أبو النعيم يدعو إلى "هَيئة المعروف والنّهي عن المُنكَر" بالمغرب

السبت 04 يوليوز 2015 - 01:36
يبدو أن الحراك الحقوقي والافتراضي على مواقع التواصل الاجتماعي، الذي انطلق أخيراً بالمغرب ويهُمّ الاحتجاج لأجل الحريات الفرديّة، خاصة اللّباس والمثليّة، خرجت بعض الأصوات السلفيّة التي توصف بـ"المُتشدّدة"، تهاجم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والمجلس العلمي الأعلى، مطالبة بتأسيس "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" بالمغرب، لصدّ ما تصفها بـ"العري" و"الردة" و"الهجوم المباشر على الدين الإسلامي".
ومن ضمن تلك الأصوات، الناشط السلفي عبد الحميد أبو النعيم، الذي توبع قبل أشهر أمام المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء، يتهمة "إهانة وزارة الأوقاف والمجلس العلمي الأعلى والرابطة المحمدية لعلماء المغرب" وكذا إهانة عدد من الشخصيات السياسية والفكرية بنعوت "الكفر والردة"؛ حيث طالب بإحداث مؤسسة تهمّ "الأمر بالمعروف والنهي المُنكر".
وتوجه المتحدث بكلامه إلى وزير الأوقاف محمد التوفيق، "أين هي المؤسسة.. أم أن الأمر فيه نظر"، منتقدا لجوء الوزارة إلى توقيف عدد من الخطباء "من يتكلم في المسجد بحق يُمنع، ومن يتكلم في الباطل يرخص له ولا تتحدث المؤسسة الدينية"، معتبرا أن المذكرات التي تصدر عن الوزارة حول فحوى خطب الجمعة "لاغية ومخالفة للكتب والسنة والدساتير".
وأضاف أبو النعيم أن الوزير مطالب بالتوجه إلى مقامات سبعة رجال وابن عربي والأضرحة بمنطقة تاساوت، "يجب أن يمر الوزير على سبعة رجال وتاساوت لجمع الأقفال ويقنع وزير الصحة بأنهم ليسوا مجانين بل مجاذيب جذبتهم الأنوار والحضرة !!"، مضيفا أن أموراً منكرة تحدث في تلك الأضرحة من قبيل "هتك أعراض النساء"، فيما دعا من قال إنهم يتحملون الواجب والمسؤولية بإلقاء دروس متعددة لأجل "كشف المرتدين وإبطال أقوالهم".
ولم يُفوّت عبد الحميد الفرصة دون التعقيب على الندوة التي نظمت قبل أيّام بالرباط حول الدين والسّياسَة، والتي حضرها الباحث المصري المعروف سيد القمني إلى جانب الباحث المغربي سعيد لكحل، الذي وصفه بـ"الماركسي الشيوعي المتطرف"، كونه يكتُب مقالاتٍ في الجرائد عن الإسلام بانتقاد وانتقاص، قبل أن يوجه له تهما بـالكفر والردة والحقد، قبل أن يتوجه بقوله "سنفضحكم واحدا واحداً يا معشر الخونة والمجرمين".
أما القمني فنَعَته بـ"القمامة" و"الفاشل" كونه يتكلم عن "الديمقراطية والأكاذيب"، مضيفا أنه عاش في "القهر" و"يحكمه المجرمون"، و"يسب الله ورسوله ودينه"، منتقداً قدومه إلى المغرب، ضمن الندوة المذكورة، "يتبجّح في بلاد أخرى كذبا وبهتاناً ويقول إنّ فرعون أفضل من موسى ومرضى القبول الذين عاشوا في الذل والقهر"، قبل أن يتحول إلى جريدة "الأحداث المغربية"، التي وصفها بـ"الصهيونية" وقال إنّها "كشفت عن ردتها وخروجها عن الإسلام بالكليّة".
وأبدى أبو النعيم غضبه مما قال إنه هجوم طال الدين الإسلامي وكتابه ورسوله والخليفة عمر بن الخطاب على بعض الجرائد الوطنية، مردفا "أين العلماء الرسميين وغير الرسميين.. والخطباء وقضاء العدل والأساتذة الجامعيين والإعلاميين"، معتبرا أن دور هؤلاء واجب في إلى جانب "الشعب المسلم" في مواجهة ما وصفه بـ"الكفر" في المجتمع المغربي، على حد تعبيره.
وأورد النشاط ذاته أنّ الآونة الأخيرة التي عرفت حراكا ً حقوقيا واجتماعيا بالمغرب اتسمت بـ"العريّ" و"الردّة" بقوله "شعبان شهر العري والفجور ورمضان شهر الردة والكفر"، معتبرا أن "هجوماً مباشراً" طال الدّين الإسلامي في عدد من المواطن، خاصّة على الواجهة الإعلاميّة وبعض الندوات، "هناك تزايد في الهجوم على الدين والقيم وتعطى فيها أوامر للخونة"، مُوجّهاً حُكماً قاسيّاً على من أخذ موقف الساكت "من سكت فهو مُنافق معلوم النفاق، وأقصد هنا النفاق الأكبر".