تمنّيت
لو وضعت نفسك سيدي الرئيس مكان لاجئ فلسطيني في إحدى المخيمات في لبنان،
يعيش من أجل فلسطين، من دون أبسط حقوقه كإنسان.. لو فقط تخيّلت أنك موجود
بين الحشود التي سارت في ذكرى النكبة من مارون الراس والجولان المحتل إلى
فلسطين، تريد العودة وتريد الموت على تراب الأرض المحتلة..
لو سرحت قليلا وتخيّلت أنك تعيش كأهل غزّة الطيبين الذين استحقوا منّا
الكثير فنسيناهم ونسيتهم أنت يا سيادة الرئيس! أو مثلاً كأحد الشباب
العاملين داخل الأنفاق بين غزّة ومصر، يسعى لتوصيل كل ما امتلكت يداه من
معونة إلى أهل القطاع المحاصر.. لو عذبت نفسك مرّة سيادة الرئيس وتخيّلت
أنك كنت أحد المشاركين في كل حملات فك الحصار على غزّة، أو أنك كنت في
سفينة مرمرة لحظة الهجوم عليها..
أتذكر سيادتك محمد الدرة؟ أتذكر تلك الصورة التي تناقلها الناس على
الـ"الفايسبوك" لطفلة فلسطينية يدوس عليها جنديّ الاحتلال بقدمه..؟ تخيّل
أن أطفالك يقتلون، أن امرأتك تغتصب، أن بيتك يدمّر، أن عائلتك تشرّد..
كثيرون استشهدوا يا حضرة الرئيس من أجل أرض مساحتها 27 ألف كيلومتر مربع،
وليس من أجل علبة كرتون تطالب بها أمام رؤساء دول العالم! كثيرون يتحمّلون
الحصار ومضايقات الاحتلال كي يحيا وطنهم كاملا بترابه ومائه وسماءه، وليس
لترسم أنت دولة يضحك عليها الكبار في مجلس الأمن..
اجلس قليلا وحدك يا رئيس الدولة المختصرة مساحة ومياها وشعبا، وفكّر
بفلسطين وليس بالسلطة.. فكّر بفقراء فلسطين وليس بقصرك ومالك.. فكّر برضا
شعبك في الداخل والخارج وليس برضا "أوباما" و"نتنياهو" وجيش الاحتلال..
فكّر بكرامتك وكرامة أهلك الحالمين بوطن يجمعهم ويوحدهم.
لا نريد دولتك سيدي الرئيس.. لأنك لو كنت فلسطينيا حقا لما قبلت إلا الوقوف
في مجلس الأمن مطالبا بدولة تمتد من رأس الناقورة إلى أم الرشراش! لو كنت
فلسطينيا حقا لخجلت من كل مسعى قمت به من أجل دولتك الوهمية.
شكرا على المهزلة سيادة الرئيس.. سنبقي لك دولتك الصغيرة.. وسنستمر بحلمنا بوطن كبير يسمى "فلسطين".