رئيس الاستخبارات الألمانية, و الأمم المتحدة, يرون أن الحرب بين الجيش
الحر و كتائب العصابة لن تنتهي بانتصار أي من الطرفين إلى مدة طويلة.
التفسير بأن الجيش الحر زاد عدده وقوته بشكل لا يمكن لقوات الأسد التغلب
عليه. بالمقابل كتائب العصابة تملك عدداً من الطائرات والأسلحة الثقيلة
بحيث تقوم بإضعاف مكاسب الجيش الحر بين الحين و الآخر بشكل مؤقت. خبير
سياسي يرى أن أمريكا لا تريد التدخل في سوريا لوقف القتال لأن ذلك سيؤدي
إلى طالبان جديدة برأيه لأن التيار السياسي الذي سيظهر بعد الأسد هو غالباً
الإخوان المسلمون, وهم في سوريا حسب رأيه نسخة قديمة غير محدثة ومتعصبة
عاشت تحت اضطهاد نظام البعث لعقود طويلة, وبالتالي تختلف عن الإخوان في
تونس و مصر بينما هي أقرب إلى طالبان.
لكن الكاتب برأيه أن تحول الصراع في سوريا إلى حرب أهلية سيجبر أمريكا
على التدخل خوفاً من انتشار الحرب الطائفية إلى بلدان مجاورة. ويرى الكاتب
أن هذا هو السبب في أن الغرب و أمريكا يقوم بتقديم مساعدات طبية ومادية
(بدون سلاح نوعي) للجيش الحر وذلك فقط لإبقائه صامداً دون أن يتغلب على
قوات النظام. وهذا ينطبق مع تصريح السناتور الأمريكي الذي أوضح أن أمريكا
لم تكن تريد أن ينهي الجيش الحر المعركة قبل الانتخابات الأمريكية و لكنهم
تفاجأوا بالانتصارات التي حققها الجيش الحر.
بالمقابل في حوار مسرب (غير موثوق صحته تماماً) بين نتنياهو و بوتين في
إسرائيل, يظهر أن نتنياهو يطمح إلى صوملة سوريا, بمعنى إضعاف جيشها بشكل
كبير و فصلها عن إيران, ويظهر الحديث أن أمريكا و إسرائيل لا يمانعان أن
تبقى سوريا في النفوذ الروسي بشرط فصلها عن إيران. و بالتالي لا تمانع
إسرائيل و إمريكا أن تقوم روسيا بتعيين خلف لبشار يضمن بقاء سوريا في
النفوذ الروسي شرط فصلها عن إيران.
حسب ما سبق, يمكننا أن نستشف أن هناك عامل مشترك في السبب وراء تأخير
حسم الأزمة في سوريا, و هو من سيحكم البلد بعد الأسد؟ هل هم الإخوان, أم
طرف آخر سيحفظ الولاء لروسيا؟ أم غيرهم؟
التفسير الأكثر قبولاً للعقل برأيي هو: أمريكا و إسرائيل لا تريدان دعم
الجيش الحر بالسلاح حتى لا يتم وقف القتال و انتصار الجيش الحر و ظهور
قيادة حرة قد تكون الإخوان مثلاً أو جهة مستقلة تشكل خطراً على إسرائيل مع
بقاء قدرة عسكرية قوية في الدولة الجديدة, لذلك يريدون دعم الجيش الحر بكل
شيء عدا السلاح النوعي بحيث يبقى الصراع مستمر دون أن ينتصر أي طرف. وهم
يعلمون أن عدم تقديم أي دعم للجيش الحر قد يؤدي إلى انتصار نظام الأسد
المدعوم روسياً و إيرانياً.
يعني إسرائيل و أمريكا تقولان لروسيا: يا روسيا لن نسمح لك بدعم
بشار حتى يقضي على الثورة لأننا نريد بديلاً له يقطع الصلة بإيران, وبنفس
الوقت لا نريد دعم الجيش الحر لينتصر ويشكل دولة قوية هكذا بسرعة. لذلك
سنستمر بدعم الجيش الحر بشكل محدود بحيث لا ينتصر, ولكن بالمقابل ذلك سيسمح
بتفتيت الجيش واستبداله بمجموعات غير منظمة بحيث لا تشكل خطراً على
إسرائيل فيما إذا قررت شن هجمات على إيران من جهة, و بحيث لا يهدد أمن
إسرائيل من جهة ثانية. طبعاً يا روسيا مارح نزعلك كتير ورح نترك لك سوريا
تحت نفوذك بالنهاية. لأن ليس لنا فيها مصلحة لا بترول ولا تجارة تحرز.(طبعاً النزاع الإسرائيلي الإيراني هو تنافسي هنا للسيطرة على المنطقة
وليس لتحرير فلسطين) وإيران و إسرائيل متساويان بالعداء للمنطقة عرقياً و
مذهبياً وكلاهما يستبيح انتهاك و سفك الدم العربي و الإسلامي بنفس المقدار,
والسر في العصابة الحاكمة أنها كانت تحفظ الولاء لكل من إيران و إسرائيل
بنفس المقدار وهذا هو أعلى درجات النفاق بالتاريخ.