غلعاد: إسرائيل لا تستطيع إبادة حماس بأكملها أبدا ومصممون على تدمير قوة
الردع لدى حزب الله والجانبان يمتلكان مخزونا احتياطيا كبيرا من الصواريخ
زهير أندراوس
2012-10-10
الناصرة
ـ 'القدس العربي': كشفت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' العبرية في عددها الصادر
أمس الأربعاء، النقاب عن أن طائرة F16 التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي،
والتي تلقت الأمر بإسقاط الطائرة بدون طيار التي دخلت الأجواء الإسرائيلية
يوم السبت الماضي وبقيت محلقة داخلها لمدة نصف ساعة، لم تتمكن من إسقاطها
بالصاروخ الأول، وهو صاروخ من طراز (بانتر)، الأكثر تقدما وتطورا الذي
يملكه سلاح الجو الإسرائيلي، الأمر الذي اضطرها إلى معاودة ضربها بصاروخ
ثانٍ من نفس الطراز.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن الناطق الرسمي بلسان
جيش الاحتلال عقب على الخبر قائلا إنه بسبب الحفاظ على أمن الدولة
العبرية، فإنه لا يستطيع شرح كيفية إسقاط الطائرة، من على صفحات الجريدة،
مشيرا إلى أنه كما هو متبعا، فإن سلاح الجو الإسرائيلي سيقوم بفحص الأمر
على جميع جوانبه، على حد تعبيره.
وقال مراسل الشؤون العسكرية في
الصحيفة، نقلا عن مصادر أمنية وصفها بالرفيعة جدا في تل أبيب، قولها إنه في
الحالات السابقة تمكنت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي من إسقاط الطائرات
بدون طيار، التي دخلت الأجواء الإسرائيلية بالصاروخ الأول، وزادت المصادر
قائلة إنه لا يُمكن اعتبار الأمر فشلا، ذلك أنه لا يوجد سلاح جو أخر في
العالم يتمكن من إسقاط الطائرة بهذه السرعة بعد أنْ قامت أجهزة المراقبة
بالتقاطها عبر منظوماتها المتطورة، على حد تعبيرها، جدير بالذكر أن تل أبيب
اتهمت حزب الله اللبناني بالمسؤولية عن إرسال الطائرة المذكورة، ولم يقم
الحزب بالرد على هذا الاتهام.
في سياق ذي صلة، حذر رئيس الطاقم الأمني
والسياسي في وزارة الأمن الإسرائيلية، الجنرال في الاحتياط، عاموس جلعاد
حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة من مغبة تعزيز قدراتها
الصاروخية، فيما حذر وزير الاستخبارات الإسرائيلي دان مريدور من أن الهدوء
الحاصل في قطاع غزة والضفة الغربية لن يبقى على حاله، ونقلت 'يديعوت
أحرونوت' عن غلعاد قوله إن إسرائيل لا تستطيع إبادة حماس بأكملها أبدا،
ولكنها تستطيع ضرب جميع مؤسساتها الخدماتية ومراكزها في حال امتلكت هذه
الصواريخ واستطاعت استعمالها، وتابع الجنرال الإسرائيلي قائلا إن الدولة
العبرية مصممة على تدمير قوة الردع لدى كل من حزب الله وحماس في حال امتلكت
هاتين المنظمتين صواريخ ذات مدى طويل يهدد حياة الإسرائيليين، وتابع
غلعاد، الذي كان يتحدث في مؤتمر تحت مُسمى (مكافحة الإرهاب) قائلا إن حركة
حماس غير قادرة على مهاجمة وضرب القوات الإسرائيلية في هذه الأثناء والدليل
على ذلك أنها لم تستطع أسر جنود إسرائيليين خلال الحرب على غزة، أواخر
العام 2008 وأوائل العام 2009.
وزعم غلعاد أن العديد من الفصائل
الفلسطينية تستعين بإيران من اجل تعزيز قدرتها الدفاعية، موضحا أن الأخيرة
لا تتوانى عن دعم الفصائل بالمال والسلاح. وقال أيضا إنه خلال الفترة
الأخيرة لم تكن هناك أي عملية فدائية في الأراضي الإسرائيلية، ولكن هناك
فصائل تسعى إلى ذلك ومصممة على تنفيذ هجمات مستعينة بإيران، على حد قوله.
وحول
سورية، قال غلعاد إن سورية قد لا تكون قادرة على التأثير على حزب الله
اللبناني الأمر الذي يُلقي بظلال الشك على أحد الشروط الإسرائيلية من أجل
التوصل إلى اتفاق سلام مع سورية، وشدد الجنرال الإسرائيلي المتقاعد على أن
تأثير إيران على حزب الله أكبر منه بكثير من التأثير السوري، مضيفا أن
حزب الله مؤسسة قائمة بحد ذاتها وأنه بات أقوى من لبنان.
وأوضح الجنرال
غلعاد أيضا أن الدولة العبرية حاولت في الماضي التوصل إلى اتفاق مع سورية
يشمل ملف حزب الله لما لسورية من تأثير عليه ولحمله على التخلي عن الإرهاب،
إلا أنه أضاف أن الوضع تغير الآن مرجحا عدم قدرة سورية على القيام بمثل
هذا الدور.
أما في ما يتعلق بترسانة حزب الله العسكرية فقال الجنرال
غلعاد إن منظمة حزب الله لديها نحو 70 ألف صاروخ تستهدف من خلالهم توجيه
ضربات إلى إسرائيل. وتابع قائلا إن منظمة حزب الله تمتلك مخزونا احتياطيا
من الصواريخ متعددة الأنواع، وتعد هذه الترسانة من الصواريخ أقوى كثيرا من
سابقتها التي كانت تمتلكها قبل حرب لبنان الثانية، على حد قوله.
وأردف
الجنرال محذرا: ستستهدف الحرب القادمة الجبهة الداخلية الإسرائيلية، محملا
المسؤولية لحزب الله على شنه سلسلة من الهجمات كلل بعضها بالنجاح والآخر
بالفشل خارج إسرائيل، ومنها عملية بورغاس في بلغاريا.
وفيما يتعلق
بالملف النووي، نفى غلعاد وجود أي خطر نووي على إسرائيل في الوقت الراهن
قائلا إن ليبيا تخلت عن برنامجها وسورية تخلت أيضا عن مثل هذا الخيار في
حين أن إيران لم تحصل على سلاح نووي حتى الآن، على حد قوله.
جدير بالذكر
أن الرئيس السابق لمركز الأبحاث في جيش الاحتلال الإسرائيلي، التابع شعبة
الاستخبارات العسكرية، الجنرال يوسي بايدن، صرح مؤخرا أن حركة حماس تمتلك
اليوم أسلحة وصواريخ أكثر دقة وتطورا من ذي قبل بإمكانها أن تصل إلى مدينة
تل أبيب في مركز الدولة العبرية، وزعم أيضا أن حماس تعمل على إدخال أسلحة
تصل إلى مدى بعيد، بإمكانها أن تصل لمنطقة غوش دان في تل أبيب.
في
السياق ذاته، حذر وزير الاستخبارات الإسرائيلي دان مريدور، من حزب الليكود
الحاكم من أن الهدوء الحاصل في قطاع غزة والضفة الغربية لن يبقى على حاله،
وأضاف قائلا في مؤتمر عُقد في المركز متعدد المجالات في مدينة هرتسليا،
بالقرب من تل أبيب إن الهدوء يسود غزة والضفة الغربية في الأشهر الأخيرة
وهذا جيد لكنه مضلل ويتوهم كل من يعتقد أن الوضع سيبقى على حاله، لافتا إلى
أنه في السنوات الأخيرة طرأ تغير على نشاط التنظيمات الإرهابية ولذلك يجب
إجراء تغييرات على الحرب ضد الإرهاب.
وتعليقا على تزايد التقارير
الحقوقية الدولية والمحلية حول ارتكاب إسرائيل جرائم حرب ضد الفلسطينيين
خلال الحرب على غزة اعتبر مريدور أنه من السهل الجلوس في لاهاي أو في جامعة
هارفارد وتوجيه الوعظ لنا، لكن علينا محاربة الإرهاب وفي الوقت ذاته
الحفاظ على حقوق الإنسان التي يحظر خرقها، على حد تعبيره.
جدير بالذكر
أن الرئيس السابق لمركز الأبحاث في جيش الاحتلال الإسرائيلي، التابع شعبة
الاستخبارات العسكرية، الجنرال يوسي بايدن، صرح مؤخرا أن حركة حماس تمتلك
اليوم أسلحة وصواريخ أكثر دقة وتطورا من ذي قبل بإمكانها أن تصل إلى مدينة
تل أبيب في مركز الدولة العبرية، وزعم أيضا أن حماس تعمل على إدخال أسلحة
تصل إلى مدى بعيد، بإمكانها أن تصل لمنطقة غوش دان في تل أبيب.