التلويح مجددا بضربة عسكرية لسورية
بسام البدارين
November 6, 2013
عمان ـ ‘
القدس العربي’: التسريبات الإعلامية الأمريكية المعنية بالتشكيك بنوايا النظام السوري بخصوص تسليم كامل مخزون السلاح الكيماوي لها ما يبررها في ظل الإنفتاح الأمريكي الدبلوماسي المفاجىء على نادي الحلفاء القدامى الذي تبعثر بفعل تأثيرات الملف السوري.
عبر قاعدة المعلومات العريضة التي يمكن توفيرها وتداولها في العاصمة الأردنية عمان يمكن الإستنتاج بان الإدارة الأمريكية ولأغراض إحتواء ‘الغضب السعودي’ الذي برز على شكل تحديات ميدانية للسيناريو الأمريكي في
سورية بدأت تحاول تعديل مفردات في خطابها بالسياق.
لذلك يتحدث وزير الخارجية جون كيري وهو إلى جانب نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل عن وجود خلافات في ‘التكتيك’ فقط مع
السعودية بالشأن السوري مع التثبت من نفس الهدف وهو برأي الناشط السياسي محمد خلف حديد حصريا منع الرئيس بشار الأسد من الإحتفاظ بالحكم بعد عام 2014.
يمكن في نفس الإطار ملاحظة الزيادة الواضحة لحصة النفوذ التي يتمتع بها صديق الفيصل نظيره الأردني ناصر جودة المتحمس للمعارضة السورية عمليا وأحد نجوم التقارب معها في دائرة دول الخليج.
جودة بدأ يلعب دورا في بلاده يفوق ويتجاوز حصة وزير الخارجية وظهرت ملامح بعض أصدقائه المقربين في عملية التغيير المفاجئة التي حصلت مؤخرا في قيادة مجلس النواب وهو الأن من الشخصيات المدعومة بخيار سعودي في المرحلة المقبلة.
بنفس الوقت لا زال أمراء الإستخبارات السعودية وتحديدا الأخوين بندر وسلمان بن سلطان يعملان بنشاط في الساحة الأردنية وكلاهما نجح في تأمين فريق مستشارين أردني من طراز رفيع يضم متقاعدين أمنيين وخبراء. وكلاهما- نقصد بندر وسلمان- يواصلان العمل بنشاط على تأمين ما تيسر من السلاح والذخيرة لمقاتلين سوريين ويحافظان على غرفة عمليات فعالة ونشطة في عمان أجرت فعلا عبر جناحها المتمثل بالأمير الشاب سلمان شكل من أشكال الإتصالات بأطراف إسرائيلية كما كشف مصدر مطلع جدا لـ’القدس العربي’.
وفيما ترافقت شروحات وتوضيحات الوزير كيري للسعوديين مع التسريبات التي تشكك بنوايا النظام السوري بخصوص ‘إخفاء’ جزء من السلاح الكيماوي… فيما حصل ذلك حرصت السعودية وراء الكواليس على الثبات بموقفها من النظام السوري والسعي للحفاظ على التحالف العربي المصري الأردني المضاد للرئيس السوري بشار الأسد.
بالمقابل يمكن ملاحظة الخطاب القطري وهو يتضامن مجددا مع ‘عذابات’ وطموحات الشعب السوري إثر الإشتراطات الصعبة والمعقدة التي وضعتها دمشق لإجراء سلسلة من التسويات السياسية خلف الكواليس حيث تم إحباط خطوات تقارب قطرية أولا والتجاهل التام لمبادرات أردنية دفعت عمان للبقاء على تماس مع الحضن السعودي.
خلف الكواليس يمكن الإطلاع على تقارير إستراتيجية دبلوماسية تتحدث عن ضغط سعودي وإسرائيلي دائم في أروقة القرار الدولي يهدف للإحتفاظ بأكبر قدر ممكن من الخشونة في وجه النظام السوري ومنع التراخي معه قبيل جنيف الثاني، الأمر الذي يبرر تعطل مسارات مشاركة المعارضة السورية في لقاء جنيف 2 والحسابات الضيقة التي تجري في الكواليس والهوامش.
وخلف نفس الكواليس تصر بعض الأوساط على أن عملية بطيئة تجري حاليا بضغط من عدة أطراف إقليمية لعدم إغلاق خيار ‘الضربة العسكرية’ ضد النظام السوري، الأمر الذي يفسر برأي مراقب رفيع المستوى تعليقات كيري في واشنطن بخصوص التضامن مع الأهداف السعودية كما يشرح التسريبات حول سوء نوايا دمشق بعنوان تسليم كامل المخزون الكيماوي.
وتوفر التسريبات الأخيرة ملاذا إستراتيجيا يمكن إستثماره وتوظيفه للتراجع مستقبلا عن إستبعاد الضربة العسكرية أو للتلويح به مجددا خصوصا بعدما فقدت واشنطن حصة من نفوذها مع أقرب حلفائها مثل السعودية ومصر وبصورة أقل الأردن المصر بدوره على أن مصالحه تتمثل في التحدث مع كل الأطراف والبقاء على إتصال بكل السيناريوهات.
الهدف من المسألة على الأرجح هو إحياء خيار الضربة العسكرية في حالات الضرورة بهدف منع الرئيس بشار الأسد من إستثمار طاولة جنيف الثانية والعودة بقوة عبرها وفي مظلتها لعملية سياسية مدعومة دوليا تؤهله مجددا للبقاء في السلطة.