منهجية التغيير الناجح في الذات والمجتمعقال الله تعالى: (.. إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ...) (الرعد/ 11).
وقال عزّ شأنه: (وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ
أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا
إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ * الَّذِينَ اتَّخَذُوا
دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا
فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا
كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ
فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * هَلْ
يَنْظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ
الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ
فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ
غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ
عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ * إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي
خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى
الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ
وَالأمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ * ادْعُوا رَبَّكُمْ
تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلا
تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا
إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * وَهُوَ الَّذِي
يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا
أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ
الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ
الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ
نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلا نَكِدًا
كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ) (الأعراف/ 50-58).
- متطلبات التغيير:
1- حدّد الهدف وبكل وضوح، ومن دون عموميات مبهمة وغامضة.
2- تكلم بما هو مقدور لك، ولا تطرح شعارات أكبر من حجمك وإمكانياتك وقدراتك، واعلم أنّ الآخرين يراقبونك.
3- ابقَ مصراً على تحقيق أهدافك مهما واجهت من صعوبات ومهما تحملت في سبيلها من تضحيات.
4- ركز على أهداف معينة أو هدف واحد، ولا تسمح للآخرين أن يشغلوك عنه.
5- لا تجعل عاداتك تتغلب على إرادتك وتعيقك عن تحقيق ما تصبو إليه من أهداف.
- دقة التحديد والتركيز:
(من كلامه (ع) لابنه محمد بن الحنفية، لما أعطاه الراية يوم الجمل: (تزول
الجبال ولا تزل، عض على ناجذك، أعر الله جمجمتك، تِدْ في الأرض قدمك وارم
ببصرك أقصى القوم وغض بصرك، واعلم أنّ النصر من عند الله سبحانه).
- الحذار من الإغترار بإمهال الله تعالى:
(روي في زبور داود (ع): يقول الله تعالى: يا ابن آدم تسألني وأمنعك لعلمي
بما ينفعك، ثمّ تلح علي بالمسألة فأعطيك ما سألت، فتستعين به على معصيتي
فأهم بهتك سترك فتدعوني فأستر عليك، فكم من جميل أصنع معك، وكم من قبيح
تصنع معي، يوشك أن أغضب عليك غضبة لا أرضى بعدها أبدا. وفيما أوحى الله إلى
عيسى (ع) لا يغرنك المتمرد عليَّ بالعصيان، يأكل رزقي، ويعبد غيري ثمّ
يدعوني عند الكرب فأجيبه، ثمّ يرجع إلى ما كان عليه فعلي يتمرد؟ أم لسخطي
يتعرض؟ فبي حلفت لآخذنه أخذة ليس له منها منجا، ولا دوني ملجأ، أين يهرب من
سمائي وأرضي).
- نتائج المعاصي في حياة المجتمع وإعتبار نقض العهد من أكبر الجرائم:
(عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله (ص): خمس إن أدركتموهنّ فتعوذوا بالله
منهنّ: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون
والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان
إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا
القطر من السماء، ولو لا البهايم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد
رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم وأخذوا بعض ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير
ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم).
المصدر: كتاب أصول المحاضرات (أفكار أولية للكتابات ومحاضرات إسلامية)