جنرال فرنسي: التدخل الاوروبي العسكري في سورية غير ممكن بدون البنتاغون وخبير آخر لا يستبعد انتصار الجيش السوري الحر
حسين مجدوبي
2012-07-02
مدريد
ـ 'القدس العربي' اعتبر أحد أبرز القادة العسكريين الفرنسيين جان باتريك
غافيار أن شن حملة عسكرية أوروبية وبدعم من دول منطقة الشرق الأوسط في
حالة مصادقة الأمم المتحدة على التدخل العسكري غير قابلة للتنفيذ بدون
الولايات المتحدة.
في حين يرى خبير آخر وهو توماس بييريت أن انتصار
المعارضة المسلحة أمر وارد بعدما عجز نظام بشار الأسد القضاء عليها طيلة
هذه المدة الزمنية ورغم توظيف شتى الأسلحة والعرب.
وفي مقال تحليلي في
جريدة 'لوموند' في عدد أمس بعنوان 'تدخل عسكري في سورية ممكن'، أبرز
الجنرال جن باتريك غافيار المتخصص في العمليات الخاصة أن تدخلا عسكريا من
طرف الدول الأوروبية عمل قابل للتطبيق في حالة توفير الولايات المتحدة
الدعم اللوجيستي دون تدخل كبير بسبب ما تعانيه في أفغانستان وبسبب قرب
الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ويرى الجنرال أن مساهمة قطرية وإماراتية
وسعودية ودعم عسكري وسياسي قوي من تركيا لا بد منه في الائتلاف العسكري
الدولي.
ورفض الجنرال اللجوء الى القوة البرية مهما كانت قوة ومتانة
الجيش السوري الحر، واعتبر أن الإكتفاء بالقوات الخاصة لتنفيذ عمليات خاصة
وسط الأراضي السورية كافي للغاية علاوة على حصار بحري.
ويعترف الجنرال
بقوة السلاح المضاد للطيران الذي تمتلكه سورية وآخر مثال إسقاط مقاتلة
تركية منذ أسبوعين، ويعتبر في هذه الحالة أن صواريخ الولايات المتحدة
البعيدة المدى وطائرات ف 22 ستكون ضرورية في المرحلة الأولى لضرب المقاومة
الجوية لنظام دمشق. واستشهد الجنرال في هذا الصدد، بما جرى سنة 1999 خلال
الهجوم على صربيا، حيث لعبت الولايات المتحدة الدور الرئيسي في شل
الدفاعات الجوية الصربية قبل تدخل سلاح الجو لباقي الدول الأوروبية.
الجنرال
يؤكد أن سورية ليست ليبيا بسبب الاختلاف في التسلح والتدريب، وأن الحالة
السورية تبرز مجددا عدم القدرة العسكرية الأوروبية على التدخل في حالات
حساسة مثل الحالة السورية حيث يقوم نظام بالقتل البشع اليومي في حقه شعبه،
وأن كل تدخل سيتطلب دورا أمريكيا في الدعم اللوجيستي والتدخل أحيانا وكذلك
جمع المعلومات.
وفي مقال آخر في عدد اليوم الثلاثاء لجريدة 'لوموند'،
يعتبر توماس بييريت أن معظم المراقبين كانوا يتكهنون بخسارة فادحة للجيش
السوري الحر أمام الآلة العسكرية لنظام بشار الأسد، لكن التطورات بدأت
تظهر وإن كان انتصار الجيش السوري الحر صعب في الوقت الراهن فهو غير
مستبعد نهائيا. ويرى أنه منذ شباط (فبراير) الماضي عندما بدأ نظام بشار
الأسد يستعمل المدفعية الثقيلة والدبابات والهليكوبتيرات لم يتمكن من
استعادة الأراضي التي يسيطر عليها مقاتلو الجيش الحر.
ويعتبر أن الجيش
السوري بدأت تنهار معنوياته بشكل مستمر أمام جيش آخر من بني جلدته غير
مسلح بالشكل الكاف، كما لم يعد يحصل على الأسلحة الكافية وفي الوقت ذاته،
يتجنب استعمال سلاح الطيران بكثافة باستثناء الهليكوبتيرات خوفا من قرار
صادر عن الأمم المتحدة ينص على حظر الطيران في الأجواء السورية.
ويرى
المقال المعنون بـ 'سورية، احتمال فوز الجيش الحر' أن الجيش السوري الحر
الذي بدأ يتوصل بمعدات متطورة من قطر والعربية السعودية في حالة تقدمه
وسيطرته على بعض الأراضي الهامة علاوة على نصر سياسي قد يقنع روسا وإيران
بالتخلي النهائي عن بشار الأسد بدل الاستمرار في الرهان على سيناريوهات
الإصلاح.