** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  المنشوراتالمنشورات  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 التنوير بين التغيير واليوم الأخير - حنا عبود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الكرخ
فريق العمـــــل *****
الكرخ


عدد الرسائل : 964

الموقع : الكرخ
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 4

التنوير بين التغيير واليوم الأخير - حنا عبود  Empty
23092012
مُساهمةالتنوير بين التغيير واليوم الأخير - حنا عبود


التنوير بين التغيير واليوم الأخير - حنا عبود



















الأحد, 11/22/2009 - 15:13









في
العام 1784 كتب عمانويل كانط مقالة بعنوان: «ما التنوير؟» ومنذ ذلك الوقت
والغرب منهمك في فقه التنوير، من أين يبدأ وأين ينتهي، وما ميادينه؟ وما
مرتكزاته؟ وما كرازته؟ وهل التنوير دين أم أداة؟..
في اعتقادي أنه لم
يكتب أحد بعد بوذا (كلمة بوذا تعني الرجل المتنور، وهو لقبه وليس اسمه) عن
التنوير أفضل أو أكمل أو أجمل أو أبسط أو أوضح مما علمه بوذا عن التنوير.
فالتنوير ينبع من المعرفة، والمعرفة تقوم على حقائق وليس على تراكمات
معلوماتية، كما هو الأمر في هذه الأيام. وهناك أربع حقائق نبيلة:
(1) الألم قائم في قلب الحياة ومنه ينبع الحزن.
(2) ما يسبب الألم وينتج الحزن تلك الرغائب النابعة من الجهل.
(3) هناك مهرب من الألم، لأن المعاناة سوف تنتهي.
(4) هناك طريق تنويري يؤدي إلى وضع حد للألم والحزن.
والطريق
التنويري هذا يتألف من ثمانية أشياء يجب أن نقوم بها حتى يزول الألم،
وينجلي الحزن، وهي: التفكير الصحيح والطموح الصحيح والكلام الصحيح والسلوك
الصحيح ووسائل الحياة الصحيحة والمسعى الصحيح والذهنية الصحيحة والتأمل
الصحيح. وهذا هو طريق النيرفانا، حالة الصفاء التي رحنا نتخيلها ونفلسفها،
فنعقدها بلا فائدة.
ولكن ما هو الصحيح right؟ هنا يكمن سر التنوير عند
بوذا. إن «الصحيح» في عرف البوذية له مقياس واحد فقط، وهو عدم التعرض بأذى
لشخص أو حيوان أو قانون من قوانين الطبيعة. وقد اشتغلت الطاوية على هذه
الناحية.
فإذا تغير هذا المقياس تغيّر التنوير، ولم يعد تنويراً. ضع
بدلاً من «عدم أذى» القوانين الطبيعية والمخلوقات أي كلمة أخرى تجد أنه لا
يعود هناك تنوير. إذا قلنا «الصحيح هو القوة»، أو «الصحيح ما يعود عليك
بالفائدة»، أو «الصحيح هو أن تعمل حتى ترضي ربك وتضمن آخرتك»، أو «الصحيح
أن تطيع أجدادك»، أو الصحيح أن تخضع للسلطة المدنية»... أي استبدال لـ «عدم
الأذى» يجعل التنوير ساقطاً.
وقد نقول في نفوسنا إن التنوير عبث، لأن
البشرية كتلة من الجرائم والأخطاء، فبعد التنوير ستعود إلى ما كانت عليه.
ولكن هذا محض افتراض، فالمرء المتنور، كما فعل بوذا في القرن الخامس قبل
الميلاد، لا يعود إلى فعل الخطيئة المتعمدة، ولا يحيد عن طريق التنوير.
تردد
صدى التنوير البوذي في فرق ونحل وملل وأديان راحت تلعب بثنائية النور
والظلام، فتدعي لنفسها النور وتجعل الظلام من حظ الآخرين، فالتنوير ما جاء
به الدين فقط. وانتشرت هذه الثنائية في بلاد فارس، وكان لها تأثير هائل على
الفكر الأوروبي، وبخاصة في الثنائية الضدية (وهي حالة من حالات
الديالكتيك) التي برع في استخدامها. وبعضها جعل التنوير يقتصر على الإيمان
والرجاء والمحبة، الإيمان بإله واحد، والرجاء بيوم القيامة، والمحبة المحض
لله. فكلما آمنت بالغيب واليوم الآخر، اقتربت من النور. فالتنوير لم يعد
تثقيفاً، بل طاعة لتعاليم خارج هذا العالم. وهذه التعاليم تعد الإنسان
لليوم الأخير، حيث تجري المحاكمة الحقيقية العادلة. فأول مواجهة للتنوير
البوذي كان مع «اليوم الأخير». التنوير البوذي يرفع الإنسان إلى حالة
النيرفانا، حيث يصبح خيراً محضاً وحقاً محضاً وجمالاً محضاً، يمنح المحبة،
وبسلطة المحبة يجري التنوير، من محبة الطبيعة إلى محبة الإنسان.
لم
يكتب كانط عن التنوير عبثاً، فقد اجتاحت البوذية معظم المفكرين الأوروبيين.
لكن العقلية الأوروبية بعد القرن الخامس عشر، و«هطول» الثروات عليها، لم
تؤمن بهذا النوع من التنوير. غيّرت المعادلة، فصار «الصحيح» مساوياً للـ
«المصلحة»، أي الفائدة المادية. ولم يكن في مقدور أوروبا أن تضع المعادلة
بغير هذا الشكل. فالأموال والثروات المتدفقة من الهند حتى كاليفورنيا،
دفعتها إلى التغيير الكلي لسير البشرية. فالصحيح ما يعود عليك بالفائدة،
أباد غيرك أم لم يبد، مزق بلاد الآخرين أم لم يمزق... لا يهم. هذا هو
القانون الأبدي في رأي الغرب، وهو القانون الذي عمل التنوير البوذي على
الخلاص به. تخلص من هذا القانون تصل إلى النيرفانا، آخر درجات التنوير.
لقد
أفسد الغرب كل شيء، ذهبت إليه المسيحية، فجعلها حروباً صليبية وسلطها
علينا، وذهبت إليه اليهودية فجعلها صهيونية، وسلطها علينا، وها هو الإسلام
يذهب إليه اليوم... ولا ندري ماذا سيجعل منه؟
كان فرنسيس بيكون أقوى من
بوذا في الغرب، وبخاصة في القرون التي تلت قرنه، مع أن القرن التاسع عشر
يسمى «قرن البوذية» في أوروبا، فأثرت في الكثير من أعلامه الكبار.
ولكن
لا بد أن نسجل الاعتراضات النبيلة على الانحطاط الأوروبي في مفهوم
التنوير. فقد ظهرت الرومانتيكية في بريطانيا وانتشرت في أوروبا، وقدم
الأدباء آثاراً خالدة عن خطر التغيير والمعادلة الجديدة، فبين مالرو وغوته
وماري غودوين شللي... وغيرهم أخطار التنوير الغربي القائم على «العلم»، أي
المستخدم للعلم للوصول إلى التملك المادي للعالم.
ولا بد من أن نسجل
هنا الموقف الرائع والعظيم الذي اتخذناه نحن العرب، وهو أننا بقينا متمسكين
باليوم الأخير، تاركين البوذية الشرقية والتغيير الغربي. فيكفي أن تتلو
بعض الصلوات وتذهب إلى الكنيسة، أو المعبد، كما يقتضي الحال، حتى تمحى كل
ذنوبك، فيكون التنوير بغفران الذنوب فقط، وليس بشيء آخر. وغافر الذنوب ليس
إنساناً. مغفرة الإنسان للإنسان باطلة. المغفرة تكون من خارج هذا العالم.
وربما كان موقفاً نحسد عليه، لأنه موقف مريح جداً، فها هي أرضنا تمزق
وأهلنا ينزحون والسرطان ينمو في كل أنحاء الجسد العربي، ونحن في راحة البال
مطمئنين إلى أننا سننجح في اليوم الأخير، كما كان المصريون ينجحون بعد أن
يطبقوا «كتاب الموتى».
وقعت البوذية بين التغيير واليوم الأخير، وفقدت
الكثير من زخمها وقوتها وانتشارها، بعد اجتياح النزعة المادية للعالم، فلم
يعد التنوير يذكر في هذه الأيام، وهل هناك تنوير في عصر غزو الفضاء، أو هل
هناك تنوير أفضل من غزو الفضاء وإخضاعه لصالحنا؟!
حديثنا كله لا يبدو
مفيداً في ظل انتقال العديد من القيادات البوذية إلى «الأميركية» غير
مدركين أن العم سام يبيعهم في أقرب فرصة سانحة بقرش ودب، القرش يقبضه والدب
يسلطه... ألم يفعل هذا في تشيلي والأرجنتين والبرازيل وفنزويلا والفيليبين
وإيران والعراق وكثير من الأقطار والأمصار؟
عندما يقوم القانون
العالمي على البيع والشراء، فإن بضاعة التنوير، بالمفهوم الأصلي، تصبح
كاسدة إلى درجة أنك لو رجوت حفيدك أن يقرأ صفحة مفيدة لنفسه، لاستنكر طلبك
مفضلاً «البلاي ستايشن»... إنه الأسلوب الجديد للحياة الحديثة المعادية لكل
تنوير.

المصدر: أوان الكويتية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

التنوير بين التغيير واليوم الأخير - حنا عبود :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

التنوير بين التغيير واليوم الأخير - حنا عبود

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: