** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh

موقع للمتابعة الثقافية العامة
 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول



مدونات الصدح ترحب بكم وتتمنى لك جولة ممتازة

وتدعوكم الى دعمها بالتسجيل والمشاركة

عدد زوار مدونات الصدح

إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوع
 

 العلــم والنَّقــد الإيكـولـوجـي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هذا الكتاب
فريق العمـــــل *****
هذا الكتاب


عدد الرسائل : 1296

الموقع : لب الكلمة
تاريخ التسجيل : 16/06/2009
وســــــــــام النشــــــــــــــاط : 3

العلــم والنَّقــد الإيكـولـوجـي Empty
04072012
مُساهمةالعلــم والنَّقــد الإيكـولـوجـي



العلــم والنَّقــد الإيكـولـوجـي









يُعَدُّ

النقدُ الإيكولوجي
eco-criticism
أو النقد "الأخضر" أحد أحدث الفروع البينية التي برزتْ في الدراسات الثقافية
والأدبية. يأخذ النقد الإيكولوجي على عاتقه مهمةَ تحليل الدور الذي تلعبه البيئةُ
الطبيعيةُ في تشكيل مخيلة جماعة ثقافية ما في لحظة تاريخية بعينها، فاحصًا عن كيفية
تعريف مفهوم "الطبيعة"
nature
وعن ماهية القيم التي تُعزى إليه أو تنكره ولماذا، وكذلك عن الطريقة التي تُرى بها
العلاقةُ بين البشر والطبيعة؛ وبالأكثر تحديدًا، يتحرَّى عن كيفية استعمال الطبيعة
أدبيًّا أو مجازيًّا في عبارات أو أساليب جمالية وأدبية محددة، وعن ماهية الأفكار
المسبقة عن الطبيعة مما تستبطنه العباراتُ المجازيةُ التي قد لا تشير إلى هذا
الموضوع إشارةً مباشرة. وبدوره، يسمح هذا التحليل للنقد الإيكولوجي بتعيين الطريقة
التي تسربتْ من خلالها مفاهيم محددة ومشروطة تاريخيًّا عن الطبيعة وعمَّا هو طبيعي
– وخصوصًا معانٍ أدبية وفنية عنها – وساهمتْ في صياغة إدراكاتنا الحالية عن البيئة.
بالإضافة إلى ذلك، يفهم بعض النقاد الإيكولوجيين عملَهم الفكري بوصفه مساهمةً
مباشرةً في المناظرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الحالية حول قضايا التلوث
البيئي وحماية البيئة.




يبدو هذا البحث، للوهلة الأولى، وكأنه يتيح بناء جسور بينمناهجية

interdisciplinary
تصل بين العلم والنقد الأدبي أو بين العلم والنقد الثقافي، على اعتبار أن العلم هو
"البنية" الأكثر تأثيرًا على الطبيعة في الثقافات الغربية، وأنه أسهم إسهامًا
مميزًا في نشوء الفكر البيئي منذ ستينيات القرن العشرين، ومكَّن المذهب البيئي
المعاصر، إلى حدٍّ كبير، من حيازة الثقة في الوسط الشعبي. لقد ساند العلمُ دعاوى
"الخضر" فيما يتصل بتدهور البيئة – من ثقب الأوزون، إلى انقراض الأنواع الحية، إلى
تآكل التربة الزراعية. لكن حتى في الفكر البيئي، يبدو دورُ العلم ملتبسًا: إذ بينما
تدعو نتائج البحوث العلمية إلى دعم السياسات البيئية، فإن بعض قطاعات حركة "الخضر"
يعتبر نفسه على تضادٍّ وخصومة مع العلم الذي يُتصوَّر أنه أحد الأسباب الجذرية
للتدهور الحالي في المنظومات الإيكولوجية
ecosystems،
وأن ذلك عائد أساسًا إلى اقترانه تاريخيًّا مع التكنولوجيا والنزوع إلى التصنيع
وتوسع المدن؛ لا بل إن الجماعات البيئية التي تؤيد الفكر الكلاَّني

holistic
والمقاربات اللاعنفية للجسم البشري وللبيئة الطبيعية تضع نفسها على تضادٍّ مع ما
يُعتبَر ميثودولوجيا العلم الحديث المفرطة في التخصص والمادية والعدوان.




لعلنا، إذا أخذنا في الحسبان هذا الالتباس في الحركة الخضراء، لن نستغرب أن العمل
الذي أنتجتْه فروعُها الأكاديمية حتى الآن لم يؤسِّس لأية صلات متميزة بين
المقاربات العلمية والأدبية للبيئة. لكن التحفظات على دور العلم في إحداث التدهور
البيئي ليست مسؤولة سوى مسؤولية جزئية عن هذا الافتقار إلى الروابط؛ إذ تلعب
التقاليد المناهجية
disciplinary
دورًا هامًّا في هذا المجال: فعلى الرغم من أن النقد "الأخضر" اختصاص حديث نسبيًّا،
فإن دراسة الطبيعة والعلاقات بين البشر والطبيعة، في الأدب والفن، ليست حديثة. يعود
النقد الإيكولوجي بأفكاره إلى تراث طويل من النقد يقارب الطبيعة كموضوع جمالي، لا
كموضوع علمي، ويرى غالبًا أن التحليل العلمي يعيق الإدراك الجمالي. وبالفعل، يسهل
في هذا الإطار تصورُ الأدب والفن متراسين في مواجهة العلم والتكنولوجيا (النظرة
التي ترجع قُدُمًا إلى الحقبة الرومانتيكية) أكثر منهما موقعين للمواجهة بين أنماط
مختلفة من المعرفة والفكر النظري. حتى إن العلم، عندما لا يُنبَذ، يوظَّفُ تباعًا
وفي بساطة كوسيلة لتأكيد الجمال والتعقيد الذي يفترض المبدع مسبقًا أنهما ملازمان
للطبيعة، دون أية محاولة جدية لتجسيرٍ مفهوميٍّ للهوَّة بين الوصف العلمي والتقييم
الجمالي.




تنشأ مشكلةٌ من نوع آخر عند محاولة بناء جسور إيكولوجية بين الأدب والعلم. ويعود
ذلك إلى انزياح في المصطلح من "الطبيعة"
nature
إلى "البيئة"
environment.
"البيئة" مفهوم أكثر تجريدًا من مصطلح "الطبيعة"، وأكثر غموضًا منه أيضًا، لأنه
يمكن (وأحيانًا يحصل) له أن يشمل كلاًّ من الموائل
habitats
الطبيعية والموائل البشرية الصنع. يحمل هذا التغير في المصطلح دلالةً على شكوك
قوية، خصوصًا – وليس حصرًا – في العلوم الإنسانية، حول الموضع الذي ينبغي فيه رسمُ
خطٍّ فاصل بين الطبيعة والثقافة: فعلى الرغم من أننا جميعًا أصحاب إدراك حدسي لهذا
الفارق، فإنه ليس من السهل إطلاقًا أن نصوغه صياغةً واضحة. مهما يكن من أمر، فإن
معظم البيئات الطبيعية التي يلقاها الغربيون لم يعد "بريًّا"

wild
لم يمسسْه الإنسان – مع أنها قد تستمر في إدهاش الملاحظ
باعتبارها "آخَرًا" غير بشري. يجد النقاد الأدبيون أنفسهم، منذ مجيء التفكيك

deconstruction
والنقد التاريخي الجديد والدراسات الثقافية، وبشكل مبرَّر، قلقين حيال محاولة رسم
حدود دقيقة فاصلة بين مفاهيم يُقصي بعضُها بعضًا، من قبيل "الطبيعة"

nature
و"الثقافة"
culture،
فيحاولون مباشرةً تحليلاً أقرب يعقد صلاتٍ مع هذه الاختصاصات بطرق متعددة، سواء
كانت هذه الصلات دلالية أو تاريخية أو سياسية.




أكثر من ذلك، ثمة في سياق الدراسات الثقافية مقاربة واحدة على الأقل لمسألة الأزمة
البيئية، وهي ترى أن الخطاب الجديد حول ندرة العالم الطبيعي ومحدوديته الذي ظهر في
عقد السبعينيات قد تأسَّس على العلاقات الاجتماعية لعدم المساواة أكثر منه على
"الحقيقة" العلمية. يُعَد أندرو روس
Andrew Ross
في كتابه الأخير نظرية الحياة عند حلقة شيكاغو مثالاً على هذه المقاربة: لا
ينكر روس واقع التدهور البيئي (على الرغم من أنه لا يقول كيف يمكن للمرء أن يؤكد
هذا الواقع إذا كانت الميثودولوجيا العلمية، كما يزعم، نسبية)، لكنه يشدد على أن
هذا التدهور يتأسس، في التحليل الأخير، على التباينات الاقتصادية والاجتماعية
والثقافية التي تحتاج إلى الدراسة قبل أن يكون شيءٌ من قبيل "التنمية المستدامة"
sustainable development
قابلاً للإنجاز؛ وهو يرى أن أية بلاغة سياسية تشدِّد على الندرة ينبغي أن تتجذَّر
في المصالح المسيطرة التي ينبغي التحري عنها في عناية فائقة قبل أن نوافق على أية
فكرة من قبيل "محدودية الطبيعة". مرة أخرى، من شأن هذا النوع من المقاربة – مهما
تكن قيمتُه من نواحٍ أخرى – أن يزيح الثقل بعيدًا عن البحث عن رابط بين المقاربات
الأدبية والعلمية للبيئة لصالح تحليل لا يرى في العلم أكثر من أداة للمصالح
السياسية التي يوليها النقدُ الثقافي انتباهَه الأكبر.




لذلك، ومنذ البداية، يجابه النقد الأدبي "الأخضر" طيفًا ملونًا، ليس منسجمًا دومًا،
من المقاربات للبيئة: فهناك البنية الخطابية التي تندفع إلى المدى الذي يصبح
فيه التمييز بين الطبيعة والثقافة في حدِّ ذاته متكئًا على قيم ثقافية خاصة؛ والبنية
الجمالية
التي تضع القيم في الطبيعة لما تتصف به من جمال وتعقيد وبريَّة؛ والبنية
السياسية
التي تشدِّد على دور المصالح السلطوية في إضفاء القيمة على الطبيعة أو
نزعها عنها؛ وأخيرًا، البنية العلمية التي تهدف إلى وصف وظائف المنظومات
الطبيعية. لذا ينبغي لأيِّ تحليل نقدي إيكولوجي متميز أن يضع نفسه في علاقة مع هذه
الخطابات وأن يتحرَّى نقديًّا عن إسهامها في المشاريع الإيكولوجية. إن أحد الأسئلة
المركزية التي تنشأ عن هذا التحري هو السؤال عن كيفية تقدير قيمة البيئة الطبيعية
من حيث الحاجات والأغراض البشرية. تلح "الإيكولوجيا الاجتماعية"

socio-ecology
عمومًا على أن الحاجات البشرية والرفاه الاجتماعي هما اللذان يحدِّدان مقاربتنا
للطبيعة، بينما تشدِّد "الإيكولوجيا العميقة"
deep ecology
على العكس، أي على أن للطبيعة قيمةً بذاتها مستقلة عن نفعها للبشر. إن أهداف أيِّ
مشروع للنقد الإيكولوجي وطرائقه ينبغي لها أن تحدَّد تحديدًا حاسمًا بالكيفية التي
يعرِّف نفسه بها في علاقته مع هذه الانقسامات الواسعة ضمن الفكر البيئي.



إن
اهتمام مقاربات النقد الإيكولوجي للنظر إلى النصوص الأدبية والأعمال الجمالية
باعتبارها مواقع تتصادم ضمنها المعرفةُ العلميةُ مع أنواع أخرى من الخطاب لَيجعلُها
على الخصوص في مواجهة النزاع بين دعوى العلم بأنه يقدم وصفًا للطبيعة محايدًا
قيميًّا وبين ميل التحليل الثقافي إلى أن يرى البحوثَ مصوغةً بواسطة مصالح اقتصادية
وسياسية وإيديولوجية خاصة تزوِّدها، قليلاً أو كثيرًا، بمجموعة من القيم الصريحة.
لكنْ إذا كان السياق الذي تنبثق عنه البحوثُ العلميةُ تشكِّله قيمٌ محددة، فلا ينجم
عن ذلك بالضرورة أن نتائج هذه البحوث سوف تدعم هذه القيم. وهذا هو التمييز الذي
يقيمه بعضُ التحليلات الثقافية ويسبِّب الإرباك. وسوف أحاجج بأن الوصف العلمي
للطبيعة، نظرًا لسلطته المعرفية وتأثيره الثقافي الواسع في الغرب وبقية العالم
أيضًا، ينبغي له أن يكون أحد أحجار الزاوية في النقد الإيكولوجي وأن يواجَه ويقارَن
مواجهةً ومقارنةً مفيدتين مع الرؤية الأدبية للبيئة. لا تمكِّن هذه المواجهة من
تقدير الطريقة التي يجري بموجبها تصورُ التبصرات العلمية ثقافيًّا وتحويلُها (أكثر
من "بنائها") وحسب، بل يتيح للنقد أيضًا أن يدرك أين يحيد الأدب – أو، في بعض
الحالات، يرغب أن يحيد أو يحاول ذلك – عن المقاربة العلمية تبعًا لأهداف إيديولوجية
أو جمالية خاصة. بذا يصبح النص
text
هو الموضع الذي تصل فيه إلى نهايتها رؤًى مختلفةٌ للطبيعة وصورٌ
متنوعة للعلم أكثر منه مجرد موقع لمقاومة العلم ومزاعمه حول الحقيقة، أو أكثر منه
بنيةً يُدعى إليها العلمُ كي يؤكد الجمال الفطري للطبيعة وحسب.




تبدو هذه المقاربة هي الأكثر ملاءمة تمامًا، وذلك لأن بعض النقاد الإيكولوجيين
أفرطوا في تطبيق المصطلحات البيئية على النصوص الأدبية تطبيقًا مجازيًّا، وبذا
نقلوا أفكارًا من نحو "الإيكولوجيا"، "المنظومة الإيكولوجية"، "التوازن
الإيكولوجي"، "الطاقة"، "الموارد"، "الندرة"، إلى النصوص، وجرى تصورُ هذه النصوص
كمنظومات ذات منطق داخلي، ما إن ينشَّط بملاحظة القارئ له حتى يكشف عن الترافق
الدينامي بين عناصر متنوعة وبين التطور الكلِّي للنص (مثلاً، وصف النباتات الخضراء
كـ"قصائد الطبيعة" والقصائد كـ"نباتات خضراء تقيم بيننا"). أجد، من جهتي، أن
الترجمة المجازية للمفردات الإيكولوجية تنطوي على إشكالية كبيرة لأنها لا تميل فقط
إلى إحياء الاستعارة البالية عن النص ككائن بيولوجي، بل تعيد، بواسطة مصطلحات غير
أدبية، تقديم الرؤى الأدبية عن الطبيعة كمخلوق متناغم ومسالم؛ أما مصطلح "التلوث"
pollution
فنادرًا ما يترجَم بالأسلوب ذاته. إن المقاربة التي أدافع عنها تتحاشى مثل هذه
النقلات المجازية، وذلك لصالح ما هو أدبي أكثر، واحتمالاً، لصالح المزيد من
المواجهة الخصامية بين الأوصاف العلمية والأدبية للطبيعة.



في
زمن اشتداد الأزمات الإيكولوجية والنزاعات الاجتماعية المتفاقمة حول إدارة الموارد
الطبيعية وتوزيعها، ومع تنامي عدد المنخرطين في القضايا البيئية القادمين من حقل
الأدب والأشكال الفنية الأخرى، يجد النقد الأدبي نفسه في بدايات التفكير عن
المضامين التي يحملها "الفكر الأخضر" للممارسات الأدبية. لقد كوَّن العلم، بشكل أو
بآخر، جزءًا مركزيًّا من المناظرات الإيكولوجية حتى الآن؛ ويجازف "النقد الأخضر"
بإدانة نفسه إذا تجاهَل الإسهامات والتحديات التي يوفِّرها وصفُ الطبيعة العلميُّ
للتأملات الجمالية. وبتأسيسه أرضيةً محكمةً علميًّا للقضايا البيئية، يسهم النقدُ
الإيكولوجي إسهامًا مميزًا في الحوار البينمناهجي بين الأدب والعلم؛ وليس هذا فحسب،
بل يسهم أيضًا في إعادة التفكير الواسعة النطاق في العلاقات بين البشر والطبيعة
التي تجري حاليًّا في المجتمعات الغربية.



***
*** ***



ترجمة: معين رومية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مُشاطرة هذه المقالة على: reddit

العلــم والنَّقــد الإيكـولـوجـي :: تعاليق

لا يوجد حالياً أي تعليق
 

العلــم والنَّقــد الإيكـولـوجـي

الرجوع الى أعلى الصفحة 

صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:تستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
** متابعات ثقافية متميزة ** Blogs al ssadh :: دراسات و ابحاث-
إرسال موضوع جديد   إرسال مساهمة في موضوعانتقل الى: