الحدود الأردنية السورية: موجات نزوح وزخات رصاص وتوتر عسكري غير مسبوق
2012-07-29
لاجئون سوريون في الأردن
عمان-
القدس العربي: بدأت موجات غير مسبوقة من اللاجئين السوريين تتدفق وسط
إطلاق النار إلى الجانب الأردني من الحدود التي تواجه وضعا متوترا للغاية
تطلب إعلان حالة الطوارئ العسكرية والأمنية القصوى في المنطقة.
وفي غضون
ذلك توقفت تماما حركة عبور البضائع عبر مركز حدود جابر ونصيب الفاصل بين
الأردن وسوريا فيما قالت مصادر في وزارة الصحة الأردنية بأن مستشفى الرمثا
الحكومي يستقبل عشرات المصابين من اللاجئين الذين يجازفون بحياتهم ويعبرون
الشيك الفاصل بين البلدين فيما لم توضح الحكومة الأردنية بعد موقفها من
موجات النزوح الكبيرة التي تجتاح البلاد للفارين السوريين من جحيم القتال.
ومع تمركز مجموعات منظمة ومدربة من الجيش السوري الحر في محيط قرى محافظة
درعا القريبة من الحدود مع الأردن إزدادت حدة القوات النظامية التي تطلق
النار على أي آلية تتحرك في المنطقة وعلى اللاجئين بعد صدور أوامر مركزية
للجيش السوري بمنع اللاجئين من الفرار للأردن.
وقتل فجر الجمعة طفل سوري عمره أربع سنوات وجرح ضابط أردني كان يحاول إسعافه برصاص سوري على الشيك الحدودي الفاصل.
وقال عاملون في مجال الإنقاذ والإسعاف شمالي البلاد بأن العشرات من السوريين يصلون للأردن منهكين ومرضى أو مصابين.
وقال فتحي عباس أحد المعاونين لفرق إنسانية في منطقة شمالي الأردن بأن
أكثر من 40 لاجيء سوري دخلوا أو زاروا فجر الأحد مستشفى الرمثا الحكومي
الأردني في موجة يقول نشطاء أنها مسعورة من الجيش النظامي لوقف تدفق
اللاجئين السوريين من محيط محافظة درعا.
وكانت تقارير إعلامية قد قالت بأن أكثر من 2000 لاجيء سوري وصلوا فعلا
للأردن عبر قواعد تنسيق لوجستية أقامها الجيش الحر مع السلطات الأردنية
فيما صدر عن وزارة الداخلية ما يوحي بأن العدد يزداد بوتيرة متصاعدة جدا مع
تنامي هروب عائلات بأكلمها.
وقال عباس للقدس العربي بأن منطقة الحدود تشهد ضغطا عنيفا والقرى المحيطة
أصبحت ساحة قتال عسكرية حقيقية حيث تنتشر الآليات العسكرية على الطرفين
وتضاء قنابل التنوير وتسمع أصوات الرصاص من الجانب السوري ويمكن عبر
المشاهدة المباشرة تلمس حركة طارئة ورقابة دائمة للقوات الأردنية المرابطة
لتأمين الحدود ومساعدة اللاجئين.
ويبدو أن تزايد نشاط الجيش الحر في إحتضان اللاجئين وتأمين نقلهم للجانب
الأردني إنتهى بإطلاق نيران سورية مكثفة تجاه الطرفين داخل الأراضي السورية
فيما تبدو السلطات الأردنية مستعدة للرد على أي نيران تطلق داخل الأراضي
الأردنية.
ويبدو أيضا أن المنطقة الحدودية أصبحت شبه عسكرية تماما فقد توقفت حركة
الشاحنات بالإتجاهين وتضاعف الوجود العسكري وعلق اللاجئون بين أطراف
التجاذب وبدأت مواجهة محسوبة على كل الإحتمالات على الشريط الحدود مع
تسريبات تجددت عن وصول شخصية سورية رفيعة المستوى للحدود الأردنية مساء
الأحد.
ولا ترصد مظاهر الحياة الطبيعية في المنطقة الحدودية التي أصبحت منطقة
عمليات أمنية وعسكرية هدفها إدارة ملف اللاجئين الهاربين بكثافة فيما تغيب
عنها مظاهر الحياة الطبيعية مع تكثيف في وجود فرق الإسعاف ونشطاء الإغاثة.
وفي غضون ذلك أعلن محمد الداوور مسئول نقابة العاملين في الشاحنات بأن حركة
التجارة عبر النقل البري بين مركزي الحدود متوقفة تماما من الجانب الأردني
بسبب تكاثر عمليات النهب والمخاطر الأمنية.