بيروت – “السياسة” والوكالات:بالتوازي مع انهيار النظام السوري, بدأت تتكشف فصول أعماله التخريبية في
دول الجوار, مع اعتقال أحد أهم أزلامه وعملائه في لبنان الوزير السابق
ميشال سماحة, بتهمة ضلوعه في مخطط لتنفيذ تفجيرات في عدد من المناطق, بهدف
إحداث اضطرابات وفتنة طائفية ومذهبية.
-
ورغم أن المعلومات ما تزال أولية, إلا أن توقيف سماحة بعد تأكد تورطه في
التحضير لتفجيرات, يكشف بصورة لا لبس فيها عن استمرار مساعي النظام السوري
لتفجير الوضع في لبنان, وعن تورطه في الاغتيالات السياسية, سيما التي وقعت
بين العامين 2004 و.2007
وأكدت معلومات متقاطعة أن سماحة أقر بالتخطيط لتنفيذ تفجيرات إرهابية في
لبنان بطلب من النظام السوري, وأنها كانت ستنفذ خلال إفطارات في شمال
لبنان, بهدف إحداث فتنة سنية – علوية وسنية – مسيحية.
-
وبحسب المعلومات, فإن سماحة كان ينقل متفجرات من سورية إلى لبنان بسيارته,
وكان يسلمها إلى شخص من آل كفوري, كما أن اعترافاته جاءت بعد اعترافات
سائقه فارس بركات, وتوقيفه استند إلى شريط فيديو يؤكد تورطه في التخطيط
لتفجيرات في الشمال, وإلى أدلة ومستندات تشير إلى تحضير لاستهداف
شخصيات. ووفقاً لمعلومات أخرى, فإن مخطط سماحة كان يشمل استهداف موكب
البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي من المقرر أن يزور عكار في شمال لبنان
مطلع الأسبوع المقبل, بهدف اتهام جهات إسلامية أصولية بالجريمة, وإحداث
فتنة إسلامية – مسيحية. كما كان يخطط أيضاً لاغتيال نائبين على الأقل من
كتلة تيار “المستقبل” هما خالد ضاهر ومعين المرعبي, بهدف إحداث فتنة سنية –
علوية وسنية – شيعية.
ونفت مصادر متقاطعة أن يكون اعتقال سماحة جاء على خلفية شبهة تعامله مع
اسرائيل, إلا أنه لم يتضح ما إذا كان توقيفه مرتبطاً بتحقيقات المحكمة
الدولية المكلفة النظر في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق الشهيد رفيق
الحريري, علماً أن اسمه ورد في مراحل التحقيق خلال الأعوام الماضية.
وجاءت اعترافات الوزير السابق خلال التحقيقات معه بعد اعتقاله صباح أمس في
منزله ببلدة الخنشارة في قضاء المتن شمال شرق بيروت, تزامناً مع مداهمة
منزله في الأشرفية بالعاصمة.
وفضلاً عن توقيف مرافقي سماحة وسكرتيرته الخاصة وحجز سيارته الخاصة وسيارة
أحد المرافقين, صادرت القوى الأمنية من المنزلين مجموعة من الملفات وأجهزة
كومبيوتر وأشرطة فيديو, كما تردد أنها ضبطت 23 عبوة مجهزة للتفجير, إلا أن
مسؤولاً أمنياً رفيعاً نفى ضبط العبوات في المنزلين, كاشفاً أنها ضبطت في
مكان آخر وأدت إلى توقيف سماحة.
وأفادت مصادر مطلعة أن تسلم الأجهزة الأمنية “داتا” الاتصالات كاملة, على
خلفية محاولة اغتيال النائب بطرس حرب الشهر الماضي, ساهم بكشف المخطط
الفتنوي الذي كان يعد له سماحة, مؤكدة تورط آخرين معه, سيما من الذين
يدورون في فلك النظام السوري.
ورداً على حملة التهويل التي شنها أزلام النظام السوري, في مقدمهم المدير
العام السابق للأمن العام اللواء جميل السيد, قال مصدر أمني رفيع ان
“الأيدي التي ستمتد على لبنان لهز استقراره ستقطع”.