فقد كشفت صحيفة روسية عن قيام شركات أمنية بتجنيد عسكريين روسيين للقتال في سوريا، موثقة شهادات لمقاتلين روس قاتلوا في صفوف قوات الأسد والميليشيات الشيعية على الأراضي السورية.
تاريخ استخدام المرتزقة في الحروب والمعارك تاريخ موغل في القدم, فقد استخدمهم رمسيس الثاني في معركة قادش ضد الحيثيين عام 1288ق.م, كما استخدم كل من الفرس والروم المرتزقة في معركة جوجاميلا عام 331 ق.م, ولم يخرج البيزنطيون عن هذا التقليد فجعلوا غالبية جيوشهم من المرتزقة, إلى درجة أن الجيش الذي قاده بليزاريوس لقتال الوندال سنة 532م كان ينتمي لأمم عدة.
وفي العصور الوسطى قام لويس الحادي عشر ملك فرنسا بجلب أعداد غفيرة من المرتزقة السويسريين, ووقع معهم اتفاقية عام 1474م للقتال في قواته البرية لقاء رواتب مجزية لهم, كما استخدم نابليون المرتزقة في حروبه التوسعية, ليتجاوز عددهم في جيشه النصف.
وفي العصر الحديث ازداد اعتماد جيوش الظلام على المرتزقة, فظهرت في أمريكا شركة بلاك ووتر, التي تجند مقاتلين مأجورين ينضمون لصفوف القوات الأمريكية, والتي غزت بهم كلا من العراق وأفغانستان, لينتقل هذا الداء إلى معظم الدول الاستعمارية والتوسعية, إضافة لاعتماد الفرق الضالة والمنحرفة على المرتزقة في مثل هذه الأيام.
ومن المعلوم أن المرتزقة يقاتلون في صف أي فئة أو جماعة أو دولة لقاء المال, فدم الإنسان عند أحدهم يساوي عددا من الدولارات في هذا العصر, فهم لا يقاتلون لهدف نبيل أوغاية سامية, فضلا عن أن يكون لأحدهم مبدأ في القتال أو قواعد وأحكام, فهم لا يفهمون كلمات من أمثال: الدين – القيم – المبادئ – الإنسانية .......الخ, وإنما يفهمون لغة المادة والمال التي لا يعرفون غيرها.
ورغم علم القاصي والداني باستخدام بشار لمليشيات طائفية شيعية إيرانية وعراقية ولبنانية للقتال معه ضد الشعب السوري الثائر على حكمه منذ أكثر من عامين ونصف, إلا أن الجديد في معركة الشام اكتشاف مرتزقة جدد من الروس.
فقد كشفت صحيفة روسية عن قيام شركات أمنية بتجنيد عسكريين روسيين للقتال في سوريا، موثقة شهادات لمقاتلين روس قاتلوا في صفوف قوات الأسد والميليشيات الشيعية على الأراضي السورية.
وذكرت "صحيفة فونتانكا" الروسية أن راتب المجند يصل إلى 4000 دولار شهريا، مؤكدة أن تلك الشركات تجند أصحاب الخبرة القتالية من العسكريين المتقاعدين، بالإضافة لاستفادتها من خدمات المقاتلين غير العسكريين.
ونقلت الصحيفة عن أحد المقاتلين قوله: "كنت عسكريا، وتقاعدت بسن مبكرة، ماذا أفعل بالحياة المدنية؟! أحتاج إلى بيئة عسكرية قتالية حتى أجد عملا"، فكانت سوريا هدفه على ما يبدو ليعاود ممارسة حياته القتالية.
وأكدت الصحيفة الروسية ما سبق ونشرته "زمان الوصل" عن مقتل عسكري اسمه "أليكسي" من سكان إقليم "كراسنودار"، وذلك في اشتباك بالقرب من مدينة حمص، حيث كشف التقرير أن مواطنين ذهبوا حقّا إلى سوريا للعمل المسلح بموجب عقود مع الشركة المتمركزة في سان بطرسبرج "الهيئة السلافية".
وكان ناشطون قد بثوا أكثر من مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تثبت مشاركة جنود روس سواء في القتال أو التدريب.
ويرى مراقبون أن هذا طريق آخر للأسد لتأمين المزيد من المرتزقة للدفاع عن نظامه، فضلا عن المليشيات القادمة بدافع طائفي عقائدي مثل "أبو الفضل العباس" من العراق "وحزب الله" من لبنان، إضافة إلى متطوعين شيعة من إيران وباكستان واليمن .
ورغم نفي القيادة في موسكو مشاركتها بأي مقاتلين على الأرض، مكتفية بتزويد نظام الأسد بالسلاح فقط، إلا أن مرسوما أصدره الأسد بجواز تشكيل مؤسسات وشركات أمنية للحماية, فتح الباب واسعا لاستقدام مرتزقة من خارج الحدود مقابل مبالغ مالية طائلة، حيث ثبت وجود مقاتلين روس قتلوا أو جرحوا في المعارك، كما تحدث مراقبون عن وجود جنود أوكرانيين أيضا.
وشتان في الميزان بين السوريين الذي يقاتلون دفاعا عن أنفسهم وأهليهم وبيوتهم وأموالهم وأعراضهم, ودفاعا عن حقهم في العيش في بلدهم بكرامة وحرية, التي سلبها منهم بشار وطائفته وأعوانه, وتحت راية الجهاد في سبيل الله تعالى التي لها ضوابطها وأحكامها في الإسلام, وبين من يقاتلون دون هدف أو غاية أو سبب, اللهم إلا حفنة من الدولارات, ودون أي مبدأ أو ضابط أو خلق أو دين صحيح, في بلد لا يعرفون عنها وعن أهلها شيئا.