إن قراءة نص تفكيكي يحكم على الدلالة بلانهائيتها، وعلى القصدية بالتخريف،
تنهدم كل لزومـياته مع دعواه، فالتّفكيك ليست له قناة إلّا النص ينـثر فيها
ترابطات دواله وتشابكات مدلولاتـه، فهو يفكّك مستحضراً قارئه استحـضاراً
هاجسيا بوصفـه وعيـاً يحتكم لمرجعية تستقي مبادئهـا النظرية وكلّياتها
ونماذجـها الإدراكية من تـمركزهـا الذاتي، فمن التهكـّم أن ننقض منطـلقنـا
وأساسنـا بحجة بنية اللغة وصياغتـها لكينونة لسـان الإنسان، فحتـى لو ثبتت
لـ "البنيــة" حقـيقتها وسياجها الحتـمي وحصّل العقل ضرورتها فليس ذلك
بدليل على إنعـدام إرادة الفهم ولا الإنـتـهاء إلى العـ