** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الدين السياسي: بديل عن الدين، أم أنه دين جديد؟* I_icon_mini_portalالرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 الدين السياسي: بديل عن الدين، أم أنه دين جديد؟*

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الكرخ
فريق العمـــــل *****
الكرخ


عدد الرسائل : 964

الموقع : الكرخ
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4

الدين السياسي: بديل عن الدين، أم أنه دين جديد؟* Empty
01102012
مُساهمةالدين السياسي: بديل عن الدين، أم أنه دين جديد؟*



الدين السياسي: بديل عن الدين، أم أنه دين جديد؟
*


الدين السياسي: بديل عن الدين، أم أنه دين جديد؟* 0820-gentile





من المعروف أنَّ جهازنا المنطقي هو عبارة عن آلة ناقصة وعاجزة. فالكلمة، تلك الأداة
التي لا غنى عنها، كانت دائمًا لديها الميل لخداعنا وتضليلنا بإظهارها البرَّاق
للحقيقة اللامعة والمباشرة، وكلما ازداد اهتزاز ميزان الزمن أو الوقت، كلما عظمت
مخاطر الكلمات التي تدَّعي انضواء الحقيقة بين حروفها. من جهةٍ أخرى، يجب أن يكون
نقاشنا بسيطًا قدر الإمكان. إذ أننا سنترك مهمة الدراسة العميقة للآخرين.

جوان هوزينغا



دين عَلماني



تنتمي الديانات المدنية والسياسية إلى ظاهرة أكثر
عمومية وشمولية: "الدين العلماني"

Secular Religion.
ويستخدم هذا المصطلح لوصف نظام متطور بدرجة أكبر أو أقل من المعتقدات، الأساطير
الطقوس، والرموز التي تخلق هالة من القداسة حول كينونة تنتمي في الأصل إلى هذا
العالم، وتحوِّلها إلى طائفة وموضوع للعبادة والتكريس. والسياسة ليست وحدها في هذا
الأمر، فأي نشاط إنساني من العلم حتى التاريخ أو من التسلية والترفيه حتى الرياضة
يمكن أن يُستثمر في مجال "القداسة الدنيوية أو العلمانية"

Secular Sacredness، وأن يصبح موضوعًا للعبادة والتقديس
عند طائفة علمانية معينة، وهذا ما يدعى "دينًا علمانيًا". في مجال السياسة، غالبًا
ما يؤخذ مصطلح "الدين العلماني" كمرادف لمفهوم الدين المدني أو الدين السياسي.



قد لا يبدو هناك أي شك حول نسب مفهوم "الدين
المدني" لجان جاك روسو

Jean Jacques Rousseau، الذي قدَّمه لتعريف دين المواطن
الجديد الذي اعتبره عنصرًا أساسيًا من عناصر الديمقراطية. كان هذا الدين المدني
متميِّزًا ومختلفًا عن المسيحية، وبطريقة ما كان معاديًا لها. وخلال القرنين التاسع
عشر والعشرين، تم تبني تعبير الدين العلماني بوضوح لتعريف الإيديولوجيات والنماذج
التي حاولت استبدال الأديان الميتافيزيقية التقليدية بالمفاهيم الإنسانية الجديدة
التي خلقت منظومة عقائدية خاصة بالإنسانية، التاريخ، الأمة، والمجتمع. من جهةٍ
أخرى، تم إرجاع مفهوم "الدين العلماني" بشكلٍ عام إلى عالم الاجتماع الفرنسي
رايموند آرون

Raymond Aron،
الذي استخدمه في مقالة له كتبها عام 1944 لتعريف المذاهب التي تعِد بالخلاص للجنس
البشري في هذا العالم. في الحقيقة، استخدم هذا المصطلح منذ بواكير الثلاثينات.
محرِّر مجموعة المقالات التي تتناول الدكتاتورية، التي نشرت عام 1933، لاحظ أنَّ
الطرافة غير المألوفة للدكتاتورية المعاصرة المتعلِّقة بدكتاتوريات العالم القديم
كان يمكن إيجادها في




التقنيات القوية والفعَّالة في السيطرة على الجماهير من خلال وسائل الدعاية عن طريق
الراديو، السينما، الصحافة، التعليم والديانات العلمانية التي قاموا بصنعها
وقولبتها بأنفسهم.



في عام 1936 كتب عالم اللاهوت البروتستانتي أدولف
كيللير
Adolf
Keller
يقول إنَّ البلشفية حوَّلت النظام الفلسفي العلمي الذي تمتاز به الماركسية إلى "دين
علماني". وبعد عامين، أجرى الصحفي الإنكليزي فريدريك فويت

Frederick A. Voigt
تحليلاً مقارنًا بين الماركسية والاشتراكية القومية، آخذًا بمعالجتهم كأديان
علمانية.



الدين السياسي: بديل عن الدين، أم أنه دين جديد؟* 0820-cover1


إذًا، كان مفهوم الدين العلماني قيد الاستخدام خلال
فترة الثلاثينات كتعريف معترف به للأشكال التي خلقت فيها الأنظمة الاستبدادية طوائف
وشيع سياسية. أما بالنسبة لمصطلح "الدين السياسي"

Political Religion،
فيُنسِب بشكلٍ عام إلى الفيلسوف النمساوي إيريك فوغلين

Eric Voegelin،
الذي نشر كتابه الأديان السياسية

The Political Religions
عام 1938. هنا مرةً أخرى، تمَّ استخدام المصطلح قبل نشر كتاب فوغلين: استعمله
كوندورسيه

Condorcet في زمن الثورة الفرنسية. وعرَّف
أبراهام لينكولن

Abraham Lincoln

تبجيل وتوقير القوانين التي وردت في الدستور وإعلان الاستقلال بأنه "الدين السياسي
للدولة". كما أطلق لويجي سيتيمبريني

Luigi Settembrini
على حركة "إيطاليا الشابة"

Giovine Italia
- الحركة الوطنية - تسمية "الدين السياسي الجديد". واستخدمت الفاشية المصطلح بشكل
واضح منذ العشرينات لتحديد وتعريف وجهة نظرها التوتاليتارية الفاشية في السياسة.
وفي عام 1935، قام المؤرخ النمساوي كارل بولانيي

Karl Polanyi
بدراسة "الميل نحو الاشتراكية القومية لإنتاج الأديان السياسية"، في حين أنَّ
اللاهوتي الأمريكي راينولد نيبور

Reinhold Neibuhr
طبَّق هذا المصطلح على الماركسية والشيوعية.



ومع أنَّ هذه المصطلحات كانت مستخدمة منذ زمن ليس
بقليل، إلا أنه لم يحدث حتى منتصف الستينات أن أصبحت الأديان المدنية والسياسية
موضوعًا للبحث المنظَّم والنقاشات الجادة التي يمكن أن تثار أحيانًا. ويمكننا
تذكُّر الجدال الويل الذي أثارته مقالة تناولت موضوع الدين المدني الأمريكي والتي
قام بنشرها عالم الاجتماع الأمريكي روبرت بيلاه

Robert Bellah عام 1967. فبعد تعريف الدين بأنه
"مجموعة من المعتقدات، الرموز، والطقوس بالإضافة إلى احترام وتبجيل عميق للأشياء
المقدَّسة والمؤسَّسة في مجموع الشعب ككل" صرَّح بيلاه أنه كان هناك بعد ديني
للسياسة إلى جانب الديانات التقليدية لكنه متميز ومختلف عنها. مستعيرًا المصطلح من
روسو، قام بتعريفه على أنه دين مدني، تطوَّر وتأسَّس من خلال منظومة متكاملة من
المعتقدات، الرموز، والطقوس التي منحت بعدًا دينيًا للتجربة القومية الأمريكية.



في الفترة الأكثر حداثةً، ازداد الانتباه إلى الدين
العلماني وأصبح موضوع دراسات جديدة كإحدى الظواهر في عالم السياسة. ركَّزت تلك
الدراسات بشكل أساسي على معالمها الطقسية والرمزية، وغالبًا ما عزلتها عن
الاعتقادات، الأساطير، والدوغما التي كانت مجرد تعبير، من أجل معالجتها بشكل مجرد
أو مبدئي كأدوات سياسية نافعة في الغزو والحفاظ على القوة. اليوم يمكننا الرجوع إلى
العديد من الأبحاث والدراسات التي تحتوي على أوصاف مفصَّلة وتحليلات مقارنة
للعلامات الرئيسية للتقديسات السياسية في كل من الدول الديمقراطية والشمولية أو
التوتاليتارية، بالرغم من أنَّ تعريف الدين العلماني ما زال موضوع نقاش حاد. يتضمن
الخلاف حتميًا أيضًا ديانات مدنية وسياسية وسماتها ومميزاتها الخاصة.



أيضًا أُبديت بعض الشكوك حول الوجود الفعلي لدين
مدني أمريكي. ورفعت أيضًا الاعتراضات في وجه مفهوم الدين العلماني، وهناك أيضًا
أولئك الذين يرفضون فكرة أنَّ أية ظاهرة سياسية يمكن تعريفها كدين أو كظاهرة دينية.
على سبيل المثال، هؤلاء الذين يقولون إنَّ النظم العقائدية التي تشير إلى وجود كائن
خارق ومفارق للعالم يمكن اعتبارها ديانات صحيحة وحقيقية يجادلون بأنه لا يمكن أن
يكون هناك شيء يمكن تسميته بالدين العلماني. فبالنسبة لهم يبدو مصطلح "الدين
العلماني" نوعًا من المصطلحات التصورية التي تتكوَّن من لفظتين متناقضتين على غرار
"دائرة مربعة". يجادل آخرون بأننا يجب أن نتجنَّب استعمال مصطلح "الدين" عندما نصف
حركات سياسية تتبنى أشكالاً معينة من الكلمات، الطقوس، والرموز الدينية، وبأقصى
الحالات الرغبة في التسليم بأنَّ تلك الحركات يمكن تعريفها "كأديان مزيفة أو كاذبة"
Pseudo-religions لأنها ببساطة ظاهرة سياسية ترتدي
عباءة دينية من أجل خداع وتضليل الجماهير. ومع ذلك يدَّعي آخرون أنَّ اعتبار الحركة
السياسية ديانةً ليس أكثر من مجرد استعمال كناية أو استعارة لفظية من نوع ما. وهذا
يعني أنه لا يمكن اعتبار الحركة السياسية ديانة أصلية ودراستها من هذا المنظور.
نستنتج من ذلك أنَّ وجهات النظر هذه تقترح أنَّ الدين العلماني – وبذلك الدين
المدني أو السياسي – غير موجود ببساطة؛ فأي إنسان يقول أي شيء غير ذلك يكون قد أساء
فهم الكناية أو المجاز الذي يعبِّر من خلاله عن هذا العالم وبذلك لم يعرف حقيقة
الدين، عوضًا عن ذلك يصبح ضحية وهم قاده إلى الاعتقاد "بدين الرفض".



من الواضح أنَّ تعريف الظاهرة الدينية يلعب دورًا
مضللاً ضمن هذا الخلاف والجدال الدائر حول ما إذا كان هناك ما يسمى بالدين العلماني
في العالم الحديث. على سبيل المثال، إذا كان تعريفك للدين مستندًا على وجود لاهوت
خارق للطبيعة ومفارق للعالم، فإنك ستنكر حقيقة أنَّ أي نظام عقائدي يمتلك كيانًا
دنيويًا مقدسًا يمكن أن يكون ظاهرة دينية. على أيَّة حال، إذا قبلنا بهذا التعريف،
فسنكون ملزمين بأن ننكر البوذية كظاهرة دينية، لأنها لا تسمح بوجود الله، بينما
يمكن اعتبار الدين السياسي النازي ظاهرةً دينية، لأنه لم ينكر وجود إله، بالرغم من
أنه قولب ذلك الإله وفق عقيدته الخاصة. على أية حال، لا يربط جميع العلماء
والباحثين الظاهرة الدينية بوجود كيان لاهوتي خارق للطبيعة. إذ لا يُعتبر أن هذا
الوجود لا غنى عنه من قبل علماء الاجتماع وعلماء الإنسانيات، الذين ينظرون إلى
الدين كظاهرة اجتماعية وثقافية، بمعنى منظومة مكوَّنة من اعتقادات، أساطير، طقوس،
ورموز تعبِّر عن المبادئ العامة والقيم الشائعة بين أفراد المجتمع الكلي. أساسًا،
هناك مجموعة ضخمة ومتنوعة من التفسيرات والتأويلات للظاهرة الدينية، والبعض منها
يجعل من الممكن أن تتضمَّن بعض الظواهر السياسية ضمن سياق أوسع للظاهرة الدينية.



تضليل الجماهير



في نهاية القرن التاسع عشر، زودنا غايتانو موسكا
Gaetano Mosca،
أحد مؤسِّسي علم السياسة، بصياغة كلاسيكية لما يمكن أن يطلق عليه "تضليل الجماهير"
Crowd manipulation كتفسير للدين وتقديس السياسة أدرِك
كمجرد وسيلة أو حيلة مخترعة من أساطير دينية على ما يبدو، ورموز وطقوس تمَّ تبنيها
بشكل شعوري لأسباب دعائية وديماغوجية. في مقالة الطبقة الحاكمة

The Ruling Class
(العنوان الأصلي لهذه المقالة هو:

Elementi di scienza
politica, 1895)
يناقش موسكا، في الفصل نفسه، الكنائس، الشيع والمذاهب الدينية، والأحزاب السياسية،
ويضع مؤسِّسي الأديان ومؤسِّسي المدارس الاجتماعية-السياسية ضمن الفئة نفسها. فقد
لاحظ أنَّ المجموعة الأخيرة هي "أنصاف أديان خالية من العنصر القدسي". وهو يرى أنَّ
المذاهب الدينية والأحزاب السياسية تتصرف بالطريقة نفسها، و"طالما أنَّ أتباعها
مخلصين لها وللعَلَم، فإنهم يتسترون عنها ويبرِّرون أعمالهم الخبيثة السيئة". طالما
أنهم مهتمون، من يأخذ العادة يتحوَّل إلى شخص مختلف تمامًا. موسكا يرى أنَّ السمات
الطقسية والرمزية للحركات السياسية كانت شكلاً علمانيًا ودنيويًا من أشكال المكر
اليسوعي التي تستخدم لخداع وتضليل الجماهير:




يمكن لأي مدقق أن يلاحظ – عند التدقيق القريب – أنَّ الحيل التي تُستخدم لإقناع
الجماهير متشابهة تقريبًا في جميع الأزمان والأماكن، بما أنَّ المشكلة هي دائمًا
محاولة استغلال نقاط الضعف نفسها عند الإنسان. فكافة الديانات، وحتى تلك التي تنكر
وجود كيانات خارقة، لها أسلوبها الحماسي الخاص بها، وطقوسها التي تميزها عن غيرها،
نصوصها، وخطاباتها التي تحمل أفكارها ومكوِّناتها. كل منها لديها طقوسها وعروضها
المبهرة والبرَّاقة التي تستثير الخيال. بعضها يقدِّم استعرضه بالشموع الموقدة
وبإنشاد الابتهالات والتضرُّعات. وأخرى تسير خلف أعلام ورايات حمراء على نغمة
النشيد الوطني الفرنسي


Marseillaise
.
كل الأديان وكل الأحزاب التي تأسَّست مع جرعة خفيفة أو ثقيلة من الحماسة الخالصة
لتقود الإنسان نحو أهداف معينة قد استخدمت – بدرجات متفاوتة – أساليب مماثلة
للأساليب اليسوعية الماكرة، وفي بعض الأحيان أسوأ بكثير؛ إذ أنَّ المذاهب والأحزاب
السياسية في يومنا هذا ماهرة جدًا في خلق السوبرمان، البطل الأسطوري، الرجل النزيه
بالمطلق، الذي يسعى – بدوره – إلى الحفاظ على بريق العصابة ويجلب الثروة والقوة
للماكرين ليستخدموها.



لا وجود لأيِّ
دراسات أو اعتبارات أخرى حول طبيعة الدين السياسي أو المدني مطلوبة لأولئك الذين
يشتركون في هذا التفسير: إنه وببساطة شديدة وسيلة ديماغوجية للسيطرة على الجماهير.
فقد طبَّق المؤرخ ألفونس أولارد

Alphonse Aulard
هذا التفسير على المظاهر الدينية للثورة الفرنسية، كطائفة تؤلِّه العقل والكائن
الخارق. فقد قال إنَّ المذاهب أو الطوائف الثورية لم تكن سوى حلول مؤقتة فرضتها
الحرب، وكان حلمها هو نشر النزعة الوطنية بين الجماهير وحثهم على القتال ضدَّ أعداء
الثورة في الداخل والخارج. بالشكل نفسه، ترجم غوغليلمو فيريرو

Guglielmo Ferrero عام 1942 عملية تقديس وتأليه السياسة
كعملية شرعنة وتبرير للسلطة عن طريق إحاطتها "بحالة تأجُّج ديني تمجِّدها وتقدسها
وتضفي عليها قيمة متعالية":




هذا الإعلاء والتعالي لا يمكن إدراكه إلا من خلال عملية بلورة عاطفية من الإعجاب،
الامتنان، الحماس، والحب حول مبدأ الشرعية الذي يحوِّل نقائصها، قيودها وعجزها
وافتقارها للقواعد والمبادئ العامة إلى شيء آخر مطلق وملهم ومتعال. هذا التأجج وهذا
الاعتراف الكلي والقوي والخالص والممتع – لكن الواهم – للسلطة المتفوقة هو صاحب
الفضل في إضفاء الشرعية على تحقيق أنضج وأكمل درجة من الفعالية، والتي بدورها
تحوِّل تلك الشرعية إلى نوع من أنواع السلطة الأبوية.




ما هي الغاية لتحقيق هذا الاكتمال للشرعية؟ هناك العديد من الأدوات التي يمكن
استخدامها، إلا أنَّ الفن كان أحد أهم تلك الأدوات وأقواها. الرسم، النحت، والهندسة
لم تكن متعاونة فقط مع الحكومات الملكية والأرستقراطيات التي كانت سائدة في العهد
القديم، بل مع كافة أشكال الحكومات وفي جميع الأزمنة والعهود، عن طريق تقديم
الأعمال الرائعة للجماهير والتي تستعرض عظمة وتفوُّق السلطة فيما يتعلَّق بكونها
نقطة مركزية في العالم وفي حياة الناس الدنيوية التي يجب أن نضيف إليها هذه
الاستعراضات، الآراء العسكرية، عروض الانتصار، جمعيات المحاربين، المهرجانات
العظيمة العامة، بهاء العظمة الدينية، والاحتفالات العامة ومراسيم أخرى من هذا
النوع.



حسب ما ورد في هذا التفسير، تمثيل السياسة من خلال
الأساطير، الطقوس، والرموز لا يمكن اعتباره ظاهرة دينية على الإطلاق، بل ينبغي
تفسيره وبشكل حصري في سياق الابتكار الواعي للأساطير والممارسات الشعائرية لطبيعة
نفعية وذات فاعلية جوهريًا. فهي وسائل ديماغوجية تحتاج إلى طرق جديدة لتأسيس شرعية
السلطة وصونها وتأكيدها في مجتمع الجماهير.



الكثير من الأمثلة التاريخية يمكنها أن تؤكِّد أنَّ
هذا في الحقيقة كان مصدر وطبيعة بعض علامات ومظاهر تقديس السياسة وتبجيلها. من جهة
أخرى، النظرية التي تقول إنَّ كل المظاهر التي تدل على تقديس السياسة يمكن تفسيرها
من خلال ظاهرة التلاعب بالجماهير أو تضليل الجماهير، هي نظرية غير مقنعة، وخصوصًا
إذا طبِّقت على المظاهر أو السمات الدينية للحركات الجماهيرية، والتي ثبت أنها ليست
في جميع الأحيان غايات نهائية. فبتحديد نفسها كتفسيرات نفعية لحالة التقديس
السياسية، يسعى تفسير التلاعب بالجماهير بشكل فعال إلى أن يجد حلاً بالغ البساطة
لتبسيط السؤال المعقد والثقيل الذي يتعلَّق بالبعد اللاعقلاني للإيمان

Faith والاعتقاد
Beliefe
في السياسات الجماهيرية وبشكل أكثر عموميةً في التجربة الإنسانية ككل.



الحاجة إلى الإيمان



هذا التفسير الإيماني للدين، كما عبَّر عنه غوستاف
لوبون
Gustave Le
Bon
في نهاية القرن التاسع عشر، جاعلاً وجود الديانات السياسية والمدنية من الأمور التي
تبدو معقولة. فحسب قول لوبون إنَّ مفهوم الدين لا يفترض بالضرورة وجود كيان لاهوتي
متعال. فالآلهة ما هي إلا من ابتكار خيالنا:

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

الدين السياسي: بديل عن الدين، أم أنه دين جديد؟* :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

الدين السياسي: بديل عن الدين، أم أنه دين جديد؟*

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: