بدي شوفك كل يوم يا حبيبي.. يا بشار الجعفري
خطيب بدلة
2012-07-31
اسمحوا لنا، يا قراء 'القدس العربي' الأكارم، أن نبث لكم- نحن السوريين- همومًنا وأحزاننا، عبر هذه الزاوية الفضائية.
فلقد
أصبحنا ننام، بطريقة النوم الفَزَز، ونستيقظ استيقاظ أهل الكوابيس، ونهرع
إلى التلفزيون، نُشغله بشغف، ونقلب المحطات الفضائية بتوق، عسانا نرى بثاً
مباشراً لاجتماع الجمعية العمومية، أو لمجلس حقوق الإنسان، أو لمجلس الأمن،
حتى ولو استخدم مندوبا روسيا والصين ألف فيتو وفيتو ضدنا، لا يهمنا ذلك،
ولا نضعه على بالنا،.. فما يهمنا، في المقام الأول، هو أن نحظى برؤية
الطلعة البهية لمندوبنا الدائم، الأستاذ بشار الجعفري، ونصغي إلى كلامه
العذب، الجميل، المنمق، المموسق، ونتلذذ برؤية نظرته، بالأخص (نظرته)
الفريدة التي تنطلق، دائرياً، من تحت نظارتيه، لتلخص ذلك العداء المتبادل
بين الدولة السورية العظيمة ومعظم دول العالم الخبيثة، الحاقدة، المتآمرة
التي تريد شراً بالشعب السوري الصامد، الملتف حول قيادته الحكيمة، المستعد
لأن يجوع، ويتشرد، ويموت تحت القصف، أو تحت سنابك الخيل دون أن يخطر له،
مجرد خاطر، أن يتخلى عن نصيبه من الصمود والتصدي والممانعة..
بشار
الجعفري، يُري، بالنيابة عنا نحن السوريين، لهؤلاء الأعداء (الدوشمان)
العينَ الحمرا، ويحاصرُهم في الزوايا والقراني، فلا يستطيعون من هذه
الزوايا والقراني فراراً.
في آخر اجتماع لمجلس الأمن، (25 / 7) وهو
الاجتماع الشهري الدوري، رأينا المحروس بشار الجعفري- الله يقويه ويأخذ
بيده- وهو يضربُ أعداءَ الشعب السوري في الصميم، إذ قال لهم، وهو يحصدهم
بنظرته الدائرية التحتانية:
لقد عرفنا مآربكم أيها السادة!.. فأنتم لا
تجتمعون، وتتشاورون، وتعقدون جلسات مفتوحة ومغلقة، كرمى لخاطر الشعب
السوري، والبلاد السورية، والدماء السورية التي تجري في الشوارع كالأنهار..
ولكنكم تجتمعون، وتتناقشون في الشأن السوري، لتغطوا على جريمتكم الكبرى،
ألا وهي السكوت عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة..
اعلموا أن حكومة بلادي تضع القضية الفلسطينية في رأس قائمة أولوياتها
السياسية، وقد اُعذر من أنذر!
فبُهتوا، وبلعوا أرياقهم، وما عادوا
يستطيعون كلاماً، ولا حتى تنفساً، فقد اتضح للجميع، أن حكومة بلاد الجعفري
مستعدة لإبادة الشعب السوري بأكمله، إذا اقتضى الأمر، في سبيل الدفاع عن
قضية العرب المركزية، فلسطين!
كيماوي يا روح
وفي حين يخطبُ
حبيبُنا الأستاذ بشار الجعفري، في الأمم المتحدة بنيويورك، في وضع مهيب،
وهو جالس، وأمامه، على مد النظر، وزراءُ خارجية كبار من طراز هيلاري
كلينتون، ووليام هيج، ومحمد لافروف،.. يضطر الأستاذ جهاد المقدسي الناطق
باسم الخارجية السورية، لأن يتحدث، واقفاً على قدميه- يا حبة عيني- أمام
الشلة الصحفية الدائمة التواجد في الشام، نفسها، وكلهم (عمك خالك) من عساف
عبود وسعاد جروس وزياد حيدر وجانبلات شكاي، إلى سميرة محمد وحسين مرتضى
وأنس أزرق.. وغيرهم..
ولكن ظهور المقدسي، هذه المرة، كان قوياً،
وصارخاً، مثل الضرب بـ (الصولد) في لعبة البوكر.. فقد فاجأنا، وفاجأ
العالمَ بأسره، حينما أعلن، في مؤتمره الصحفي، وبالفم الملآن، أًن سوريا،
أيْ نعم، عندها أسلحة كيماوية!!.. ولكن.. وهنا التفت إلى الكاميرا، وطمأننا
نحن السوريين إلى أن حكومته لن تضربنا بالكيماوي مهما كلف الأمر..، ومهما
عاثت العصابات الإجرامية المأجورة في البلاد السورية من فساد!
لم نسمع-
نحن السوريين- تتمة كلام المقدسي، إذ استولى علينا فرح غامر، وكدنا ننسى
الوضع المأساوي للبلاد، ونقوم إلى الدبكة، على غرار ما فعل نقيب الفنانين
المطرود صباح عبيد الذي شاهدناه على شاشة الفضائية السورية وهو يدبك أمام
مجلس الشعب، احتفالاً بوصول القائد التاريخي بشار الأسد إلى المجلس يوم
خطاب الأزمة الأول.
واختلطت مشاعر الفرح هذه، بعضها ببعض، فقال قائل منا:
- الله يكثر خير جهاد المقدسي وخير هذا النظام.. تصوروا.. لقد أعفونا من الضرب بالكيماوي!!
وقال
آخر: كنا نهتف، منذ بدء الثورة، بشعار (الموت ولا المذلة).. وجدير بنا أن
نهتف الآن: (الموت بالمدافع والرشاشات والراجمات والطيران.. ولا الموت
بالكيماوي)!
تمديد عمل البعثة
أخيراً، وبعد عشرات المحاولات
التي بذلها الحاج محمد لافروف لإنقاذ الدولة السورية من المؤامرات الغربية
و(العربية الرجعية)، اهتدى حضرتُه إلى الحل السحري للقضية السورية، ألا وهو
تمديد عمل بعثة المراقبين الدوليين! وبعد الفيتو مباشرة اتجه لافروف إلى
مجلس الأمن، وحصل على قرار (بالإجماع) ينص على التمديد.. وبعد أيام،
وبالتحديد في (26 / 7) خطا خطوة جريئة إلى الأمام، وصرح، على الملأ، أن
بلاده (روسيا العظيمة) توافق على إرسال مراقبين روس لإشراكهم في البعثة.
صحيح
أن السيد لادسوس، الناطق باسم المراقبين، قد صرح، في الوقت نفسه، أن نصف
أفراد البعثة قد غادروا سورية (بسبب العنف الذي تزايد بعد قدومهم لوقف
العنف).. إلا أن لادسوس، في الحقيقة، لا يعرف معنى أن يشارك مراقبون روس في
البعثة،.. ولا يعرف أن مراقَبة عن مراقبة (بتفرق).
أخي، فليأت
المراقبون، ويكفيهم شرفاً أن يُحصوا القذائف والصواريخ والطلقات التي
يُطلقها نظام الممانعة على الشعب، وأعداد القتلى، والجرحى، والمشردين،
والمعتقلين، والنازحين، والبيوت المدمرة، والبيوت المحروقة..
أي شيء يشتغله هؤلاء أحسن بكثير من أن يجلسوا بلا شغل، فتكون رواتبهم وتعويضاتهم، حينئذ، (حرام).
خلية الأزمة
إذا
أمد الله في عمر هذا النظام، وخلاه، فإن عليه، برأينا المتواضع، أن يهب،
على السريع، لإقامة منظومة تصوير إخبارية متطورة وسريعة..
ففي حين شاهد
العالم، ببث حي ومباشر، أبراج التجارة العالمية في نيويورك وهي تضرب وتتهدم
وتحترق يوم 11 / 9 / 2001، لم نتمكن نحن السوريين من مشاهدة أي شريط
تلفزيوني يصور لنا الآلية التي تمكن الإرهابيون بموجبها من ضرب مبنى الأمن
القومي،.. وكل ما عرفناه، أن القادة العسكريين والأمنيين الكبار السادة
داود راجحة وآصف شوكت وهشام الاختيار وحسن توركماني قد صعدت أرواحهم نحو
بارئها وهم على رأس عملهم في التصدي للمؤامرة الكبرى.
بيد أن هذه
الحادثة الرهيبة، قد أثبتت لنا، بما لا يدع مجالاً للشك، بأن بلادنا، حينما
تتعرض للأزمات، تكون أفضل بكثير من البلاد الأخرى حينما تتعرض لأزمات
مماثلة.. ففي الدول الديمقراطية تتألف خليةُ الأزمة من خليط غير متجانس من
الخبراء: خبير اقتصادي مثلاً، وخبير أعمال وتجارة خارجية، وخبير اجتماعي،
وخبير علم نفس، وخبير مال وبورصات، وخبير استطلاعات رأي، خبير مدن وبنى
تحتية.. إلخ.
وأما في دول الصمود والممانعة فتتألف خليةُ الأزمة من:
خبير عسكري، وخبير أمني، وخبير ميداني، وخبير إعلامي، وخبير مداهمة
واقتحام، وخبير تحقيق ونزع اعترافات، وخبير كهربائي، وخبير إخفاء جثث،
وخبير حواجز وتفتيش، وخبير تمشيط أماكن آهلة.. إلخ.
هؤلاء المنشقون
تعجبني،
أخيراً، الردود التي تقدمها خارجيتنا للتصرفات الرعناء التي يقوم بها بعض
السوريين المتأثرين بالقنوات العربية المغرضة (وبالأخص الجزيرة والعربية)..
فأقل ما يمكن أن يقال في هذه الردود إنها مُفحمة.
قالوا، مثلاً إن الجيش الحر استولى على المركز الحدودي في باب الهوى..
قالت الخارجية: معبر باب الهوى مغلق، من تلقاء نفسه، منذ حزيران (يونيه).. وهو في الأساس معبر لا قيمة له!!!!!
قالوا: ثمة سفراء انشقوا عن النظام.
قالت
الخارجية: عبد اللطيف دباغ ليس على رأس عمله منذ حزيران (يونيه).. ولمياء
الحريري لم تكن سفيرتنا في قبرص، بل إنها تقوم بعمل السفير بالنيابة، ريثما
تعين القيادة الحكيمة سفيراً معتمداً. وأما محمد تحسين الفقير، فليس سوى
موظف إداري صغير في سفارتنا بسلطنة عمان!
***
قالوا لرجل: زوجتك ذهبت مع الكهربجي فلان إلى الغابة. إذهب، إن كنت لا تصدق، وتحقق من الأمر بنفسك.
قال الرجل: أولاً هذا (فلان) ليس بكهربجي.. وثانياً لا يوجد هناك سوى شجرتين صغيرتين.. من أين جاءت الغابة؟!
كاتب سوري ما يزال يعيش في سوريا.