رشيد البلغيتي
الأربعاء 07 غشت 2013 - 00:25
[rtl]وأنا أغادر رصيفا أدمت فيه عصا السلطوية شفاه شابة دفعتها "وقاحتها" للصراخ بأعلى صوتها "عاش الشعب" ! رأيت ورقة بيضاء يحملها الماء الذي سُكب في شارع العاصمة الرئيس قبل أن تطأه أقدام نظيفة جاءت بأصحابها للبوح بجراح الوطن.[/rtl]
[rtl]قلبت الورقة يمنة و يسارا فوجدت عليها قطرات من دم أحد المتظاهرين و أثار أسفل حداء أحد الجنود المجندين الذين جاؤوا تلك الليلة يحملون كاتم الصوت و يترصدون الأفواه لإغتيال كلمة "لا" قبل خروجها من جوف أعيته عبارة "نعم سيدي أعزك الله".[/rtl]
[rtl]جلست الى طاولتي المعتادة في مقهاي المعتاد، فتحت الورقة البيضاء فوجدت فيها النص التالي:[/rtl]
[rtl]بيان ضد القداسة[/rtl]
[rtl]نحن جيل بلا أحقاد، لم تُعَصب أعيننا من طرف جلاد و لم يأكل الدود من أبداننا في زنزانة منسية، لا نبحث عن منصب في مندوبية سامية و لا مقعد وثير تقدمه "لائحة وطنية" و لا منة منان و لا وسام سلطان.[/rtl]
[rtl]نحن شبان و شابات نرفض أن نكون خدام أعتاب أو متعلقين بأهداب أو منتظرين قرب باب أُغلق من دوننا نستجدي عنده إطلالة الحاكمين كي يلوحوا لنا بأياديهم الكريمة و يرموننا ببعض العطايا و يطلبوا منا الانحناء أمامهم لالتقاطها ثم الوقوف من أجل إلقاء قصائد المدح فيهم و في الباب و الشرفة و الجلباب دون الوطن.[/rtl]
[rtl]
لسنا جنودا مجندين وراء أي كان و لا أمام أي كان بل مواطنين أحرارا نقف على نفس الخط المستقيم و في نفس الجبهة متى احتضننا الأمل.[/rtl]
[rtl]عَلَمَنا "سامويل بيكت" أن لا نقف جنب الطريق ننتظر الوهم لدى كفرنا بـ"غودو" و كفرنا بالانتظار و قررنا النزول كي نتملك مصائرنا و نعتق رقابنا و أن نستبدل الولاء بالتعاقد و الارتباط بالمحاسبة.[/rtl]
[rtl]لسنا جيل إجماع و لن نكون كذلك فالإجماع أفيون الشعوب، يؤله الحكام و يصنع من الناس عبيدا صمما علة وجودهم السجود أمام صنم.[/rtl]
[rtl]سئمنا من ساسة منافقين أفاقين يبتلعون ألسنتهم متى استوجب الموقف الكلام فقررنا أن نسوس أنفسنا بأنفسنا متضامنين متحابين نحمل الورود أمام "سونكي" البندقية.
ضقنا درعا بالاستقرار في مكاننا بينما قطعت شعوب، تشبهنا، أميالا على درب الحرية و العدالة و الرفاه. ضقنا درعا بالاستمرار نتعلم الأمية في مدارسنا و نزيد السقم في مشافينا و نموت جوعا رغم إنتاجنا و تقايضون بيوتا هي أخت الزنازين بدمنا، أهذا هو استقراركم؟ بئس الاستقرار و المقر و القرار..[/rtl]
[rtl]نحن جيل لن نطالب بشيء و لن نزعج أحد بشيء..كل ما نقوم به الآن هو محاولات لنزع يافطة من على الباب كتب عليها "هذه مزرعتي" حتى يتقاسم الجميع وراء نفس الباب رحابة الوطن.[/rtl]
[rtl]كان هذا بيان "ضد القداسة" الذي حمله أحد الشباب، ربما، في ذلك المساء لتلاوته هناك، قبل أن يطأ حداء الجندي بياض الورق و يسيل دم المتظاهر على النص مما زاد لحروفه بهاء.[/rtl]
[rtl]أرجوكم إن صادفتموه (ا) فأخبروه (ا) أن البيان وصل[/rtl]