** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الأنفاق وابجدية التراب الياس خوري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هشام مزيان
المشرف العام
المشرف العام
هشام مزيان


التوقيع : الأنفاق وابجدية التراب  الياس خوري Democracy

عدد الرسائل : 1752

الموقع : في قلب كل الاحبة
تعاليق : للعقل منهج واحد هو التعايش
تاريخ التسجيل : 09/02/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 25

الأنفاق وابجدية التراب  الياس خوري Empty
05082014
مُساهمةالأنفاق وابجدية التراب الياس خوري

الأنفاق وابجدية التراب
الياس خوري
August 4, 2014
الأنفاق وابجدية التراب  الياس خوري 04qpt998

من الآن فصاعدا لن يجد القاتل الاسرائيلي من يحاوره، فالشروط تغيرت بشكل جذري. الذي يريد ان يحاور الفلسطينيين عليه ان يهبط الى الأنفاق، ويتعلم ابجدية التراب.
ألَيس الصراع هو على الأرض؟
يريد الصهاينة أرض فلسطين لهم وحدهم، مستندين في ذلك الى اسطورة «أرض الميعاد». اذا تعالوا الى الأرض، انزلوا معنا الى باطنها، تعالوا الى الأنفاق التي حفرتها الارادة وصنعها الصبر، هناك يتم الحوار الحقيقي الوحيد، وهناك ستقول لكم الأرض سرها وحكايتها.
الأنفاق التي يشكون منها، ويتباكون خوفاً من اثرها، ويحشدون الدعم الدولي لتدميرها، صارت هي الحقيقة التي انتظرها الفلسطينيون طويلاً. هناك في باطن الأرض حيث يمتزج التراب بأجساد الموتى، هناك يدور الحوار الحقيقي بين القاتل والضحية.
لماذا تخافون الأرض؟ ألستم من يدّعي انها له؟ اذاً تعالوا، لاقوا الفلسطينيين في عتمة ضوء التراب، وهناك أظهروا لنا شجاعتكم، وبرهنوا أنكم تستطيعون انتزاع الأرض من ابنائها.
الآن ايها السادة بدأت اللعبة.
لا، لن نناقشكم في الصفات والنعوت، الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض قال عن حكاية أسر الملازم الاسرائيلي هادار غولدين (الغامضة والملتبسة والموصولة ببروتوكول هنيبعل الوحشي) انها عمل بربري! ممتاز. اذا كان قتال الغزاة هو عمل بربري في عرف الحضارة فلم لا. فليكن اسمنا البرابرة، سمونا ما شئتم، ولكن تعالوا. انزلوا من دبابات الميركافا 4 المسيجة بـ «معطف الريح» والتي اسميتموها «النمر»، واقتربوا من الأرض وادخلوا معنا الى الأنفاق.
قتل اطفال غزة عمل حضاري، اما قتل جنود الجيش الاسرائيلي فعمل بربري! مبروك عليكم الحضارة. تغرغروا بالكلام واستحموا بدمائنا كما تشاؤون، دمروا البيوت كما يحلو لكم، اقصفوا، عربدوا، ولكن رجاء توقفوا عن البكاء.
عيب ايها الجنود الشجعانّ، يا «خطيبات جولاني» وابطال»غيفعاتي»، رجاء توقفوا عن البكاء، وتعالوا، نحن في انتظاركم. تريدون ارضنا أهلاً وسهلاً، ولكن عليكم ان تكتشفوها اولا. لقد مضى زمن «الزعبرة»، فأنتم لا تواجهون جيوشاً مهمتها حماية اسيادها من المستبدين لذلك لا تقاتل، انتم تواجهون شعباً قررتم أنه يجب أن يختفي، طردتم من طردتم وقتلتم من قتلتكم، أما من تبقى فعليه أن ينحني بذلّ لهيمنتكم وعنصريتكم، ويختفي في اللامرئي.
انحنينا ايها السادة الى نهاية الإنحناء، واختفينا الى نهاية الإختفاء، حفرنا الأرض واختبأنا في انفاقها، نفذنا رغبتكم في ان لا تروننا، وها نحن ننتظركم.
تعالوا.
لن نطلب منكم التوقف عن اللغو واتهام الضحية وشيطنة الفدائيين والمقاتلين، تابعوا الكلام كما تشاؤون، ابكوا على السلام، قولوا انكم ضحايا، اقتلوا الأطفال وابكوا على جنودكم «الأبطال»، دمروا بقدر ما تستطيعون، فأنتم اسياد الجو والبحر. ولكن الأنفاق لنا.
الأنفاق هي ارضنا، ونحن احرار في أن نحفرها كما نشاء، ونعيش فيها كما نريد، ونقاتل منها وفيها.
هل تعون حجم المفارقة؟
اردتم موتنا ودفننا في الحفر، وها نحن نحقق لكم امنيتكم، نحن من يحفر، ونحن من يقيم في الأنفاق، ونحن من يحتمي بالأرض.
رجاء، العبوا كما يليق بالجنود، كونوا جنوداً وتوقفوا عن الثرثرة.
المسألة بسيطة، اعتبروها دعوة، الفلسطينيون يدعونكم الى باطن الأرض، فتعالوا.
هنا، في هذا التحت الذي لا تحت تحته، سترون وجوه ضحاياكم في العتمة، وسترون أنفسكم في مرايانا التي قمتم بتحطيمها.
هل تعرفون معنى ضوء العتمة؟
منذ ستة وستين عاماً والفلسطينيات والفلسطينون يستلّون الضوء من عتمة نكباتهم. من غير المجدي تذكيركم بتاريخنا الذي صنعتموه لنا بالمذابح والتدمير والتهجير، من دير ياسين الى شاتيلا وصبرا، ومن جنين الى الشجاعية ورفح. هذا تاريخنا الذي لن ننساه، ولن نفاجأ بنسيانكم له.
انسوا كما تشاؤون، ولا تتذكروا شيئاً. صنعتم من ذاكرة المحرقة مبرراً لتاريخكم، ثم عند ارتطامكم بجريمتكم في أرضنا، نسيتم كل شيء.
انسوا وتناسوا، أنتم احرار في خياراتكم، قررتم أن تتحولوا الى شعب النسيان، فمبروك عليكم ذاكرتكم المفقودة.
المسألة اليوم لا علاقة لها بكل هذا الجدل العقيم معكم، ومع أكثرية مثقفيكم، الذين يدّعون حبهم للسلام حين يساوون بين القاتل والقتيل.
نحن في يوم آخر أيها السيدات والسادة، ويومنا مصنوع من ضوء العتمة في باطن الأرض.
نحن لم نخترع الأنفاق، تعلمناها من الشعوب المقهورة، حفظنا دروس المقاومة الفيتنامية، وعرفنا أن ثمن الحرية قد يكون أكبر من الحرية نفسها، لكن لا مناص من دفعه.
لا تقولوا انكم تدافعون عن الحضارة الغربية في وجه الاسلام، فالذين يقاتلونكم يحملون اسماء مستعارة، كانوا في الماضي «الجهاد المقدس» ثم صاروا فدائيي فتح والشعبية والديموقراطية، وبعد ذلك صاروا حماس والجهاد وشهداء الأقصى وسرايا ابو علي مصطفى، وغدا قد يتخذون اسماء أخرى…
لا تتوقفوا عند اسمائهم المستعارة، بل تذكروا وانتم تسبحون في الدم أن اسمهم الحقيقي هو فلسطين.
«ما تبقى لنا» هو الأرض. نحن ندعوكم الى هذا الضوء الذي يشعّ في عتمة الأنفاق، وهي دعوة صادقة، ونعدكم أننا سنقودكم الى السر الذي جعل من أرض فلسطين أكبر من كل الأساطير التي بررت للغزاة حروبهم ثم قادتهم الى الهزيمة.
وفي داخل هذا السر يصير الحوار ممكناً، وربما السلام أيضاً.
الياس خوري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الأنفاق وابجدية التراب الياس خوري :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الأنفاق وابجدية التراب الياس خوري

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» لغة الصمت الياس خوري
» انه الأمل الياس خوري
» بيت بلا حيطان الياس خوري
» تحية الى حمص الياس خوري
» اللعبة الآرامية! الياس خوري

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: تـــــــــاء التأنيث الـــــمتحركة زائر 745-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: