تابط شرا فريق العمـــــل *****
عدد الرسائل : 1314
الموقع : صعلوك يكره الاستبداد تاريخ التسجيل : 26/10/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3
| | شكراً للكفر. ..بقلم زيد عمران | |
click to see full-size image
أتسأليني عن كلمة كافر التي غرستها في تعريف ديانتي؟ ومتى كنتُ مؤمناً كي أكفر؟ ها نحنُ إلتقينا في الخريف بعدما سقطت كل أوراق أحلامنا، وماذا بعد؟ ها نحن حجزنا لنا مقعداً في العالم الإفتراضي بعد أن منَّ الغرب علينا بحديقة الفيسبوك، أينَ كان الإيمان عندما كنتُ تائهاً بالمنافي أسحبُ لوني العربي ولغتي التي لا يفهمها سواي وأسحبُ ذلي العربي؟ أينَ كان الإيمان عندما كنتُ أغسل قيئ السكارى من أجل علبة تبغٍ أحارب بها الليل البارد الطويل؟ أينَ كان الإيمان عندما كانت تنهبني الأفكار عن جدوى وجودي، عن ما أقترفتهُ كي أُسلخَ من وطني الذي لم أحبه يوما بالرغم من أنه وطنٌ لعينٌ غيورٌ يحتلنا حد التخمة حتى ونحن هاربون منه، أتعلمين كم بكيتُ لأن أحلامي لم تكن بذلك التعقيد الذي يجعلني مطارداً متسكعاً شريداً أتدفئ بأحراق ورق الحمّام وأنامُ على الأرصفة ويجلدني الشتاء بكل قسوة، أحلامي كانت لبساطتها تبدو تافهة، كنتُ أحلمُ بأن أهديكِ قرطين من نحاسٍ صيني وأغمسَ يديَّ بعطر يديكِ وأسرقُ قبلةً من عُنقكِ وأنت غارقةً بجمال الغروب على ضفة شط العرب، كنتُ أحلم بكوخٍ صغير بين نخلتين أعلق بينهما حبلاً قديماً وأمرحج به أبنتنا بعد عودتها من المدرسة، كنتُ أحلمُ بأن أذهب للعمل صباحاً ببطنٍ ملأى بعد أن نسكر بفنجانين قهوة وقبلة أمام باب الكوخ، كنتُ أحلم أن نفتح الحدود للجيران ونزرع لهم الورود على جانبي الطريق كي يشاركونا التجوال بجمال بلدنا بدلاً من أن نزرعَ الأسلاك الشائكة والألغام، كنتُ أحلمُ بأن نجتمع مع والدينا وإخوتنا في ليالي الشتاء ونشوي البلوط ونتبادل القصص والشعر والضحكات، كنتُ أحلمُ وفي غمرة الحلم وجدتني بلا قهوة، بلا قرطين، بلا حلوى، بلا جدوى، من منفى الى منفى . ها قد تلاقينا بعد ما مرّ الربيع على حبسينا فأنا محبوسٌ بمنفاي وأنتِ كنتِ حبيسةَ قرآنٍ مزيف ولصٍ بملابس قسيس وبدويٍ بربطة عنق، هل أعطتنا الحياة فرصةً للإيمان ؟ شكراً للكفر الذي كان رفيقاً وفياً . | |
|