فصل من كتاب سيصدر قريبا للكاتب علي الشدوي بعنوان: “مذكرات قبو: الداعشي انطلاقا من لحظته الخاصة”
حلل رينيه جيرار كثيرا من القصص والحكايات ليكشف لنا أن الذبيحة خداع عنف. وأنها تكبت عنف الإنسان الباطني، لكن ما إن يتكشّف هذا العنف حتى يظهر في شكل الثأر الدموي، ومن وجهة نظره فإن الثأر تهديد لا يطاق، يسعى إلى الانتقام، وأن الانتقام يستدعي انتقاما آخر.
غير أن ما يبعث على الاستغراب هو أن الثأر الدموي واجبُ القيام به لكي يضع حدا للجريمة التي تثير الرعب. ولا يكفي من وجهة نظر رينيه جيرار أن نقنع الناس بأن العنف قبيح لكي يوقف هؤلاء الثأر والحرب، لأن ما يجعل الثأر واجبا هو اقتناع البشر بهذا القبح تحديدا.
إن أشهر شخص ثأري في العصر الحديث هو آخاب في رواية موبي ديك. وقد أشار ناقد أمريكي منذ وقت قصير إلى أن آهاب ( آخاب ) يأسر الأمريكيين ويشدهم إليه حتى حين يجفلون من الجنون الذي يتسلط عليه. إنه أمريكي حتى النخاع، يرغب رغبة عنيفة في الانتقام لنفسه. لذلك أشعر بأن جانبا مهما من جوانب الداعشي لم يُفسّره الرجل العريب ولا بوشكين أو راسكولينوكوف .
هنا سأفتح قوسا لتجربتي مع قراءة رواية موبي ديك وأغلقه بعد بضع فقرات فقط. ففي كل مرة أقرأ فيها هذه الرواية أتخيل ملفل يخاطب نفسه قبل أن يكتب كل فصل من فصولها “إنها حقا حكاية من الحكايات التي تُروى عن صعود إمبراطورية ولدت منذ أقل من ثلاثة عقود”. ثم يتوقف ليفكر ثم يواصل “اروها وأفض في الحكي”. ولقد أفاض فعلا حين حكى عن كل شيء في تلك السفينة الغريبة كعنكبوت ضخم وبدائي يخوض البحار والمحيطات لا سابحا؛ إنما هو من الضخامة بحيث يمد أرجله إلى قاع المحيطات والبحار حاملا على ظهره علل الكون ومرضه .
لم أهتم في قراءتي الأولى بالراوي، ولا أين ولا متى. تجاهلت حضور السارد. وتجاهلت القبطان آخاب؛ لأهتم بكل الذين ساهموا في النشاط السردي؛ كالقبطان والحداد والنجار والزراق إلخ. الورشة المتنقلة. كل له دوره المحدد، يتحكم فيهم طاغية يحب التّفلسف والتأمل والتفكير. ولم يكن من الممكن أن تذكرني السفينة بجمهورية أفلاطون التي يحكمها الفلاسفة، إنما بالقبطان الذي قدمه دليلا على قصور الانتخابات، ذلك أن لا أحد ينتخب قبطانا لكي يقود السفينة.
آنذاك تعاطفت مع الضابط ( استاربك ) الملاح الذي يشبه الخادم الذي تبع أحد القادة الرومان المنتصرين. تحكي الحكاية أن أحد القادة المنتصرين كان يطوف روما القديمة. أحيانا يسير خلف هذا القائد خادم مهمته فقط أن يقول للقائد ( تذكر الموت ) وهذه دعوة إلى التواضع، كما أنها تساعد القائد على تدبّر الأمر؛ بحيث يزن الأمور والقرارات التي يتخذها في إطارها الصحيح .
يشبه استبارك الخادم الروماني، بينما يشبه القبطان آخاب القائد، لكن لا حياة لمن ينادي . ولكي أغلق القوس الذي فتحته قبل قليل أستطيع أن أتحدث بارتياح أكبر، وأن أعبر عن الينبوع الذي يسقي آخاب الداعشي؛ ذلك أن تحذيرات إستبارك لا تخلق عند آخاب أي أثر؛ فهو يمتص ما يقوله استبارك، ويتلاعب به. ثم يخرسه، ويحوله إلى مستهلك للموت؛ فالحياة تغلف الموت، والموت ينسج الحياة. الموت هو عاقبة القبطان الخيّرة التي يتمناها مثلما يتمناها الداعشي. والتحية الأولى للنائي والبعيد والموحش المائي الذي يبحر نحوه مثلما يبحر الداعشي نحو حوته الأبيض.
يشبه آخاب الداعشي فهو “لم يكن يتطلب من فروض الولاء سوى طاعة كاملة مبادرة.. يخاطب رجاله بألفاظ لم يألفوها سواء أكان مصدرها التواضع أو التهيّب أو غير ذلك، أقول مع هذه الصفات في القبطان آخاب فإنه لم يكن يتنازل عن مظاهر السيادة والآداب المرعية في البحر”.
ومثلما الداعشي يتخذ من الشريعة الإسلامية قناعا لنفسه يفعل ذلك آخاب حين يتخذ شريعة البحر “يتخذ من هذه المظاهر وتلك الآداب المرعية قناعا لنفسه، ويستغلها بين الحين والآخر في تحقيق غايات أخرى خاصة به من غير التي وضعت شرعا من أجلها. فأصبح النزوع السلطاني الذي يخائل ذهنه متجسدا -عن طريق هذه المظاهر- في هيئة دكتاتورية سادرة لا تقاوم”.
إذن يتعلق الأمر بما يمكن أن أجده عند آخاب، وبذلك الذي لم يفسّر بعد؛ أعني الحوت الأبيض. القوة المسيطرة؛ والخيال المروّع. ما يثْبت أن البشر يملكون ما يروّعون به الآخرين ماداموا يتخيلون. إنه الحوت الأبيض؛ حوت آخاب والداعشي الذي لا يعرفه أحد غيرهما على وجه الأرض.
الحوت الأبيض رمز الحالة البدئية في الجزء الإنساني القديم التي خلفها وراءه، لكنه يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى العودة إليها، سالكا السبل التي يمكن أن تفيده، وكل السبل التي دفعته إليها خصائص تطوره وهي الثأر الذي أعقب انكشاف العنف الباطني الذي كانت الذبيحة تكبته.
من هذا المنظور لا يوجد أي اختلاف بين مطاردة آهاب الحوت الأبيض لكي ينقم منه وبين وصية أحد الاستشهاديين يُدعى أشرف إبراهيم: “أوصيكم بالثأر لكل مسلم على وجه الأرض. اثأروا لأسرانا في كوبا. اثأروا للشيخ عمر عبد الرحمن. اثأروا للمسلمين في فلسطين والشيشان.
كيف أفهم حوت الداعشي الأبيض؟ في ضوء ما رواه لنا إسماعيل ( الراوي ) عن الحوت الذي سلخوا جلده من أجل الشحم. والعوْم البطيء لما تبقى منه كجسده الأبيض المسلوخ، ورأسه المقطوع، ولونه المتغيّر مبتعدا عن السفينة حيث لم يعد له فائدة. ويصف المشهد بأنه جنازة محزنة وساخرة وتبعث على الأسى، حتى أن نسور الجو، وقرشان البحر اندفعت لتشهد خاشعة جنازته.
لكن هذا المشهد ليس نهاية الحوت؛ ذلك أن هناك نهاية تهم فكرة حوت الداعشي الأبيض التي سأتبناها من الآن فصاعدا؛ ذلك أن ذلك الحوت الجثة سيبقى فترة فوق الماء، ولو حدث وأن مرت إحدى سفن الصيد أو الباطوات فلن تراه بشكل جيد لأن الطيور المتحشدة فوقه ضبّبت الرؤية، عندئذ يسرع مسجل السفينة ( مسجل الرحلة ) إلى أوراقه ليسجل أنه لم ير جثة حوت ميّت إنما رأى شعابا وصخورا وموجات عاليات في تلك الناحية؛ ليحذر الحواتون الآتون في ما بعد إلى هنا.
يحدث بعد ذلك أن تظل السفن مبتعدة عن ذلك المكان بسبب ما كتبه مسجل الرحلة تقفز عنه كالأغنام الغبية حين تقفز فوق الفراغ لأن راعيها قفز أصلا وهو يحمل عصا في يده. ثم يعلق التعليق الذي أريد أن أوصّف به حوت الداعشي الأبيض؛ أعني” قوانين السوابق، ذلك هو استغلال التقاليد، تلك هي قصة البقاء المتشبّث العنيد الذي تتمسك به المعتقدات القديمة، تلك التي لا جذور لها في الأرض، بل وليست سابحة في الفضاء. تلك هي السنن“.
هكذا إذن يمكن أن أقول إن حوت الداعشي الأبيض هو وهم. قانون سابق، واستغلال للتقاليد، والتشبث بالمعتقدات القديمة. السّنن. لقد حُذّر آخاب من مطاردة حوته الأبيض أو قتله لأنه ليس سوى تجسيد يمثل الرب الذي يؤمن به الدراويش الرقاصون، والدراويش يتلقون التوراة.
ليكن لآخاب حوته الأبيض وليكن للداعشي أيضا حوته الأبيض. وليكن لكل منهما تابعون ومريدون وجنود ومقاتلون. لكن الحوتين هما حوت واحد يفوق الحوت الأبيض الحقيقي. إنه لا يسبح كما تسبح الحيتان التي نعرفها؛ إنما يسبح في تألّه وبهاء، و يتجلّى كما يتجلى ذو الجلال العظيم. لقد تجلى الله العظيم ثم قمس واختفى عن الأنظار، وتوقفت طيور البحر البيض مدوّمة، وانحرفت على أجنحتها، وتمطت في توق فوق البركة المتموّجة التي بارحها.
إنني أرى آخاب في هذا الاجتماع، والخطبة التي ألقاها كما أرى الداعشي” ضعوا ثقتكم في هذه الكؤوس الفولاذية القاتلة ( الرماح ) سلموها إلى أصحابها يا من أصبحتم فريقا في هذه الرابطة التي لا تنفصم .. وهذه الشمس المؤمّنة على خطتنا تشهد على العهد. أشربوا أيها الزرّاقون ( رامو الرماح ). اشربوا وأقسموا أنتم يا من تقفون عند مقدم القارب المرصد بالموت - اقسموا أن يكون الموت نصيب موبي ديك. قولوا: جعلنا الله جزرا لنقمته إن لم نجتزر موبي ديك حتى يموت“.
لقد وجّه آخاب كل أفكاره وأفعاله نحو غاية واحدة هي الثأر، واستعد على أن يضحي بكل رغباته البشرية في سبيل هذه الغاية. يتحدث اسماعيل ( الراوي ) عن آخاب كما لو أنه يتحدث عن داعشي صميم على أن نفهم الحوت الأبيض رمزا لغاية الداعشي” لعل حقده على الحوت الأبيض قد بسط ظله بعض البسط على حيتان العنبر جميعا، فكلما استكثر من ذبح تلك الوحوش تعددت لديه الفرص في أن يكون الحوت الذي يلقاه من بعد هو ذلك الحوت البغيض“.
وكما لو كان آخاب قائدا من قادة داعش يعرف ما الذي يفعله بجنوده؛ فهو يحتاز أجسام هؤلاء وإرادتهم المقهورة، ويبقي تأثيره مسلطا على عقولهم، وإشغالهم عن الفزع المرعب الذي يولده التفكير الطويل والترقّب للمعركة بأمور قريبة منهم تشغل أفكارهم كالحراسة والمراقبة.
ربما أوضح هذا الخبر هذه الفكرة الجهنّمية. يتعلق الخبر بأحد الشباب الذين التحقوا بداعش. فقد تناقلت وسائل الإعلام تقريرا عرضه التلفزيون الهندي عن احد الشباب الهنود يُدعى عارف ماجد ، ويُكنى بابي علي الهندي خلال تواجده ضمن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام .
يروي ماجد أنه ظل قرابة الاسبوعين يعمل حمالاً صامتا لا يتحدث معه أحد إلى أن أتى رجل يُكنى بأبي طالب الشامي، وقال له أنت من اليوم أبو على الهندي ( تكْنيته ). وكما لا يخفى على القارئ الفطن فالهدف هو طمس الاسم الذي يدل على واقع قديم واستبداله بُكنْية.
أسند هذا القائد الداعشي إلى أبي علي الهندي مهمة تنظيف دورات المياه. لم يناقش فلا مجال للمناقشة، ونفذ الأمر على امتداد أربعة اشهر كاملة. ثم سأل أبا طالب لماذا لا يتم تدريبه كي يصبح مقاتلا شأنه شأن الاخرين، فقال هذا هو دورك في الجهاد. إن الاستراتيجية التي اقترحها آخاب على الملاحين لتنطبق تمام الانطباق على ما فعله الداعشي أبو طالب.
هناك ما أكثر من هذا؛ حيث يلهب الحوت الأبيض بحّارة آخاب.” هب أن الحوت يلهب قلوب بحارتي، هؤلاء الهمج، وأن التحيّل على همجيتهم ووحشيتهم يولد في نفوسهم نوعا من الفروسية السخية المعطاء، مع ذلك لا بد لهم أيضا من غذاء آخر يشبع شهوتهم اليومية الدنيئة“.
يستشهد آخاب على هذه الفكرة بالصليبيين الذين قطعوا آلاف الأميال لتحرير البيت المقدس، وفي طريقهم نشلوا وسرقوا وابتزوا أتقياء كثر في طريقهم، لو أن هولاء الصليبيين تمسكوا بغايتهم الجذابة دون أن يفعلوا ما فعلوه لاشمأز كثير منهم من الهدف ولنفروا منه.
يبدو آخاب هنا كما لو أنه قائد داعشي. فالداعشي يلهب حماسه حوت أبيض بالمعنى الذي أسبغناه عليه أعلاه، ويجعل منه همجيا ووحشيا يولد عنها فروسية نادرة، لكن الداعشي كالصلبيين يحتاج إلى أن يشبع شهواته اليومية الدنيئة؛ لذلك لا مانع عند القائد الداعشي من أن يسرق الداعشي بيوت الفقراء، وأن يتمتع بالنساء المأسورات تحت مسمى الأمَة البدائي.
فيض الله. هذا هو الاسم الإسلامي الذي مثل الروح الشريرة التي تسلطت على آخاب في ذلك المشهد الروائي الذي لا ينسى. وبالرغم من أن ملفل خلط فجعل من الاسم مجوسيا ومن فضل الله فيض الله، إلا أن الحكاية عربية وليست فارسية؛ ذلك أن فضل الله هو ملك الموصل ( عاصمة الخلافة الآن ) الطيب والودود السعيد بزواجه من زمرّدة، لكن درويشا خدعه بتقمّص الأرواح فحل في جسده وملك ملكه وزوجته، أما روح فضل الله فقد حلت في وعل، ثم في بلبل ترعاه الملكة.
ليس المهم صحة القصة أو نسبتها إنما في أن فيض الله سيطر على آخاب. كيف ؟ يجيب إسماعيل:”تلك أمور لا يعلمها أحد“. لكننا يمكن أن نؤول ذلك بتسلط البدائي على المتحضر الذي نفهمه من أن فيض الله من تلك المخلوقات التي تنتمي إلى”البلدان الجزرية الأزلية التي لا يتبدل وجهها، التي لا تزال تحتفظ حتى في هذه العصور الحديثة بكثير من الأصالة الشبحية، كما تمثلها أجيال الأرض البدائية حين كانت ذاكرة الإنسان الأول لا تعرف النسيان“.
يؤمن آخاب كما يؤمن الداعشي أن الأحداث التعيسة في الدنيا تلد الأحداث التعيسة كما يلد الزاحف السام زاحفا آخر ساما، وأن نسل الأسى يعمر أكثر بكثير من نسل الفرح، وأن أرفع المسرات الأرضية يكمن فيها التافه والرديء والدنيء والفضلة وما لا فائدة فيه.
لا يمكن أن تكون اعترافات آخاب عندي إلا اعترافات داعشي صميم” آخاب يقف وحده بين ملايين الأرض المأهولة. ليس له جيران من بشر أو آلهة [“،” اغرزي مساميرك أيتها الأمواج حتى نهايتها، ولكنك تدقينها في شيء لا غطاء له. لن يكون لي تابوت أو عربة جنائز“.
لا يمكن أن نجد أفضل من هذا الاعتراف الأخير لآخاب الذي يشير إلى أن الحب العاجز ينقلب إلى كراهية عنيفة تظهر فيها نفاية العصور من وحشية الداعشي .” آه أيتها السواري الثلاث التي لا تعنو، أنت أيتها الأرينة التي لا تتصدع، وأنت أيها الهيكل الجميل المتألّه، وأنت أيها الظهر الثابت، أيتها الدفة المستكبرة، أيها المخطم المصوب نحو القطب - يا سفينة مهيبة كالموت، هل تفنين إذن ولا بد، دون أن أكون فيك؟ هل أحرم من آخر كبرياء حمقاء ينالها أدنى القباطنة الذين تتحطم سفنهم؟ آه يا موتا موحشا يختم حياة موحشة! أحس أن ذروة عظمتي تحل في ذروة حزني. هو، هو! من أقصى حدودك، انصبي إلي أيتها الموجات الجرئية، موجات حياتي الغابرة جميعا، وطاولي موجة موتي هذه المديدة المعرومة. نحوك أتدحرج أيها الحوت المبيد لا يحرز غلبة، إلى النهاية أصاولك مصارعا، من جوف الجحيم أسدد إليك الطعن، من أجل البغض أبصق عليك آخر أنفاسي. كل التوابيت وعربات الجنائز تغوص في بركة واحدة! وبما أني لن أحمل على تابوت أو عربة فلأتسحّب مزقا وأنا ما أزال أطاردك، أيها الحوت اللعين. هكذا أبعث الحربة".
إن سيكلوجية آخاب والداعشي تنتمي – مع التسامح الكبير في المشابهة- إلى يونج مع بعض الآثار الواضحة والمركزة النيتشوية. فحياتهما تدوران حول الإنسان الأرقى (السوبرمان) سواء أكان مجوسيا يعبد النار كما يعترف آخاب أو مسلما يعبد الله كما هو الداعشي؛ إذ فيهما معا نزعة واضحة نحو التحكم في الحياة والسيطرة المطلقة على الحقيقة؛ إنهما ينشدان ذلك لكنهما مصابان بلعنة الشيطان منذ البداية، ومحكوم عليهما أن يرثاه؛ لذلك من الضروري أن يكون تأملنا في حالة الداعشي مثلما هو تأمل الراوي آخاب تأملا في العنف على مستوى اللاوعي؛ ذلك أن الثأر الدموي لا يمكن أن يكون منطقيا ولا مبررا، لكنه عميق ومدفون في نفسيهما.