بقلم: سنا السورية

هي ثورة فريدة في كل شيء ولاتشابه كل من سبقها من حركات التحرر، هي
فريدة لانها ثورة للحق ضد الباطل، للعدل ضد الظلم، للحرية ضد العبوددية،
للمساواة ضد التمييز، للكل ضد التجزئة، للسوريين كافة على مختلف انتماءاتهم
وأطيافهم، للعروبة ضد الطائفية، للمكونات التي ينتمي اليها السوريين من
عرب وكرد وآشوريين وسريان وأرمن وتركمان ضد التفرد والاستئثار بالسلطة،
للمسيحية والاسلام اخوة يجمعهم وطن واحد، للاقليات ضد الطغيان والتجبر،
للدروز الموحدين والاسماعيلين والعلويين الشرفاء ضد العصابة الأسدية،
للأغنياء والفقراء، للتجار والصناعيين، للأطباء والمهندسيين والمحاميين،
للمدرسين والمعلمين والموظفين والعمال والفلاحين ، للجيش الحر ضد عصابات
الاسد وشبيحته،،،،.
-
هي فريدة لانك لاتعلم من هو قدم تضحيات أكثر، هي فريدة لانك لاتعلم من اي
مكان سوف ياتي النصر، هي فريدة بسبب قوة زخمها واندفاع وتضحية المشاركين
فيها، هي فريدة لعدد الشهداء فيها، هي فريدة لتشارك الجميع في المصاب
والالم، هي فريدة لتفرد كل مدينة وقرية بتسمية خاصة بها تبرز مشاركتها في
الثورة، هي فريدة لمشاركة الجميع فيها، هي فريدة لانه لا أحد يستطيع ادعاء
قيادتها ولايمكن لانسان ادعاء احقيته فيها، هي فريدة لانها لكل السوريين
والعرب والمسلميين والانسانية الحرة.

هي فريدة لانها لم تشابه ماقبلها من ثورات كالذي حدث في مصر وليبيا
وتونس واليمن والعراق، وهي لن تشابه بنتائجها ما تمخضت عنه الثورات
السابقة، وهي فريدة لانها سوف تأسس لعهد جديد بالتعامل في العلاقات
الدولية، هي فريدة لانها سوف تحدث عقداًً اجتماعياًً جديداًً لن يتشابه مع
ما سبقه من عهود وأنظمة حكم في سورية، هي فريدة لمشاركة الشعب السوري
بالكامل وليس لفئة واحدة ولجماعة واحدة، هي فريدة لانه لايستطيع احداًً ان
يقطف نتائجها ويدعي الانتصار فيها دون الآخرين.
-
هي فريدة لانها ثورة منتصرة رغم تأخر سقوط هذه العصابة، هي فريدة لأنه ثورة
سلمية شاركت فيها جموع المتظاهريين السلميين وحققت ما أريد منها، هي ثورة
حمل شعلتها الجيش الحر بضباطه الأغيار وجنوده الأبطال غذيت من العناصر
المنشقيين عن النظام مع ما اغتنمته من سلاح من هذه العصابة، هي فريدة
لاشتراك الجميع سوية فيها فمن حمل الكاميرا للتصوير ومن حمل السلاح ومن
أسعف جريح ومن دفن شهيد ومن دفع المال وزود بالسلاح وهي لمن كتب بالقلم
ودافع عنها على شاشات التلفزيون ومن شارك في اقنية التواصل الاجتماعي الفيس
بوك وتويتر كل له فضل المشاركة فيها، هي لمن هو داخل سوريا ومن هو بقي
خارجها ودافع عنها ولو بكلمة واحدة، هي لمن آمن بها ونصرها، هي للسوريين
واللبنانيين والفلسطينيين الذين عانوا ويلات هذه العصابة طيلة اربعين
عاماًً، هي للعراق وتونس ومصر والجزائر ولدول الخليج العربية، هي للشعب
الايراني الحر المستعبد وضد الطائفية الدينية العصبية المتزمتة.

هي فريدة لانها سوف تأسس لما بعدها في العلاقات الدولية، هي فريدة لانها
سوف تنسف الاتفاقات المخزية التي كبلت السوريين ورهنتهم لصالح سياسات
الدول الكبرى في المنطقة واسرائيل والتي نفذتها هذه الزمرة المجرمة الحاكمة
وضد رغبات ومصالح الشعب السوري والشعوب العربية، هي فريدة لانها عرت
الجميع قيادات وسياسيين ومثقفين وفنانيين واعلاميين وأظهرت مدى انحطاطهم
وتخاذلهم.
-
هي فريدة لوقوف العالم بشرقه وغربه معها مؤيداًً لها ماعدا عصابات الاجرام
والمافيا الروسية والطائفية السياسية البغيضة وحكم الملالي والتعصبي في
ايران ولبنان والعراق، وهي فارقة بين الحق واتباعه والباطل وطواغيته من
القادة الروس بوتين وميدييديف وملالي ايران وحزب الطائفية في كل من لبنان
والعراق من امثال حسن نصرالله ومقتدى الصدر والمالكي.

هي فريدة لان العالم وقف عاجزاًً عن مساعدة الشعب السوري وتركه وحيداًً
يخوض معركة الحرية والكرامة بدون مساندة فعلية من أحد، هي فريدة لان العالم
لم يتدخل لوقف مجازر هذه العصابة وهي تنقل مباشرة وفور وقوعها على كافة
وسائل الاعلام العالمية وبكاميرات الجوال التي توثق معظم جرائم هذا النظام،
هي فريدة لفشل كل المبادرات العربية والدولية وعدم تمكنها من احداث اختراق
لوقف القتل والمجازر اليومية، هي فريدة لان هذه العصابة المجرمة يتم دعمها
مادياًً وعسكرياًً من الروس والايرانيين لتقتل السوريين بدون تحرك حاسم من
المجتمع الدولي لوقف هذا الانحياز الظالم.
-
الثورة السورية هي فريدة لما هي الآن ولما بعدها، فلن يكون هناك مجلس وطني
مشابه لما حدث في ليبيا، ولن يكون هناك مجلس عسكري استلم الحكم كما حدث في
مصر، ولن يكون هناك انتقال سلمي للسلطة بتسليم السلطات لنائب الرئيس كما
حدث في اليمن، ولن يحدث تدخل عسكري للناتو كما في ليبيا، ولن تبقى دول
الجوار بمنأى عما يحدث في الداخل السوري، ولن تبقى التحالفات والعلاقات في
المنطقة كما هي بعد اسقاط هذه العصابة المجرمة، وستتغير التحالفات في
المنطقة وسيصعد وينتصر من حالف وناصر الثورة السورية وسيسقط ويخيب من دعم
هذه العصابة وساندها ولو بكلمة.

لانها فريدة ومتغيرة وسريعة فانها لن تنجح معها اي طريقة لادارة المرحلة
الانتقالية بالطرق التقليدية المعتادة كانشاء حكومة بديلة او حكومة ظل،
وسوف يجد السوريين لانفسهم طرقاًً مبتكرة تغنيهم وتمكنهم من انشاء مجالس
وادارات للمناطق والاحياء والمدن الصغيرة والمتوسطة يتم انشاءها وتنظيمها
تدريجياًً، و يتمكن السوريين من خلالها قيادة المرحلة الانتقالية قبل
واثناء وبعد انهيار هذه العصابة وسقوطها.

طبعاًً من الصعب الآن تخيل هذه المجالس المحلية او التنسيقيات ودورها
وطريقة عملها و الشروط والاتفاقات الناظمة لها، ولكنها سوف تولد من رحم
الثورة وفي المناطق التي تحررت نسبياًً او كلياًً من رجس العصابة الحاكمة،
ولن يكون هناك مجموعة ذات اسماء محددة مسبقاًً او قادة وسياسيون معروفون
يقودوا ويتولوا زمام الحكم في سوريا، ولن يكتب النجاح لاي مجلس او حكومة
بديلة مؤقتة مهما ظهرت فيها من اسماء وطنية مشهود لها، وسوف تكون الغلبة
للمجالس والقيادات المناطقية والهيئات التنسيقية كل في دائرته المحيطة به،
اي سيكون هناك تنسيقية لديرالزور واخرى لجسر الشغور وواحدة لحمص وللرستن
وتلبيسة وواحدة لعندان ومارع وهكذا.
-
ترشيح شخصية قيادية من داخل النظام او من ممن ينشقون عنه كمناف طلاس او
سواه لقيادة حكومة وحدة وطنية انتقالية سوف تصاب بالفشل، لعدم اقتناع
كثيراًً من الثوار بتطلعات هؤلاء المنشقين عن هذه العصابة، ورفضهم تسليم
السلطة لشخص غير واثقيين في ولاءه للثورة واهدافها، هذه المقولة تأكدها
واقع انقسام المعارضة واختلافهم وعدم وقوفهم تحت سقف واحد كان من المفترض
ان يجمعهم وهو المجلس الوطني، ولرفض الثوار اعادة تكرار تسليم السلطة
لجماعة معينة سواء مدنية او عسكرية تستأثر بالسلطة وتنفرد بها.

في المرحلة الانتقالية سوف يتم التوافق على شخصيات معينة وطنية معروفة
ومشهود لها لتقوم بقيادة البلاد وتشكيل مجلس تاسيسي يعد لدستور جديد
وانتخابات حرة ونزيهة ولن يكون هناك اي تمثيل مهما صغر لاي ممن شارك هذه
العصابة في جرائمها، وسوف يكون معظم افراد هذا المجلس التأسيسي من الداخل
السوري والمشهود لهم، وسيستبعد عنها ممن يشك في ولائه للثورة كهيثم المناع
واعضاء مايسمى بهيئة التنسيق الوطني او من انشق عن النظام حديثاًً ويشك في
ولائه كمحمد حبش.













المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي موقع الثورة السورية وإنما تعبر عن رأي مؤلفها