الإسرائيلي الصديق لحسن نصرالله؟..


في ذكرى ناجي العلي حنظلة بغزة وبالألوان


زهرة مرعي































بكل
وضوح ودون مواربة قالت قناة الميادين موقفها من السيد حسن نصر الله. هي
التي حظيت بحوار مباشر رغم محاذيره الأمنية قدمت السيد في الإعلان الترويجي
للحوار الخاص نوراً ينبعث من ضباب، وأملاً يطلع من تلبد غيوم. أما تقديم
الزميل غسان بن جدو للحوار مباشرة على الهواء يختزن بداخله قدراً فائضاً من
الإعجاب والتقدير. تقديم جمع بين السياسي والإنساني.
تقديم قال دون
لبس للمشاهدين أنهم مع ضيف فوق العادة. شعرنا بالزميل بن جدو وهو يقرأ نصه
المعد سلفاً وكأنه يسابق ذاته بين جملة وأخرى. كان ضرورياً مثل هذا الحوار
في زمن المراهنة على العد التنازلي لحزب الله، إنطلاقاً من العد التنازلي
المراهن عليه للنظام السوري. حوار جاء في الزمن الصحيح ليحكي في السياسة
والأمن والإستراتيجيا. وليقول بأن حزب الله أقوى مما كان قبل سنوات في
مواجهة العدو. في هذا الحوار بدا السيد مشرق المحيا، نادراً ما فارق
الابتسام ثغره. كان مرتاحاً إلى وضعه من وجهة نظر البعض، ويدعي الراحة من
وجهة نظر آخرين. هدد الكيان الغاصب بما لم يفعله من قبل. 'ليس لدينا سلاح
كيماوي وهو محرم شرعاً، إنما في إسرائيل مصانع كيماوية هي بمتناول صواريخنا
وكذلك مفاعلها النووي'. رحال السيد ما زال مشدوداً نحو فلسطين 'هي البوصلة
وهي الهدف وكل ما يحصل في العالم العربي ينبغي الا يلهينا عنه'. أكد السيد
'أي هدف على امتداد فلسطين، أي هدف يخطر ببالك يمكن أن تطاله صواريخ
المقاومة.. نحن نختار الأهداف.. نعم الإمكانية متوفرة والإسرائيليون يعرفون
ذلك'.
بمناسبة الحوار الخاص أعدت الميادين سلسلة تقارير ومنها ذاك
الآتي من قلب فلسطين. قالها الإسرائيلي بكل هدوء وثقة: أنا أصغي إلى نصر
الله. أنا أفضل صديق لنصر الله. أنا أصدقه.
هي صداقة لدودة أكيد رغم أن
هذا الإسرائيلي قالها دون حقد ودون ضغينة. وهو ليس الوحيد الذي يصدق
نصرالله على امتداد الكيان. قالها كثيرون قبله وبخاصة في عدوان تموز
الطويل. قال الصهاينة أنهم كانوا يستقون الخبر الصحيح من خطابات نصرالله،
لأن حكومتهم العسكرية المصغرة لم تكن تصدقهم القول. ومن المؤكد أن إطلالة
السيد هذه كان لها جمهورها الصهيوني المصغي بإنصات لكل كلمة. وكان لها
جمهورها في الحكومة المصغرة، أو حكومة الحرب الصهيونية. ولهذا وبعدها بأيام
قليلة كان عسكر العدو ينتقل بآلياته وعتاده نحو 'جبهة الشمال' لمناورات
واسعة. وكان رئيس الأركان بيني غانتس يظهر في الصحف في وضعية القتال وهو
يصوب رشاشه العوزي نحو العدو، علّه يشد الأزر بعد كل ما كشف عنه نصرالله.
ومن
التقارير كذلك تلك التي ظهر فيها السيد في محطات متنوعة. نتوقف عند ظهوره
في احتفال التحرير سنة 2000 في بنت جبيل لمقارنة مع اللحظة الحاضرة. هي
دزينة من السنوات أفلت، ومعها أفل معظم الشعر الأسود في لحية السيد. بقي
بعض السواد إنما هو قليل قياساً إلى غزوة البياض الناجحة. أما الثابت بين
ذاك الزمن والآن أن نصرالله كرر: نعم إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت.
في
حوار الزميل بن جدو مع السيد نصرالله تبقى الملاحظة مشروعة عن ضرورة إيجاد
مساحة تناقض في واحة إعجاب وثقة متبادلة واضحة وجلية. واحة تناقض تأخذ إلى
اختلاف وتثير جدلاً. هي بكل تأكيد صحية لأي حوار استثنائي كما الحوار مع
الأمين العام لحزب الله.

أياد الفلسطيني تحرقه مليارات النفط

تناول
تقرير لقناة العربية موت الشاب الفلسطيني الغزاوي أياد بحرق نفسه بشكل
مجتزأ، ووجه التقرير المضمون إلى حيث يرغب من خلال حواراته مع المواطنين.
هؤلاء المواطنون الذين تتضاعف معاناتهم يوماً بعد يوم منذ حققت حركة حماس
نصراً في الإنتخابات التشريعية سنة 2006. في تقرير العربية ظهر أياد ضحية
لحماس. إذ قال مواطن من غزة 'فتح بتدور ع جماعتها وحماس بتدور ع جماعتها'.
لن ننقض هذا الكلام، ولن ننفي صحته أو نناقش فيه. فالمواطن الغزاوي يعاني
الأمرين من الفقر والعوز وندرة العمل الأمر الذي دفع مواطن غزاوي للقول: لو
كان الإنتحار حلال لكنت انتحرت، وبكى الرجل. إنها غاية اليأس، والمنظمات
الدولية أشارت إلى مستوى البؤس الذي تعانيه عشرات العائلات الفلسطينية.
من
واقعة موت أياد انتحاراً لفشله في تأمين عمل يساعد فيه عائلته، ومن واقعة
بؤس أهل غزة نقول أن كل ما في هذا القطاع عار على جبين كل مواطن عربي، وكل
مسلم. أليست حكومة حماس في غزة جزءاً لا يتجزأ من تنظيم الإخوان المسلمين
في الدول العربية؟ لماذا تنعم فروع تنظيم الإخوان في مصر ببحبوحة أثارت
حفيظة المناهضين لهم؟ لماذا تعزز وتكرم فرع الإخوان في ليبيا؟ لماذا يحظى
فرع الإخوان في سوريا بدعم عسكري عربي غير مسبوق؟ لماذا وحدهم إخوان فلسطين
مغضوب عليهم ومقفلة بوجههم أبواب الحياة؟ لماذا يمنع عنهم التنعم بعائدات
النفط والغاز العربي؟ لماذا إخوان مصر ما زالوا يقفلون على إخوانهم في غزة؟
حتى اللحظة لم تتضح أجندة إخوان مصر نحو فلسطين وغزة تحديداً؟ والسؤال هل
ستتنفس غزة من الرئة المصرية؟ أم ستبقى في وضعية الموت السريري كما هي
حالها مع معبر كرم أبو سالم؟ يبدو أن القصاص ـ العقاب سيبقى مسلطاً على غزة
وأهلها. ويبدو أن آخرين سيتبعون أياد لأن الحياة في غزة لم تعد تطاق من
شدة الفقر. سيطول هذا إلى حين تقر حماس أو يقر إخوان فلسطين برفع العشرة،
وعدم إزعاج الكيان، ونسيان فلسطين. المطلوب من إخوان فلسطين التهذيب
السياسي والسير على الخط المرسوم وفق الأجندا النفطية العربية والأميركية
الإسرائيلية. ومن تسول له نفسه العكس عليه الموت جوعاً أو يحرق نفسه. أليس
هذا هو عقاب غزة؟

بين دخان السجائر ودخان الدواليب: لبنان بيئة نظيفة؟

منذ
مطلع هذا الشهر وحتى قبله بأيام والجدل مشتعل على الساحة اللبنانية بخصوص
منع التدخين في الأماكن العامة. منذ بدأ المعنيون التذكير بالموعد الحاسم
في 3 أيلول سبتمبر اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي بالطرائف التي تذكر
بتناقضات الحالة اللبنانية وفرادتها. وكذلك انشغلت وسائل الإعلام بالإضاءة
على هذه الواقعة اللبنانية المميزة. وانشغلت الكاميرات بنقل وقائع الإضراب
الذي أعلنه العاملون في شارع المقاهي في أنطلياس شرق بيروت. في الشارع كان
المواطنون منقسمين، بعضهم يرحب لأنه من جماعة البيئة الحرة من دون تدخين
وبعضهم الآخر يراه ظلماً للمدخنين، وآخرون يستهزؤن ويسألون عن موعد منع حرق
الدواليب وقطع الطرقات؟ تقرير مطول كان لقناة أل بي سي أضاءت فيه على حال
منع التدخين عالمياً. وأستقبلت مختصاً في الإقتصاد بينَ فوائد منع التدخين
في الأماكن العامة صحياً. فالتدخين يقتل 3000 مواطن سنوياً، وتضاف إلى
الفاتورة الصحية 1000 حالة سرطان جديدة كل عام. ووجد المختص أن القانون
يمنع الأذى عن غير المدخنين.
وفي خريطة التدخين الرسمية على الصعيد
اللبناني تبين أن القصر الجمهوري بيئة خالية من التدخين كلياً. أما مكاتب
النواب والوزراء فلهم أن يسرحوا فيها ويمرحوا بالتدخين. لماذا استثناء
الوزراء والنواب من الأماكن العامة؟ هل هم غير قادرين على التفكير وإجتراح
الحلول لمشكلاتنا المستعصية دون أن ينفخوا سيجارة؟
المدخنون وأصحاب
المطاعم يراهنون على سيرة المعنيين في لبنان في تطبيق القوانين وهي سيرة
غير مشجعة. دائماً في لبنان هناك الحماس في البداية ولاحقا تصبح القوانين
في خبر كان. هذا حرام.

حنظلة بالألوان في غزة
حنظلة فلسطيني وليس
له أن يكتسب جنسية أخرى. ابتكره ناجي العلي قبل عقود ربما دون أن يدرك كم
سينغرس هذا الحنظلة في الوجدان الفلسطيني والعربي حتى يعشعش فيه ويصبح
جزءاً من كل ضمير حي. في ذكرى رحيل ناجي العلي أحيت الفنانة فداء في غزة
المناسبة على طريقتها. نقلت إلينا قناة الميادين ذاك المعرض في الهواء
الطلق. في هذا المكان ظهر حنظلة وبالألوان. كان ولا يزال شخصية ذات أبعاد.
شخصية آسرة. شخصية تتجدد. تتجوهر. تزداد رسوخاً. ونزداد حاجة إليها. حنظلة
وناجي العلي صنوان. تذكرتهما فداء من غزة. وفي كل عام سيكون هناك من يذكر
ناجي العلي الذي لم يغب من الذاكرة. وسيبقى حنظلة حياً عاقد اليدين خلفه
ظهره، إلى أن يستدير ونرى وجهه مع عودة الحق لأصحابه.

صحافية من لبنان