صحفيون يعربون لهسبريس عن آرائهم في قضيّة النهاري ولغزيوي
هسبريس ـ إسماعيل عزام
الاثنين 02 يوليوز 2012 - 09:45
في
إطار الجدل الذي خلقه حوار رئيس تحرير جريدة "الأحداث المغربية"، المختار
لغزيوي، مع قناة "الميادين" حول الحرية الجنسية، وكذا الرد القوي للشيخ
عبد الله نهاري عليه، والذي قيل عنه في الكثير من منبر إعلاميّ أنه "تهديد
صريح بالقتل"، عبّر عدد من الصحفيّين عن رأيهم في الموضوع لهسبريس.
الصحفية
حنان رحاب، زميلة المختار لغزيوي بـ "الأحداث المغربية" قالت إنّ "ما دعا
اليه نهاري يعتبر تحريضا على القتل و العنف، ما ينافي مبادئ حقوق الإنسان
ويقع تجريمه في كل القوانين عبر العالم كما يجرمه القانون المغربي"،
وزادت: " هذه القوانين تحرم التحريض على القتل و العنف و الإرهاب، و تحمي
الناس و المؤسسات من المتطرفين، سواء كانوا ذوي توجهات دينية أو فاشية أو
عنصرية."
أما إسماعيل حمودي، الصحفي بجريدة "أخبار اليوم"، فقد
قال إنّ ما يجري "معركة وهمية مسيّسة ودون أفق"، واسترسل حمودي: "يحب ضمان
حرية التعبير للغزيوي والنهاري.. وأرى أن هناك سوء فهم لما قاله الطرفان
لأن نهاري لم يقل بقتل لغزيوي، وكذلك لغزيوي لم يقل أنه يرضى الجنس خارج
الزواج لأمه وأخته، لكن بشكل عام يجب حماية حرية التعبير للجميع، وما عبر
عنه نهاري ليس حكما قضائيا وإنما هو رأي فقط، ولا يجب إرهاب العلماء بهذا
الشكل وتخويفهم، كما أن تغطية القناة الثانية كانت متحيزة وغير مهنية
ومسيئة للمهنة".
الصحفي المغربي المقيم بالديار الإيطالية عبد
المجيد فرجي أعرب عن تضامنه مع لغزيوي موردا أنّ " ما دعا إليه عبد الله
النهاري يعتبر تحريضا على القتل والعنف، وهذا مرفوض تماما وغير مقبول
بالمرة، سواء باسم الدين أو العقل، كما إنه يضرب في العمق دولة الحق
والقانون التي ننشدها"، وزاد فرجي: "لا أتّفق مع رأي لغزيوي بالمرة، لكن
عواقب ومآل تصريح النهاري تزيد من تعقيد النقاش عن الحرية عموما والحرية
الجنسية خاصة، وإن كانت هذه الأخيرة تناقش بتشنج كبير قل نظيره مقارنة مع
قضايا أكثر أهمية لدى المواطن المغربي كالحق في الصحة والتعليم والمعلومة".
عبد
الكريم القمش، كاتب عمود بجريدة "الخبر" قال لهسبريس إنه سبق وكتب تضامنا
مع لغزيوي، وأضاف: "أؤكد على تضامني المطلق مع زميلي المختار لغزيوي فيما
طاله من تحريض على القتل، وأدعو الشيخ نهاري إلى مناقشة عمق الفصل 490
الذي يخالف بطبيعته الشريعة الإسلامية المحرمة للتجسس على خلوات الناس
واقتحام خصوصيتهم.. كما حدث مع سيدنا عمر في الواقعة الشهيرة، ناهيك عن
كون الدين دعانا إلى الاستتار في حالة البلوى".
المحجوب فريات،
الصحفي بمجلة "الآن الأسبوعية"، أكد هو الآخر تضامنه مع لغزيوي.. "قضية
الصديق المختار مع النهاري هي فصل آخر من فصول محاربة الرأي في المغرب،
وبغض النظر عن موضوع التحريف الذي لحق تصريحات رئيس تحرير الأحداث
المغربية لقناة الميادين فإن الخطير هو العودة لمصادرة الرأي، حيث وصل
الأمر هذه المرة إلى الدعوة الصريحة للقتل، وهو الذي يضع حكومة بنكيران
أمام المحك لإظهار صدقها في احترام الرأي والدفاع عن حرية التعبير وحماية
السلامة الجسدية للزميل لغزيوي بمتابعة النهاري حتى تكون محاكمته نموذجا
للضرب بيد من حديد على خفافيش الظلام" يقول فريات.
بدوره محمد
محلا، الصحفي بموقع "كيفاش" فقد أورد لهسبريس: "أندد بهذا التهديد لحياة
الزميل المختار لغزيوي، وكجسم صحفي ندعو السلطات لاتخاذ الإجراءات اللازمة
في حق نهاري، يمكننا أن نختلف مع أي كان في الأفكار والمواقف، لكن لا يمكن
أن نصل إلى الإبادة الجسدية.. وقد كان على النهاري أن يدخل في نقاش لطرح
أفكاره كما فعل لغزيوي، لا أن يبني خطابه الديني على كذب وبهتان وتحريف
لما قاله المختار عبر قناة الميادين".. وهو نفس الرأي الذي يشارك محلا فيه
عزيز الدريوشي الصحفي بمجلة "مغرب اليوم" والذي طالب وزير العدل بـ
"التدخل لوقف العبث الذي يطال الخطاب الديني بالمغرب" حسب تعبير الدرويشي؟
أما
ياسين عدنان فقد قال: "لا أفهم كيف يجرؤ شيخ ظلامي مثل النهاري على إهدار
دماء الصحفيين بهذه الخفّة.. كما لا أستسيغ أن يظل تهييج العواطف ضدّ
الرأي المخالف ساريًا في مغربٍ نريده متفتّحًا على مختلف الآراء.. كما لا
أحتمل أن يعيق التحريض الدموي الأعمى سبيل التواصل العقلاني والحوار
الديمقراطي لأنّنا نحتاج في مغرب اليوم تعزيز منطق الاختلاف والاعتراف
بهذا الاختلاف والتعدّد من خلال الحوار والتفكير".. واستطرد مقدم برنامج
"مشارف" على "الأولى" بقوله: "شخصية نهاري مثيرة فعلا وجديرة بالدراسة
والتحليل في إطار علم النفس الاجتماعي.. فهي تجسيدٌ لمفهوم الشخصية
الهستيرية بما تعنيه من حبٍّ مرضيٍّ للبروز ولفت الانتباه، وهو يتوسّل في
ذلك كلَّ سبل التهريج والتهييج والبكاء والنشيج بأداءٍ مسرحيٍّ ركيك.. أما
المختار لغزيوي فمحنته الحقيقية أنه تعرّض لتواطؤ الجهالات..".