هشام مزيان المشرف العام
التوقيع :
عدد الرسائل : 1762
الموقع : في قلب كل الاحبة تعاليق : للعقل منهج واحد هو التعايش تاريخ التسجيل : 09/02/2009 وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 25
| | الحجج التقليدية على وجود الله والرد عليها | |
الحجج التقليدية على وجود الله والرد عليها أحاول في هذا المقال جمع الحجج الأساسية التي يستدل بها المؤمنون على وجود الإله الإبراهيمي, و إيضاح الإشكاليات التي تطرحها الأفكار التي تعتمد عليها هذه الحجج. كل الحجج التي رأيتها في حياتي هي مبنية في الأساس على الحجج التي أعرضها هنا. . 1) الدليل الأنتولوجي: I. الله كامل (بالتعريف). II. صفة الوجود ضرورية للكمال. أي ما ليس موجودا ليس كاملا. III. إذن الله موجود. المشاكل: اللون و الحجم و الشكل هم صفات. و لكن الوجود ليس صفة. بإستطاعتي أن أعرف ما أريد و أن أعطيه في عقلي صفة الوجود و لكن هذا لا يجعله موجودا. أيضا, الحجة دائرية: فكي يكتسب الله صفة الكمال عليه أن يوجد أولا و هذا يعيدنا إلى نقطة الصفر. 2)دليل العلّة الأولى: I. كل شيء يبدأ بالوجود له مسبِّب. II. الكون بدأ بالوجود. III. لا يمكن للكون أن يكون مسبِّب نفسه. IV. فإذا للكون مسبِّب مختلف عن الكون نفسه. V. هذا المسبِّب هو الله. المشاكل: أ) المشكلة في I: حتى لو سلّمنا أننا يمكننا معرفة حقيقة ما هو السبب و ما هو التأثير, فلا سبيل إلى نُعَمِّم وجوب وجود سبب لكل تأثير, فنحن لا نستدل على هذا إلا بالإستقراء, أي ملاحظة بعض الأمثلة و تعميمها, و يبقى إحتمال وجود ما يشذ عن ما لاحظناه قائما, حتى فو العلوم. و في الحقيقة الشيء الوحيد الذي يمكن ملاحظته عن السببية هو تتابع زمني للأحداث, مثلا نلاحظ أن الحرّ يشتد عندما تستطع الشمس, فنستنتج أن الشمس تسبب الحر, و لكن كيف نعرف أن وجود الحر كلما سطعت الشمس ليس مجرد صدفة زمنية تتكر من غير سبب؟ مثال آخر: عندما أركل الكرة, تتدحرج. أنا أعلم ذلك لأنني كلما ركلت الكرة في الماضي, شاهدتها تتدحرج بعد ذلك. فأربط بذهني بين ركلتي و ما تبعها من تدحرج الكرة, و لكن لا شيء يمكنني مشاهدته يستطيع أن يؤكد لي أن ركلتي كانت فعلا سبب تدحرج الكرة, أو أنه لن يأتي أبدا يوم أركل فيه الكرة و لا تتدحرج. ب) المشكلة في II: الفيزياء الحالية ما زالت غير قادرة على وصف ما جرى في اللحظات الأولى بعد الأنفجار الكبير أو في لحظة الصفر نفسها. لذلك لا ندري فعلا إذا كان الكون قد خُلق في هذه اللحظة أم أنه كان موجودا قبلها, و لا ندري إذا كان الوقت قد بدأ بالجريان مع الإنفجار الكبير أم كان موجودا قبله... لذلك لا نستطيع أن نؤكد أن الكون لم يكن موجودا يوما ثم وجد. ج) المشكلة في III: لماذا لا يمكن للكون أن يكون مسبب نفسه بنفسه؟ أي لماذا يجب أن تكون علَّة وجود الكون موجودة خارج الكون؟ د) المشكلة في V: إذا إفترضنا أن هذا الدليل يبرهن وجود العلة الأولى, فهو لا يحدد ما هي هذه العلّة و مواصفاتها, و لا يقدم أي برهان على أن هذه العلة هي كائن عاقل ذكي كلي المعرفة و المقدرة أي كما تصوّره الأديان. ثانيا, لا يقدم هذا الدليل أي سبب يشرح لماذا ليست هناك إلا علّة أولى وحيدة, فممكن أن تكون هناك مجموعة من العلل تسببت كل واحدة منها في خلق جزء مختلف من الكون. ثالثا, الله هو إمّا مسبَّب أو غير مسبَّب. إذا كان مسَّبباً, فهذا يعارض الصورة التي تقدمها الأديان لله على أنه الخالق الذي لم يُخلَق, إلا إذا إفترضنا أن الله هو سبب نفسه. و لكن في هذه الحالة لماذا لا يمكن أن يوجد شيء آخر غير الله يكون سبب نفسه؟ مثلا لماذا لا يستطيع الكون أيضا أن يكون سبب نفسه؟ أما إذا كان الله غير مسبَّب, فهذا يعني وجود ما هو غير مسبب, فلماذا لا يكون الكون أيضا لا سبب أو علّة له؟ رابعا, مفهوم السببية يتطلب مفهوم الزمان, و لا معنى للسببية من دون الزمان. إذا كان الله موجودا خارج الزمان, فبالنسبة له كونه سبب الكون هو كلام لا معنى له. 3)دليل الهدف: I. وجود هدف للكون يحتّم وجود مصمِّم للكون. II. وجود التعقيد و النظام في الكون يحتم وجود هدف للكون. III. الحياة, البشر, الكون هي أشياء معقدة. IV. إذا يوجد مصمِّم للكون. V. هذا المصمِّم هو الله. المشاكل: أولا, حتى لو إفترضنا وجود أهداف لبعض أجزاء الكون, لا يبدو أن الكون ككل له هدف. إذا كان الهدف من الكون هو وجود الإنسان, فما هو هدف بلايين البلايين من النجوم و المجرات, و المساحات الفارغة في الكون الشاسعة لدرجة لا يستوعبها عقل؟ ثانيا, بإستطاعة نظرية التطور أن تشرح كيف يمكن للتعقيد أن يظهر من الفوضى و أن يتأقلم مع محيطه بشكل أنه يستغل محيطه للأنتشار, فالحياة هي التي تتأقلم مع محيطها و ليس العكس. ثالثا, وجود مصمِّم للكون لا يعني أن هذا المصمِّم خلق الكون, بل يعني فقط وجود مصمِّم فائق الذكاء للكون و لكن ليس بالضرورة أن يكون قادرا على خلق شيء أو أن يكون كلي المعرفة و القدرة إلخ. رابعا, وجود تصميم سيء. مثلا وجود الزائدة المعوية في الإنسان لا فائدة منها, و هي كثيرا ما تسبب أمراض و إلتهابات مما يدعو إلى إستئصالها. و إمتلاك الطيور التي لا تطير للأجنحة. و وجود النقطة العمياء في عين الإنسان. التصميم السيء لأسنان الإنسان الذي غالبا ما يؤدي إلى مشاكل خاصة مع أضراس العقل. إلخ. خامسا, مصمِّم الكون عليه أن يكون بالغ التعقيد. إذا الله بالغ التعقيد, و حسب دليل الهدف نستطيع أن نستنتج أن لله هدف و أنه قد صُّمم من قِبل مصمِّم آخر. سادسا, عدم إنسجام أهداف الأنظمة المختلفة مع بعضها. الأسد صُمِّم ليصطاد الغزلان, و الغزلان صُمِّمت لتهرب من الأسد. سابعا, كيف نعرف أن شيء ما هو طبيعي بينما شيء آخر هو مُصَمَّم؟ يجب علينا أن نقارن بين هذين الشيئين. إذا كي نعرف أن الكون مصمَّم علينا أن نقارنه مع كون آخر غير مُصَمم.. و هذا غير ممكن. 4)الدليل الأخلاقي: I. توجد حقائق أخلاقية. II. الحقائق الأخلاقية لا معنى لها من دون وجود مصدر مطلق للأخلاق. III. إذا يوجد مصدر مطلق للأخلاق. IV. هذا المصدر هو الله. المشاكل: أولا, معضلة أثيفرو: إما الخير هو ما يأمر الله به, و إما الله لا يأمر إلا بالخير. إذا كان الخير هو ما يأمر الله به, فإذا الخير يتماهى مع قوة الله و قدرته على إصدار الأوامر و لا فرق بالنسبة لله بين الخير و الشر بل هو إختار الخير عشوائيا. و إذا كان الله يعلم الخير فيأمر به, فذلك يعني أن وجود الخير مستقل عن وجود الله, أي هناك شيء موجود و لم يخلقه الله. ثانيا, القيم الأخلاقية ليست ثابتة, بل تتغير حسب المكان و الزمان. ثالثا, وجود قيم أخلاقية مشتركة بين الشعوب المختلفة يمكن تفسيره بالداروينية الإجتماعية. رابعا, هناك أعمال كانت قديما لا أخلاقية أصبحت اليوم قيما أخلاقية. 5)دليل المعجزات: المعجزات تحتم وجود الله. المشاكل: أولا, المعجزات لا تحتم وجود الله بل فقط وجود ما لم نفهمه بعد. ثانيا, لا دليل على حدوث المعجزات بالنسبة لمن يعيش بعيدا عن المكان الذي حدثت فيه, أو في حقبة أخرى من الزمن, إلا تواتر الأخبار المنقولة, و لكن هذا ليس دليلا كافيا. كل الديانات تدعي المعجزات, فهل علينا تصديقها جميعا؟ هل Criss Angel او David Blaineهم رسل من الله؟ ما هو الأكثر ترجيحا, أن يكون هناك تفسير طبيعي لما حصل أم أن تكون المعجزة فعلا قد خرقت قوانين الطبيعة؟ العلم يدعم التفسير الطبيعي. "هذه المقالة منشورة تحت رخصة GPL للوثائق الحرة"
| |
|