتماء لأي أقلية . لو حدث أن تم تشريع الزواج المثلي بإحدى بلدان العالم العربي لرأينا موجات لا تكف من الهجمات المسلحة بالرصاص والقذائف والعمليات الإنتحارية وعمليات الفوضى والتخريب . هذا هو حال العالم العربي والإسلامي اليوم , والذي يرتد مع كل يوم إلى الخلف بتبني فكر ديني قروسطي مدمر يستحضره لمواجهة التفوق الحضاري للأمم الأخرى .


يعرف "جورج لوكاش" في موسوعته "تحطيم العقل" بأن الاعقلانية هي الشكل الذي يتخذه فكر للتهرب أمام إجابة جدلية على مسألة جدلية , وكل الاعقلانية بأشكالها "الحسنة" و "الرديئة" مهدت الطريق للفاشية .

والمتأمل في بنية العقل العربي وما يستند عليه من دلالات دينية وتاريخية في رؤيته وتفسيره للعالم ومجريات الأحداث و ما يعيشه العالم العربي من صراعات وما يتخذه من مواقف عامة لا بد أن يجزم بعظمة تعريف "لوكاش" للاعقلانية التي دمرت العقل العربي وأوقعته في شراك الفاشية وإعادة إنتاجها .
- See more at: http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=475179#sthash.105Qosw4.dpuf
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

العقل العربي والمثلية الجنسية :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

العقل العربي والمثلية الجنسية

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» نقد العقل العربي الإسلامي حول كتاب "مفهوم العقل" لعبد الله العروي
» من نقد العقل العربي إلى عقلنة النقد العربي
» انتفاضات العالم العربي(36) هل الزمن العربي على خطى الزمن الأوروبي الحديث؟.. تأمّلات في العقل والثورة
» انتفاضات العالم العربي(36) هل الزمن العربي على خطى الزمن الأوروبي الحديث؟.. تأمّلات في العقل والثورة
» خطاب إلى العقل العربي (فؤاد زكريا)

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: