23 يناير 2015 بقلم
قسم التحرير قسم:
حجم الخط
-18
+ للنشر:تطلق اللاأدرية على كلّ مذهب أو نظريّة أو تصوّر أو موقف ينكر كلياً أو جزئياً إمكان معرفة العالم معرفة حقيقيّة، أو قدرة العقل على البتّ في المسائل الماورائيّة مثل وجود الله ونهاية الكون وخلود الروح..
ويعتبر العالم الإنكليزي توماس هكسلي (1825- 1895)أوّل من صاغ اصطلاحها وكان قد قصرها على إنكار معرفة المطلق. وتمّ توظيف المصطلح "لا أدري" بكثافة خاصة في القرن التاسع عشر، حيث كان يطلق على كلّ فيلسوف ينكر المعرفة، أو يقرّ بوجود حقائق لا سبيل إلى معرفتها.
وفي اللاأدريّة، نجد من يقرّ بوجود حقائق يمتنع على الإنسان إدراكها ومعرفتها، ونجد أيضا من ينفي وجود هذه الحقائق مطلقا ومن ثمّ يقول باستحالة المعرفة منطقيّا.
وقد ظهرت النزعة اللاأدريّة مع بيرون (Pyrrhon) (365 – 275 ق.م) مؤسّس المدرسة الشكّيّة الذي كان يؤمن بضرورة التوقّف عن إصدار الأحكام على الأشياء لعجز الإنسان عن معرفتها. ووجدت لها امتدادا مع السفسطائيّين الذين قالوا بالتوقّف في وجود كلّ شيء وعلمه.
واكتسبت اللاأدريّة شكلها التقليدي مع هيوم وكَانْط وكونت وسبنسر.. فقد أكد هيوم أنّ الموضوع الوحيد الصالح للمعرفة هو الرياضيات. أما سائر المواضيع، فتتعلق بوقائع لا يمكن البرهنة عليها منطقياً.
انظر:
- مدكور، إبراهيم. (1983). المعجم الفلسفي. القاهرة: الهيئة العامّة لشؤون المطابع. ص 158
- سعيد، جلال الدين. (1994). معجم المصطلحات والشواهد الفلسفيّة. تونس: دار الجنوب للنشر. ص ص 387-