أعجبني
مشاركة في December 16, 2014
لا أريد إثبات وجود الله
هذا الموضوع كنت قد كتبته على أوراقٍ منذ مدةٍ، ولم أُرِدْ كتابته حتّى يكتمل، لكنّ الوقت ضيّق، وأحببت أن أستغلّ هذه الفرصة لأشرككم في هذه الحفلة الفكرية.
العنوان صحيحٌ هذه المرّة، أنا فعلًا لا أريد أن يثبت لي أيُّ شخصٍ وجود الله «تعالى»، فمسألة أدلّة وجود الله، وتبريرات المسلمين «المبتذلة» في تبرير غياب الله «الملحوظ».
بخبرتي معهم وجدّت أنّ المؤمنين قد «طوّروا» مناعةً خاصةً متطورةً، ضد التّساؤلات العقلية المنطقية التي تتعلق بوجود الله (بالرغم منْ أنّهم ينكرون التّطور)، وجهّزوا لهذه المطالبات بتبرير اختفاء الله «بشكلٍ غامضٍ»، أجوبة مُقَوْلبةً مسبقًا، جاهزةً للاستخدام الفوري (دون طهي).
في الحقيقة بينما يعتقد المؤمن أنّه يقدّم جوابًا، فهو في الواقع يقدّم «لا جواب»، أجوبةٌ لا تقدّم تفسيرًا ولا تعليلًا ولا فهمًا ولا حتّى استيعابًا، أجوبةً مُقَوْلبةً جاهزةً متعفنةً حفظناها عن ظهر قلب.
الله خارج المكان، الله خارج الزّمان، الله الخالق لا يحتاج لخالقٍ، الله غير ماديٍ، الله ليس طاقةً، الله لا يتغير.
لماذا هي «لا جواب؟»
لأنّها محاولةٌ بائسةٌ لتهريب ذلك الإله الموضوع تحت مجهر العلم ليختبره، مِنْ أيِّ صفةٍ يمكن للبشر التّحقق من صحتها. بل وأصبح لديهم مبدأٌ، أنّك لم ولا ولن تستطيع فهم أو إدراك كُنْهَ الإله، أو أيُّ شيءٍ يتعلق به، مهما فعلت.
أساليب هذا التّهرّب تتقدم وتتطور طرديًا مع تقدّم وتطور العلم والمعارف البشرية، كمثالٍ سوف نأخذ صورةً للإله في عصر محمّدٍ، عندما كانت المعارف عن العلم والكون محدودةً جدًّا، لا تتجاوز ما يستطيع الإنسان رؤيته بعينه المجرّدة وسماعه بأذنه ولمسه بيديه.
الله في عصر محمّدٍ كان:
- يعيش في السّماء السّابعة (بضعة آلافٍ من الكيلومترات من سطح الأرض).
- يجلس على كرسيٍ ماديٍ كبيرٍ، حتّى إنّ محمّدًا وصف حجمه ‘للمؤمنين به’.
- محصورٌ في مكانٍ محدّدٍ، (فوق العرشِ بجانب الملائكة، فوق السّماء السّابعة، الجنّة، عِلِيون وقصة الإسراء والمعراج).
- ينزل يوميًا إلى السّماء الدّنيا، طبعا ين