ايران ستفاوض على سوريا والبحرين
صحف عبرية
2012-06-18
ما
تزال عجلة المحادثات بين ايران ومجموعة 'الخمس بزيادة واحدة' متعثرة في
سيرها كما هي الحال في الاغنية الشهيرة 'خطوة الى الأمام واثنتين الى
الخلف'. وموسكو هي المحطة التالية حيث ستبدأ اليوم المحادثات فيها. بدأت
في الاسبوع الماضي تظهر اشاعات ودلائل من مصادر ايرانية ايضا تتحدث وبخلاف
الجو المتشائم الذي ساد بعد اللقاء السابق في بغداد عن أنه يوجد هذه المرة
احتمال تقدم.
والسؤال الى أي اتجاه: هل الى احراز أهداف الغرب المعلنة ومطالب اسرائيل الحازمة جدا؟ أم الى تقديم مواقف طهران الى الأمام؟.
ان
الايرانيين وبحسب طريقة 'اخراج العنز' المعروفة قد 'تخلوا عن طلبهم اجراء
محادثة سابقة للقاء في موسكو'، محادثة أرادوا فيها كما يبدو ان يغيروا
سلفا شروط سقف التفاوض. وقد قال سياسي غربي لم يُكشف عن هويته: 'نحن نرد
بايجابية على عدد من أفكارهم'. فما هي الافكار الايرانية؟
ينحصر
معظمها في مضاءلة العقوبات مقابل الاستعداد (المبدئي) لاخراج احتياطي
اليورانيوم المخصب الى مستوى يزيد على 20 في المائة خارج حدود ايران.
اذا قُبلت هذه الصيغة فان الايرانيين يستطيعون الاستمرار في تخصيب كميات اخرى كما يشاؤون ومنها في المنشأة تحت الارض في فوردو.
ويجب علينا ان نفهم ان الطريق الى انتاج قنبلة ذرية من اليورانيوم المخصب
بنسبة أقل من 20 في المائة، ليست طويلة. ومع ذلك اومأ دبلوماسيون غربيون
الى أنه اذا اقترح الايرانيون صيغتهم المذكورة آنفا فسيكون الغرب مستعدا
لاقتراح تفضلات من جهته (برغم انه لم يعد سلفا باسقاط العقوبات الرئيسة).
وتريد طهران الى ذلك ان تقرن بالمحادثات الذرية شؤونا اخرى مثل سورية
والبحرين. فسيطلبون بحسب ما يقول مصدر ايراني معروف، لكن غير رسمي، ابعاد
الوجود العسكري الامريكي عن المنطقة والاعتراف بمكانة طهران الرفيعة في
العراق وافغانستان، واسقاط الوسائل التي تفسرها ايران بأنها تهديد امريكي
لنظامها، ومضاءلة الدعم الامني لاسرائيل والموافقة على انشاء نظام أمني
جديد للمنطقة كلها، نظام تكون ايران في مركزه.
ربما كانت روسيا
لاسبابها الخاصة توافق على بعض المطالب، لكن ينبغي ألا نفترض ان تتفضل
شريكاتها الغربية ولا سيما الولايات المتحدة بالسير على آثارها. لكن مجرد
اثارة هذه الافكار من جهات ايرانية يشهد على نية استعمال الشأن الذري
وسيلة لتعزيز هيمنتهم في الشرق الاوسط.
لن يكون من الصحيح ان نقول ان
اسرائيل وامريكا في مسار تصادم في الشأن الايراني، فاسرائيل تبارك ألا
تسمح الولايات المتحدة لايران بحسب تصريحاتها بـ 'الحصول على القنبلة
الذرية' وأنها تعارض سياسة 'الاحتواء' (أي تمكين ايران من التوصل الى
القنبلة الذرية لكن اقامة نظام وسائل تمنعها من استعمالها).
وترضى
اسرائيل ايضا عن صيغة 'كل الخيارات على المائدة'. وذلك بشرط ان يكون
البُعد العملي بين 'الخيار' والقرار المحتمل على تحقيقه غير بعيد جدا.
ولهذا فانه أكثر دقة ان يُقال ان اسرائيل والولايات المتحدة تسيران في
مسارين منفصلين لكنهما متوازيين لأن اسرائيل قلقة من ان يستغل الايرانيون
رغبة الادارة في 'التسويف' لاسباب مختلفة لدفع أهدافهم الذرية الى الأمام.
ينبغي
ان ننتظر ونرى ماذا ستكون نتائج اللقاء في موسكو، لكن من المنطقي ان نفترض
ان تستمر العجلة في التعثر في طريقها بعده الى المحطة التالية.