ليس في الحكومات العربية من يحرص على الدم المصري, ومصر الحضارة والريادة , بل ان انظمة الخليج وفي مقدمتها السعودية باتت الممول الرئيسي للبلطجية والرعاع وماانتجه نظام حسني مبارك من فلول في كامل اجهزة الدولة والجيش فمنذ قيام ثورة ٢٣ يناير وما تلاها ,ووصول نفر من الاخوان المسلمين الى اعلى هرم السلطة اصاب النظام السعودي والاميركي بالدهشة والجنون ,وقد نجح السعوديين بضخ الاموال الطائلة والفاسدة لتدعيم قوى النظام البائد وبذلك نجحت في ان اصبح الرئيس المنتخب لا يستجيب له فراش رئيس حرسه لا في الامر ولا في المعروف وما ان اراد ان يصدر اي قرار حتى قامت الدنيا ولم تقعد , المدينة الاعلامية وانصار مبارك يبثون الشتائم ليل نهار فاصبح اكثر شخص تلقى شتم وذم في العالم لكن الرجل كتم غيظآ في صدره فانفجر غيظ الامريكان والسعوديين من صبره ولم يعد يطيقون ان يروا صورة في اي مكان غير السجن . ان وجود تيار سياسي يعارض وجود الاخوان المسلمين في السلطة استغلته السعودية واميركا ابشع اسغلال في غياب روح التشاركية السياسية لدى الطرفان الامر الذي سيدفع الجيش للميل باتجاة احد الاطراف وهذا ما كان مطلوب امريكيآ وسعوديا اذ ان اميركا هي التي تولت تدريب وتسليح الجيش المصري بعد كامب ديفيد بحيت اصبح الاميركان على اتصال مباشر مع مختلف مستويات من الضباط واصبحت العلاقة الاميركية بقيادة الجيش المصري مميزه .يقول توفيق عكاشه احد ابرز اعلاميي عهد مبارك ومصدر جوقة الردح الاعلامي ضد الرئيس مرسي وعلى قناة الفراعين كيف جرى الاعداد للانقلاب العسكري ( بعد الانقلاب الشعب لن يتحرك لو وقف مرسي وعملهم اللي … راقصآ مش حيتحرك,الامريكان قالونا الشعب مش حيتحرك اطمئنوا واحنا اي الامريكان مُتفين مع الحيش واذا الشعب تحرك الجيش يسمع ,احنا متاكدين ان الشعب مش حيتحرك احنا صرفنا ٦ مليار دولار نزلنا ٢,٥ مليون مصري بس فما بالك من غير فلوس حد حينزل …ولا حد حينزل ٠٠). اذآ الانقلاب العسكري خطط له في واشنطن وبتمويل خليجي لدرجة اني بت اصدق ان الملك السعودي والمُتعثر في جملة واحدة وقع على تهنئة من سيحل محل مرسي كطرطور فبل ان يكتب السيسي بيانه الاول ,بينما دول خليجية فقط حصلت على امتياز لحظة الصفر بمبالغ هائلة كي يشفوا غلهم خلف شاشات التلفزة وهم يستمعون الى بيان السيسي على الهواء يقصي رئيسآ منتخبآ وكي يتاكدوا ان اموالهم اتت بما يحلمون ويشتهون . ومن هناك توجهوا الى الاعلام مباركين مهللين وكأن مرسي كان رئيسآ في دولهم , ويقينآ منهم ان الساحر الامربيكي اخرج لهم العنقاء من اكمام الدشداشة, مع ان الساحر يقر علنآ بقلقه وهواجسه من اخفاقة وهو نفسه لا يعرف اين تنام العنقاء ليخرجها ليُفرح بها حتى نتنياهوا فلم تغب عن ذاكرة الساحر الامريكي ذاكرة فشل الانقلابات العسكرية في كل من بيونس آيريس و بانكوك وفينزويلا وتركيا وفي النهاية من أزيح من السلطة عاد اليها مرة أخرى ولو بعد حين من الزمن. في مصر الامر بات مختلفآ جدآ بعد ميل الكتلة الغير مسيسة ولاتنتمي الى اي تيار سياسي الى جانب الشرعية ليس حبآ بالاخوان المسلمين بل بالتجربة الديمقراطية المصرية امرآ بات يدعم ثبات الاخوان في مختلف ميادين وشوارع المدن المصرية . لن يستطيع السيسي المضي في الانقلاب تحت ضغط الشارع المعارض وتواتر ازدياد اتساع الكتلة المعارضة كمآ ونوعآ وانزلاق الجيش الى العنف وسقوط العديد من الابرياء بين قتيل وجريح والعصيان المدني بات امرآ واقعآ وتعطيل الحياة العامة امر جحيميآ للمصريين وفي بعض الايام القادمة سيكون السيسي في وضع الذي يبحث لنفسه عن مخرج امن لشخصه وقد يكون الوصول الى بناء السفارة الامركية متعذرآ رغم قُصر المسافة لتراكم الجماهير الغاضبة في الطرقات ولا احد يضمن خفر السواحل ان كانوا قد يغضون النظر في قضية هروب عبر البحر الاحمر الى جده كي يتمكن جنرال من تلميع نياشينة بصمت وممنوع من الكلام في فيلا في عمق الصحراء