** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
	Logo 	Solgn 	 عن المؤسسة 		اتصل بنا 		 	 	 	 	 								 	 	 			 	 	 	 	  	   		   	  		 	  	نوفمبر - ديسمبر2012 / المجلد 28	  	  بيولوجيا مجتمعية ما الحياة إلا لعبة صَدَفة      		 	        ما الحياة إلا لعبة صَدَفة(*)  كما هو حال البشر، فإن السلطعون النا I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

  Logo Solgn عن المؤسسة اتصل بنا نوفمبر - ديسمبر2012 / المجلد 28 بيولوجيا مجتمعية ما الحياة إلا لعبة صَدَفة ما الحياة إلا لعبة صَدَفة(*) كما هو حال البشر، فإن السلطعون النا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فدوى
فريق العمـــــل *****
فدوى


التوقيع : 	Logo 	Solgn 	 عن المؤسسة 		اتصل بنا 		 	 	 	 	 								 	 	 			 	 	 	 	  	   		   	  		 	  	نوفمبر - ديسمبر2012 / المجلد 28	  	  بيولوجيا مجتمعية ما الحياة إلا لعبة صَدَفة      		 	        ما الحياة إلا لعبة صَدَفة(*)  كما هو حال البشر، فإن السلطعون النا I_icon_gender_male

عدد الرسائل : 1539

الموقع : رئيسة ومنسقة القسم الانكليزي
تاريخ التسجيل : 07/12/2010
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 7

	Logo 	Solgn 	 عن المؤسسة 		اتصل بنا 		 	 	 	 	 								 	 	 			 	 	 	 	  	   		   	  		 	  	نوفمبر - ديسمبر2012 / المجلد 28	  	  بيولوجيا مجتمعية ما الحياة إلا لعبة صَدَفة      		 	        ما الحياة إلا لعبة صَدَفة(*)  كما هو حال البشر، فإن السلطعون النا Empty
28072013
مُساهمة Logo Solgn عن المؤسسة اتصل بنا نوفمبر - ديسمبر2012 / المجلد 28 بيولوجيا مجتمعية ما الحياة إلا لعبة صَدَفة ما الحياة إلا لعبة صَدَفة(*) كما هو حال البشر، فإن السلطعون النا

ما الحياة إلا لعبة صَدَفة(*)

كما هو حال البشر، فإن السلطعون الناسك(1)
وحيوانات أخرى تتداول ما كان آخرون قد استغنوا عنه.



 

 باختصار
  يستخدم علماء المجتمع والاقتصاد مصطلح «سلسلة الشواغر» للدلالة على التبادل المتتالي للموارد المتاحة، بحيث يتسنى لجميع المشاركين في هذا التبادل تحقيق منفعة ما.

  وخلال العقود القليلة الماضية، جمع الباحثون أدلةً تشير إلى أن السلطعون الناسك - وربما بعض الحيوانات الأخرى - تستخدم سلاسل الشواغر أيضا.

  وربما ساعدت دراسة السلوك الذي تنتهجه هذه الحيوانات على تحسين السبل التي نتبناها فيما بيننا في توزيع ممتلكات - كالشقق السكنية والسيارات - وكذلك الوظائف.
 

 

في صباح باكر من يوم من أيام الشهر 6/1986 خضت بركة ضحلة شكَّلها المد على شاطئ لونگ آيلاند Long Island وجلست على صندوق فارغ، ثم ألقيت في البركة صدفة حلزون شاغرة. وخلال بضع دقائق أتى سلطعون ناسك(1) صغير يجري نحوها، وأخذ يتفحصها، ثم أدخل كلاباته في فتحة الصدفة ليقيس حجم تجويفها ثم قلَّبها عدة مرات ليتأكد أنها خالية من الثقوب. وبسرعة فاقت قدرتي على المتابعة, سَحَبَ السلطعون جسمه من ملجئه القديم وأدخل بطنه غير المحصّن ضمن الصدفة التي ألقيتها في الماء وسار مبتعدا وراضيا بالمبادلة التي أجراها، مخلّفا وراءه الصدفة الأصغر التي كان يتخذ منها مقرا له. وبعد بضع دقائق اكتشف سلطعون ناسك آخر المسكن المهجور وبعد تفحصه متبعا الطقوس ذاتها دخل إليه وجرى مبتعدا. وبعد نحو عشر دقائق عثر سلطعون ثالث على المسكن الذي هجره الثاني واحتله مخلفا صدفة صغيرة بها ثقب كبير.
 

ربما بدا الأمر غريبا، ولكن تلك اللحظات كانت من أسعد أوقات حياتي كباحث. فقد أمضيت نحو عشرة أعوام أتساءل ما إذا كان السلطعون الناسك يتخذ من الأصداف التي أخلاها قاطنوها من السلطعونات الأخرى مسكنا له. وأخيرا حصلت على التأكيد القاطع. وأصبحت أول من يرى حيوانا يستخدم ما يسميه علماء المجتمع والاقتصاديون «سِلسلة الشواغر(2).» وهي باختصار أسلوب منتظم لتداول موارد من قبل بعض الأفراد كان آخرون قد استغنوا عنها. ومع أن السلطعون الناسك لا يمتلك نسبيا سوى دماغ وجملة عصبية بسيطي التكوين، إلاّ أنه تمكن من تطوير أنماط متقدمة من السلوك الاجتماعي تتيح له الاستفادة المثلى من سلاسل الشواغر.
 

وعلى الأغلب، سيكتشف الباحثون أنماطا مماثلة من السلوك تنتهجها حيوانات أخرى. بل هناك أدلة ابتدائية تشير إلى قيام حيوانات، إضافة إلى السلطعون الناسك، منها بعض الأسماك والكركن lobster والأخطبوط octopus والبطلينوس limpet ونقار الخشب woodpecker بتحسين منازلها مستخدمة سلسلة الشواغر. وستسمح لنا دراسة سلوك هذه الحيوانات بتعرف آليات من شأنها أن تحسن سلاسل شواغر في مجتمعاتنا، وتزودنا بالبصيرة اللازمة لحل مشكلات مثل ندرة الشقق في حي مانهاتن وجرائم المخدرات. وإن اعتماد السلطعون الناسك وسواه من المخلوقات على سلاسل الشواغر يسهم في تغيير الطريقة التي يفكر بها علماء المجتمع بالاستراتيجيات الاقتصادية. ويبدو أن بعض أنماط السلوك على المستوى التكتيكي لا تتطلب توافر ذكاء من المستوى المتاح للبشر أو خصلة الإيثار(3)، فهي منتشرة بين العديد من أنواع الحيوانات.
 

سلطعونات مصطفة(**)
 

من الشهر 6 إلى الشهر 9/1986 وخلال الصيف التالي، جئت بمجموعات من الطلبة إلى شاطئ وست ميدوز ليراقبوا سلاسل الشواغر في پاكوروس لونگيكارپوس Pagurus longicarpus - وهو سلطعون ناسك مألوف على الساحل الشرقي للولايات المتحدة. وكنت أود الكشف عن بعض الحقائق الأساسية حول هذه السلاسل، مثل تعداد السلطعونات التي استحوذت على أصداف جديدة في سلسلة من طول وسطيّ وما إذا أدى توافر أصداف أكبر إلى نشوء سلاسل أطول. وبعد صباح يوم من المراقبة توجهنا إلى مختبري ووضعنا القشريات في ماء دافئ لتسترخي بحيث يتسنى لنا إخراجها من الأصداف دون أن نؤذيها. ومن ثم قمنا بوزن السلطعونات وقياس أبعادها وأبعاد أصدافها في مواضع مختلفة من السلاسل. وعندما حصلنا على ما كنا نريده من معلومات وضعنا كلا من السلطعونات في حوض ملأناه بالماء البارد مع مجموعة كبيرة مختارة من الأصداف الفارغة. وبعد أن انتقى كل من الحيوانات صدفة ليسكنها، أعدناها جميعا إلى الشاطئ وأطلقناها.
 

وهكذا وجدنا أن السلطعونات كانت تنتقل عادة إلى أصداف أكبر. وتبين لنا كذلك أن السلاسل التي بدأناها انطلاقا من أصداف كبيرة كانت أطول - إذ كانت تسمح لعدد أكبر من السلطعونات بالحصول على أصداف جديدة - من تلك التي بدأناها انطلاقا من أصداف صغيرة. ووجدنا أن ما بين اثنين إلى ثلاثة من القشريات انتقلت إلى أصداف جديدة ضمن السلاسل التي أطلقناها - 2.5 وسطيا. ويسبب هذا الرقم خيبة أمل للبعض. إذ يتوقعون أن يكون أكبر من ذلك - بحيث ينتفع 10 أو حتى 50 سلطعونا من كل سلسلة. ولكنني أعتقد أن هذا الرقم كبير إذا نظرنا إليه بصورة صحيحة. فمن المعتاد عندما نفكر في المنافسة تحت أيٍّ من الظروف، أن نفترض فوزَ فرد واحد أو مجموعة واحدة، بينما يبوء الفرد الآخر أو المجموعة الأخرى بالفشل. ولكن في سلاسل الشواغر، حتى القصيرة منها، فإن أكثر من سلطعون واحد يحرز مسكنا جديدا. ولو حصل اثنان من السلطعونات الناسكة على أصداف جديدة فإن هذا الرقم يمثل ضعف ما يمكن للفرد الحصول عليه في عملية تنافس اعتيادية.
 

بعد إنجاز دراساتنا نشرت تقارير حول سلاسل الشواغر في أنواع أخرى من السلطعون الناسك تضمنت سلطعون اليابسة الكاريبي الناسك الذي يباع أحيانا لتربيته كحيوان أليف. ومن أغرب النماذج التي دُرست حلزون مفترس يهاجم أصنافا أخرى من الحلزونات، بما فيها بعض الحلزونات التي يرغب السلطعون الناسك في استحواذ أصدافها؛ حيث يمسك الحلزون المفترس ضحيته ويحفر ثقبا في صدفتها بلسانه الذي يشبه المبرد ليحقن من خلاله إنزيما هاضما، في حين تتجمع حوله السلطعونات الناسكة التي جذبتها رائحة المواد الكيميائية المنبعثة من الحلزون الجريح. وعندما يسحب الحلزون المفترس ضحيته من صدفتها - وهي عملية قد تستغرق ما يقارب الساعة - يقتحم أقربُ السلطعونات الناسكة الصدفةَ الشاغرة في حين يستولي سلطعون آخر على الصدفة التي أخلاها الأول، وهكذا دواليك. وبدلا من القيام بطقوس التحري الحذرة التي شهدناها في المختبر في لونگ آيلاند، فإن السلطعونات في موقع جريمة قتل رخوية(4) تتخذ قراراتها في فترات لا تتجاوز أجزاء من الثانية، إذ تنتقي مسكنها الجديد بالاعتماد على حاسة البصر وحسب. وهكذا، ينتفع كل واحد من المشاركين بسلسلة شواغر، لكنَّ فوريةَ المزاحمة تسرّع كل شيء.
 

	Logo 	Solgn 	 عن المؤسسة 		اتصل بنا 		 	 	 	 	 								 	 	 			 	 	 	 	  	   		   	  		 	  	نوفمبر - ديسمبر2012 / المجلد 28	  	  بيولوجيا مجتمعية ما الحياة إلا لعبة صَدَفة      		 	        ما الحياة إلا لعبة صَدَفة(*)  كما هو حال البشر، فإن السلطعون النا 2012_11_12_75_b

 

وقد قام الباحثون مؤخرا باكتشافات أخرى مدهشة حول سلاسل شواغر لدى السلطعونات الناسكة. إذ تَبيّن أن السلطعونات تستثمر نمطين على الأقل من السلاسل: متوانية synchronous ولامتوانية asynchronous. وفي النمط الأخير (وهو الذي لاحظناه سابقا)، من المعتاد أن يعثر سلطعون واحد على صدفة شاغرة. أما في السلاسل المتوانية فإن السلطعونات تصطف بالترتيب التنازلي لحجم كل منها خلف السلطعون الذي يقوم بمعاينة صدفة فارغة. وحالما يُدخِل السلطعون الأول صدفته الجديدة في الصف يتلقف السلطعون التالي الصدفة التي أخلاها الأول وتتكرر العملية من أجل جميع السلطعونات المصطفة خلال ثوانٍ معدودة. ويشير هذا السلوك إلى حسن تدبير ينمّ عن إدراك مجتمعي متطور، خاصة من أجل حيوان يمتلك دماغا صغيرا وبسيط التكوين.
 

ولا يركز إلا قليل من الأبحاث على سلاسل الشواغر لدى حيوانات غير السلطعون الناسك، إلا أن المشاهدات الأولية توحي بأن الاستراتيجية ذاتها قد طوّرت لدى العديد من أنواع الحيوانات الأخرى. فعدة أنواع من الأخطبوط ومن الأسماك القشرية cichlid fish تسكن في أصداف الحلزون الشاغرة وتدافع عنها. فالبطلينوس يحتمي في شقوق بين الصخور، في حين يختبئ السمك المهرج clown fish بين شقائق البحر sea anemones. والجراد الشوكيّ spiny lobsters يعيش في كهوف صغيرة ضمن الصخور والشعاب المرجانية. ونقار الخشب ذو العرف الأحمر ينحت الأعشاش في جذوع أشجار الصنوبر. وعندما تصير هذه المخلوقات أكبر حجما وسنا، تنشد مأوى أكثر ملاءمة، ونتيجة لذلك تولّد شواغر يمكن لحيوانات أخرى أن تقطنها. ويقوم البشر بالأمر ذاته.
 

ماذا يفعل الناس(***)
 

لقد أجريت أولى الدراسات حول سلاسل الشواغر لدى البشر في ستينات القرن الماضي في مانهاتن، على مسافة لا تتجاوز 60 ميلا من الشاطئ الذي راقبتُ عنده السلطعونات الناسكة تتبادل الأصداف. إذ أدرك المتوفى [الذي كان يرأس آنذاك دائرة التخطيط والأبحاث التابعة لمجلس مدينة نيويورك] أن تشييد الشقق السكنية يؤدي إلى نشوء سلسلة تفاعلات chain reactions مكّنت العائلات من أن تنتقل من شقق صغيرة غير ملائمة إلى شقق أوسع تفي باحتياجاتها. وقد وجد <كريستوف> أن نسبة من العائلات تعادل 2.4 عائلة انتقلت من الشقق التي كانت تقطنها إلى شقق أفضل مقابل كل شقة سكنية يُجرى تشييدها. وقد درس الباحثون استنادا إلى ما توصل إليه <كريستوف> سلاسل شواغر تنشأ في سوق العقارات في الولايات المتحدة وخارجها. وقد اكتشفت أكثر هذه الدراسات شمولا من خلال تفحص سوق السكن الوطنية أن السلسلة الوسطية تساعد ما يعادل 3.5 عائلة على الانتقال من المنازل التي كانت تسكنها.
 

ولكن <كريستوف> لم يكن الشخص الوحيد الذي استثارته سلاسل شــواغـــر في ســـتينات القــرن المــاضي. فالأســتاذ [الذي كان حينذاك أستاذا لعلم المجتمع في جامعة هارڤارد] وهو في الواقع من صاغ المصطلح «سلسلة شواغر،» اكتشف بصورة مستقلة متتاليات مشابهة ضمن المجموعات الدينية – وبالتخصيص ضمن تجمعات كنسية تتبع المذاهب الميذودية Methodist والمشيخية Presbyterian والأسقفية Episcopalian. فقد وجد <وايت> أن تقاعد أو وفاة أحد الواعظين أو افتتاح كنيسة جديدة أو قرار راعي الأبرشية تبديلَ مهنته أمور تولد جميعا سلاسل شواغر.
 

وقد قام عدد من علماء المجتمع والاقتصاد، مستندين إلى ما قام به <وايت>، بتحري سلاسل شواغر ضمن العديد من المهن: مدربي كرة القدم، شرطة الولاية، ضباط القوات المسلحة وحتى ضمن عصابات الاتجار بالمخدرات. كما وجد <وايت> وغيره من الباحثين أن 2.5 إلى 3.5 شخص ينتقلون ضمن السلسلة من الموضع الذي كانوا يشغلونه إلى مناصب جديدة هي أفضل عادة. ولكن تأثير الدومينو domino effect الذي تمثله تنقلات كهذه ليس بالشيء الجيد دائما. فقد كشفت أبحاث أجريت على عصابات المخدرات أن إلقاء القبض على تاجر مخدرات رفيع المستوى يولد بصورة تلقائية سلسلة شواغر طويلة تتيح الفرصة لكثير من العاملين في العصابة بالتقدم ضمن صفوف المنظمة غير المشروعة.
 

وقد تكون سلاسل الشواغر فاعلة عندما يبتاع الناس بعض أصناف السلع الاستهلاكية الرئيسة أيضا، وخاصة السيارات. وليس لدي علم بأية دراسة حديثة العهد حول هذا الموضوع، لكن بعض الأبحاث التي أجريت في الماضي تدلّ على ذلك. ففي عام 1941 أنجز [الباحث في مضمار الأعمال] دراسة شاملة حول سوق السيارات الجديدة والمستعملة في الولايات المتحدة. ومع أنه لم يستخدم مصطلح «سلسلة شواغر» إلا أنه استنتج أن المبادلات التي تتم في هذه السوق ذات أهمية كبرى لصناعة السيارات. ففي مطلع القرن العشرين أدرك تجار السيارات أن عليهم شراء السيارة المستعملة التي يمتلكها الزبون الذي يود ابتياع سيارة جديدة لكي يتمكنوا من إبرام الصفقة بسهولة أكبر، ومن ثم يمكنهم بيع السيارة المستعملة لزبون آخر، وهكذا دواليك. واستنادا إلى بيانات <سميث>، أُقدر أن نحو ثلاثة أشخاص حصلوا على سيارات من خلال سلاسل الشواغر في المدة التي أجرى خلالها دراسته.
 

ولكن، لماذا تفيد سلاسل الشواغر ما يقارب ثلاثة أفراد أو مجموعات إن كانوا من أجناس مختلفة من السلطعون الناسك أو من البشر؟ إن حدسي يشير إلى وجود تشابه معين لم يتم اكتشافه حتى الآن بين ديموغرافية(5) البشر والسلطعون الناسك، قد يفسر هذه الظاهرة، التي ربما كانت مرتبطة بمعدلات الولادة والوفاة أو المعدلات التي يتم بها استحداث واستخدام الوحدات التي تمثل الموارد المتبادلة. وليس هذا أكثر من حدس أولي. ولكن من الواضح أن سلاسل الشواغر لدى البشر والحيوانات كليهما لا تنشأ من أجل أيٍّ صنف قديم من الحاجيات أو الموارد، بل إنها تتسنى من أجل موارد تتميز بمجموعة محددة من الخصائص.
 

بروز مبادئ السلسلة(****)
 

لقد حدد <وايت> هذه المبادئ. وأولها، أن تكون الموارد التي يتم تبادلها مرغوبا فيها وأن يتصف الحصول عليها بصعوبة نسبية؛ فالشواغر في الوظائف والسيارات والمنازل ليست متاحة بأعداد كبيرة قابعة بانتظار من يأتي لاستحواذها دون مقابل. والثاني، أن هذه الشواغر هي من النوع الذي لا يمكن أن يشغله في الوقت ذاته أكثر من فرد أو زمرة عائلية واحدة؛ في حين يجري التخلي عن «وحدات الموارد» هذه عندما يستحوذ مالكها وحدة جديدة. والأكثر أهمية في آخر المطاف، أنه ليس من الممكن استحواذ وحدة الموارد إلا عندما تصبح شاغرة. ومع أن <وايت> كان قد أجرى أبحاثه على البشر، إلاّ أن المعالم التي تَمكّن من تحديدها لتداولاتهم تصف تلك التي تحدث ضمن سلاسل الشواغر عند السلطعون الناسك. فالأصداف shells نادرة نسبيا؛ ولا يمكن إلا لسلطعون واحد أن يسكن في إحداها. وتقريبا، فإن جميع السلطعونات البالغة تترك وراءها صَدفة عند حصولها على أخرى. كما أن على السلطعونات أن تنتظر حتى تصبح الصَدفات فارغة قبل أن تنتقل إليها.
 

إن التركيز على الموارد بذاتها يقلب رأسا على عقب الأسلوب المتبع في النظر إلى توزعها. فعلماء الاقتصاد والمجتمع معنيون عادة بمن سيحصل على وحدة من وحدات الموارد وما إذا كان توزيع الموارد القيمة الذي يحصل في نهاية المطاف، عادلا أم لا. فمثلا، نحن نتساءل حول أهمية عوامل كالذكاء أو الإثنية ethnicity أو مستوى التعلم أو المركز الاجتماعي، في الحصول على الوظائف أو المنازل. وهذه جميعها عوامل مهمة بحد ذاتها. ولكنها تمنعنا أحيانا من اكتشاف عمليات أخرى لها أثر بالغ في الكيفية التي تتوزع الموارد بموجبها، كما أنها يمكن أن تحجب صفات مشتركة(6) بين الأنواع.
 

	Logo 	Solgn 	 عن المؤسسة 		اتصل بنا 		 	 	 	 	 								 	 	 			 	 	 	 	  	   		   	  		 	  	نوفمبر - ديسمبر2012 / المجلد 28	  	  بيولوجيا مجتمعية ما الحياة إلا لعبة صَدَفة      		 	        ما الحياة إلا لعبة صَدَفة(*)  كما هو حال البشر، فإن السلطعون النا 2012_11_12_77

 

وبما أن نوعية الموارد المتاحة تحدد معالم سلاسل الشواغر لدى البشر والحيوانات - بغض النظر عن نوع الأفراد المشاركين في هذه السلاسل - فإن دراسة السلطعونات الناسكة قد توضح أساليب يمكن بانتهاجها تعظيم الفوائد الناجمة عن إعادة توزيع الموارد في التجمعات البشرية. فمثلا، يمكن أن يقوم الباحثون بإعطاء السلطعونات الناسكة أصدافا لها قياسات ومواصفات متباينة، وتغيير معدلات توالدها ووفياتها و«سن تقاعدها» وذلك بإضافة أو استبعاد السلطعونات، بحيث تتسنى بصورة عامة إدارة أفراد المجموعة وأصدافهم بغية تحديد الوضعيات التي تؤدي إلى حركة الأفراد أو المجموعات نحو سويات أفضل في عالمهم بأسرع صورة ممكنة. فمن وجهة نظر أخلاقية، يمكن التلاعب بمجموعات من السلطعونات الناسكة على نحو لا نتقبله من أجل مجموعات البشر. والآن نحن نلجأ إلى مختلف المخلوقات الصغيرة لفهم ذاتنا - فنحن ندرس ذباب الفاكهة للحصول على معلومات قيمة حول الخصائص الوراثية genetics التي نمتلكها؛ وندرس حلزون البحر لنتوصل إلى معلومات محددة حول الأسس الجزيئية the molecular basis للذاكرة والتعلم. ويمكن اليوم أن تصبح التجارب المجراة على السلطعونات الناسكة، من أولى المحاولات الرامية إلى صياغة نماذج تمثل المنظومات الاجتماعية لدى البشر باستخدام حيوانات أبسط.
 

إن بعض الأنماط الاجتماعية هي أساسية لدرجة أن مخلوقات بدائية تشاطرنا هذه الأنماط.

 

ومنذ فترة وجيزة، عدت إلى الشاطئ الذي بدأت فيه تحرياتي لسلوك السلطعونات الناسكة. وبينما كنت أمشي باتجاه البركة التي يحدثها المَدّ أخذت أراقب السلطعونات الناسكة تحبو ببطء على الرمل تحت سطح الماء ونظرت إليها بامتنان. فما بدأته بغية التسلية لإشباع فضولي كشف لي في نهاية المطاف عن نظرة معمقة لصلات لم يكن بوسعي التنبؤ بها في ذاك اليوم الأول الذي أمضيته على شاطئ لونگ آيلاند. وأكثر ما أدخل البهجة إلى نفسي هو إدراكي أن بعض أنماط السلوك الاجتماعي التي نصادفها في حياتنا هي جوهرية إلى حد أننا نشترك فيها حتى مع مخلوقات بدائية.

 




المؤلف

   Ivan Chase
أستاذ فخري في جامعة ستوني بروك، حيث يدير مختبر دراسة التنظيم المجتمعي. ويدرس < تشيس> تراتبيات الهيمنة dominance hierarchies وتوزيع الموارد النادرة، وذلك من بين عدد من المواضيع في علم المجتمع والإيكولوجيا والتطور.	Logo 	Solgn 	 عن المؤسسة 		اتصل بنا 		 	 	 	 	 								 	 	 			 	 	 	 	  	   		   	  		 	  	نوفمبر - ديسمبر2012 / المجلد 28	  	  بيولوجيا مجتمعية ما الحياة إلا لعبة صَدَفة      		 	        ما الحياة إلا لعبة صَدَفة(*)  كما هو حال البشر، فإن السلطعون النا 2012_11_12_75_a




  مراجع للاستزادة

 

Vacancy Chains. Ivan D. Chase in Annual Review of Sociology, Vol. 17, pages 133–154; 1991.
Forging the Vacancy Chain: Law Enforcement Efforts and Mobility in Criminal Economies. H. R. Friman in Crime, Law & Social Change, Vol. 41, pages 53–77; 2004.
Social Context of Shell Acquisition in Coenobita clypeatus Hermit Crabs. R. D. Rotjan,
J. R. Chabot and S. M. Lewis in Behavioral Ecology, Vol. 21, No. 3, pages 639–646; 2010




(*)LIFE IS A SHELL GAME

(**)CRABS IN QUEUE

(***)WHAT PEOPLE DO

(****)PRINCIPLES EMERGE
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

Logo Solgn عن المؤسسة اتصل بنا نوفمبر - ديسمبر2012 / المجلد 28 بيولوجيا مجتمعية ما الحياة إلا لعبة صَدَفة ما الحياة إلا لعبة صَدَفة(*) كما هو حال البشر، فإن السلطعون النا :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

Logo Solgn عن المؤسسة اتصل بنا نوفمبر - ديسمبر2012 / المجلد 28 بيولوجيا مجتمعية ما الحياة إلا لعبة صَدَفة ما الحياة إلا لعبة صَدَفة(*) كما هو حال البشر، فإن السلطعون النا

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: اخبار ادب وثقافة-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: